إنَّ مقالنا الذي يتناول تصورات الآخر في الفكر الغربي المعاصر في امريكا تمثل في النظرة الفلسفية للإسلام ، من خلال الفكر الفلسفي لدى كل من (صومائيل هنتنجتون 1927-2008) و(فرانسيس فوكو ياما 1952) . إذ اتخذت فكرة الخطر الاسلامي مكانه أوسع في تنظيرات المفكر (هنتنجتون) كون أ الصراع حضاري وليس صراع مصالح ، لذا يرى بأن كل الصراعات التي حصلت في أوربا وغيرها من المناطق الغربية منها أمريكا وغيرها ، هي صراع مصالح ولابد أنّ ينتهي ولا يستمر طويلاً، ويضرب مثالاً الحربين العالميتين ، قد انتهت بين أبناء الحضارة الواحدة ، بينما الصراع الحضاري مع الآخر الشرقي (الإسلامي) مازالت مستمرة ، وستستمر الى أزمان أخرى، بسبب اختلاف البنى الاجتماعية والثقافية والدينية والاخلاقية لكلا الحضارتين ، الاسلامية والغربية (المسيحية) ومن بعدها أتت أنظمة الحكم الأوربية والامريكية بعد أنتهاء الحكم البابوي ، لذلك فهو يقدم في كتابه (صِدام الحضارات) أنّ الموضوع الرئيسي " هو أنّ الثقافة والهويات الثقافية والتي هي على المستوى العام هويات حضارية ،هي التي تشكل أنماط التماسك والتفسخ ، والصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة (...)، مزاعم الغرب في العالمية تضعه بشكل متزايد في صراع مع الحضارات الاخرى وأخطرها الاسلام"(1) ،والاسلام فكراً وديانة و حضارة في قبالة الغرب بكل ما تحويه الكلمة من التصادم وعدم التوافق بين الحضارتين ، لكن لماذا الاسلام أولاً، ثم تأتي بعده في الخطورة الحضارات الأخرى مثل الحضارة الصينية ، لمنافس الاقتصادي العملاق للحضارة الغربية ، أنّ النظرة العامة للإسلام في الغرب تأتي من كون هذا الدين دين إرهاب وهذا الدين مشحون بالكراهية تجاه الغرب بكل مسمياته ، وله توصيفات مشحون بالحقد في العقلية الإسلامية على وفق ما يتصوره الغرب ذاته ، لذلك فأن الاعتقاد لدى (هنتنجتون)بأن الصراع ليس اقتصادي ، أو صراع مصالح و ينتهي يوماً ما ، بل أنّ الصراع مع الحضارة الاسلامية هو صراع طويل مستمر منذ عهود قديمة وسالت ودماء غزيرة بين الحضارتين ،لذلك فأن الاسلام اخطر على الغرب من الحضارات الأخرى ، والاقرب تأثيراً من الحضارات الأخرى، وهذه الخطورة تأتي من الاعتقاد بهمجية هذا الدين حسب المعتقد الفكري لديه ، فينقل (هنتنجتون) عن (دانييل بيبس) الذي يقدم نعوتاً عن التخلف الاسلامي والتشدد في مواجهة التقدم الغربي ، اذ يرى (دانييل):" وحدهم الأصوليون المتشددون هم الذين يرفضون التحديث والتغريب ، ويلقون بأجهزة التلفزيون في الأنهار ، ويحرمون ساعات المعصم ، ويرفضون ماكينة الاحتراق الداخلي "(2) ، وهذه النعوت التي يوصف بها الجماعات المتشددة ، وكأنما اصبح الاسلام هو من انتجها فكرياً ، وكأن تعاليم الرسول (ص) هي التي اصبحت الدافع لهذه الجماعات المتشددة ، و كان هذه الجماعات هي العينة الممثلة للإسلام ، لكن لو سألنا (دانييل بيبس) كم تشكل هذه الجماعات من عدد السكان الاصلي للإسلام ؟، وهل الاسلام هو فقط هذه الجماعات المتشددة وأخرها (داعش) وقبلها (القاعدة) التي أوجدتها امريكا في افغانستان ؟ ، أم أنّ الاسلام هو أوسع وأكبر من هذه الجماعات التي تحاول أنّ تسيء للإسلام ولرسول الاسلام محمد(ص) ، و هل أنّ المسيحية او اليهودية خالية من الجماعات المتشددة ما حصل في اوربا من مذابح بأسم المسيح هي ليست كافية حتى يصبح الدين المسيحي دين إرهاب كما يوصف الاسلام الآن ويوصف الرسول بأنه (ارهابي)، لذلك فأن افكار (هنتنجتون) في جعل (الاسلام) الحضارة الاخطر ، هو يريد أنّ يتوج الافكار الغربية عن الاسلام تاريخياً، بأن يلغي الحضارة الاسلامية تحت مبدا التحديث والتغريب ، حتى يكون الغرب هو السيد المطلق في العالم ، وهنا يستعين أيضاً (صامويل هنتنجتون) بمثال آخر في كتابه عن (توينبي) التي يرى فيها " استجابة ثانية اخرى بالنسبة للغرب وهي (هيروديانية) (توينبي) لتبني كل من التحديث والتغريب ، هذه الاستجابة تقوم على افتراض أنّ التحديث أمر مرغوب فيه وضروري ، وأنّ الثقافة المحلية تتعارض مع التحديث وغير قابلة للامتزاج ويجب تجنبها ،أو الغاؤها ، و أنّ المجتمع لابد أنّ يتغرب بكامله لكي ينجح تحديثه "(3) ، وهنا نجاح التحديث يعني التغريب ونجاح التغريب يعني التحديث ، والامران لا يتمان الا بإلغاء الثقافات المحلية ، والغاء هوية الشعب الذي يتم تحديثه و تغريبه، ومن العقبات الواقفة أمام هذا التحديث هو (الاسلام) ومفاهيمه الأصيلة المستمدة من رسوله الكريم (ص) وأفضل طريقة لأبعاد الشعوب عن الإسلام ضربه بالصميم . أنّ الاسلام منذ أنّ وجد كديانة ، كانت هناك حضارات تعارضه ، وحاولت تشويه صورته ، وجعلت من يعتنق هذه الديانة كافر مقابل الايمان ، ومن ثم غير متحضر مقابل المتحضر ، ومن ثَم بعيد عن العالمية الغربية ،وبعيد عن الغربنة والتحديث في العصر الحديث ،فما هو العمل الذي يجب ان يقوم به العقل الغربي من أجل الغاء الاسلام من اصله، وافضل هذه الوسائل هي الطعن بمؤسس الاسلام وواجده ، وهو الرسول محمد(ص) بتشويه صورته وعقيدته وأصول ديانته وتوحيده ، وبالتالي سلخ أبناء هذه الامة من التواصل مع الاسلام ومع رسول الاسلام (ص) ، حتى يتم التحديث والتغريب، ومن أمثلة الاستجابة لهذه المؤامرة ضد الرسول (ص) والتشوية ما قام به (سلمان رشدي) في (آيات شيطانية) ، والتي سنتناولها فيما بعد .
وعودة الى (هنتجتون) الذي يشير أيضاً في كتابه (صدام حضارات) الى أنّ الاسلام والمسلمين شعوب تقوم ببناء حدودها بالدم من خلال عنوان في كتابه ، إذ يقول (تصادف : الحدود الدموية للإسلام) ، ويسرد في هذه الفقرة الصراعات الدموية التي وقعت بين الحضارة الاسلامية وباقي الشعوب المجاور لها في أوربا وأسيا وغيرها ، اذ يرى "أنّ الصراع القائم هو صراع بين الاسلام والآخرين . العداوات الحادة والصراعات العنيفة متغلغلة بين الشعوب الاسلامية المحلية والشعوب غير الاسلامية"(4) ، ويسرد مجموعة من الحروب التي يجعل الاسلام فيها هو المتسبب ، كون هذه الصراعات وقعت بسبب وجود الاسلام والمسلمين ، ومن أمثله: حرب (البوسنة والهرسك) و(كوسوفو) ،والصراع بين (اليونان والبانيا) ، و(الاتراك و اليونان) ،و(تركيا وأرمينيا) ،و(الأذريون و الارمن) ،و (الشيشان و الانجوش وشعوب اسلامية اخرى) ،و(روسيا و الشيشان) ،و(الافغان و الروس) ،و(الباكستان والهند) ،و(المسلمين والهندوس) ،والتمييز الديني في (بنجلادش وماينمار) ، وفي جنوب (تايلند) ،والصراع بين (اليهود و المسلمون) ، وغيرها من الامثلة التي يضربها (هنتجتون)(5)، ويعدها حدود دموية يعمل الاسلام على رسمها ضد الشعوب الاخرى ،وكل هذه الامثلة من أجل اقناع القارئ بأن الاسلام هو دين حرب ودماء ، ودين يعامل الشعوب الاخرى بقسوة ، ولو أستعرضنا مع (هنتجتون) طبيعة الصراعات نجد في اغلبها لا دخل للإسلام فيها كديانة ، فهل الحرب بين الارمن وتركيا هي بين المسلمين وغيرهم ، أم هي من بقايا الحرب العالمية الاولى ، وكانت الشعوب في تلك المنطقة مستقرة قبل دخولها بصراعات عالمية لتقسيم النفوذ الاستعماري بين الفرنسيين والانكليز و غيرهما من الدول المتحالفة معهما في هذا المجال ، وهل أنّ الحرب في كوسوفو والبوسنة والهرسك ، هي من بقايا انهيار النظام الاشتراكي في اوربا وقبلها كانت هذه القوميات متعايشة وبسلام وأنّ التقسيم الذي حصل بين الهند وباكستان والصراع المستمر حول كشمير وغيرها هي من بقايا النظام الاستعماري الذي جعل في كل تقسيم بين الدول مناطق متنازع عليها ، وهل أنّ الصراع بين اليهود والمسلمين في فلسطين هو بسبب (وعد بلفور) وغيرها من الامور التي اقحم فيها اسم الاسلام دون أنّ يكون له مبرر في ذلك ، كل هذه الامثلة هي بعيدة عن اتهام الاسلام ، بل هو مبرر استعماري لجعل شعوب المنطقة في صراع مستمر من أجل السيطرة عليها واستغلال ثرواتها ، بل حتى أنّ بعض الانظمة العربية التي استلمت زمام الامور في الحكومات الاسلامية كانت مدعومة بسياسات غربية ساعدها الغرب في قمع شعوبها ،.
وفي كتابه الثاني بعنوان (من نحن ؟) لـ(هنتنجتون ) الذي يرى فيه بأن هجمات (11 سبتمبر) ، والتي قام بها (اسامة بن لادن) جعلت من أمريكا تزداد في تحديد هويتها اكثر من السابق ، فإن هذه الهجمات ساعدت على تحديد "ملأ الفراغ الذي احدثه (جورباتشوف) مع عدو جديد خطير أكيد ، وقد حدد بدقة هوية امريكا بأنها امه مسيحية (...) وقد استهدفت امريكا باعتبارها عدواً ، لأنها قوية ومسيحية وتنشر قواتها المسلحة في ارض الاسلام"(6) ، وهذا الامر قابله الرئيس الامريكي (جورج بوش الابن) بأنها حرب صليبية ضد اعداء امريكا، فالسياسة الامريكية هي معتقدة بهذا الشيء ، قبل أنّ يراه (هنتنجتون) ، وحتى أنّ الحرب التي قامت بها امريكا ضد الدول الاسلامية جزء منها يدخل تحت هذا التفسير المعلن من قبل امريكا ، لأن العقلية الغربية وكما ضربنا بالأمثال السابقة أنّ عدد من رجال الدين الامريكان أنفسهم يرون ذلك ، فأن امريكا المسيحية هي من تقود العالم الغربي بالضد من الأخر الاسلامي ، ويؤكد هذا المفهوم بأن قرأت (هنتنجتون) على وفق الرؤية الامريكية والعقلية الجمعية للأمريكيين ،بأنها مكملة للنظرة العدائية للإسلام ، أي أنّ "المتشددين الإسلاميين ، من المتدينين والعلمانيين يعتبرون امريكا وشعبها ودينها وحضارتها عدو للإسلام ، ولا يمكن للأمريكيين الا أنّ يروا في المتشددين الاسلاميين عدواً لأمريكا (...)، فالعداء الاسلامي يشجع الامريكيين على تعريف هويتهم في سياق ديني ثقافي "(7)، ومن هنا فان تحديد هوية امريكا الثقافية والدينية لا تأتي في سياق ردات الفعل ضد (11 سبتمبر) فقط ، بل هو يقع تحت صراع حضاري طويل كان آخره في الهجمات المتبادلة بين (اسامة بن لادن ) و(جورج بوش الابن) . لذلك فأن اطروحتي (هنتنجتون) في (صدام الحضارات ، ومن نحن؟) احداهما انتجت الثانية ، فالصدام الحضاري مع الاسلام جعل من الهوية المعلنة لأمريكا- حسب رأيه- هي هوية دينية تقابل هوية الآخر الاسلام .
وفي الانتقال الى (فرانسيس فوكو ياما) ونظريته في (نهاية التاريخ)، التي حملت نفس عنوان كتابه (نهاية التاريخ والانسان الاخير)،إذ يرى في مقدمة الكتاب بان فكرة (نهاية التاريخ ) تكمن في طريقة حكم ونظام يعيش فيه الفرد والمجتمع يكون هو النظام القادر على أنّ يصمد إذ ما طُبق بشكله السليم ، وهنا يركز (فوكو ياما) على "الديمقراطية الليبرالية كنظام حكم لأنها اقتصرت على الايديولوجيات المنافسة - كالنظام الملكي الوراثي والفاشية ، واخيراً الشيوعية . لقد اشرت فضلاً عن ذلك الى أنّ الديمقراطية الليبرالية بإمكانها أنّ تشكل فعلاً (منتهى التطور الايديولوجي للإنسانية) و لـ(الشكل النهائي لأي حكم انساني) ، أي انها من هذه الزاوية (نهاية التاريخ) (...)، الا ان الذي اشرت الى نهايته لم يكن بالطبع التاريخ كتتابع للأحداث ، وإنما التاريخ كمجرد مسار متماسك للتطور الذي يأخذ في الحساب تجربة جميع الشعوب في انٍ معاً . هذه النظرة للتاريخ تقترب كثيراً من نظرة الفيلسوف الالماني الكبير (هيغل) "(8) ، لكن ماهي النظرة التي يقدمها (فوكو ياما) للإسلام كدين وشعوب في (نهاية التاريخ ) و( الانسان الاخير) و ما هي طبيعة وجود النظام الاسلامي في دائرته المعرفية ، بالعودة الى كتاب (نهاية التاريخ) ومدى اقتراب فكرته من فكرة الفيلسوف الالماني (هيغل ) كان ينظر الى العلاقة في السيرورة التاريخية ، وكيف كان ينظر الى أنّ هذه العلاقة في تكوين التاريخ البشري لا تعتمد على اقامت المجتمع المدني المرتكز على العنصر الاجتماعي كما عند (جون لوك) بل تعتمد على تحديد العلاقة بين السيد والعبد ،أي عندما تكون العملية مقترنة بطبيعة حياة الانسان و كيف أنّ هذه العلاقة تحدد على وفق من هو الاقوى الذي يسيطر والآخر الضعيف الذي يخضع للقوي، لكن هذه العلاقة تبقى غير مستقرة بسبب عدم الرضى ولأسباب مختلفة ، فأن (السيد ) كما يرى (فوكو ياما) في نظرة (هيغل) هو اكثر انسانية لأنه تجاوز طبيعته البايولوجية نحو غائية غير بايلوجية ، أي أنّ يكون مُعترفاً به ، أما العبد فيتخلى عن انسانيته خوفاً من الموت العنيف ، لهذا السبب خضع على الرغم من كون هذا الخضوع لا يعني الرضا لكن يبقى ضحية لحاجة الخوف التي بداخله و خضوعه للسيد ، والسيد يكون ذو انسانية كاملة ، بينما العبد يبقى ذو انسانية ناقصة برغم الاعتراف به كسيد ، وهذا الاعتراف يبقيه انسان ناقص ويبقيه عبد. (9)
ويرى (فوكو ياما ) بأن الشعوب الاسلامية التي خضعت للسيد بحاجة الى أنّ تتحرر حتى تشارك في النهاية التاريخ . والخضوع هنا متعدد ،أما أنّ يكون الخضوع للقوى الخارجية كالغرب مثلاً ، أو أن يكون على وفق مفهوم (هيغل) في (الروح المطلقة) والمرحلة الرمزية الاولى التي خضع فيها ابناء الشعوب الشرقية الى حكام ديكتاتوريين مثلوا أنصاف آلهة ، وكانت التضحية والخضوع جزء من هذه المعادلة ، ومن هنا يرى (فوكو ياما) بأن النظام الاسلامي المكمل للأنظمة الشرقية قديماً ، لابد أنّ يتعرض لمفهوم التحديث حتى يكون من ضمن طبيعة الانظمة الديمقراطية الليبرالية وهو ما يطرحه في كتابه الثاني عن (الاسلام والحداثة والربيع العربي)، إذ يرى بأن على الاسلام الراديكالي أنّ يكون هو الأنموذج الحقيقي لدفع الركود الاسلامي نحو التحديث والتجدد ، وكأنما يريد أنّ يقدم الاسلام المتشدد بدلاً عن الاسلام المعتدل ، يقدم الاسلام المشوه ويثبت صفاته ويؤكد عليها في ذاكرة ابناء الغرب الذي تعود على أنّ يرى الاسلام غير قابل للتعايش ،إذ يطرح (فرنسيس فوكو ياما ،وناداف سامين) في مفهوم (عصرنة الاسلام) ما يأتي : "مهما كان المقصد الحالي للحركات الاسلاموية ، فان وظيفتها النهائية هي وظيفة ليبرالية تحررية ، ولا تبدو المسافة بعيدة من هذه النقطة لمناقشة أنه ينبغي علينا أنّ نرحب باستلام الاسلامويين السلطة ، وذلك لتسريع عملية الانبعاث ،أو الإحياء المحتومة (...) ، هي محاولة لدمج (اسامة بن لادن) في تيار التحديث العالمي ، وأنّ لم تكن هي نفسها قوة معصرنة ، حسب قولهما ، فالاسلاموية في الاقل تلعب دور الجرافة الثقافية التي تمهد الطريق لليبرالية عن طريق تقويض المؤسسات التقليدية لمجتمع المسلمين "(10) ، وهذه الجرافة الثقافية التي تمهد الطريق ليس لليبرالية وكما يعتقد (فوكو ياما) ، بل تمهد الطريق الى استبدال الاسلام الحقيقي بإسلام متشدد تنطبق عليه فكرة الارهاب، وكما هو التحديث الذي ارادوه في (أبن لادن) وقاعدته ، وداعش واخواتها ، هل هذا التحديث الذي يريده (فوكو ياما) ، حتى يكون الاسلام ومنظومته الجديدة من ضمن (نهاية التاريخ) ، وهنا اصبحنا امام صور جديدة غايتها تثبيت الافكار المشوه عن الاسلام ،وعن رسول الاسلام ، و ها هو الخليفة الجديد الذي يزعم بانه يمثل الرسول (ص) في تحديثه الجديد ، و البغدادي هو الصورة المزيفة التي أرادوها أنّ تكون مثبتة في اذهان شعوبهم عن الاسلام ، حتى يصبح دين إرهاب واقعي يتلاءم مع صورة الاسلام لديهم .
إذن ، ماهي الصورة الاخيرة التي ارادها كل من (صامويل هنتجتون ، وفرنسيس فوكو ياما) في (صدام الحضارات) و(نهاية التاريخ) ، فصورة الاسلام ورسوله (ص) لديهم تقوم على ما يأتي:-
اولاً- إنّ الهوية الثقافية للغرب ، هوية تقوم وتفصح على شكل العدو المنافس الذي حاول هدم المدنية من خلال افعاله الوحشية و البربرية القائمة على هدم كل حضارة و تطور و البقاء في دائرة التخلف ، وهذه هي صورة الاسلام التي روجوا لها، وهم يصورونه بأنه دين ارهاب وخير دليل لديهم ما حدث في (11 سبتمبر) .
ثانياً – إنّ الصراع حضاري، يجب أنّ يأخذ مساحة كبيرة من الزمن ، لأن الحضارات لا تقبل الهدنة ، وبالتالي فان الاصلح هو الذي يبقى ، لذلك وضعوا صورة للإسلام بأنه دموي ،ويرسم حدوده بالدم مع الشعوب و الحضارات الاخرى.
ثالثاً- الحرية والديمقراطية التي تعيشها الشعوب الغربية تقابلها الشعوب التي ترفض التغريب والتحديث ، ويحرمون كل اشكال التقدم والحضارة ، وفيهم متشددون هم من يسيطرون على توحيدهم و يصنعون لهم احكامهم وعقائدهم.
رابعاً- إنّ العدو الذي يهدد امريكا لآن، هو نفسه من واجهة الغرب المسيحي في الحروب الصليبية وقتل وشرد ابناء الديانات الاخرى من موطنهم الاصلي ، لذلك كان لابد من اعادة الكَرة مرة اخرى وبنفس التسمية (حرب صليبية) ، فصورة المسلم اصبحت في امريكا تأخذ طبيعتها من واقعة صورة المسلم في حقبة الحروب الصليبية بكل صفاتها ونعوتها.
خامساً – إنّ على المسلم أنّ يتخلى عن الصور التي يريد أنّ يكون عليها من الاعتدال والمعايشة الحسنة مع الآخر ،لأن ذلك يمثل ركود للأمة الاسلامية ، وعليه أنّ يقبل بالصورة المركزة والثابت الاوصاف في الذهنية الغربية حتى يستحق التحديث والاندماج في فلسفة نهاية التاريخ والانسان الاخير.
سادساً- على مر التاريخ اصبح السيطرة للسيد الذي يحدد على وفق انسانيته الكاملة شكل وحياة العبد الخاضع ، وعلى شاكلة هذه الصورة بنيت مسيرة التاريخ ، الذي كان فيه الاسلام واقع في خانة العبيد ، والغربي يقع في خانة السيد ذو الانسانية الكاملة ، والذي يرسم صورة العبد ذو الانسانية الناقصة على وفق الحضارة العالمية الجديدة.
سابعاً- صورة الاسلام التي يرغبون بضمها الى نهاية التاريخ لابد أنّ تكون على وفق الصورة المتشددة حتى تكون جرافة ثقافية تقضي على كل الركود لتمهد الطريق الى الحضارة العالمية الجديدة، حضارة (السيد) المتفوق والانسان الاخير .
الهوامش
وعودة الى (هنتجتون) الذي يشير أيضاً في كتابه (صدام حضارات) الى أنّ الاسلام والمسلمين شعوب تقوم ببناء حدودها بالدم من خلال عنوان في كتابه ، إذ يقول (تصادف : الحدود الدموية للإسلام) ، ويسرد في هذه الفقرة الصراعات الدموية التي وقعت بين الحضارة الاسلامية وباقي الشعوب المجاور لها في أوربا وأسيا وغيرها ، اذ يرى "أنّ الصراع القائم هو صراع بين الاسلام والآخرين . العداوات الحادة والصراعات العنيفة متغلغلة بين الشعوب الاسلامية المحلية والشعوب غير الاسلامية"(4) ، ويسرد مجموعة من الحروب التي يجعل الاسلام فيها هو المتسبب ، كون هذه الصراعات وقعت بسبب وجود الاسلام والمسلمين ، ومن أمثله: حرب (البوسنة والهرسك) و(كوسوفو) ،والصراع بين (اليونان والبانيا) ، و(الاتراك و اليونان) ،و(تركيا وأرمينيا) ،و(الأذريون و الارمن) ،و (الشيشان و الانجوش وشعوب اسلامية اخرى) ،و(روسيا و الشيشان) ،و(الافغان و الروس) ،و(الباكستان والهند) ،و(المسلمين والهندوس) ،والتمييز الديني في (بنجلادش وماينمار) ، وفي جنوب (تايلند) ،والصراع بين (اليهود و المسلمون) ، وغيرها من الامثلة التي يضربها (هنتجتون)(5)، ويعدها حدود دموية يعمل الاسلام على رسمها ضد الشعوب الاخرى ،وكل هذه الامثلة من أجل اقناع القارئ بأن الاسلام هو دين حرب ودماء ، ودين يعامل الشعوب الاخرى بقسوة ، ولو أستعرضنا مع (هنتجتون) طبيعة الصراعات نجد في اغلبها لا دخل للإسلام فيها كديانة ، فهل الحرب بين الارمن وتركيا هي بين المسلمين وغيرهم ، أم هي من بقايا الحرب العالمية الاولى ، وكانت الشعوب في تلك المنطقة مستقرة قبل دخولها بصراعات عالمية لتقسيم النفوذ الاستعماري بين الفرنسيين والانكليز و غيرهما من الدول المتحالفة معهما في هذا المجال ، وهل أنّ الحرب في كوسوفو والبوسنة والهرسك ، هي من بقايا انهيار النظام الاشتراكي في اوربا وقبلها كانت هذه القوميات متعايشة وبسلام وأنّ التقسيم الذي حصل بين الهند وباكستان والصراع المستمر حول كشمير وغيرها هي من بقايا النظام الاستعماري الذي جعل في كل تقسيم بين الدول مناطق متنازع عليها ، وهل أنّ الصراع بين اليهود والمسلمين في فلسطين هو بسبب (وعد بلفور) وغيرها من الامور التي اقحم فيها اسم الاسلام دون أنّ يكون له مبرر في ذلك ، كل هذه الامثلة هي بعيدة عن اتهام الاسلام ، بل هو مبرر استعماري لجعل شعوب المنطقة في صراع مستمر من أجل السيطرة عليها واستغلال ثرواتها ، بل حتى أنّ بعض الانظمة العربية التي استلمت زمام الامور في الحكومات الاسلامية كانت مدعومة بسياسات غربية ساعدها الغرب في قمع شعوبها ،.
وفي كتابه الثاني بعنوان (من نحن ؟) لـ(هنتنجتون ) الذي يرى فيه بأن هجمات (11 سبتمبر) ، والتي قام بها (اسامة بن لادن) جعلت من أمريكا تزداد في تحديد هويتها اكثر من السابق ، فإن هذه الهجمات ساعدت على تحديد "ملأ الفراغ الذي احدثه (جورباتشوف) مع عدو جديد خطير أكيد ، وقد حدد بدقة هوية امريكا بأنها امه مسيحية (...) وقد استهدفت امريكا باعتبارها عدواً ، لأنها قوية ومسيحية وتنشر قواتها المسلحة في ارض الاسلام"(6) ، وهذا الامر قابله الرئيس الامريكي (جورج بوش الابن) بأنها حرب صليبية ضد اعداء امريكا، فالسياسة الامريكية هي معتقدة بهذا الشيء ، قبل أنّ يراه (هنتنجتون) ، وحتى أنّ الحرب التي قامت بها امريكا ضد الدول الاسلامية جزء منها يدخل تحت هذا التفسير المعلن من قبل امريكا ، لأن العقلية الغربية وكما ضربنا بالأمثال السابقة أنّ عدد من رجال الدين الامريكان أنفسهم يرون ذلك ، فأن امريكا المسيحية هي من تقود العالم الغربي بالضد من الأخر الاسلامي ، ويؤكد هذا المفهوم بأن قرأت (هنتنجتون) على وفق الرؤية الامريكية والعقلية الجمعية للأمريكيين ،بأنها مكملة للنظرة العدائية للإسلام ، أي أنّ "المتشددين الإسلاميين ، من المتدينين والعلمانيين يعتبرون امريكا وشعبها ودينها وحضارتها عدو للإسلام ، ولا يمكن للأمريكيين الا أنّ يروا في المتشددين الاسلاميين عدواً لأمريكا (...)، فالعداء الاسلامي يشجع الامريكيين على تعريف هويتهم في سياق ديني ثقافي "(7)، ومن هنا فان تحديد هوية امريكا الثقافية والدينية لا تأتي في سياق ردات الفعل ضد (11 سبتمبر) فقط ، بل هو يقع تحت صراع حضاري طويل كان آخره في الهجمات المتبادلة بين (اسامة بن لادن ) و(جورج بوش الابن) . لذلك فأن اطروحتي (هنتنجتون) في (صدام الحضارات ، ومن نحن؟) احداهما انتجت الثانية ، فالصدام الحضاري مع الاسلام جعل من الهوية المعلنة لأمريكا- حسب رأيه- هي هوية دينية تقابل هوية الآخر الاسلام .
وفي الانتقال الى (فرانسيس فوكو ياما) ونظريته في (نهاية التاريخ)، التي حملت نفس عنوان كتابه (نهاية التاريخ والانسان الاخير)،إذ يرى في مقدمة الكتاب بان فكرة (نهاية التاريخ ) تكمن في طريقة حكم ونظام يعيش فيه الفرد والمجتمع يكون هو النظام القادر على أنّ يصمد إذ ما طُبق بشكله السليم ، وهنا يركز (فوكو ياما) على "الديمقراطية الليبرالية كنظام حكم لأنها اقتصرت على الايديولوجيات المنافسة - كالنظام الملكي الوراثي والفاشية ، واخيراً الشيوعية . لقد اشرت فضلاً عن ذلك الى أنّ الديمقراطية الليبرالية بإمكانها أنّ تشكل فعلاً (منتهى التطور الايديولوجي للإنسانية) و لـ(الشكل النهائي لأي حكم انساني) ، أي انها من هذه الزاوية (نهاية التاريخ) (...)، الا ان الذي اشرت الى نهايته لم يكن بالطبع التاريخ كتتابع للأحداث ، وإنما التاريخ كمجرد مسار متماسك للتطور الذي يأخذ في الحساب تجربة جميع الشعوب في انٍ معاً . هذه النظرة للتاريخ تقترب كثيراً من نظرة الفيلسوف الالماني الكبير (هيغل) "(8) ، لكن ماهي النظرة التي يقدمها (فوكو ياما) للإسلام كدين وشعوب في (نهاية التاريخ ) و( الانسان الاخير) و ما هي طبيعة وجود النظام الاسلامي في دائرته المعرفية ، بالعودة الى كتاب (نهاية التاريخ) ومدى اقتراب فكرته من فكرة الفيلسوف الالماني (هيغل ) كان ينظر الى العلاقة في السيرورة التاريخية ، وكيف كان ينظر الى أنّ هذه العلاقة في تكوين التاريخ البشري لا تعتمد على اقامت المجتمع المدني المرتكز على العنصر الاجتماعي كما عند (جون لوك) بل تعتمد على تحديد العلاقة بين السيد والعبد ،أي عندما تكون العملية مقترنة بطبيعة حياة الانسان و كيف أنّ هذه العلاقة تحدد على وفق من هو الاقوى الذي يسيطر والآخر الضعيف الذي يخضع للقوي، لكن هذه العلاقة تبقى غير مستقرة بسبب عدم الرضى ولأسباب مختلفة ، فأن (السيد ) كما يرى (فوكو ياما) في نظرة (هيغل) هو اكثر انسانية لأنه تجاوز طبيعته البايولوجية نحو غائية غير بايلوجية ، أي أنّ يكون مُعترفاً به ، أما العبد فيتخلى عن انسانيته خوفاً من الموت العنيف ، لهذا السبب خضع على الرغم من كون هذا الخضوع لا يعني الرضا لكن يبقى ضحية لحاجة الخوف التي بداخله و خضوعه للسيد ، والسيد يكون ذو انسانية كاملة ، بينما العبد يبقى ذو انسانية ناقصة برغم الاعتراف به كسيد ، وهذا الاعتراف يبقيه انسان ناقص ويبقيه عبد. (9)
ويرى (فوكو ياما ) بأن الشعوب الاسلامية التي خضعت للسيد بحاجة الى أنّ تتحرر حتى تشارك في النهاية التاريخ . والخضوع هنا متعدد ،أما أنّ يكون الخضوع للقوى الخارجية كالغرب مثلاً ، أو أن يكون على وفق مفهوم (هيغل) في (الروح المطلقة) والمرحلة الرمزية الاولى التي خضع فيها ابناء الشعوب الشرقية الى حكام ديكتاتوريين مثلوا أنصاف آلهة ، وكانت التضحية والخضوع جزء من هذه المعادلة ، ومن هنا يرى (فوكو ياما) بأن النظام الاسلامي المكمل للأنظمة الشرقية قديماً ، لابد أنّ يتعرض لمفهوم التحديث حتى يكون من ضمن طبيعة الانظمة الديمقراطية الليبرالية وهو ما يطرحه في كتابه الثاني عن (الاسلام والحداثة والربيع العربي)، إذ يرى بأن على الاسلام الراديكالي أنّ يكون هو الأنموذج الحقيقي لدفع الركود الاسلامي نحو التحديث والتجدد ، وكأنما يريد أنّ يقدم الاسلام المتشدد بدلاً عن الاسلام المعتدل ، يقدم الاسلام المشوه ويثبت صفاته ويؤكد عليها في ذاكرة ابناء الغرب الذي تعود على أنّ يرى الاسلام غير قابل للتعايش ،إذ يطرح (فرنسيس فوكو ياما ،وناداف سامين) في مفهوم (عصرنة الاسلام) ما يأتي : "مهما كان المقصد الحالي للحركات الاسلاموية ، فان وظيفتها النهائية هي وظيفة ليبرالية تحررية ، ولا تبدو المسافة بعيدة من هذه النقطة لمناقشة أنه ينبغي علينا أنّ نرحب باستلام الاسلامويين السلطة ، وذلك لتسريع عملية الانبعاث ،أو الإحياء المحتومة (...) ، هي محاولة لدمج (اسامة بن لادن) في تيار التحديث العالمي ، وأنّ لم تكن هي نفسها قوة معصرنة ، حسب قولهما ، فالاسلاموية في الاقل تلعب دور الجرافة الثقافية التي تمهد الطريق لليبرالية عن طريق تقويض المؤسسات التقليدية لمجتمع المسلمين "(10) ، وهذه الجرافة الثقافية التي تمهد الطريق ليس لليبرالية وكما يعتقد (فوكو ياما) ، بل تمهد الطريق الى استبدال الاسلام الحقيقي بإسلام متشدد تنطبق عليه فكرة الارهاب، وكما هو التحديث الذي ارادوه في (أبن لادن) وقاعدته ، وداعش واخواتها ، هل هذا التحديث الذي يريده (فوكو ياما) ، حتى يكون الاسلام ومنظومته الجديدة من ضمن (نهاية التاريخ) ، وهنا اصبحنا امام صور جديدة غايتها تثبيت الافكار المشوه عن الاسلام ،وعن رسول الاسلام ، و ها هو الخليفة الجديد الذي يزعم بانه يمثل الرسول (ص) في تحديثه الجديد ، و البغدادي هو الصورة المزيفة التي أرادوها أنّ تكون مثبتة في اذهان شعوبهم عن الاسلام ، حتى يصبح دين إرهاب واقعي يتلاءم مع صورة الاسلام لديهم .
إذن ، ماهي الصورة الاخيرة التي ارادها كل من (صامويل هنتجتون ، وفرنسيس فوكو ياما) في (صدام الحضارات) و(نهاية التاريخ) ، فصورة الاسلام ورسوله (ص) لديهم تقوم على ما يأتي:-
اولاً- إنّ الهوية الثقافية للغرب ، هوية تقوم وتفصح على شكل العدو المنافس الذي حاول هدم المدنية من خلال افعاله الوحشية و البربرية القائمة على هدم كل حضارة و تطور و البقاء في دائرة التخلف ، وهذه هي صورة الاسلام التي روجوا لها، وهم يصورونه بأنه دين ارهاب وخير دليل لديهم ما حدث في (11 سبتمبر) .
ثانياً – إنّ الصراع حضاري، يجب أنّ يأخذ مساحة كبيرة من الزمن ، لأن الحضارات لا تقبل الهدنة ، وبالتالي فان الاصلح هو الذي يبقى ، لذلك وضعوا صورة للإسلام بأنه دموي ،ويرسم حدوده بالدم مع الشعوب و الحضارات الاخرى.
ثالثاً- الحرية والديمقراطية التي تعيشها الشعوب الغربية تقابلها الشعوب التي ترفض التغريب والتحديث ، ويحرمون كل اشكال التقدم والحضارة ، وفيهم متشددون هم من يسيطرون على توحيدهم و يصنعون لهم احكامهم وعقائدهم.
رابعاً- إنّ العدو الذي يهدد امريكا لآن، هو نفسه من واجهة الغرب المسيحي في الحروب الصليبية وقتل وشرد ابناء الديانات الاخرى من موطنهم الاصلي ، لذلك كان لابد من اعادة الكَرة مرة اخرى وبنفس التسمية (حرب صليبية) ، فصورة المسلم اصبحت في امريكا تأخذ طبيعتها من واقعة صورة المسلم في حقبة الحروب الصليبية بكل صفاتها ونعوتها.
خامساً – إنّ على المسلم أنّ يتخلى عن الصور التي يريد أنّ يكون عليها من الاعتدال والمعايشة الحسنة مع الآخر ،لأن ذلك يمثل ركود للأمة الاسلامية ، وعليه أنّ يقبل بالصورة المركزة والثابت الاوصاف في الذهنية الغربية حتى يستحق التحديث والاندماج في فلسفة نهاية التاريخ والانسان الاخير.
سادساً- على مر التاريخ اصبح السيطرة للسيد الذي يحدد على وفق انسانيته الكاملة شكل وحياة العبد الخاضع ، وعلى شاكلة هذه الصورة بنيت مسيرة التاريخ ، الذي كان فيه الاسلام واقع في خانة العبيد ، والغربي يقع في خانة السيد ذو الانسانية الكاملة ، والذي يرسم صورة العبد ذو الانسانية الناقصة على وفق الحضارة العالمية الجديدة.
سابعاً- صورة الاسلام التي يرغبون بضمها الى نهاية التاريخ لابد أنّ تكون على وفق الصورة المتشددة حتى تكون جرافة ثقافية تقضي على كل الركود لتمهد الطريق الى الحضارة العالمية الجديدة، حضارة (السيد) المتفوق والانسان الاخير .
الهوامش
- هنتنجتون، صامويل: صدام الحضارات، ترجمة :طلعت الشايب ،نيويورك:Simon and Schuster Rockefeller center ،1996،ص37.
- نفسه ، ص120-121.
- نفسه، ص 121.
- نفسه، ص414.
- نفسه، ،ص414-415.
- هنتنجتون ، صامويل : من نحن ؟ ، المناظرة الكبرى حول امريكا ، ترجمة : احمد مختار الجمال ، القاهرة : المركز القومي للترجمة 2009،ص464-465.
- هنتنجتون ، صامويل : من نحن ؟ ، المصدر نفسه ،ص465.
- فوكو ياما ، فرانسيس: نهاية التاريخ والانسان الاخير ، بيروت مركز الانماء القومي ،1993،ص23-24.
- ينظر: نفسه ، ص189-190.