أما آن الأوان أن يحمل التَسلسل " 12 " في قائمة تلك الجماعة ؟!...
ـــــ كثُر الحديثُ عن الَذين نستذكرهم " جماعة كركوك الأولى " قالوا : إنهم " تسعة أو أحد عشرَ " وظهرت الجماعة عام 1955 أو 1958 !..، وكمْ قالوا وقالوا – ولكني على شكٍ سكتُ ، رأي يقول فيهم : أنهم " تسعة " وآخر يقول: " إحدى عشر "، ولكني سأقول :" أثنى عشر " !.. كلهُا على ما يبدو رجماً بالغيب ، لذا أدلو بدلوي وعلى شاكلة تلك الآراء والروايات التي وصلتنا في تسمية شعراء المعلقات في اختلاف العدد من" سبعة " إلى " عشرة " بعد الإضافة طبعاً ...فما الضَير من أن نتبع خُطاهم ولو باستدراك مُتأخر ربتما ، ونضيف بعد إن ترصدناهُ جلياً في حقيقة الأمر؟!.. من استبيان واستقصاء ومراجعات ومصادر توصلنا صدقاً بأن الأديب " فاروق مصطفى " هو أحد جماعة كركوك وآخر من تبقى منهم على قيد المشهد الشعري في هذهِ المدينة ، ويحمل الرقم ذاته في التسلسل العُمري" 12 " ، والرقم " 9 " في التسلسل الأبجدي ؟... .
ــــ حقيقةَ تردَدتُ كثيراً قبل الخوض بهذا الطرح الشائك ، والذي ساورني قبل أكثر من سنة ، وكلما قرأتُ عن مصدر ما ؛ ينوهُ عنهُ حقيقةَ تراودني الفكرة ، لذا تحمستً لقناعة أكثر ، وقد أزدت يقيناً حين تمت استضافتنا في أصبوحة من قبل الإتحاد العام \ بغداد- كانون الثاني - السنة ذاتها ، من أن " فاروق" قد إحتَفوا بهِ كثيراً، وأحاطوهُ بعناية ملموسة ، وأشادوا بمصادرهِ الوفيرة عن هذه الجماعة . هذا هو الموضوع الذي بصددهِ ؛ مجرد رأي " شخصي " واسترجاع رقم إلى محلهِ في التسلسل وفق القائمة المُعدّة سابقاً ؛ ليس أكثر !..... ربما يستغرب البعض عن سر اهتمامي بهِ كونهُ صديقي ويحسبونها مُحاباة أو مجاملة أو مُجازفة وعلى طريقة " خالف تُعرف " تلحقها إشكاليات جدَلية مستمرة ، أقول : لا هذه ولا تلك ، دعونا من هذهِ التي نتحسسها ونتحسبها بأن ستكون ؛ لاحقاً - حتماً ، بل مصادره الدَالة على مداخلهِ التعريفية هي التي تحكم ، من عدمها . ليس صديقي فقط ، بل هو أستاذي حقاً ، عرفتهُ قبل أن ألتقي بهِ بسنين ، بعدها عرفتهُ و مهد لي طريق الأدب وعاضدني في الاستمرار بالمشغل النَقدي رغم قلة أدواتي الفاعلة في استثمار هذا المضمار العصيَ ، وقد أتحسس وأتحسب من استغراب البعض عما أكتبهُ ؛ لاحقاً ، وعن الذين استكثروا عليهِ المكانة التي وضعتُها فيهِ بين الجماعة ، أعتقد لم يطلعوا على توثيقاتهِ المؤرخة بدقة تامة كي يحكموا عليهِ ، أقول : ما بدر يوماً من الجماعة من حديث أو نزهة أو ارتياد لمقهى أو جلسة في الهواء الطلق، إلا، وفاروق يتربع بوسطهم ، كل ذكرياتهم سطرها ووثقها في مذكراتهِ ، يعرف عنهم الشيء الخاص والعام ، عاصرهم وجلس معهم في كل المقاهي وقادتهم خُطاهم إلى أرصفة التيه في تسكعاتهم ، شاطرهم الرأي والرؤى، أخذ منهم ، وأخذوا منهُ رغم أنهُ أصغر منهم سناً ، حتى أضحى الآن " الناطق الرسمي " باسمهم رغم رحيل معظمهم عن هذهِ الحياة ؛ باستثناء " فاضل العزاوي ، وصلاح فائق " اللذين هما في المنافي البعيدة .. وهو ليس به حاجة مني للتعريف الآن ، هو أكبر وأشهر من أعرفهُ لكم .
ــــ بعد أن استقريت ، وإستبينت ، وتفحصت، وفكرتُ ملياً ، طرحتُ عليهِ الفكرة قبل أيام رغم جديتي بلهفة الكتابة ، لكنهُ لم يتفاعل معي كما رأيتهُ حال مفاتحتي لهُ ، صمت قليلاً وأجابني : أنت تعرفني يا " أبا أندلس " وهذا يكفيني صدقاً !..، نحنُ الآن أصبحنا جماعة خاصة تضمُنا وبأريحية تامة لها ، تضم أدباء من مختلف الأجناس الأدبية ، وأخذ يُعدد : " سداد هاشم ،طيب جبار، موشي بولص ، محمد خضر ، فهد عنتر ، شاكر العاشور ، د. يوخنا ميرزا ، د. سامي شهاب ، د. عبدالكريم خليفة ، عبد الرزاق محمد عزيز، توفيق العطار ، يحيى نوح ، إبراهيم قوريالي ، عامر صادق ، د. نوفل النَاصر ، بهجت غمكين ، صباح بولص ، هشام القيسي ، د. سنان النفطجي ، وآخرون ..... هذهِ الجماعة ألا تكفي !.. ، لقد فات الأوان، وللعمر حوبة، دعني أعيشهُ بلا منغصات مع إطلاقهِ بسمة شفيفة بذبولها ترافقها آهة نافرة !... قال : دع عنك هذا ، قلتُ : لا؛ مازال للوقت بقية . بل هناك متسعٌ ، لا بل أنت دعني أسترجع ما فات من ذلك السهو والتناسي ، أو عدم الحصول على تصريح بالإضافة لحجة صغر العمر حينها .. ربما قد جعلهم لم يدرجوا اسمك آنذاك . ـــ فالتسمية جغرافية مكانية" محلية " بدءاً ، لكنها أخذت مساراً أقليمياً- ثقافياً أبعد مدى ، أطلقها عليهم أدباء بغداد ، حالهم حال محافظتي البصرة وبغداد ، وهكذا أتخذت التسمية وراجت على تسميتها ـ لكني أقول : أهل كركوك هم أدرى بأدبائها ؟.. حيثُ لم تكن جماعة كركوك أدبية بمعنى الكلمة ولا تنظيماً ، بل إمتداد لقاءات وإجتماعات محصورة في أمكنة مفتوحة ومحصورة في المقاهي التي يرتادها " فاروق " شخصياً ، بل اتخذت رفقة وصحبة جماعية تتساوى فيها الأعمار والطروحات آنذاك من " جليل القيسي ، فاضل العزاوي ، قحطان الهرمزي ، أنور الغساني ، مؤيد الراوي ، الأب يوسف سعيد ، زهدي الداوودي ، عبد اللطيف بندر أوغلو " ثم لحقهم يوسف الحيدري ، سركون بولص ، جان دمو ، ثم " لاحقاً " فاروق " ؛وحسب قناعتي من تلك الإستنتاجات التي توصلتُ لها ، والذي يؤكد بقولهِ * "1" : " دخلت عالم (جماعة كركوك) عن طريق (جان دمو) جوَاب الشعر والمتسكع الأبدي ، ففي احد الأيام صعدت وإياه إلى مقهى " المدورة " في الوقت الحاضر " كـافتريا المنورة " واقتربنا من مائدة كان يجلس عندها المرحومان " يوسف الحيدري وجليل القيسي" ، وبعد تعارفنا تجددت اللقاءات بيني وبينهم وعرفت بعد ذلك الشاعر " مؤيد الراوي" يقيم الآن في ألمانيا ، كنت التقي به في مقهى " المجيدية " والتقيت بـ " سركون بولص " ثم " صلاح فائق " ، أما الأستاذ " أنور الغساني " فكنت أعرفه سابقاً لأنه كان مدرسي في مادة التربية الفنية في المتوسطة الشرقية، وبالنسبة إلى الأب يوسف سعيد كان راعياً للكنيسة الواقعة عند مشارف ساحة العمال " | عن .د. توفيق التونجي ومقالهِ " جماعة كركوك الأدبية.. مسيرة البحث عن الروح في مدينة القصيدة الضوئية " .
ــ يقول الكاتب " جلال زنكاباتي " الذي عاصر الجماعة 2" : لا أحتسب أبناء الستينات في كركوك " جماعة " بالمفهوم الأدبي الصائب ، حيثُ لم يصدروا أي بيان أو برنامج مشترك ، ولا حتى جريدة أو مجلة تجمعهم ، كذلك صرح الأديب 3"" قحطان الهرمزي " الذين تناساهُ معظم الذين كتبوا عن الجماعة : " لم تكتسب هذهِ الجماعة أبداً الصفة القانونية كجماعة أو تجمع ، وإنما ظلت صداقات مستديمة بين أعضائها " . وحين سألتهُ ذات يومٍ عن العدد الحقيقي قال : " هم يعرفون ذلك فقط ، قلتُ : منهم ، قال : طبعاً ،أصحابي والنقاد على ما يبدو والمهتمين بشؤون الجماعة ، وأخير ختمها بضحكة ، قائلاً : تريد خصم " الحجي الدوغري " مثلما اُبعد " قحطان ، وزهدي ، وعبد اللطيف، ومحي الدين ، وغيرهم " أُبعد " فاروق " وكان لهُ ذات النصيب من السهو أو النسيان أو . أو ...... .
ـــ أما د. زهدي الداوودي 3"والذي إلتقيتهُ على هامش فعاليات مهرجان " كلاويز " الذي دعوتُ لهُ ، أعتقد في العام 2012 ، حيثُ لمحتهُ عن قُرب وقد كانت لي معرفة سابقة بهِ ، كان يقفُ مع الشاعر " شيركو بيكه س " وحين بادرتهما بالسلام ، وعرفتهما بنفسي مُجدداً ، سرنا الثلاثة يتَوسطنا " زُهدي " في ممر يفضي للحديقة الأمامية لقاعة المهرجان ليواصلا حديثهما ، تلقى "بيكه س " رسالة من هاتفهِ المحمول ، وقف يتأمل ذلك ، ثم إستاذن ، وودعنا على أثرها مسرعاً ، بقينا لوحدنا ومضينا نسير، وحين سألتهُ عن التأصيل الحقيقي لجماعة كركوك ، توقفنا لحظتها ، ثم اخذ بيدي ومضينا نسير وقد وجدتُ فيهِ الحقيقة الكامنة في ماهيتها كلها من التأسيس والإستمرار والتلاشي في البعاد ، وذكرتُ إسم " فاروق" صراحة ، فأجابني : لقد إلتحق بعد أن غادرتُ لأمر خاص بي ، ومنها اضمحلت الجماعة تباعاً ،وحين أُعيدت مجدداً كان قد أنظم بهم حسب ما سمعتُ ؛ هو منهم وقد أنخرط أخيراً قبل تشتت المجموعة ثانيةً بالرحيل إلى بغداد أو للمنافي البعيدة .
ـــ وفي حديث متَواصل4"- كتابةً - عبر شبكة التَواصل " الإنترنت " أتصلتً بأحد أقطاب جماعة كركوك ، الأ وهو صاحب " ماركة مُسجلة " في رؤاهُ الشَاعر صلاح فائق " المُقيم في أقصى جزر الأرض " الفلبين " وبعد تبادل الترحاب ، سألتهُ الآتي : " كونك من أقطاب بلدتنا كركوك ، وددتُ أن تُفيدني برأي حول اٍستاذ " فاروق " وعلاقتهُ بجماعة كركوك الأدبية ؛ حصراً ، من حيث الإلتحاق أو الانضمام ، أو مجرد مصاحبة معهم " أجابني وهذا الحوار أنقلهُ حرفياً ، قال : " لم يكن عضوا دائما في المجموعة لأنه كان مدرسا اعتقد في الجزائر.لكنه كان صديقنا وحضر بعض لقاءاتنا أيضا . هو كرس نفسه بشكل جدي للأدب والشعر .شعره جميل ومتميز. وقد ذكرتُ بأن لدًي مقالاً كتبتهُ وسأنشرهُ مجرد " رأي شخصي ، إستذكار متأخر ، بعد أن إعتمدتُ على عدة مصادر بأنهُ إلتحق بكم في بواكير العام 1963 ،وإستمر لغاية إنتدابهِ للتدريس في الجزائر ، وهذه الفترة هي من أنضج تطلعات الجماعة وإزدهارها عالمياً " أجابني :" نعم هذا صحيح . بعد ذلك التاريخ بدأنا نحن أيضا ، واحدا بعد آخر ، بمغادره العراق والهجرة إلى المنافي التي اخترناها . هو بقي في كركوك ، كما جليل القيسي ، صامدا ومتحملا وانأ اعتبر ذلك بطولة حقيقية . وتقريبا بنفس السياق مع القاص " جليل ًالقيسي " 5" في حياتهِ حين إلتقيتهُ مصادفة في " الدار الوطنية " وسألتهُ ؟.. ، لكنهُ لم يجب على سؤالي قط ، بل راغ عن المضمون ، وذكر فقط " سركون بولص " وأشاد بشعريتهِ كثيراً ، ثم مضى في طريقهِ ينظر في الكُتب المعروضة بشكل يشبه " التَغافل " رغم أن لي معهُ علاقات وطيدة . إذً لم يبق سوى الشاعر " فاضل العزاوي " المُقيم في مغتربهِ " برلين " وأعتقد من الصعوبة إستحصال منهُ شيئاً ، أو لا حاجة لي بهِ لأني أتوقع إجابتهِ مسبقاً .
ـــ كما كتب الأديب الموسوعي " وحيد الدين بهاء الدين " 6" عن جماعات كركوك ، والذي أفصح في مقالتهِ أن المدينة لم تعرف جماعة كركوك المعروفة فقط ، وإنما جماعات أخرى متلاحقة . وكتب د. عبدالله إبراهيم 7" عن أصدقائهِ الذين جايلهم وهو يطلق عليهم إسم " جماعة كركوك الثانية " في مقالتهِ المنشورة بمجلة " نزوى " العُمانية العدد 58 في العام 2009 وهم " " جان دمو" المُخضرم " ، حمزة حمامجي ، إسماعيل الرياشي، خاجيك كرابيت ، نصرت مردان ، عبدالله إبراهيم ، عواد علي .. . .
وتناهى لسمعي بأن الناقد المسرحي " محمد خضر الحمداني " 8" هو الآخر بصدد التوثيق والكتابة عن جيل أدباء التسعينات في كركوك ويُحبذ أن يطلق عليهم " جماعة كركوك الثالثة " لكن مشروعهِ لم يرَ النَور حتى كتابة هذه السطور وهم : رعد مطشر ، محمد خضر ، قاسم حميد فنجان ، عدنان عادل ، علي ريسان ، قاسم آق بيراق .... .
ـــ يقول الكاتب نوري بطرس :" 9 " إن البداية لتشكيل الجماعة كانت في مقهى بمدينة كركوك تُعرف بمقهى " النَصر " وقد ذكر الجماعة في تسلسلهِ ، وكان فاروق يحمل الرقم " 11 " وقد قال :" بقي في كركوك وكتب إستذكارتهِ حول جماعة كركوك ومازال يواصل الكتابة " انتهى قول الكاتب . أقول : إذا كان احتسابها فترة جيلية ، فهو أي " فاروق " جيلي ستيني من حيث الفكرة والرؤى والعمر ، أجتاز كل الضوابط والطُرق التي تؤدي إلى انضمامه ، وأليكم محاولاتهِ الشعرية التي نشرها في عام 1961 ، وتوالى النشر في الجرائد والدوريات تباعاً ، وفي ذات العام أرسل كتابة نقدية عن القصة العراقية ، والتي كان يشرف على تحريرها الأستاذ " زهير أحمد القيسي " 10"نشرها بعد أن مهد لها بقولهِ : " أنشر هذهِ المقالة لتُثير ضجة " .هو في كركوك مثل الشاعر اليوناني " كفافي كونستاتين " والذي ولد بالإسكندرية ، وقد خلدها في منابع إلهامهِ في رواية " رباعية الإسكندرية " كذلك هو " فاروق " الذي كتب عن كركوك ما لم يكتب أحد ، ولم اسمع ولم يُخطر على البال من أن كاتباً سبقهُ بحب مدينتهِ الأثيرية والتي هام بها وجداً في إصدارهِ الأخير والذي غطى تماماً على كل قلب " كركوك التي أُحب " بهذا الكم المعرفي الذي حمل من ثراء محمولاتهِ الدلالية" سواهُ ، وقد أرشف بإصداراتهِ عنهم ، حصرياً في كتبهِ " مدخل تعريفي إلى جماعة كركوك \ جماعة كركوك – الإستذكارات الناقصة \ أدباء وشعر ومقاهٍ في مذكورات كركوك \ منادمات كركوك المتأخرة .
.... وإليكم أول قصيدة كتبها بعنوان " هل تعلمين " 10 " والتي نشرت في مجلة الإخاء – بغداد في 1-9-1961، ثم توالت قصائدهِ تُنشر في وقتٍ مُبكر منها وحتى يومنا هذا ، قصيدة " إقحوانة الصوت "11 نشرت عام 17-10 -1965 ، وقصيدة " 12 "كلمات جديدة إلى الآنسة م " شباط -1967 ، وقصيدة " الكلمات " 13مهداة لصديقة الجامعي الشَاعر محمد طالب محمد نشرت في 22 -10 -1965 ، وتابع الكتابة والنشر طوال السبعينات ونأخذ قصيدته14 " سلة الخبز وحبات الزيت "
التي كتبها في باريس بتأريخ 27-3-1973 ، وأخيراً قصيدته " طرابلس ذلك الحُلم القديم 15" المنشورة في جريدة " النصر" الجزائرية بتأريخ 8-1-1974. هذا هو فاروق حين نحضر بدعوة للمهرجانات التي تُقام في البلد يسألون عنهُ بقولهم : هو آخر من تبقى عندنا من جماعة كركوك ، ولم يُغادرها حتى اللحظة ، حقيقةً نتفاجئ ويبقى كلُ منا ينظر بعين صاحبهِ بشكل تعجُب !.. لأن عندنا القول ليس هكذا ، أي لم نذكرهُ كما تفوهوا !.. إذً فليس من داعي للانتظار أكثر كي ننصفهُ وليجد " فاروق " نفسهُ في تسلسلهِ " 12 " في قائمة الجماعة ، لأنها ليست شركة مساهمة محدودة ، ولا أمر إداري قطعي ، أو بيان صادر عن جهة رسمية ، وإنما هي كيفية راجت وأخذت تسميتها المستديمة ، أُطلقت على عاهنها بما يشبه الترحاب والاستقبال والحفاوة لتلك الجماعة التي حضرت المقهى ؛ أولاً ، وانتهت التسمية على هذهِ الشاكلة أو التشكيلة إلى يومنا هذا ، كنتُ حينها أتساءل عن العدد المضبوط للمجموعة فلم أعثر على دقة القائمة والتي أضحت كلٌ يدعي لعدد معين ؟!..
ــ وأخيراً إشادة بأحقية الانضمام من قبل أ.د " إبراهيم العلاف " 16 الأستاذ في جامعة الموصل عن دراستهِ لجماعة كركوك الأدبية – فصل من تأريخ العراق الثقافي المنشورة في مجلة مناهل جامعية – نيسان -2007 ، وقد ذكر بالاسم " فاروق مصطفى " آخر العنقود في تسلسل التحاقه بالجماعة والمُتبع ربما من احتساب العُمر ، لا أدري ؟.. وقد ذكر " العلاف " إن الأعوام بين 1946 و 1968 هي من أخصب رؤى أعمالهم وتُعد رسمياً لبواكير نشاط جماعة الستينات " وهي الفترة أو قبلها بقليل أنضم إليهم ، وتفاعل معهم إلى أن أوفد للتدريس في الجزائر من 1968 وعاد سنة 74 ، ولم يتبق من الجماعة سوى القِلة ، وأستمر يكمل تفاعله مع " جماعة كركوك الثانية " التي تشكلت فيما بعد ، وحسب ما منوه في أعلاه .
ــ هذا هو " فاروق " الذي قيلَ عنهُ الكثيرون من الأدباء : د. سلوى النجار في كتابها :فاروق مصطفى وطريق الدُفلى إلى كركوك : " ولنا أن نقول أن مقالات " فاروق مصطفى " تبقى مجالاً رحباً للبحوث والدراسات ، ولاسيما الجامعية ؛ لتنوع مضامينها ورشاقة أسلوبها وجمال لغتها ، وكون الكاتب ينتمي إلى جيل كان لهُ دور بارز في تاريخ الأدب العراقي " 17 " : ود.نصرت مردان في حوار معهُ ن يقول : لا أتصور أن ثمة كاتباً أو شاعراً عراقياً يحتفظ بكل هذا الدفق والدفء والولع تجاه الأمكنة في مدينتهِ ؛ سوى ، فاروق مصطفى " 18 . نعم هو الذي فهرس ، وأرشف ، وأرخ كركوك روحياً بإصداراتهِ التي تربو على الثلاثين تتمحور كُلِها في سخاء ورصد وتقصي للأمكنة المحببة وعنونتها كلها " كركوك " ، ألا يستحق من أن يكون من ضمن الجماعة التي أطلق عليها تحبباً بـ أصدقاء السَوء ، أبناء الشقاء ، فهو منهم ؟!.. إلا إذا كان سبباً أيدلوجيا يحيلُ عن ذلك ؟!..، لاسيما " هو الذي أصبح شبه مؤرخ للجماعتين " الأولى والثانية " وقد أصدر عنهما كُتباً عدة \ د. عبدالله إبراهيم – مجلة كركوك اليوم – العدد 36 – شباط -2019 "\ 19 " . وحين تفرقت الجماعة بقي " جليل القيسي " وحدهُ في المدينة حارساً لها ، وحاملاً رايتها إلى يومه الأخير " ، بعدهُ أستلمها " فاروق " وها هو الآن يحملها على كاهلهِ الذي ينوء بثقل المرارات المتراكمة وضنك كل تلك الأيام السعيدة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1_.د. توفيق التونجي ومقالهِ " جماعة كركوك الأدبية.. مسيرة البحث عن الروح في مدينة القصيدة الضوئية ".
2- نفس المصدر السابق
3- لقاء مع د. زهدي الدَاوودي عام 2012 .
4- حديث عبر شبكة التَواصل الإجتماعي" الفيسبوك " مع الشاعر صلاح فائق .
5- حديث قصير مع القاص جليل القيسي .
6- مقالة مذكورة للأديب " وحيد الدين بهاء الدين " كتاب مدخل تعريفي إلى جماعة كركوك 2015 .
7- مقالة د. عبد الله إبراهيم المنشورة في مجلة " نزوى " العدد 58 في 2009 .
8- إستذكار الكاتب " محمد خضر الحمداني المنشورة في كتاب مدخل تعريفي إلى جماعة كركوك 2015 .
9- الكاتب نوري بطرس – كتاب عاشقان من كركوك الصادر سنة 2011
10- جماعة كركوك - الإستذكارات الناقصة – فاروق مصطفى -2005 كركوك .
11- 12 -13 -14 -15 " فاروق مصطفى – "نفس المصدر " مجموعة قُمصان الغيوم المُتدليَة – كركوك 2002 .
16- د. إبراهيم العلاف – مجلة مناهل – جامعة الموصل – نيسان -2007
17- فاروق مصطفى وطريق الدُفلى إلى كركوك – سلوى النَجار -2017 .
18- فاروق مصطفى مُنقب ومؤرشف ذاكرة كركوك – د. فؤاد قادر أحمد -2015 .
19- د. عبدالله ابراهيم – مجلة كركوك اليوم – العدد 36-شباط -2019 .
ـــــ كثُر الحديثُ عن الَذين نستذكرهم " جماعة كركوك الأولى " قالوا : إنهم " تسعة أو أحد عشرَ " وظهرت الجماعة عام 1955 أو 1958 !..، وكمْ قالوا وقالوا – ولكني على شكٍ سكتُ ، رأي يقول فيهم : أنهم " تسعة " وآخر يقول: " إحدى عشر "، ولكني سأقول :" أثنى عشر " !.. كلهُا على ما يبدو رجماً بالغيب ، لذا أدلو بدلوي وعلى شاكلة تلك الآراء والروايات التي وصلتنا في تسمية شعراء المعلقات في اختلاف العدد من" سبعة " إلى " عشرة " بعد الإضافة طبعاً ...فما الضَير من أن نتبع خُطاهم ولو باستدراك مُتأخر ربتما ، ونضيف بعد إن ترصدناهُ جلياً في حقيقة الأمر؟!.. من استبيان واستقصاء ومراجعات ومصادر توصلنا صدقاً بأن الأديب " فاروق مصطفى " هو أحد جماعة كركوك وآخر من تبقى منهم على قيد المشهد الشعري في هذهِ المدينة ، ويحمل الرقم ذاته في التسلسل العُمري" 12 " ، والرقم " 9 " في التسلسل الأبجدي ؟... .
ــــ حقيقةَ تردَدتُ كثيراً قبل الخوض بهذا الطرح الشائك ، والذي ساورني قبل أكثر من سنة ، وكلما قرأتُ عن مصدر ما ؛ ينوهُ عنهُ حقيقةَ تراودني الفكرة ، لذا تحمستً لقناعة أكثر ، وقد أزدت يقيناً حين تمت استضافتنا في أصبوحة من قبل الإتحاد العام \ بغداد- كانون الثاني - السنة ذاتها ، من أن " فاروق" قد إحتَفوا بهِ كثيراً، وأحاطوهُ بعناية ملموسة ، وأشادوا بمصادرهِ الوفيرة عن هذه الجماعة . هذا هو الموضوع الذي بصددهِ ؛ مجرد رأي " شخصي " واسترجاع رقم إلى محلهِ في التسلسل وفق القائمة المُعدّة سابقاً ؛ ليس أكثر !..... ربما يستغرب البعض عن سر اهتمامي بهِ كونهُ صديقي ويحسبونها مُحاباة أو مجاملة أو مُجازفة وعلى طريقة " خالف تُعرف " تلحقها إشكاليات جدَلية مستمرة ، أقول : لا هذه ولا تلك ، دعونا من هذهِ التي نتحسسها ونتحسبها بأن ستكون ؛ لاحقاً - حتماً ، بل مصادره الدَالة على مداخلهِ التعريفية هي التي تحكم ، من عدمها . ليس صديقي فقط ، بل هو أستاذي حقاً ، عرفتهُ قبل أن ألتقي بهِ بسنين ، بعدها عرفتهُ و مهد لي طريق الأدب وعاضدني في الاستمرار بالمشغل النَقدي رغم قلة أدواتي الفاعلة في استثمار هذا المضمار العصيَ ، وقد أتحسس وأتحسب من استغراب البعض عما أكتبهُ ؛ لاحقاً ، وعن الذين استكثروا عليهِ المكانة التي وضعتُها فيهِ بين الجماعة ، أعتقد لم يطلعوا على توثيقاتهِ المؤرخة بدقة تامة كي يحكموا عليهِ ، أقول : ما بدر يوماً من الجماعة من حديث أو نزهة أو ارتياد لمقهى أو جلسة في الهواء الطلق، إلا، وفاروق يتربع بوسطهم ، كل ذكرياتهم سطرها ووثقها في مذكراتهِ ، يعرف عنهم الشيء الخاص والعام ، عاصرهم وجلس معهم في كل المقاهي وقادتهم خُطاهم إلى أرصفة التيه في تسكعاتهم ، شاطرهم الرأي والرؤى، أخذ منهم ، وأخذوا منهُ رغم أنهُ أصغر منهم سناً ، حتى أضحى الآن " الناطق الرسمي " باسمهم رغم رحيل معظمهم عن هذهِ الحياة ؛ باستثناء " فاضل العزاوي ، وصلاح فائق " اللذين هما في المنافي البعيدة .. وهو ليس به حاجة مني للتعريف الآن ، هو أكبر وأشهر من أعرفهُ لكم .
ــــ بعد أن استقريت ، وإستبينت ، وتفحصت، وفكرتُ ملياً ، طرحتُ عليهِ الفكرة قبل أيام رغم جديتي بلهفة الكتابة ، لكنهُ لم يتفاعل معي كما رأيتهُ حال مفاتحتي لهُ ، صمت قليلاً وأجابني : أنت تعرفني يا " أبا أندلس " وهذا يكفيني صدقاً !..، نحنُ الآن أصبحنا جماعة خاصة تضمُنا وبأريحية تامة لها ، تضم أدباء من مختلف الأجناس الأدبية ، وأخذ يُعدد : " سداد هاشم ،طيب جبار، موشي بولص ، محمد خضر ، فهد عنتر ، شاكر العاشور ، د. يوخنا ميرزا ، د. سامي شهاب ، د. عبدالكريم خليفة ، عبد الرزاق محمد عزيز، توفيق العطار ، يحيى نوح ، إبراهيم قوريالي ، عامر صادق ، د. نوفل النَاصر ، بهجت غمكين ، صباح بولص ، هشام القيسي ، د. سنان النفطجي ، وآخرون ..... هذهِ الجماعة ألا تكفي !.. ، لقد فات الأوان، وللعمر حوبة، دعني أعيشهُ بلا منغصات مع إطلاقهِ بسمة شفيفة بذبولها ترافقها آهة نافرة !... قال : دع عنك هذا ، قلتُ : لا؛ مازال للوقت بقية . بل هناك متسعٌ ، لا بل أنت دعني أسترجع ما فات من ذلك السهو والتناسي ، أو عدم الحصول على تصريح بالإضافة لحجة صغر العمر حينها .. ربما قد جعلهم لم يدرجوا اسمك آنذاك . ـــ فالتسمية جغرافية مكانية" محلية " بدءاً ، لكنها أخذت مساراً أقليمياً- ثقافياً أبعد مدى ، أطلقها عليهم أدباء بغداد ، حالهم حال محافظتي البصرة وبغداد ، وهكذا أتخذت التسمية وراجت على تسميتها ـ لكني أقول : أهل كركوك هم أدرى بأدبائها ؟.. حيثُ لم تكن جماعة كركوك أدبية بمعنى الكلمة ولا تنظيماً ، بل إمتداد لقاءات وإجتماعات محصورة في أمكنة مفتوحة ومحصورة في المقاهي التي يرتادها " فاروق " شخصياً ، بل اتخذت رفقة وصحبة جماعية تتساوى فيها الأعمار والطروحات آنذاك من " جليل القيسي ، فاضل العزاوي ، قحطان الهرمزي ، أنور الغساني ، مؤيد الراوي ، الأب يوسف سعيد ، زهدي الداوودي ، عبد اللطيف بندر أوغلو " ثم لحقهم يوسف الحيدري ، سركون بولص ، جان دمو ، ثم " لاحقاً " فاروق " ؛وحسب قناعتي من تلك الإستنتاجات التي توصلتُ لها ، والذي يؤكد بقولهِ * "1" : " دخلت عالم (جماعة كركوك) عن طريق (جان دمو) جوَاب الشعر والمتسكع الأبدي ، ففي احد الأيام صعدت وإياه إلى مقهى " المدورة " في الوقت الحاضر " كـافتريا المنورة " واقتربنا من مائدة كان يجلس عندها المرحومان " يوسف الحيدري وجليل القيسي" ، وبعد تعارفنا تجددت اللقاءات بيني وبينهم وعرفت بعد ذلك الشاعر " مؤيد الراوي" يقيم الآن في ألمانيا ، كنت التقي به في مقهى " المجيدية " والتقيت بـ " سركون بولص " ثم " صلاح فائق " ، أما الأستاذ " أنور الغساني " فكنت أعرفه سابقاً لأنه كان مدرسي في مادة التربية الفنية في المتوسطة الشرقية، وبالنسبة إلى الأب يوسف سعيد كان راعياً للكنيسة الواقعة عند مشارف ساحة العمال " | عن .د. توفيق التونجي ومقالهِ " جماعة كركوك الأدبية.. مسيرة البحث عن الروح في مدينة القصيدة الضوئية " .
ــ يقول الكاتب " جلال زنكاباتي " الذي عاصر الجماعة 2" : لا أحتسب أبناء الستينات في كركوك " جماعة " بالمفهوم الأدبي الصائب ، حيثُ لم يصدروا أي بيان أو برنامج مشترك ، ولا حتى جريدة أو مجلة تجمعهم ، كذلك صرح الأديب 3"" قحطان الهرمزي " الذين تناساهُ معظم الذين كتبوا عن الجماعة : " لم تكتسب هذهِ الجماعة أبداً الصفة القانونية كجماعة أو تجمع ، وإنما ظلت صداقات مستديمة بين أعضائها " . وحين سألتهُ ذات يومٍ عن العدد الحقيقي قال : " هم يعرفون ذلك فقط ، قلتُ : منهم ، قال : طبعاً ،أصحابي والنقاد على ما يبدو والمهتمين بشؤون الجماعة ، وأخير ختمها بضحكة ، قائلاً : تريد خصم " الحجي الدوغري " مثلما اُبعد " قحطان ، وزهدي ، وعبد اللطيف، ومحي الدين ، وغيرهم " أُبعد " فاروق " وكان لهُ ذات النصيب من السهو أو النسيان أو . أو ...... .
ـــ أما د. زهدي الداوودي 3"والذي إلتقيتهُ على هامش فعاليات مهرجان " كلاويز " الذي دعوتُ لهُ ، أعتقد في العام 2012 ، حيثُ لمحتهُ عن قُرب وقد كانت لي معرفة سابقة بهِ ، كان يقفُ مع الشاعر " شيركو بيكه س " وحين بادرتهما بالسلام ، وعرفتهما بنفسي مُجدداً ، سرنا الثلاثة يتَوسطنا " زُهدي " في ممر يفضي للحديقة الأمامية لقاعة المهرجان ليواصلا حديثهما ، تلقى "بيكه س " رسالة من هاتفهِ المحمول ، وقف يتأمل ذلك ، ثم إستاذن ، وودعنا على أثرها مسرعاً ، بقينا لوحدنا ومضينا نسير، وحين سألتهُ عن التأصيل الحقيقي لجماعة كركوك ، توقفنا لحظتها ، ثم اخذ بيدي ومضينا نسير وقد وجدتُ فيهِ الحقيقة الكامنة في ماهيتها كلها من التأسيس والإستمرار والتلاشي في البعاد ، وذكرتُ إسم " فاروق" صراحة ، فأجابني : لقد إلتحق بعد أن غادرتُ لأمر خاص بي ، ومنها اضمحلت الجماعة تباعاً ،وحين أُعيدت مجدداً كان قد أنظم بهم حسب ما سمعتُ ؛ هو منهم وقد أنخرط أخيراً قبل تشتت المجموعة ثانيةً بالرحيل إلى بغداد أو للمنافي البعيدة .
ـــ وفي حديث متَواصل4"- كتابةً - عبر شبكة التَواصل " الإنترنت " أتصلتً بأحد أقطاب جماعة كركوك ، الأ وهو صاحب " ماركة مُسجلة " في رؤاهُ الشَاعر صلاح فائق " المُقيم في أقصى جزر الأرض " الفلبين " وبعد تبادل الترحاب ، سألتهُ الآتي : " كونك من أقطاب بلدتنا كركوك ، وددتُ أن تُفيدني برأي حول اٍستاذ " فاروق " وعلاقتهُ بجماعة كركوك الأدبية ؛ حصراً ، من حيث الإلتحاق أو الانضمام ، أو مجرد مصاحبة معهم " أجابني وهذا الحوار أنقلهُ حرفياً ، قال : " لم يكن عضوا دائما في المجموعة لأنه كان مدرسا اعتقد في الجزائر.لكنه كان صديقنا وحضر بعض لقاءاتنا أيضا . هو كرس نفسه بشكل جدي للأدب والشعر .شعره جميل ومتميز. وقد ذكرتُ بأن لدًي مقالاً كتبتهُ وسأنشرهُ مجرد " رأي شخصي ، إستذكار متأخر ، بعد أن إعتمدتُ على عدة مصادر بأنهُ إلتحق بكم في بواكير العام 1963 ،وإستمر لغاية إنتدابهِ للتدريس في الجزائر ، وهذه الفترة هي من أنضج تطلعات الجماعة وإزدهارها عالمياً " أجابني :" نعم هذا صحيح . بعد ذلك التاريخ بدأنا نحن أيضا ، واحدا بعد آخر ، بمغادره العراق والهجرة إلى المنافي التي اخترناها . هو بقي في كركوك ، كما جليل القيسي ، صامدا ومتحملا وانأ اعتبر ذلك بطولة حقيقية . وتقريبا بنفس السياق مع القاص " جليل ًالقيسي " 5" في حياتهِ حين إلتقيتهُ مصادفة في " الدار الوطنية " وسألتهُ ؟.. ، لكنهُ لم يجب على سؤالي قط ، بل راغ عن المضمون ، وذكر فقط " سركون بولص " وأشاد بشعريتهِ كثيراً ، ثم مضى في طريقهِ ينظر في الكُتب المعروضة بشكل يشبه " التَغافل " رغم أن لي معهُ علاقات وطيدة . إذً لم يبق سوى الشاعر " فاضل العزاوي " المُقيم في مغتربهِ " برلين " وأعتقد من الصعوبة إستحصال منهُ شيئاً ، أو لا حاجة لي بهِ لأني أتوقع إجابتهِ مسبقاً .
ـــ كما كتب الأديب الموسوعي " وحيد الدين بهاء الدين " 6" عن جماعات كركوك ، والذي أفصح في مقالتهِ أن المدينة لم تعرف جماعة كركوك المعروفة فقط ، وإنما جماعات أخرى متلاحقة . وكتب د. عبدالله إبراهيم 7" عن أصدقائهِ الذين جايلهم وهو يطلق عليهم إسم " جماعة كركوك الثانية " في مقالتهِ المنشورة بمجلة " نزوى " العُمانية العدد 58 في العام 2009 وهم " " جان دمو" المُخضرم " ، حمزة حمامجي ، إسماعيل الرياشي، خاجيك كرابيت ، نصرت مردان ، عبدالله إبراهيم ، عواد علي .. . .
وتناهى لسمعي بأن الناقد المسرحي " محمد خضر الحمداني " 8" هو الآخر بصدد التوثيق والكتابة عن جيل أدباء التسعينات في كركوك ويُحبذ أن يطلق عليهم " جماعة كركوك الثالثة " لكن مشروعهِ لم يرَ النَور حتى كتابة هذه السطور وهم : رعد مطشر ، محمد خضر ، قاسم حميد فنجان ، عدنان عادل ، علي ريسان ، قاسم آق بيراق .... .
ـــ يقول الكاتب نوري بطرس :" 9 " إن البداية لتشكيل الجماعة كانت في مقهى بمدينة كركوك تُعرف بمقهى " النَصر " وقد ذكر الجماعة في تسلسلهِ ، وكان فاروق يحمل الرقم " 11 " وقد قال :" بقي في كركوك وكتب إستذكارتهِ حول جماعة كركوك ومازال يواصل الكتابة " انتهى قول الكاتب . أقول : إذا كان احتسابها فترة جيلية ، فهو أي " فاروق " جيلي ستيني من حيث الفكرة والرؤى والعمر ، أجتاز كل الضوابط والطُرق التي تؤدي إلى انضمامه ، وأليكم محاولاتهِ الشعرية التي نشرها في عام 1961 ، وتوالى النشر في الجرائد والدوريات تباعاً ، وفي ذات العام أرسل كتابة نقدية عن القصة العراقية ، والتي كان يشرف على تحريرها الأستاذ " زهير أحمد القيسي " 10"نشرها بعد أن مهد لها بقولهِ : " أنشر هذهِ المقالة لتُثير ضجة " .هو في كركوك مثل الشاعر اليوناني " كفافي كونستاتين " والذي ولد بالإسكندرية ، وقد خلدها في منابع إلهامهِ في رواية " رباعية الإسكندرية " كذلك هو " فاروق " الذي كتب عن كركوك ما لم يكتب أحد ، ولم اسمع ولم يُخطر على البال من أن كاتباً سبقهُ بحب مدينتهِ الأثيرية والتي هام بها وجداً في إصدارهِ الأخير والذي غطى تماماً على كل قلب " كركوك التي أُحب " بهذا الكم المعرفي الذي حمل من ثراء محمولاتهِ الدلالية" سواهُ ، وقد أرشف بإصداراتهِ عنهم ، حصرياً في كتبهِ " مدخل تعريفي إلى جماعة كركوك \ جماعة كركوك – الإستذكارات الناقصة \ أدباء وشعر ومقاهٍ في مذكورات كركوك \ منادمات كركوك المتأخرة .
.... وإليكم أول قصيدة كتبها بعنوان " هل تعلمين " 10 " والتي نشرت في مجلة الإخاء – بغداد في 1-9-1961، ثم توالت قصائدهِ تُنشر في وقتٍ مُبكر منها وحتى يومنا هذا ، قصيدة " إقحوانة الصوت "11 نشرت عام 17-10 -1965 ، وقصيدة " 12 "كلمات جديدة إلى الآنسة م " شباط -1967 ، وقصيدة " الكلمات " 13مهداة لصديقة الجامعي الشَاعر محمد طالب محمد نشرت في 22 -10 -1965 ، وتابع الكتابة والنشر طوال السبعينات ونأخذ قصيدته14 " سلة الخبز وحبات الزيت "
التي كتبها في باريس بتأريخ 27-3-1973 ، وأخيراً قصيدته " طرابلس ذلك الحُلم القديم 15" المنشورة في جريدة " النصر" الجزائرية بتأريخ 8-1-1974. هذا هو فاروق حين نحضر بدعوة للمهرجانات التي تُقام في البلد يسألون عنهُ بقولهم : هو آخر من تبقى عندنا من جماعة كركوك ، ولم يُغادرها حتى اللحظة ، حقيقةً نتفاجئ ويبقى كلُ منا ينظر بعين صاحبهِ بشكل تعجُب !.. لأن عندنا القول ليس هكذا ، أي لم نذكرهُ كما تفوهوا !.. إذً فليس من داعي للانتظار أكثر كي ننصفهُ وليجد " فاروق " نفسهُ في تسلسلهِ " 12 " في قائمة الجماعة ، لأنها ليست شركة مساهمة محدودة ، ولا أمر إداري قطعي ، أو بيان صادر عن جهة رسمية ، وإنما هي كيفية راجت وأخذت تسميتها المستديمة ، أُطلقت على عاهنها بما يشبه الترحاب والاستقبال والحفاوة لتلك الجماعة التي حضرت المقهى ؛ أولاً ، وانتهت التسمية على هذهِ الشاكلة أو التشكيلة إلى يومنا هذا ، كنتُ حينها أتساءل عن العدد المضبوط للمجموعة فلم أعثر على دقة القائمة والتي أضحت كلٌ يدعي لعدد معين ؟!..
ــ وأخيراً إشادة بأحقية الانضمام من قبل أ.د " إبراهيم العلاف " 16 الأستاذ في جامعة الموصل عن دراستهِ لجماعة كركوك الأدبية – فصل من تأريخ العراق الثقافي المنشورة في مجلة مناهل جامعية – نيسان -2007 ، وقد ذكر بالاسم " فاروق مصطفى " آخر العنقود في تسلسل التحاقه بالجماعة والمُتبع ربما من احتساب العُمر ، لا أدري ؟.. وقد ذكر " العلاف " إن الأعوام بين 1946 و 1968 هي من أخصب رؤى أعمالهم وتُعد رسمياً لبواكير نشاط جماعة الستينات " وهي الفترة أو قبلها بقليل أنضم إليهم ، وتفاعل معهم إلى أن أوفد للتدريس في الجزائر من 1968 وعاد سنة 74 ، ولم يتبق من الجماعة سوى القِلة ، وأستمر يكمل تفاعله مع " جماعة كركوك الثانية " التي تشكلت فيما بعد ، وحسب ما منوه في أعلاه .
ــ هذا هو " فاروق " الذي قيلَ عنهُ الكثيرون من الأدباء : د. سلوى النجار في كتابها :فاروق مصطفى وطريق الدُفلى إلى كركوك : " ولنا أن نقول أن مقالات " فاروق مصطفى " تبقى مجالاً رحباً للبحوث والدراسات ، ولاسيما الجامعية ؛ لتنوع مضامينها ورشاقة أسلوبها وجمال لغتها ، وكون الكاتب ينتمي إلى جيل كان لهُ دور بارز في تاريخ الأدب العراقي " 17 " : ود.نصرت مردان في حوار معهُ ن يقول : لا أتصور أن ثمة كاتباً أو شاعراً عراقياً يحتفظ بكل هذا الدفق والدفء والولع تجاه الأمكنة في مدينتهِ ؛ سوى ، فاروق مصطفى " 18 . نعم هو الذي فهرس ، وأرشف ، وأرخ كركوك روحياً بإصداراتهِ التي تربو على الثلاثين تتمحور كُلِها في سخاء ورصد وتقصي للأمكنة المحببة وعنونتها كلها " كركوك " ، ألا يستحق من أن يكون من ضمن الجماعة التي أطلق عليها تحبباً بـ أصدقاء السَوء ، أبناء الشقاء ، فهو منهم ؟!.. إلا إذا كان سبباً أيدلوجيا يحيلُ عن ذلك ؟!..، لاسيما " هو الذي أصبح شبه مؤرخ للجماعتين " الأولى والثانية " وقد أصدر عنهما كُتباً عدة \ د. عبدالله إبراهيم – مجلة كركوك اليوم – العدد 36 – شباط -2019 "\ 19 " . وحين تفرقت الجماعة بقي " جليل القيسي " وحدهُ في المدينة حارساً لها ، وحاملاً رايتها إلى يومه الأخير " ، بعدهُ أستلمها " فاروق " وها هو الآن يحملها على كاهلهِ الذي ينوء بثقل المرارات المتراكمة وضنك كل تلك الأيام السعيدة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1_.د. توفيق التونجي ومقالهِ " جماعة كركوك الأدبية.. مسيرة البحث عن الروح في مدينة القصيدة الضوئية ".
2- نفس المصدر السابق
3- لقاء مع د. زهدي الدَاوودي عام 2012 .
4- حديث عبر شبكة التَواصل الإجتماعي" الفيسبوك " مع الشاعر صلاح فائق .
5- حديث قصير مع القاص جليل القيسي .
6- مقالة مذكورة للأديب " وحيد الدين بهاء الدين " كتاب مدخل تعريفي إلى جماعة كركوك 2015 .
7- مقالة د. عبد الله إبراهيم المنشورة في مجلة " نزوى " العدد 58 في 2009 .
8- إستذكار الكاتب " محمد خضر الحمداني المنشورة في كتاب مدخل تعريفي إلى جماعة كركوك 2015 .
9- الكاتب نوري بطرس – كتاب عاشقان من كركوك الصادر سنة 2011
10- جماعة كركوك - الإستذكارات الناقصة – فاروق مصطفى -2005 كركوك .
11- 12 -13 -14 -15 " فاروق مصطفى – "نفس المصدر " مجموعة قُمصان الغيوم المُتدليَة – كركوك 2002 .
16- د. إبراهيم العلاف – مجلة مناهل – جامعة الموصل – نيسان -2007
17- فاروق مصطفى وطريق الدُفلى إلى كركوك – سلوى النَجار -2017 .
18- فاروق مصطفى مُنقب ومؤرشف ذاكرة كركوك – د. فؤاد قادر أحمد -2015 .
19- د. عبدالله ابراهيم – مجلة كركوك اليوم – العدد 36-شباط -2019 .