د. سليم جوهر - فلسفة الحمق (كورونا انموذجا)

السؤال الجوهري حول ما نواجهه من كوارث يتلخص في؛ ما الذي يجعل اي قرار او خيار يتخذ على مستوى عام يؤدي الى اخطاء كارثية لدينا، سواء على مستوى السياسة والاقتصاد والثقافة وجائحة كورونا.
يقول الأمام علي (ع) رجال العلم على أربع:
1. رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فاتبعوه.
2. ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه.
3. ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه.
4. ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
في التهديد الوجودي الذيىنواجه المصاحب لجائحة كوفيد، لعبت معرفتنا دورا كبيرا في ما آلت اليه احوالنا.
لقد زعزعت الجائحة الكثير من المسلمات فحدث شواش:
- حول المعرفة ذاتها.
- حول الاكراه على العزلة.
- والعيش بلا يقين.
المفارقة تكمن في المعرفة التي نحوزها، فقد واجه العالم الجائحة "بعلمه انه لا يعلم"، بينما نواجهها نحن، "بجهلنا أننا لا نعلم"
فالمواجهة الحاصلة معرفيا حول الجائحة في العراق بين نمطين من المعرفة اثنين:
- الاول الذي بعرف انه لا يعرف، فيحاول التعلم من اجل النجاة. وهم القلة.
- والثاني الذي لا يعرف انه لا يعرف. ولها الغلبة.
المشكلة لا تكمن بعدم المعرفة بما يحدث حولنا. بل جهلنا التام بعدم المعرفة حول ما يحدث.
هذا الجهل يحب علينا التعامل معه كواقعة مجتمعية يتساوى فيها استاذ الجامعة مع الامي (الذي لا يقرأ)، يسوقهم عدم القلق لأنهم يستندون على التخلي في عدم تحمل المسؤولية نتيجة بعض الاعتقادات الراسخة، التي تعطيهم ضمانة موهومة ضد الخطر.
الغلبة هنا لهذا الصنف الثاني، فهم يملكون مفاتيح السياسة والاقتصاد والثقافة، القابضين على السلطة واما التابعين لهم فيملئون الارض عويلا وصراخا عن الحق المضيع، والمذهب المهدد، والطائفة التي في خطر...الخ، وسبب كوارثنا تكمن في العدو الماثل امام العين، لا في قرارتنا وخياراتنا، لانها تؤخذ تحت قهر وقسر معتقدنا باننا مظلومين، بل حتى فساد النفوس بسبب العدو لا غير. فلا مسؤولية يتحملها الحمقى والتابعين والمطبلين.
جل الحوادث تتحول الى كوارث لانها تقع تحت طائلة قرار او خيار يخرج من دائرة الحمق هذه.
علينا ان نعرف ان "المعرفة لا تعرض ذاتها" كما يقول الحكماء.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى