منذر فالح الغزالي - المناهج النقدية الحديثة

مقدمة في المناهج النقدية:
المنهج الانطباعي كان أول منهج نقدي ظهر للوجود. وكان ظهوره في الحضارة الإغريقية، حيث تقام المسرحيات الاحتفالية في ساحة الأولمب، وكانت لجان التحكيم تتكون من عشرة من مفكري الدولة الإغريقية، كان التحكيم يحكمه المزاج الشخصي للمحكم، وثقافته، بالإضافة إلى التقاليد والعادات السائدة، التي تعطي للعمل حكم (قيمة)

المنهج الأرسطي ( الكلاسيكي القديم)
اطلع أرسطو على المسرحيات والملاحم التي كتبت في في عصره والعصور السابقة، وخرج بثلاث سمات تجمع بين جميع تلك الملاحم:

  • الوحدات الثلاث: وحدة المكان، وحدة الزمان، وحدة الموضوع
  • النقاء الدرامي: التراجيديا تراجيديا صرف، والكوميديا كوميديا صرف
  • البناء الدرامي. مقدمة، فعرض، فخاتمة
عرض أرسطو استنتاجاته في كتابه فن الشعر، وأصبحت مقولاته منهجاً نقدياً ساد ردحا طويلا من الزمن، سمّي بالمنهج الأرسطي، أو المنهج الكلاسيكي القديم. لا أحد يجرؤ على الخروج عن قواعده.

المناهج النقدية الحديثة
جاءت مواكبة للعصر الحديث الذي يعدّ اختراع الطباعة أحد تواريخه الحاسمة. وتأثر ظهورها بالثورة الفرنسية التي نادت بالحرية ورفض القديم، حيث وصل هذا الرفض إلى النقد الأدبي والتمرّد على نظرية المحاكاة لأرسطو، وتقاليد النقد القديم. وساعد على ظهورها:

  • انتشار أفكار التقدم والتطور.
  • ظهور الطباعة.
[SIZE=22px](المنهج التاريخي، المنهج الاجتماعي، المنهج النفسي)[/SIZE]
هي مناهج سياقية خارجية.

سياقية بمعنى تهتم بالساق التاريخي الذي أفرز النص الأدبي،

وخارجية: لأنها تهتم بدراسة النص الأدبي من الخارج.

[SIZE=22px]أولاً: المنهج التاريخي[/SIZE]
وهو منهج يدرس النص الأدبي من خلال الظروف التي أحاطت به وقت إنتاجه، ومدى تأثيرها عليه. وهذا المنهج يؤكد على أن الظروف التاريخية العامة والخاصة المحيطة بالكاتب تؤثر على إنتاجه الأدبي.

للنقد التاريخي مستويان:

أ. أثر المكان والعصر على الإبداع

ب. يتم من خلاله توثيق الأعمال الإبداعية، وترتيبها الزمني، ومدى تأثّر النصوص اللاحقة بالسابقة... (تاريخية الأدب)

من روادها العرب: طه حسين، العقاد، شوقي ضيف

[SIZE=18px]إضافات المنهج التاريخي للنقد الأدبي[/SIZE]
1- تقسيم نوعي للأجناس الأدبية: شعر، نثر: الشعر {غنائي، ملحمي}، النثر {رواية، قصة...}

2-- كتابة تاريخ الآداب: أدب العصر الجاهلي، الإسلامي، أدب عصر الازدهار، عصر الانحطاط....}

3-- معرفتنا بالمذاهب الأدبية: {كلاسيكية، رومنتيكية، واقعية، وجودية....}

[SIZE=22px]ثانياً: المنهج الاجتماعي[/SIZE]
يعتبر تطورا طبيعيا للمنهج التاريخي.

وهو منهج يقصر غايات التلقي على الانعكاسات المتبادلة بين النص الأدبي والواقع الاجتماعي الخري.

أفرز هذا المنهج نظرية الانعكاس التي تقول أن الأدب مرآة عاكسة للواقع الاجتماعي, وأن العلاقة بين والواقع هي علاقة جدلية، أي علاقة تأثر وتأثير.

ظهرت نظرية الانعكاس حوالي 1930. من أبرز روادها جورج لوكاش، الذي قال بأن عملية الانعكاس ليست انعكاسا آلياً، وإنما جوهرياً. بمعنى أن الواقع يؤثر بالأديب في أمور جوهرية، هذا الواقع ىيمر في فكر الأديب وينعكس بصور أدبية بعيدة كل البعد عن التقليد الحرفي للواقع.

العلاقة بين الأدب والواقع هي علاقة جدلية، تأثّر وتأثير متبادل، تأثرت بالمقولات الماركسية/

قسم ماركس المجتمع إلى بنيتين: بنية تحتية: تضم وسائل الإنتاج، وأدوات الإنتاج, ولأيدي العاملة والفلاحين... وبنية فوقية تضم القوانين والفنون والأدب والدين... الثقافة والفكر بشكل عام. وهناك علاقة جدلية بين البنيتين، أي تنغير بالنية التحتية يتبعه تغير بالبنية الفوقية، الذي يعود بدوره فيؤثر بالبنية التحتية .... وهكذا في دورة جدلية متناوبة من التأثر والتأثير.

[SIZE=22px]ثالثاً: المنهج النفسي[/SIZE]
ظهر مع مدرسة فرويد النفسية في بدايات القرن العشرين.

يتناول حياة الكاتب، تجاربه الذاتية، إخفاقاته، معاناته النفسية، وكيف انعكست في إنتاجه الأدبي.

وهو منهج سياقي لأنه يهتم بالسياق النفسي للأديب، وخارجي أيضا، لأنه ينطلق من خارج النص الأدبي، من حياة الكاتب.

قسم فرويد النفس البشرية إلى ثلاثة أقسام: الأنا وال هو والأنا العليا.

الأنا: هي العقل، الجانب المدرك من الإنسان

ال هو: الرغبات والغرائز، الأهواء بشكل عام.

الأنا العليا: الضمير

الإنسان دائما في صراع مستمر بين ال هو والأنا العليا، يتدخل الأنا لحسم الصراع. فالأنا السويّة، تحسم الصراع لصالح الأنا العليا (الضمير) وتنتج إنسانا سوياً.

العكس بالعكس، يحسم الصراع لصالح ال(هو) وينتج إنسانا غير سويّ.

عند حسم الصراع لصالح (الأنا العليا) تختزن الشهوات المكبوتة ال (هو) في منطقة اللاشعور (العقل الباطن)

وكما ذكر فرويد، فإن ذكريات بالإنسان، وتجاربه، تختزن في منطقة اللاوعي، وتخرج بصورتين:

  • إما أحلام
  • أو إبداع.
النقد النفسي أفرز النقد انثروبولوجي والأسطوري.

[SIZE=22px]رابعاً: النقد الانثروبولوجي، الأسطوري[/SIZE]
كارل يونغ تجاوز فرويد في مسألة اللاوعي الفردي، وتناول (اللاوعي الجمعي) وأكد أن الشخصية الإنسانية تخزن في عقلها الباطن تجارب وثقافات وحضارات البشرية منذ نشأتها الأولى.

تلك الأنماط البدائية والتجارب تخرج بشكل لا واعٍ في أعمال الأديب، فأفرز نوعا جديدا من النقد هو النقد الأنثروبولوجي، يدرس العلاقة بين اللاشعور الجمعي، وبين النتاج الأدبي.

آثار اللاشعور الجمعي هذه، تظهر بشكل رموز أو إشارات أثناء الإبداع. إيريك فروم أسمى اللغة الناتجة عن تلك التجارب الإنسانية المخزنة في اللاشعور الجمعي: اللغة المنسية.

يعتمد النقد الأنثروبولوجي على خطوتين:

1- الفهم: قراءة النص الإبداعي، وفهم دلالاته اللغوية ومضامينه ورموزه.

2- التفسير: وهو عملية تأويل الدلالات والمعاني وربطها بتصوّر أسطوري، ونموذج بدائي.

مثال ذلك مسرحية ماكبث، نموذج لقصة الخلق (آدم وحواء)، وإغواء حواء لآدم.

[SIZE=18px]الانتقادات العامة للمناهج السياقية:[/SIZE]
1- إغفاله الجانب الفني والجمالي والدلالي للنص الأدبيّ

2- صعوبة الحصول على البيانات والحقائق التاريخية التي صاحبت كل نص بدقة كافية.

[SIZE=22px]المناهج النقدية الحداثية، أو المناهج البنيوية[/SIZE]
[SIZE=18px]المدرسة الشكلية:[/SIZE]
في بداية القرن لعشرين بدأ الاهتمام يتجه نحو داخل النص، نحو لغته، منها مدرسة نقدية ظهرت في موسكو ما بين عامي 1915 – 1930 . اهتمت بالشكل على حساب المضمون، ونادت بأدبية الأدب. والشكلية لا تهتم بدلالات النص، بل تقصر اهتمامها على النسق اللغوي، وتراكيب الجملة.

[SIZE=22px]المنهج البنيوي، أو الحداثي[/SIZE]
مستفيدة من دراسات الشكلانيين الروس، ورواد حلقة براغ ظهر المنهج البنيوي، ظهرت في بداية القرن العشرين مفاهيم نقدية حداثية سميت البنيوية، لأنها تهتم ببنية اللغة داخل النص، أو مناهج نسقية، لأنها تهتم بالنسق اللغوي للنص الأدبي، أو مناهج داخلية لأنها تتناول النص من داخله، من خلال بنيانه اللغوي الداخلي، بعيداً عن أيّ سياقٍ خارجي؛ لكنها تجاوزت الشكلانيين الروس من زاويتين:

  • المدرسة الشكلية اهتمت بالشكل على حساب المضمون، بينما البنيوية دمجت بالشكل بالمضمون
  • المدرسة الشكلية لا تهتم بمدلولات النص، وتقصر اهتمامها على النسق اللغوي وتراكيب الجملة، أما البنيوية فاهتمت بشكل النسق, وعنيت بالوصول إلى مدلولات الكلمة داخل هذا النسق.
[SIZE=18px]الخصائص التي يقوم عليها المنهج البنيوي[/SIZE]
  • منهج حداثي يعتمد على اللسانيات (علم اللغة الحديث) السيميولوجيا
  • يهتم بداخل النص، لغة النص، الأصوات، الحروف، الصرف، بنية الكلمة، بالمعجم، بالجمل، بالرموز... بكل مكونات النص بشكل عام.
  • يهتم بتحليل البنية اللغوية للنص من أجل الوصول إلى الدلالة
  • لا تهتم بالمعنى بقدر اهتمامها بالبنية. الأولوية للشكل وليس للمعمى.
فالبنيوية إذن، منهج نقدي حداثي، اعتبر النص الأدبي بنية مستقلة، منغلقة على نفسها. (النص، ولا شيء غير النص)، بمعنى أن اللغة في البنيوية هي المركزية الثابتة التي يتحرك فيها الناقد، ومهمة الناقد البنيوي هي البحث في النظام اللغوي وعلاقة البنيات اللغوية بعضها ببعض، عن طريق دراسة المستويات اللغوية للوصول إلى معنى محدد، أو دلالة النص، مستفيداً من علم اللسانيات، أو السيميولوجيا، في تحليل النص الأدبي.

قسم البنيويون النص إلى مستويات لغوية:

  • مستوى الأصوات: التنغيم، النبر...
  • المستوى النحوي (التركيبي)
  • المستوى الصرفي: (بنية الكلمة، اسم، فعل، حرف... وزن الكلمة صرفيا.
  • المستوى المعجمي
  • المستوى الدلالي: الدلالة التي يصل إليها الناقد عبر اللغة
  • المستوى الرمزي: الرموز التي تحيل إلى مدلولات مختلفة.
[SIZE=18px]انتقادات المذهب البنيوي[/SIZE]
المذهب البنيوي لم يعمّر طويلا في لبيئة الثقافية التي وجد فيها، فكانت نهايته حو الي عام 1960، لأن كثيرا من النقاد هاجموه، ووصفوه باللاإنسانية، حيث إنه يقصي المؤلف، ويتجاهل جهوده من خلال مقولة بارت موت المؤلف.

ولأن الناقد البنيوي يقطع الصلة بين الأدب والمجتمع، ولا يعترف بالوظيفة الاجتماعية للأدب, وبالنسبة للنقاد العرب، فقد انتقد الدكتور عبد العزيز حمودة في كتابه المرايا المحدبة (منى سلسلة عالم المعرفة الكويتية) يرى أن المذاهب الحداثية هي إفرازات ثقافة حداثية عاشها الغرب، وانتزعت من تربتها الغربية انتزاعا لتزرع عنوة في تربة ثقافية مختلفة عنها اختلافا كبيرا, ومغايرة لها تماما.

نتيجة لهذه الانتقادات قام بعض النقاد الحاثيين بتطوير المنهج وتعديله، منهم الناقد الفرنسي لوسيان غولدمان، الذي أوجد المنهج البنيوي التوليدي عام 1960.

[SIZE=22px]مناهج ما بعد البنيوية:
1- منهج البنيوية التوليدية
[/SIZE]
منهج ما بعد حداثي، يقدم مدخلا داخليا وخارجيا لدراسة النص الأدبي

رأى غولدمان بأن دراسة النصوص الأدبية تخضع لحالتين منفصلتين

  • إما نسقية داخلية(المناهج البنيوية الحداثية)، تهتم ببنية اللغة، وتنادي بموت المؤلف.
  • أو سياقية خارجية (المناهج الحديثة)، تدرس النصوص من الخارج.
زاوج غولدمان بين المناهج الخارجية والداخلية، أخذ من المناهج السياقية (الخارجية) نظرية الانعكاس، التي تهتم بالتأثير المتبادل بين الأدب والمجتمع، ومن الداخلية أخذ المنهج البنيوي.

بدأ من داخل النص، واعتبر أن كل بنية لغوية داخلية تولدت عن بنية خارجية اجتماعية.

[SIZE=18px]إجراءات البنيوية التوليدية[/SIZE]
  • عملية الفهم: عملية خاصة بدراسة النص من الداخل، كنسق لغوي مغلق، ودراسة العلاقة بين البنيات اللغوية بعضها ببعض
  • عملية التفسير: البحث عن حقيقة خارجية واقعية تولّدت عنها البنية اللغوية الداخلية، أي أن البنية اللغوية الداخلية، قد تولدت عن بنية اجتماعية خارجية.
[SIZE=18px]مصطلحات المنهج[/SIZE]
الوعي الفعلي، والوعي الممكن، ورؤية العالم.

  • الوعي الفعلي: هو وعي الشخصية بالحاضر، وهو وعي آني, وسلبي, حيث تعي الشخصية الأدبية مشاكلها، لكنها لا تملك القدرة على حلها
  • الوعي الممكن، هنا يتجاوز الوعي الفعلي لوعي حديد، يمنح الشخصية إمكانية تغيير الواقع ومواجهته.
  • رؤية العالم: يرى غولد مان أن الرؤية التي يطرحها النص، ليست رؤية الكاتب الفرد, ولا رؤية عامة جماعية للعالم بأسره؛ لكنها رؤية جماعية معينة، انتمى إليها الكاتب فكرياً.
[SIZE=22px]المنهج التفكيكي[/SIZE]
مرت المجتمعات الغربية بعد الحربين العالميتين، والأزمات الاقتصادية المتتابعة’ بمرحلة انعدام الثقة بما كان مسلّما به، واهتزت كثير من القيم السائدة وسيطرت حالة عدم الثقة على الفكر الأوروبي، وانتقل إلى مجال الأدب والنقد الأدبي، وظهرت مناهج نقدية أطلق عليها ما بعد حداثية. لعل المنهج التفكيكي أكثر معبر عن حالة الاضطراب وتزعزع الثقة، من خلال التشكيك في امتلاك النص الأدبي لمعنى واحد.

فإذا كانت البنيوية ترى أن المعنى ثابت ومستقر داخل النص، واللغة بمثابة المركزية التي ينطلق منها الناقد؛ فإن التفكيكية تنفي ثبات معنى النص، وتنكر أي مركزية له، وتشكك في اللغة، وتؤكد على وجود عدد لا نهائي من المعاني. وتدعي بأنه لا يوجد نص له معنى. والنص منفتح على كافة المعاني والدلالات، وليس له مرجعية ثابتة.

[SIZE=18px]مصطلحات المنهج[/SIZE]
  • الحضور والغياب: الدلالة حاضرة مؤقتا، ريثما تأتي دلالة جديدة فتحل محلها لتغيب السابقة... وهكذا دون انقطاع
  • الأثر: هو بديل المعنى، فلا يوجد معنى في المنهج التفكيكي. الأثر هو ما يتركه النص من آثار لدى القارئ، أي قارئ.
  • الإرجاء: الدلالة كما أسلفنا آنية، ولا توجد دلالة نهائية للنص الأدبي، إنما هي دلالة حالية، ومرجأة، مؤجلة، ريثما تأتي دلالة جديدة.
  • قراءة النص قراءة إساءة كل قراءة جديدة للنص هي هدم للقراءة السابقة، إساءة لها.
[SIZE=22px]المنهج السيميولوجي[/SIZE]
الفرنسية: السيميولوجيا: علم العلامات لوسيان دوسوسير

الانكلوساكسوني: السميوطيقا: تشارلز بيرس

العربية: السيميائية: (سيماهم في وجوههم من أثر السجو د)

ظهر مع المنهج البنيوي، قصر غاية التلقي على دراسة العلامات التي يتضمنها النص الأدبي.

علم العلامات علم قديم، حديث، في اليونان اهتم أرسطو في كتابه فن الشعر بالتعر ف التحول، للشخصية المسرحية، وللتعرف أشكال منها: التعرق بالعلامات: الموروثة: كالشامة، أو مكتسبة، كالجرح، الوشم...

علم العلامات الحديث: عند دو سوسير يد رس حياة العلامات داخل إطار المجتمع

والعلامة عند سوسير ثنائية المبنى: الدال، والمدلول

الدال: هو الصورة الصوتية

المدلول: هو الصورة الذهنية التي يشير إليها الدال.

  • العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية،
  • القيمة: قيمة العلامة: الدال، كلمة مفردة، لا تمتلك أي قيمة وهي مفردة؛ لكنها تكتسب قيمتها إذا وضعت في سياق محدد.
  • مثلا: أبيض
العلامة عند بيرس

عرف بيرس العلامة بأنها: شيء ما، يوجّه إلى شخص ما، لينوب عن شيء ما، من وجهة ما.

قسم العلامات إلى ثلاثة أصناف:

  • علامة أيقونية: كالصورة الفوتوغرافية، الدال يطابق المدلول
  • علامة إشارية: علاقة سببية، فيزيقية: دخان يدل على النار.
  • العلامة الرمزية: الدال فيها يرمز إلى المدلول، العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة تعاقدية، عرفية، واصطلاحية.
[SIZE=22px]النقد الثقافي[/SIZE]
من المناهج النقدية ما بعد الحداثية: ظهوره الفعلي لم يتحقق إلا في العام 1985 في أمريكا. من أهم رواده العرب الدكتور عبد الله الغذامي,

يفرق الدكتور الغذامي بين النقد الثقافي، ونقد الثقافة,

فنقد الثقافة هو يتعرض لقضايا الفكر، السياسية والاجتماعية... القضايا الثقافية بشكل عام.

أما النقد الثقافي، فهو منهج نقدي أدبي، يهتم باستكشاف الأنساق الثقافية المضمرة في النص الأدبي، أو ربط الأدب بسياقه الثقافي غير المعلن.

وهنا لا يتعامل النقد الثقافي مع النصوص على أنها رموز جمالية، أو مجازات موحية، بل على أنها أنساق ثقافية مضمرة.

يمكن تطبيقه على جميع الأجناس الأدبية



ما هي الأنساق الثقافية المضمرة؟

النسق: هو مجموعة منة العناصر المتفاعلة والمتجهة نحو هدف محدد.

أركان النسق:

العناصر

التفاعل

الهدف

أما الثقافة فلا تخرج عنى العلوم المعروفة: علم اجتماع، علم نفس، فلسفة...

المضمر: عكس الظاهر، أي النسق الثقافي موجود بشكل غير ظاهر، وأيضا بشكل غير واع من الكاتب نفسه.

النسق المضمر: هو النسق الذي لا يظهر على سطح اللغة؛ لكنه تمكّن من الاختفاء أـو من اصطناع الحيل للتخفي.

مهمة الناقد في هذا المنهج، اكتشاف هذا النسق من خلال تفكيك البنى الداخلية للنص، لتستخرج جميع الأنساق المضمرة.

النقد لثقافي منفتح على العديد من المناهج: منها البنيوي، السيميولوجي، التفكيكي، جماليات التلقي، التأويلية...

لا يوجد نص أدبي إلا ويكون محملا بأنساق ثقافية مضمرة. ولذا يجب على الناقد أن يكون منفتحا على التيارات والاتجاهات الأدبية، والسياسية، والدينية, والفلسفية...

[SIZE=18px]من مصطلحات النقد الثقافي[/SIZE]
  • النسق المضمر: النقد الثقافي يكشف أنساقا متناقضة ومتصارعة، حيث نجد نسقا ثقافيا معلنا، يحمل توجها ما للكاتب، ونسقا مضمرا يحمل توجها آخر مناقضا.
مهمة الناقد الثقافي المضمر المناقض للنسق الظاهر...ة هذا المضمر هو النقد الثقافي.

  • الكاتب المزدوج: الكاتب له حضور مزدوج: كاتب ينتج أنساقا أدبية وجمالية بشكل واع. وكاتب ينتج أنساقا ثقافية بشكل غير واعٍ.
  • بمعنى أن الثقافة ذاتها هي مؤلف آخر للنص، مضمر في لا وعي الكاتب.
اهتم الغذامي بالدلالة النسقية، إذا كان هناك دلالة مباشرة، ودلالة رمزية، ودلالة مجازية... هي دلالات واضحة ومكشوفة، فإنها تخفي تحتها دلالة مضمرة هي الدلالة النسقية، هي هدف النقد الثقافي وغايته.

[SIZE=22px]نظرية التلقي[/SIZE]
واحدة من أهم نظريات ما بعد الحداثة. أعادت الاعتبار إلى القارئ باعتباره شريكا في النص.

انطلقت من المانيا حوالي العام1960

ترى أن:

"عملية التلقي هي عملية مقابلة للإبداع، تجعل من القارئ مبدعاً آخر للنص. وهذا يتطلب قارئاً ذا ثقافة عميقة وخبرة طويلة تتيح له سبر أغوار النص الأدبي والوقوف على أسراره وجمالياته.

[SIZE=18px]مصطلحات نظرية التلقي[/SIZE]
  • أفق التوقعات: مجموعة التوقعات الأدبية والثقافية التي يتسلح بها القارئ في تناوله للعمل الأدبي (تحتاج خبرة ثقافية)، يقارن القارئ أفق النص مع أفق توقعاته
  • المسافة الجمالية: هي المسافة الفاصلة بين أفق النص وأفق التوقعات.
  • ملء الفجوات: يتضمن النص فراغات (مناطق غموض) يعمل القارئ على ملئها لتتم عملية التفاعل بينه وبين النص
  • القارئ الضمني: هو القارئ الذي يضعه الكاتب نصب عينيه أثناء عملية الكتابة، فيضع له مجموعة من التوجيهات الداخلية تجعل تلقي القارئ لهذا النص ممكناً.
[SIZE=18px]مستويات القراءة[/SIZE]
  • مستوى الإدراك المباشر: يفهم القارئ الهيكل الخارجي للنص متمثلا بمعطيات النص اللغوية والأسلوبية
  • مستوى الاستذهان: إعمال خيال وذهن القارئ لاكتشاف دلالات النص
  • السجل الفني: هي معرفة المتلقي المسبقة بهذا المجنس الادبي من خلال خبرته وتجربته القرائية
  • وجهة النظر الجوالة: القارئ يجول في النص ولا يمكنه فهمه دفعة واحدة، لكن خلال متابعة القراءة وعمليات بناء المعنى وهدمه.
[SIZE=22px]الأسلوبية[/SIZE]
فرع من اللسانيات مهمتها الوقوف على القوانين الجمالية ()الشكلية) التي تحكم عملية الإبداع. تهدف إلى علمنة الظاهرة الإبداعية، والبعد عن الاحكام الانطباعية غير المبررة.

أنواعى الأسلوبية

الاسلوبية التعبيرية: تهتم بالقيم التعبيرية الانطباعية

الأسلوبية البنائية : التي ترى أن اللغة مجموعة منن الإشارات تأتي قيمتها من العلاقات المتبادلة فيما بينها

الأسلوبية الوظيفية: تعمل على الوظائف اللغوية للخطاب. وظيفتها الأساسية هي نقل فكرة من متكلم إلى سامع

الأسلوبية الإحصائية: تعنى بالكم وإحصاء الظواهر اللغوية في النص للوصول إلى أحكام مبنية على الاحصاء

أسلوبية الانزياح: تعد من أهم الاتجاهات الأسلوبية التي اهتم بها الدارسون. تقوم على مبدأ انزياح اللغة عن اللغة المعيارية. تحقيقا لجمالية القول الشعري.

الأسلوبية ترى أن الأسلوب قد يكون انزياحا عن السياق اللغوي المألوف. أو قد يكو ن تكرارا للمثال أو النموذج النصي الذي يهتم به الذوق العام. أو قد يكون كشفا خاصا لبعض أصول اللغة ومرجعياتها لا سيما الوجه البلاغي أو البياني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى