(١١ نُوڤِّمْبَر)
كَانَتِ الْمَرَّةُ الْأُولَى فِي مُوسْكُو، فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ، مِنْ عَامِ ١٨٢١.
وُلِدَ مَرَّةً أُخْرَى فِي نِهَايَةِ عَامِ ١٨٤٩ فِي سَانْت بِطِرْسْبُورْگ.
أَمْضَى دُوسْتُويِّڤْسْكِي ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ فِي السِّجْنِ فِي اِنْتِظَارِ إِعْدَامِهِ. فِي الْبِدَايَةِ، تَمَنَّى أَلَّا يَحْدُثَ ذَلِكَ أَبَدًا. ثُمَّ قَبَلَ أَنْ يَحْدُثَ ذَلِكَ عِنْدَمَا يَحْدُث. وَأَخِيرًا، تَمَنَّى أَنْ يَحْدُثُ ذَلِكَ الْآنَ، فِي أقْرَبِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ، لِأَنَّ الْاِنْتِظَارَ كَانَ أَسْوَأَ مِنَ الْمَوْت.
وَهَكَذَا اِسْتَمَرَّ الْأَمْرُ حَتَّى وَقْتٍ مُبَكِّرٍ مِنْ صَبَاحِ أحَدِ الْأيَّامِ عِنْدَمَا تَمَّ جَرُّهُ مَعَ بَاقِي الْمُدَانِينَ بِالسَّلَاَسِلِ إِلَى سَاحَةِ سِيمْيُنُوڤْسْكِي عَلَى ضِفَافِ نَهْرِ نِيڤَا.
صَدَرَتِ الْأَوَامِرُ. عِنْدَ الْإِشَارَةِ الأُولَى، عَصَّبَ الرُّمَاةُ أَعْيُنَ ضَحَايَاهُمْ.
عِنْدَ الْإِشَارَةِ الثَّانِيَة، سُمِعَ صَوْتَ طَقْطَقَةِ الْبَنَادِق.
وَعِنْدَ الْإِشَارَةِ الثَّالِثَة، تَمَّ التَّصْوِيبُ عَلَى الْهَدَف. كَانَتْ هُنَاكَ تَوَسُّلَاتٌ، آهَاتٌ، بُكَاءٌ، ثُمَّ صَمْتٌ.
وَصَمْتٌ.
وَمَزِيدٌ مِنَ الصَّمْتِ. إِلَى أَنْ قِيلَ لَهُم، فِي هَذَا الصَّمْتِ الْلَّامُتَنَاهِي، أَنَّ قَيْصَرَ رُوسْيَا بِأَكْمَلِهَا، فِي لَفْتَةِ كَرِيمَةٍ مِنْهُ، قَدْ مَنَحَهُم عَفْوَهُ.
_________________
(*) Eduardo Galeano Book of Embraces. Translated by Cedric Belfrage. WW Norton Editions,1992
كَانَتِ الْمَرَّةُ الْأُولَى فِي مُوسْكُو، فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ، مِنْ عَامِ ١٨٢١.
وُلِدَ مَرَّةً أُخْرَى فِي نِهَايَةِ عَامِ ١٨٤٩ فِي سَانْت بِطِرْسْبُورْگ.
أَمْضَى دُوسْتُويِّڤْسْكِي ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ فِي السِّجْنِ فِي اِنْتِظَارِ إِعْدَامِهِ. فِي الْبِدَايَةِ، تَمَنَّى أَلَّا يَحْدُثَ ذَلِكَ أَبَدًا. ثُمَّ قَبَلَ أَنْ يَحْدُثَ ذَلِكَ عِنْدَمَا يَحْدُث. وَأَخِيرًا، تَمَنَّى أَنْ يَحْدُثُ ذَلِكَ الْآنَ، فِي أقْرَبِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ، لِأَنَّ الْاِنْتِظَارَ كَانَ أَسْوَأَ مِنَ الْمَوْت.
وَهَكَذَا اِسْتَمَرَّ الْأَمْرُ حَتَّى وَقْتٍ مُبَكِّرٍ مِنْ صَبَاحِ أحَدِ الْأيَّامِ عِنْدَمَا تَمَّ جَرُّهُ مَعَ بَاقِي الْمُدَانِينَ بِالسَّلَاَسِلِ إِلَى سَاحَةِ سِيمْيُنُوڤْسْكِي عَلَى ضِفَافِ نَهْرِ نِيڤَا.
صَدَرَتِ الْأَوَامِرُ. عِنْدَ الْإِشَارَةِ الأُولَى، عَصَّبَ الرُّمَاةُ أَعْيُنَ ضَحَايَاهُمْ.
عِنْدَ الْإِشَارَةِ الثَّانِيَة، سُمِعَ صَوْتَ طَقْطَقَةِ الْبَنَادِق.
وَعِنْدَ الْإِشَارَةِ الثَّالِثَة، تَمَّ التَّصْوِيبُ عَلَى الْهَدَف. كَانَتْ هُنَاكَ تَوَسُّلَاتٌ، آهَاتٌ، بُكَاءٌ، ثُمَّ صَمْتٌ.
وَصَمْتٌ.
وَمَزِيدٌ مِنَ الصَّمْتِ. إِلَى أَنْ قِيلَ لَهُم، فِي هَذَا الصَّمْتِ الْلَّامُتَنَاهِي، أَنَّ قَيْصَرَ رُوسْيَا بِأَكْمَلِهَا، فِي لَفْتَةِ كَرِيمَةٍ مِنْهُ، قَدْ مَنَحَهُم عَفْوَهُ.
_________________
(*) Eduardo Galeano Book of Embraces. Translated by Cedric Belfrage. WW Norton Editions,1992