مجمع اللغة العربية من المفترض أن يكون من ضمن اختصاصاته دراسة العاميات العربية باعتبارها طريقة نطق هذا البلد أو ذاك للغة العربية التي جاءت مع الفتح الإسلامي، ومن أهم مظاهرها التجريد من الإعراب وابدال الذال دال وفي بعض العاميات مثل الخليجية والعراقية ابدال القاف بالجيم القاهرية غير المعطشة التي تنطق gaf كما في كلمة Google، أو ابدال القاف بهمزة قطع كما في العامية المصرية والشامية ووصل همزة القطع كما في كلمة جيت بدلا من جئت، دراسات اللغويين العرب للعالمية دراسات محدودة واهتمام مجامع اللغة العربية بالعامية اهتمام لا يكاد يذكر، بل إن هناك نوع من العداء المصطنع بين الفصحى والعامية عداء غير واقعي تزكيه ادمغة بعض من نصبوا أنفسهم سلطة بطريركية لغوية مقدسة، مجامع اللغة العربية المعاصرة تذكرني بكتاب عجيب لشاعر وقاض من العصر العثماني اسمه يوسف الخفاجي توفي سنة ١٦٥٩م والكتاب بعنوان (شفاء الغليل في كلام العرب من الدخيل) رصد الخفاجي في هذا الكتاب أصول الكلمات التي تم تعريبها في عصره وفي العصور السابقة واصفا إياها بالمبتذلة ذات الأصل العامي أو الدخيل مثل كلمة جمالون وكلمة ست بمعنى سيدة وكأن الخفاجي يريد أن يكتفي العرب بالكلمات التي جاءت مع الفتح الإسلامي للبلاد المفتوحة؟! هذا رغم أن العرب قديما ادخلوا في العربية كلمات اعجمية مثل سطل ودست وكلمة بوس بمعنى تقبيل من الفارسية، اللغة كائن حي تحتاج إلى تجديد وتنمية مفراداتها والتعريب وسيلة مهمة من وسائل تنمية مفردات اللغة، وهناك واقعة مشهورة لمجمع اللغة العربية عندما ظهر التلفزيون فاطلقوا عليه مسمى مرنان ولكن التسمية سقطت كما سقط من ابتكرها، وأطلقوا على التلفزيون مسمي تلفاز معتمدين على النطق العامي لكلمة television, فأصبحت تلفاز وتلفزيون بالعربية الفصحى، وبذلك كانت العامية رافدا مهما من روافد تجديد المفردات العربية، أين مجامع اللغة العربية من كلمات مثل فيسبوك وتويتر وماسنجر ما المانع من تعريبها كما هي واعتبارها مفردات عربية من أصل أعجمي مثل كلمة سطل الفارسية بمعنى دلو ومثل اسم النبي موسى عليه السلام، ذلك الاسم الذي ينطق بالعبرية موشي، أين مجمع اللغة العربية من تعريب المفردات المعاصرة؟!!! كان ابن منظور الأفريقي صاحب معجم لسان العرب في القرن التاسع الهجري أكثر شجاعة من مجامع اللغة العربية المعاصرة، فقد قام ابن منظور بتعريب كلمة ست بمعنى امرأة في العامية المصرية ومن يومها أدرجت تلك الكلمة في معاجم اللغة العربية وقد استشهد ابن منظور في تعريب كلمة ست على هذا المقطع الشعري للبهاء زهير الذي توفي قبل أن يولد ابن بأكثر من قرن من الزمن
بروحي من اسميها بستي ... فينظرني النجاة يعين مقت
يرون بأنني قد جئت لحنا.... وكيف و أن لزهير وقتي
ولكن غادة ملكت جهاتي... فلا لحن إذا ما قلت ستي
بروحي من اسميها بستي ... فينظرني النجاة يعين مقت
يرون بأنني قد جئت لحنا.... وكيف و أن لزهير وقتي
ولكن غادة ملكت جهاتي... فلا لحن إذا ما قلت ستي
Bei Facebook anmelden
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.
www.facebook.com