الجنس في الثقافة العربية الشهاب الحجازي - الكنس الجواري في الحسان من الجواري

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.
الحمد لله الذي جعل النسا قوام أحوال الرجال، وحببهن غليهم لرعاية الأحوال، وجعل زينتهن وحسنهن سبباً للاتصال، نحمده مد من غني عن الحرام بالحلال، ونشكره شكر من ثبتت أوتاد بيته بقرينة هي سبب الخير في الال والمآل، ونشهد أن لا إله إلا الله حده لا شريك له والكرم والجلال، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل: حبب إلي من الدنيا ثلاث النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة وناهيك بها من خلال، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وخير آل.
وبعد، فقد سألني غير من تقدم من الأخصاء من الناس، الأحباب الأكياس، أن أجمع في هذه الكراسة شيئاً من شعري، قاصداً بذلك رفع قدري، والتنويه بذكري، في الجواري الحسان، ومن يشار إليهن في الحسن بالبنان، وقال قد تقدم لك في حسان الغلمان، ومن الدرر المكنونة ما يفوق قلائد العقيان، فاشفعه بشيء في حسان الجواري، فإن محاسنهن عن أصل ومحاسن أولئك عواري، فتأخرت عن ذلك وأحجمت، ثم نهضت وتقدمت، وبعد ما كنت استقلت، ثبت جناني وبقول القائل تمثلت، هو الشيخ عز الدين الموصلي:
قد سَلَونَا عن الحبيبِ بخودٍ
ذاتِ حُسنٍ فيه الجمالُ تفنن
ورجعنَضا عن التهتكِ فيهِ
ودفعناه بالتي هي أحسَن
ثم شرعت في ذلك، ولبيت دعوة الملك، وألحقت بآخره شيئاً مما رثيت به الحسان، لأنه آخر ما يؤول إليه الإنسان، وسميته الكنس الجواري، في الحسان من الجواري، فجاء بعون الله كالنجوم الزاهرة، والعقود الباهرة، ونعود بالله من الخطآ والزلل، في القول والعمل.
فمن ذلك ما قلته في مليحة ملكة مقتبساً:
ملكةٌ تَملكُ عُشَّاقاً لها
ولَم تَزَل بحُسنِها تأمُرُهُم
سألتُ عَنهُم قاصِدي فقالَ لي
إنّي وَجَدتُ اِمرَأةً تملِكُهُم
وقلت في مليحة شريفة:
وَشَريفة دَعتني
بإشارَاتٍ لطيفة
أخذت قلبيَ مِنّي
بالمرَاسيمِ الشَّريفة
وقلت في مليحة عالمة مقتبساً:
عالمةٌ لَها عَلى
كُرسِيِّها فضلٌ جسيمُ
أوتيت من كلِّ شيء
ولها عرشٌ عظيمُ
وقلت في مليحة كاتبة:
كاتبةٌ عظمي برَت
قلبي بها معلَّقُ
صِرتُ عَلى الثُّلثِ ضَناً
إذ نَهدُها مُحقَّقُ
وقلت في مليحة زركشية:
مُغرقُ إنسان عيني بذَم
من حبِّ زَركشيَّةٍ بها أهيم
وَالتِّبرُ في طَاعتها قدر وقَد
فَاقت بتكحيلٍ وشطرٍ وسيم
وقلت في ملية ريّاشة:
هَوَيتُها رَيّاشَةً
وَما لها نَظيرُ
نَأت وكنت أختَشي
إن ريّشَت تَطيرُ
وقلت في ملية مُكلّلة:
نَظَّامةٌ للُؤلُؤ
لم أرَ فيهَا عَاتبا
كأنَّها شَمسُ الضحى
قد نَظَمت كَواكِبا
وقلت في مليحة مطرِّزة:
مليحةٌ إن طرّزت
يَحارُ فيها الفَطِنُ
يُعجِبُني نَموذَجٌ
منها وشكلٌ حَسَنُ
وقلت في ملية حريريّة:
صَانعةٌ لِلحريرِ تاركةٌ
مُضناً لهُ من جمَالها غيّه
لِنَحوِهَا جِئتُ عدتُ مشتغلاً
إذ ذَاك بالملحةِ الحريريّه
وقلت في مليحة عوّادة:
عوَّادَةٌ همتُ بِهَا
إذ شَكلُها ظَريفُ
وَرُوحُها خَفِيفةٌ
وَعودُها لَطِيفُ
وقلت في ملية جنكية:
وَغَادَة بِجَنكها
جسَّت فَأخفَى حسَّه
وَصَوتها مُذ رَفَعَت
كَفَّ وَطأطأ رأسَه
وقلت في ملية مدفِّفة:
إنِّي الجَريحُ بلَحظ من
ضربَت بدفٍّ إذ وَفَت
قَلبي بِحَربِ الحبِّ قَد
جَرحت وَعَادَت دَفَّفَت
وقلت في مليحة مشبّبة:
همتُ بمن شَبَّبت بنفسٍ مَا أطيَبَه
شَبَّت بِها نَارُ الهوى
لَمّا غَدَت مُشَبّبه
وقلت في مليحة مغنِّية:
مُغنِّية كَالبدرِ عند تَمَامه
وكَالغُصن اللَّدن الرطيب إذا اِنثَنى
تغنَّت وأغنَتني وكنتُ وحقّها
لمفتَقِرٌ منها إلى ذَلِكَ المغنى
وقلت فيها أيضاً:
مُغنِّيةٌ مَا إن سَمعنَا بِمثلِها
وَلا مثل ما نَهواهُ من ذلك المعنى
وإنّي بذكرى دَارِها وغنائها
أهيمُ فواشَوقي إلى ذَلِكَ المغنى
وقلت في فيها أيضاً:
خيَالِيَّةٌ ناديتُها إذ هويتُها
سَلبت كرى من لَم يَنَل من وصَالِكِ
وكنتُ قَنُوعاً بالخيال وفي الكَرى
فلا منكِ تنويلٌ وَلا مِن خيالِكِ
وقلت في مليحة مًحَنِّنة:
همتُ بِحُبِّ غَادة
حَنينها مَا أحسَنه
ضِدَّينِ قد حوت معاً
قَاسِيةٌ مُحنِّنَه
وقلت في مليحة ماشطة:
أحكَمَت النَّفسَ مَاشِطةٌ
مُتُّ من وَجدي بِها كَمَدَا
كَم فَتَاةٍ بالسَّنَا قَمرت
وَعَلَيها نَقشُها قَعدَا
وقلت في مليحة مُنقِّشة:
وَذات نقشٍ مثل شَمس الضُّحى
تخجلُ بدرَ التِّم بالنُّورِ
وَقد حكى النَّقشُ بِجسمٍ لَها
مِسكاً على تمثَالِ كافُورِ
وقلت في ملية بيضاء:
الدَّهرُ جادَ بِزورَةٍ من غادةٍ
بيضاءَ إلّا أَنّها كَحلاءُ
وَغدا الزَّمانُ له عَليَّ بها يدٌ
إنّ الكريم لَهُ اليدُ البيضاءُ
وقلت في ملحية سوداء:
سودَا دَهَاني حسنُها
حَيَّرَني مُرادُها
ولَم يُفِدني في الهوَى
سوَادُها سوى دَها
وقلت في مليحة لابسة (ثوباً خمرياً) :
في ثوبها الخمريّ قد أقبلت
بوجنة حمراءَ كالجَمرِيِّ
فَملتُ سكراً حينَ أبصَرتُها
لا تنكروا سُكرِي منَ الخَمرِيِّ
وقلت في مليحة صانعة:
هويتُها صَانِعةً ... في أخذِ روحي شَارِعَه
قَد تَرَكتني فَهي لي ... تاركَةٌ وصانِعَه
وقلت في مليحة غاسلة:
غَاسلةٌ لحظُها دعاني ... للموتِ لَبَّيتُها لِحَيني
فكفَّنتني بثوبِ سُقمي ... وغَسَّلتني بدمعِ عَيني
وقلت في مليحة نائحة:
ونَائحة تَسبي الأنامَ بِحُسنِها ... لَهَا قامة كالرمح تردي بلا شكِّ
وتَندُبُ قَتلاها شبيهَ حَمَامةٍ ... بِلا مَدمعٍ لكن تنُوحُ وَلا تَبكِ
وقلت في مليحة مجنونة:
لقد همتُ بِمَن جُنَّت ... وقد صرتُ بها مُضنا
فَبِالعَقلِ سَبَت إِنساً ... وَعَادَت أفتنت جِنَّا
وقلت في مليحة معيانة مضمّناً:
هوَيتُ مُعيَانةً تَسبي الأنامَ لها ... عَينٌ تُصيبُ وأخرى شبهُ أشراكِ
مدَّت إليَّ يداً لِلفتكِ قُلتُ لها ... يكفيكِ ما فَعَلت بِالناس عينَاكِ
وقلت في مليحة عمياء:
هويتُها عمياءَ مكفوفةً ... تكوي بنار الجفا أيَّ كَي
كمِ اِستخَفَّت عاشقاً في الهوى ... وما رأيتُ في عينها مِنهُ شي
وقلت في مليحة طرشاءَ:
فُتنتُ بِغَيداءَ لَم تَستمع ... حديثَ الوُشاةِ وإن زادَ فُحشا
ترنّحُ قلبي إذا وَاصَلت ... وَتطرِشُ بِالهَجرِ عقليَ طَرشا
وقلت فيها أيضاً:
كَلِفتُ بِمَن بِها صَممٌ ومن لي ... بغيدا وَجهُها لِلبدر دَارَة
فَمن صَممٍ بِها وَحِذَارِ واشٍ ... جَعلتُ لَها كَلامي بالإشارَة
وقلت في مليحة قرعاء:
وغيدَا مَا لَها في الرَّأسِ شَعرٌ ... وَلكن في لوَاحظها فُتُورُ
وما عجباً لكوني في هَواهَا ... أمُوتُ أساً وَلَيسَ لَهَا شُعورُ
وقلت في مليحة تبدل الكاف همزة:
بِرُوحي هَيفا تُبدِلُ الكافَ هَمزَةً ... وَقد حَسبتني لاِحتمالي أبكَما
وَمُذ صحتُ وجداً بعد فرط تألُّمي ... رَثَت لي وَقالَت بَعدَ صَمتٍ تألَّما
وقلت في مليحة يهودية:
يَا أخِلّائي أفي حُكمِ الهَوى ... أكُ مَأسُوراً لِعشقي في يَهُودِيَّه
وهي لا ترضَى فكاكي لو تَرى ... كُلَّما في الكون جمعاً لي هُو دِيّه
وقلت في مليحة نصرانية راهبة:
هَوَيتُ نَصرانِيّةً ... لي في الهوا مُجانِبَه
رَغِبتُ في وِصَالِها ... وهي لعمري رَاهبه
وقلت في مليحة وعدَتْ بالزيارة:
بِزَورَةٍ وَعدَتني ... فَقلتُ عندَ سُرُورِي
لا تُخلِفي الوَعدَ ظلماً ... بفرط مَينٍ وَزُورِ
وقلت على لسان شخص أرسلت له مليحة اسمها (شمس النهار) رسالة بالمجيء مع عبد اسمه (صُبْح) مضمّناً:
أرسَلتِ يَا شَمسَ النَّهارِ لِمُغرَم ... مَع صُبحِ بِالبشرَى بِمَا هُو لائِقُ
فغَدَوتُ أنشدُ مذ جزَمتُ بِصدقِهِ ... أبداً رسول الشمسِ صُبحٌ صَادقُ
وقلت في مليحة اسمها سُتَيْتة:
حَلَّت سُتيتةُ قَلبي ... فَقلتُ بَعدَ سُكَيتَه
جُوَيرِيَاتُ دُمَيعي ... خُوَيدمَاتُ سُتَيته
وقلت في مليحة اسمها نفيسة:
نَفيسةٌ عَشِقتُها ... تَسبي الوَرَى رَئيسَه
دُرَّةٌ عِند الوَصلِ إذ ... تزهُو وَهيَ نَفيسه
وقلت في مليحة اسمها طرْفة:
طَرفَةٌ لما أتَت لِدَاري ... مدَّ إليَّ الحسودُ طَرفَه
فَقلتُ مُت يا حَسودُ قَهراً ... أهدَى إليّ الزمانُ طُرفَه
وقلت في مليحة اسمها عزيزة:
عَزِيزَةٌ نِلتُ مِنها ... نَفثاتِ لَفظٍ وَجِيزَه
وَعَاذِلي رَاحَ مِنها ... بالذُّلِّ وهي عَزِيزَه
وقلت في مليحة اسمها خاص:
خَاصٌ سَبَتني بلحظٍ ... فَلَم أجِد مِن خلاصِ
يا لحظها اِفتُك أوِ اِصفَح ... فَأنتَ نَاظِرُ خَاصِ
وقلت في مليحة اسمها بدريّة:
بَدرِيَّةٌ ألحاظُها نَرجِسٌ ... وَجنتُها الخَمرُ وَرديَّه
رُمتُ بِها تَفكُّهاً فاِغتدَت ... فَاكِهَتي في الحالِ بَدرِيَّه
وقلت فيها أيضاً:
بَدرِيّةٌ في ليلةِ البَدرِ أتَت ... فكُلِّمت بِلحظِها الأحشاءُ
ليسَ عَليهَا حرَجٌ لأنَّها ... بَدرِيّةٌ تَفعلُ مَا تشاءُ
وقلت في مليحة اسمها ثريّا مضمِّناً:
ثُرَيَّا أطالت في بِعادي وَجفوَتي ... وَمِن حسرَتي ما فُزتُ منها بِطَائلِ
وأنشَدتُ إذ طالَ الجفا مُتمثِّلاً ... وأينَ الثُّرَيَّا مِن يدِ المُتناوِلِ
وقلت فيها أيضاً بعد أن مات شخص من أصحابنا لقبه سراج الدين:
بِثرَيَّا فُتِنتُ وَا لهفَ قَلبي ... وَرَشَادي قد ضاعَ وَاِزدَدتُ غَيَّا
وَلَقَد كُنتُ أستضِي بِسرَاجٍ ... قَبلُ لكِن عُوِّضتُ عَنه ثُرَيَّا
وقلت فيها أيضاً:
ثرَيَّا مُذ سَبَت عقلي ولُبّي ... وَقد فارَقتُ أوطاناً وَحَيّا
ومَقصودي أَرى قِنديل ... يَصِيرُ الآن في وَسطِ الثُّرَيَّا
وقلت في مليحة اسمها زهرة:
لِزُهرَةٍ دَوحُ وَردٍ ... في الخدِّ يزهُو بحُمرَه
مُذ رَاقني مِنه حسنٌ ... من حِينِ عايَنتُ زَهرَه
وقلت في مليحة اسمها زهور:
زَارَت زُهُورُ مُحبّاً ... والقلبُ فيهِ سُرُورُ
فَقلتُ طَابَ زمَاني ... لَمَّا بدَت لِي زُهُورُ
وقلت في مليحة اسمها عَنْقا مضمِّناً:
لَمَّا جَفت عَنقا وَلَم تَرثُ إلى ... شَكوَاي نَادَى النَّاسُ ذَا الغافِلُ
أرسِل دَرَاهِمَكَ الَّتِي أعدَدتَها ... واِصطَد بِهَا العنقَاءَ فَهي حَبائِلُ
وقلت في مليحة اسمها عائشة:
قد هِمتُ في عَائِشة ... والرُّوح مِنّي طَائِشَه
رَضِيتُ أن أمُوتَ مِن ... وَجدِي وَهيَ عَائِشَه
وقلت في مليحة اسمها فاطمة:
رَبيبُ حَولَينِ طُفيلاً في الهَوى ... فأنشَدَتني النَّفسُ وهي هَائمَه
كُنتُ رَضِيعَ الوَصلِ من ثدي اللّغا ... حَتَّى بِرَغمي فَطمتني فَاطِمَه
وقلت في مليحة كنيتها أم الحسن:
إن وَاصَلتني مُنيتي ... من بَعدِ تنفيرِ الوَسَن
صَارَ عَلِيّاً حَسَبي ... لأنَّها أمُّ الحسن
وقلت في مليحة اسمها حليمة:
حَلِيمةٌ لي لم تَزَل ... عَلى الجفا مُقيمَه
وَا عَجباً يدعُونَها ... مَعَ ظُلمِها حَليمَه
وقلت في مليحة اسمها آمنة:
أخافُ هَجر آمنه ... وَهيَ بقلبِي ساكِنَه
مُذ أمِنَت مِن سَلوتَي ... فَدَيتُها من آمِنه
وقلت في مليحة اسمها رحمة:
اِختُلعَت رَحمةٌ فَبَسطي ... زَالَ وأولادُهَا بغُمَّه
فَرُدَّهَا رَبَّها إلينا ... وَهَب لَنَا من لدُنكَ رَحمه
وقلت في مليحة اسمها ألف:
وَعاذلٍ لامَ عَلى ... مَن قدُّها شِبهُ ألِف
فَقلتُ قَلبي قَد ألِف ... مليحةً تُدعى ألِف
وقلت في مليحة اسمها آسية:
آسيةٌ همتُ بِها ... فَطوَّلَت عذَابِيَه
قد جرَحتني بالجَفا ... فديتُها من آسيَه
وقلت في مليحة اسمها لمياء مضمِّناً:
وَلائِمٍ لامَ في لَميَا فآلمَني ... فرُحتُ أنشُدُ من مَجمُوعِ أعضاءِ
وميلُ عِطفي إلى أعطَافها هَيفاً ... عِشقاً وَوَا ظَمأ الأحشَا للميَاءِ
وقلت في مليحة اسمها كافية:
لمَّا نظرتُ كافية ... قُلتُ لِعَيني السَّاهِيَه
لاَ تَنظرِي لِغيرِها ... أمَا كَفتكِ كافِيه
وقلت في مليحة اسمها راضية:
رَاضيةٌ هويتُها ... فَطوَّلت جفَائيَه
غضبتُ مِنهَا إذ جفَت ... وَهي لَعمري رَاضيه
وقلت في مليحة اسمها نجدة:
نَجدةٌ قد حارَبَتني ... بلحاظ مُستعدَّه
يَا لَقَومي أنجدوني ... وَأغِيثُوني بِنَجدَه
وقلت في مليحة ترقص وتحارب اسمها تتر:
مُنيةُ قَلبي تترُ ... لصَبِّها تُجَانِبُ
مُذ حارَبَت فيَا لَها ... مِن تَترٍ تُحَاربُ
وقلت في مليحة اسمها ليلى مضمِّناً:
إنّي جُننتُ بليلى وَهي غَافِلةٌ ... عَن صَعبِ حالي وَلا ترثي إلى دَائي
وَأسهَرَتنيَ في ليلٍ وَفي شَعَرٍ ... في لَيلةٍ من ليالي الحبِّ لَيلاءِ
وقلت في مليحة اسمها فائدة:
لمَّا نأتني فَائِدَه ... عَوَّضتُ عَنها وَاحدَه
خَسِرتُها من صَفقَة ... إذ ليسَ فِيهَا فَائِده
وقلت في مليحة اسمها مرحبا:
في اللَّيلِ زَارَت مُنيَتي مَرحبا ... فَقلتُ إذ أبصرتُها مُعجبا
أهلاً وَسَهلاً بِكِ إذ زُرتِني ... يَا مُنيَةَ النَّفسِ وَيَا مَرحَبا
وقلت في مليحة اسمها سلمى:
تَعطَّشتُ مِن سَلمَى إلى وِردِ ريقَها ... وَقد كلَّمتني بإبعادِها كَلما
وقد قال لي خِلّي النَّصوحُ بلُطفهِ ... إذَا مَا دَنت سَلما فَمِن صَغرها سَل ما
وقلت في مليحة اسمها أسماء مضمِّناً:
أسماءُ لَم تَر عَيني مَن يُشابِهُها ... وَلا بدُونِ لَماها يَشتفي دَائي
ألهُو بِلَيلى وَسُعدَى والرَّبابِ معاً ... وَليسَ قَصدِيَ مِنها غيرُ أسماءِ
وقلت فيها أيضاً:
قَد قيلَ لي ما اِسمُ الَّتي ... هَويتَها في الأسما
أهيَ الرَّبابُ أطرَبَت ... بِهَا أزَلتَ الغمَّا
أم هيَ جُملُ أجمَلت ... أم هيَ لَيلى العظمى
قُلتُ أطلتم فأقصِروا ... إن هيَ إلاَّ أسما
وقلت فيها ايضاً:
علا عَلى خَدِّ أسما ... خالٌ به الحسنُ عَمَّا
وإن سَمَت ذات حُسنٍ ... بحُسنِها فَهيَ أسما
وقلت في مليحة اسمها جنة مضمناً:
سَكَنَت جنّةٌ لِحظِّيَ بيتاً ... بالمُصَلَّى وَطوَّلَت في عذَابي
فَتمثَّلتُ عِندَ ذاكَ بِبَيتٍ ... قلَّ صَبري بِه وَقد زادَ ما بي
يَا نزُولاً عَلى عِقابِ المُصَلَّى ... مَا سمِعنا بِجنّةٍ في عِقابِ
وقلت فيها أيضاً وقد رأيتها تبكي:
نُزهَةُ عَيني جنّةٌ أرسلت ... مَدامعاً مِن مُقلة هاميه
قَد قلتُ لمّا أن بكت واِغتدت ... كَزهرةٍ في روضةٍ زاهيه
جاريةٌ أعينُها جنّةٌ ... وجنّةٌ أعينُها جَاريه
وقلت في مليحة اسمها أسما:
لقَد مَزَّقتُ أسمالي ... عَلى فُرقَةِ أسما لي
ولَو وُفِّقتُ في أمري ... لكانَ الصَّبرُ أولى لِي
وقلت أرثيها مضمِّناً:
فرَاقُ جَنَّة أصلاني الجحيمَ وَقد ... نادَيتُ لمَّا قضَت مَن لي بِهَل وَعَسا
يا جنَّةً فَارَقَتها النَّفسُ مُكرهةً ... لولاَ التَّأسِّي بِدَارِ الخُلدِ مُتُّ أسَا


1642071040117.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى