محمود رفعت يعقوب الحلو - واجبات التحديات المعاصرة للثقافة الاسلامية في مواجهة الجهل.

مقدمة:
الإسلام من خلال تعاليمه وتوجيهاته وأحكامه في مختلف مجالات الحياة دين نهضة وتقدم وحضارة، ولو رجع هؤلاء الحاقدون إلى القيم الحضارية التي جاء بها الإسلام لصمتوا وتوقفوا عن اتهاماتهم الظالمة وأدركوا أن الإسلام استطاع أن يقيم أعرق حضارة ملأت الدنيا علماً ونوراً وثقافة وحضارة في حقبة قصيرة من الزمن وأن هذه الحضارة كانت الأساس الذي أقام عليه الغربيون حضارتهم المعاصرة عن طريق النهضة والتقدم، وعلي الرغم من ذللك فأن الثقافة اللاسلامية في الوقت الحديث تعاني من جهل وتخلف في الثقافة الاسلامية والدليل على ذلك ما تعاني منه المجتمعات الإسلامية الآن من تخلف وعدم قدرتها على ملاحقة الثورة العلمية والصناعية التي يعيشها الغربفي جميع مجالات الحياة.

واجبات التحديات المعاصرة للثقافة الاسلامية لمواجهة الجهل:

تفعيل دور اإأعلام:
لابد من تفعيل دور الاعلام وقنواته وفضائيته لنشر تعاليم الدين الأسلامي الصحيح والرد علي الشكوك والشبهات ونشر تعاليم الاسلأم الصحيحة بمعتقداتة وشرائعة ونشر التراث الأسلامي وثقافتة والأهتمام بالعلماء المسلمين ، وعرض الأفلام والمسلسلات والأفلام والبرامج الوثائقية عن حضارة الأسلام وتوعية الناس بالعلم والتعلم في جميع مجالات الحياة ، وترويج البرامج التي تهتم بالأسرة الاسلامية ، وتوضح قيم وتعاليم الأسلام في عدم شرب الخمر ، وأيضا لابد من مساعد ة وانتشار الفضائيات، وتنامي الشبكة العنكبوتية، ووسائل التواصل الاجتماعي، على عدم تغيير الفكر وتغريبه وعولمته من قبل الغرب وتلاميذه من ابناء المسلمين، الذين حرصوا على زرعهم ورعايتهم إدراكا منهم بأن الكلمة التي تخرج منهم هي أشد وقعا وأقوي تأثيرا.

العناية بالثقافة اإأسلامية:
حيث لابد من الإهتمام بفكرة وعالمية الثقافة الأسلامية وصهر جميع الثقافات فيها من جميع الدول الأسلامية ، لانها الدولة المدنية المتقدمة ولذلك لابد من الأهتمام بمقومات الثقافة الأسلامية من الدين واللغة والأدب ، وحضارة والقيم الاسلامية ، ولذلك لابد من الاهتمام بتوحيد الأهداف المشتركة بصورة واعية وهادفة في مواجهة التخلف والجهل الحالي ، حيث يعتبر تراث الثقافة الإسلامية الفكري تراثاً خصباً، حيث اتسعت آفاقه إلى ما أثمرت إليه الثقافات الأخرى بدون جمود أو أي تعصب حيث وجد للثقافة الإسلامية أهمية كبيرة من حيث الناحية الروحانيّة للمسلمين، وذلك بواسطة تعاليمها الدينية التي تمنح السكينة والطمأنينة للمسلمين، فالدين الإسلاميّ هو دين عظيم، ويسعى لتهذيب وسكينة النفس البشرية لللإنسان ، ويتجلّى ذلك في الأحكام الشرعيّة، والمسائل التي تتعلّق بحياة الإنسان، والتي وردت في القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، فهي توضّح للإنسان الطريق اللصواب الذي لا بدّ أن يسير فيه، وحتى يحظى الإنسان بالهدوء والراحة والسكينة في حياته، كما أنّها صالحة لكل زمان ومكان.

الاهتمام بدور الحضارات الاسإأمية الماضية:
حيث كانت للحضارة السابقة دور كبيرا في مواجهة التخلف والجود الحالي الذي نعيشة الأن عن طريق مراجعة الحضارات الأسلامية السابقة في تفعيل ومواجهة التخلف والجهل في جميع مجالات الحياة ولذلك لابد من مراجعة التراث الثقافي والعلمي للحضارات السابقة مثل الدولة الاموية ، والدولة العباسية ، والدولة الخوارزمية ، والدولة العثمانية ، التي كانت لتلك الحضارات دورا كبيرا في تقدم جميع مجالات الحياة في تطوير العلوم كالفلك والطب والصيدلة وغيرها من العلوم التي ساعدت في التقدم العلمي والثقافي للثقافة الأسلامية وعدم نشر الجهل والتخلف بين سكانها وشعوبها السابقة ، ويتم ذلك بواسطة الاطّلاع على الماضي، والاطلاع على كلّ الأمور المتعلقة به من أسباب القوّة والضعف السائدة في تلك الفترة، بالإضافة إلى الاطلاع على مدى تناسب هذه الأسباب في الوقت الحاضر والمستقبل، والاستفادة من الأخطاء التي حدثت بالماضي، وتجنّب الوقوع فيها في الوقت الحاضر، واستغلال جميع الطرق المناسبة والصحيحة التي كانت تُتبع في ذلك الحين، للنهوض بالمجتمع الصحيح والذي يخلو من أي خطأ.

الأهتمام بالقيم الأسلامية:
كما ساعدت القيم التي ساعدت في تنمية المسلم وتطويره في جميع المجالات، فالقيم والمبادئ التي جاء بها الإسلام تكفل تطوّر المسلم في حال التزامه بها، فهي مبادئ تم وضعها حتى تُطبق في شؤون الحياة المتعددة، ولم توضع حتى تُستغل في أمور ضارّة وليست نافعة، لذلك يجب الاطّلاع على حياة المسلمين في الماضي، والاقتداء بهم، حيث إنّ الكثير من المسلمين في وقتنا الحاضر لا يلتزمون بالمبادئ العظيمة والشرائع التي وضعت، فلو التزموا بها خير التزام لما وصل حال المسلمين لما وصل إليه في وقتنا الحاضر.

نشر قيم القرأن الكريم:
حيث وجد للثقافة الإسلامية أهمية كبيرة من حيث الناحية الروحانيّة للمسلمين، وذلك بواسطة تعاليمها الدينية التي تمنح السكينة والطمأنينة للمسلمين، فالدين الإسلاميّ هو دين عظيم، ويسعى لتهذيب وسكينة انفس الإنسان، ويتجلّى ذلك في الأحكام الشرعيّة، والمسائل التي تتعلّق بحياة الإنسان، والتي وردت في القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، فهي توضّح للإنسان الطريق الصواب الذي لا بدّ أن يسير فيه، وحتى يحظى الإنسان بالهدوء والراحة والسكينة في حياته، كما أنّها صالحة لكل زمان ومكان ، وتمتلك هذه الثقافة مقومات الأصالة في نظرتها إلى جوانب الحياة سواءً الحياة الدنيا أم الحياة الآخرة .

الإهتمام بالغة العربية:
وذلك عن طريق الاهتمام بالغة العربية وعدم أضعافها فهي لها الدور الرئيسي في مواجهة الجهل ، وعدم فصل العلوم الدينية بالعلوم الدنيوية وربطهم معا ، وعدم نشر اللغات المحلية والاهتمام بالغة العربية الفصحي وجعهلها الدور الرئيسي للثقافة الأسلامية ،والبعد عن جعل اللغة الأنجيليزية هي لغة العلم ولغة الحضارة ، وتعتبر اللغة العربية .من الخصائص التي تميز اللغة العربية هي التي ساعدت علي نشر الدين الإسلامي أكسبته قوتا وثباتا وانتشار في جميع المجاات الثقافية الأسلامية.

مواجهة المستشرقين:
وذلك من خلال ما يطرحونه في كتابااهم من التشكيك بالإسلام وقيم أهله، وقد كان لهم نتاج
فكري يتمثل في دائرة المعارف الإسلامية، والتي حظيت باهتمام بالغ من قبل الغرب، من حيث الترجمة و عدد الإصدارات، ويكمن خطرها في ما حوته من شبه ومطاعن حول القرآ ن والعقيدة والشر يعة الإسلامية، وأعلام المسلمين، بلغت أكثرمن ٣٠٠ مطعن وانتقاص للدين الإسلامي شريعة وعقيدة ولذلك من عدم نشر مؤلفاتهم في الدول الأسلامية والدول العربية خاصتا ، ولذلك نشر كتب ومؤلفات عن الثقافة الأسلامية للرد عن المستشرقين ورجوع قيم الأسلام وثقافتة مرة أخري لمواجهة الجهل ورجوع الثقافة الأسلامية لمواكبة التطور والتحضر مرة أخري لتبقي حضارة عظيمة كما كانت في السابق.

زرع الثقافة الإيجابية في المسلمين:
زرعة الثقافة الإسلامية الإيجابية في المسلمين، ولذلك صنعوا الدواء من رحم الداء، حيث استخدموا ذات الوسائل التي يستخدمها الغرب لعولمة اللمجتمعات الإسلامية في نشر الدين لإسلامي، واتاحت لهم تلك الوسائل فرصة الاطلاع على مساوئ الثقافة الغربية، وتثقيف المسلمين بذلك والوقوف على حقائقها وواقعيتها، بل إن وسائل العولمة كانت سببا في زيادة التواصل بين المسلمين، فاصبح المسلم قادرا على معرفة أحوال إخوانه المسلمين في المجتمعات الأخري ، وبالتالي تقديم العون و المساعدة له.

ضمان الحرية الثقافية وتدعيمها:
حيث أن الحرية الثقافية ، وأن كانت تنبع من العدالة ،في توزيع الإمكانيات ، والإبداعات الأنسانية ،علي الأفراد ، فأنها في الوقت نفسة ، عامل أساسي في أغناء الحياة الثقافية ، وزيادة عطائها ولاكن لايجوز فهم الحرية ، علي أنها فتح للباب أمام كل تعبير ، وقبول كل فكر ، ولكن الحرية المقصودة ، هي الحرية المنضيطة بضوابط الشرع.

تفعيل دور المؤسسات الدينية:
العمل علي تشجيع المؤسسات الخيرية والدعوية داخل البلاد الأسلامية وخارجها علي ممارسة عملها ودعمها بكل الطرق ماديا ومعنويا ، وعدم السقوط في فخ الأعداء بتصيد أخطائها وتشوية سمعتها عند حدوث خطأ ما وإنما بالنصيحة الإيجابية الفعالة وما نراة فضل اللة تعالي من مؤسسات إسلامية ودعوية مساعدة للمسلمين للحفاظ علي هويتهم لاسيما خارج الدول الأسلامية سواء كانت مراكز أو مدارس إسلامية او وسائل إعلامية كمواقع الأنترنت وشركات الأنتاج الإعلامي الإسلامي أو إذعات القران الكريم أو مكاتب دعوة الجاليات التي تميزت بها المملكة العربية السعودية التي تثمر الأف المسلمين الجدد كل عام ، أو مدارس وجمعيات تحفيظ القران الكريم إلي غير ذلك من المؤسسات ، التي تسهم ضد التحديات الثقافية لذا لانعجب أن تكون هذة المئسسات الخيرية ، أحد أهداف القضاء علي الاعداء ، ونشر الافكار الإيجابية وليس الأفكار السلبية.

نشر الأفكار المعتدلة والوسطية:
حيث يري أن أتباعة من المسلمون بإسلامهم وثقافتهم المتمثلة في الكتاب والسنة ، مع الوقوف عند حدود الفكر الإسلامي الأصيل مع الأفادة من خير ما أفادت منة المدنية الغربية في شتي المجالات من العلوم التجريبية ، فيرون أخذ المناسب من الحضارة الغربية ، وترك مالايناسب منها ، لأن الحكمة ضالة المؤمن يأخذها من كل أحد ما لم تعارض ثقافتة.
أسباب ثبات الثقافة الإسلامية وانتشارها رغم قوة التحديات التي واجهتها:
١ .البون الشاسع بين الثقافة الإسلامية والثقافة الدخيلة.
٢ .موقف المسلمون تجاه الثقافة الغربية المتمثل في تمسك أتباعه به وبثقافتهم المتمثلة في الكتاب والسنة، والوقوف عند حدود الفكر الإسلاميالأصيل، مع الإفادة من المدنية الغربية في شتى االات من العلوم التجريبية، فيأخذون المناسب منها، ويتركون ما لا يناسب.
٣ .إدراك المسلمون خطر العولمة والتغريب على الإسلام والمسلمين ما جعلهم
يتمسكون بدينهم ويدعون إليه.
٤ .الخصائص التي تميزالدين الإسلامي أكسبته قوتا وثباتا وانتشارا.
٥ .تطبيق تعاليم الدين الإسلامي على أرض الواقع جعلت المسلمين قدوة
بالفعل.
٦ .إيجابية المجتمعات الإسلامية واستغلالها للفرض.

خاتمة:
إن من أهم النتائج التي توصلت لها في هذا البحث ، أن الثقافة الإسلامية قد واجهت العديد من التحديات التيتتمثل في محاولة تغريب المسلمين وتمييع الهوية الإسلاميةوإحلال الثقا فة الغربيةكمكاا، إلى أا ثبتت أمام كلالتحديات بالرغم من قوا وهذا إن دل فإنما يدل على ماتمتلك الثقافة الإسلامية من خصائص ومقومات لا تمتلكهاأي ثقافة أخرى، تتضمن السماحة واليسر والحكمة والرفقالمتمثل في مراعاة الجوانب الإنسانية والغرائز البشرية، معالتربية على القوة والحزم والثبات وإدراك المسؤوليات ، وأن الثقافة الأسلامية صالحة للجميع فهي ثقافة عالمية الواقع المعاصر يشهد بذلك ، وكذلك الأهتمام بأجابية المجتمعات الأسلامية واستغلال جميع الفرص فهم يصنعون الدواء من رحم الداء .


محمود رفعت الحلو
كلية التربية – جامعة قناة السويس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى