سعيد كنيش - في ذكرى ثورة 23 يوليوز 1952

أرى أنه أصبحت من العادة، كلما حلت ذكرى ثورة 23 يوليوز 1952 تتجدد الحملات ضدها سواء في مصر أو خارجها، ويشن المزيد من التشويه ضد قائدها جمال عبد الناصر في محاولة لاغتياله معنويا؛ لان محاولة الاغتيال المعنوية للقائد تسهل التصفية المعنوية للثورة بعدما تم الانقلاب على ارثها ومنجزاتها المادية والسياسية في مصر بلد الثورة وفي محيطها بحكم دورها الاقليمي. فلا يوجد في العالم العربي المعاصر على الاقل ثورة تحررية ارتبطت بشخص حتى صارت اسمها هو اسمه و إرثها ومنجزاتها هو ارثه ومنجزاته، وانتكاساتها هي كذلك انتكاساته؛ فقد صار يعنيان شيئا واحدا. ويمكن القول أن وفاته في 28 سبتمبر 1970 كانت نهاية مشروع ثورة 23 يوليوز التحرري.
وككل ثورة تحررية لابد أن تخلق لها ثورة مضادة ، سواء قواها الظاهرة فوق السطح أو المختفية في أحشاء المجتمع المصري وخارجه. فقوى الثورة المضادة الظاهرة انتقلت مباشرة إلى الفعل؛ فكان العدوان الثلاثي في 1956 . واستطاعت الثورة أن تنتصر على العدوان (ابريطانيا وفرنسا واسرائيل)
تم انتقلت قوى الثورة المضادة إلى وسائل العمل الغير مباشر التي سماها الزعيم الهندي جواهر لال نهرو آنذاك" القوى الشريرة الملعونة "، التي فتحت حربا بلا هوادة ضد حركة التحرر المضادة للاستعمار فيما سمي بالعالم الثالث وزعمائها. لقد توجت هذه الحرب بوسائل العمل الغير المباشر في جر مصر إلى مصيدة 05/06/1967 ، وتمكن العدوان الاسرائيلي بدعم غير محدود من الولايات المتحدة من الانتصار الصاعق وضرب المشروع التحرري الناصري في الصميم.
ولا زالت قوى الثورة المضادة تعمل إلى يومنا بوسائل العمل الغير المباشر عبر تسميم الاعلام والتركيز على الجوانب السلبية في التجربة لكي تضرب الجوانب الايجابية المهمة.

سعيد كنيش
تمارة في 24/07/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى