عبدالله البردُّوني - بين ضياعين

كـــلُّ مـــا عـنـدنا يـزيـدُ ضـيـاعا
والــذي نـرتـجيهُ يـنـأى امـتـناعا
نـتـشـهَّى غـــداً، يــزيـدُ ابـتـعـاداً
نُرجع الأمس .. لا يطيقُ ارتجاعا
بـيـن يـومٍ مـضى ويـومٍ سـيأتي
نـــزرع الــرِّيـح نـبْـتَـنيها قِــلاعـا
والـــذي ســـوف نـبْـتَـنيه يُـولِّـي
هــاربـاً … والــذي بـنَـينَا تـداعـى
‎‏
نـمتطي مـوجةً إلـى غـير مرسى
إن وجـدنا ريـحاً فـقدنا الـشِراعا
وإلــيـنـا جــــاء الــشُــراةُ تـبـاعـاً
حَـبـلت أخـصـبُ الـجيوب تِـباعا
لا يــحـس الــذي اشـتـرانا لـمـاذا
والــذي بـاع مـا درى كـيف بـاعا!
فـتـهـاوى الــذي تـلـقّى وأعـطـى
وشـمـخنا مُـسـتهزئين جـيـاعا..!


١٩٧٤م
البردوني
ديوان: #السفر_إلى_الأيام_الخضر
أعلى