أ. د. عادل الأسطة - قمع الأجهزة الأمنية... وقمع الأجهزة الأمنية أيضا

تساءل نشيطون فيسبوكيون عن موقف بعض الكتاب من حادث إطلاق النار في غزة على الشاب حسن أبو زايد وقتله ، ولم يخل التساؤل من إدانة مبطنة ترمي الكتاب بالكيل بمكيالين ؛ إدانة السلطة الفلسطينية لمقتل الناشط نزار بنات وعدم التعرض لمقتل المواطن الغزي برصاص الضبط الأمني .
لم ألم شخصيا بتفاصيل كافية لما جرى في غزة ، مع أنني تابعت صفحات بعض الناشطين لاستجلاء الأمر والإلمام بالحقيقة قبل أن أبدي رأيا ، علما بأنني قبل يومين ذكرت الكاتب عاطف أبو سيف وزير الثقافة في السلطة الفلسطينية .
كان عاطف أبو سيف قبل أن يصبح وزيرا تعرض ، وهو في غزة ، لحادث اعتداء كاد يودي بحياته ونجا بأعجوبة ، وما جرى مع نزار بنات لا يختلف عما جرى مع أبو سيف إلا في النتيجة ، فنزار قتل وأبو سيف كتب له طول العمر .
وإن لم تخني الذاكرة فقد كتبت يوم تعرض أبو سيف للضرب معربا عن رفض أسلوب العنف في التعامل مع أصحاب الرأي والمعارضين السياسيين ، وهو موقفي نفسه أيضا مما جرى مع نزار بنات ، ويوم سجن المرحوم الدكتور عبد الستار قاسم قبل سنوات ، بدعوى قدمها ضده في حينه رئيس جامعة النجاح الوطنية ، كتبت معارضا لهذا النهج .
هل من المعقول أن يبرر المرء ارتكاب فعل قتل ضد معارض سياسي هنا ويدين السلوك نفسه هناك ؟
هل يمكن أن تدين دكتاتور هنا وتقف إلى جانب دكتاتور هناك ؟
من وجهة نظري الشخصية فإنني لا أرى كبير فرق بين الاعتداء على عاطف أبو سيف في غزة والاعتداء على نزار بنات في الخليل ، فكلتا السلطتين ؛ سلطة حماس وسلطة رام الله ، لم تحتملا نشاطا سياسيا معارضا . كما لو أن المعارضة السياسية فايروس كوفيد ١٩ لا بد من محاصرته والتخلص منه .
ويبدو أن علينا أن نأخذ ، أينما عشنا ، بالمثل " حط رأسك بين الرؤوس وقل يا قطاع الرؤوس " وبقوله ( وأطيعوا آلله والرسول وأولي الأمر منكم ) و :
- شو بدكم ؟
- مثل ما بدوا المختار !!
في رام الله علينا أن نسير على خطا رئيس رام الله وفي غزة علينا أن نسير على خطا مختار غزة ، ولا اجتهاد في موطن النص .
في خطاب الجلوس من خطب الدكتاتور الموزونة لمحمود درويش يرد على لسان الدكتاتور :
سأختار أفراد شعبي ، سأختاركم واحدا واحدا
كي تكونوا جديرين بي .. وأكون جديرا بكم ..
وأن ترفعوا صوري فوق جدرانكم
وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي .. "
ما رأي حماس والسلطة أن تتفاوضا ، في جولات الحوار القادمة ، حول تبادل سكاني بين الضفة الغربية وقطاع غزة ؟
يأتي مؤيدو السلطة الفلسطينية في غزة إلى الضفة ، ويذهب مؤيدو حماس من أهل الضفة إلى غزة ؟ ويا ضفة ما فيك حمساوي ويا غزة ما فيك فتحاوي ويا دار ما دخلك معارض !!
شر البلية !!
صباح الخير
خربشات
٢٦ تموز ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى