في مدينة بابل ومنذ بداية هذا العام ظهرت “ميلشيا الثقافة” وقد أسسها مجموعة من شعراء العراق وهم ” أحمد ضياء، كاظم خنجر، مازن المعموري، محمد كريم، علي ذرب، وسام علي، علي تاج الدين، أحمد جبور. وحسن تحسين” .، شعراء يصرخون بنصوصهم وقصائدهم وسط حقل ألغام والمقابر أو في أماكن تفجيرات السيارات المفخخة، يركضون إلى هذا الأماكن بعد الحدث مباشرة يتلون قصائدهم فيختلط الشعر برائحة الدم والبارود.
وتمكن هؤلاء من إصدار كتاب عن دار “مخطوطات للنشر”، في لاهاي، بعنوان “الشعر في حقول الألغام: أنطولوجيا قصائد شعراء ميليشيا الثقافة”، أعده وقدم له عبدالرحمن الماجدي.
ويقولون أن هذه الموجة الشعرية الجديدة تأتي للإحتفاء بالحياة وكرد وتحدي على صور الموت المتواصلة في العراق، وأن تجربتهم الشعرية مغايرة، وموغلة في البعد الإنساني والشعري ومستقلة عن أي تاثيرات سياسية في ظل الواقع البائس وفساد المناخ الأدبي والثقافي العراقي بسبب تناحرات ومهاترات في وسط الشعراء أدت لخمول وجمود إبداعي وتوقف نبض الشعر الحر والمعبر وساد الكساد والتدهور كافة نواحي الحياة الثقافية.
هنا وبحسب الكثير من الشهادات نحن مع موجة شعرية وفنية جديدة لفتت الإنتباه اليها وسارعت عشرات القناوات الفضائية بالبحث عنهم ونشر ريبورتاجات ومقاطع مصورة لقصائدهم حيث يكون الاداء في مكان له دلالته الصادمة فربما تربط المجموعة نفسها بسلاسل أو داخل قضبان بملابس المحكوم عليهم بالإعدام ويكون الإلقاء جماعيا، كل واحد يلقي قصيدتة بطريقته الخاصة فنكون مع لوحة فنية عبثية وسوريالية مفزعة تخاطب الوجدان وتعتمد على الصدمات المربكة.
هنا نحن أمام نوع جديد في إلقاء الشعر أو في مسرح مفتوح فالشاعر قد يلطخ وجهه بالطين أو يكون جسده شبه عاري وهم يذهبون بقصائدهم إلى أماكن لا يوجد فيها متلقون للشعر وفي لحظات خطيرة، وبحسب تصريحات بعضهم هم يسعون إلى تدمير صورة الانحطاط والخراب التي يعاني منها المجتمع العراقي الذي تسوده الإنقسامات ويعبث به الفساد فتحول إلى مجتمع كسول وفارغ من من الإبداع لذا فإن غياب الجمهور لا يمثل مشكله وفي حديث الشاعر كاظم خنجر للجزيرة نت قال :”أن كل زمن له طريقة في التعبير، وبما أننا في بيئة مأزومة تمر بأبشع أنواع القتل والخراب وجب علينا تشكيل طريقتنا التي تقوم على إعادة خلق الحالة الدموية عبر استعمال الشعر في إعادة الخلق هذه”.
وفي حديث للشاعر خنجر مع صحيفة ذوات يقول قال الشاعر العراقي كاظم خنجر إن تسمية “ميليشيا الثقافة” ليست “غاية في ذاتها”، وإنما هي مجرد توصيف للعلاقة التي تربط أفراد الميليشيا في ارتباط مع “وما قامت عليه هذه المرحلة التاريخية من وحشية في التفكير والسلوك”، لذلك فإن تعريفها يختلف من شاعر إلى آخر.
وأوضح أيضا، أن تكون الميليشيا قد أخذ طابعاً “عشوائياً أقرب ما يكون إلى التشكل الميليشي القائم على اللانظام والعصابية”؛ لأن البيئة العراقية تمثل “المرجع المحوري “بكل دمويتها وخرابها ووحشيتها” على حد تعبيره.
وفي توضيح للشاعر أحمد ضياء لموقع الجزيرة نت الذي بحسب تعبيره لا يُخيفهم الموت يقول : “إننا إزاء أزمة فعلية، فنحن نعيش أمواتا في خضم بيئة لا تجد مبررات معيشتها وتجربتنا التي كانت في مفاعل تموز أو أي تجربة أخرى هي بمثابة استكشاف للموت، حيث ندشن حالات الغضب التي تتمركز ضمن قوالب القتل العشوائي الحاصد لنا”.
ويقول مازن عموري في مقالة له بعنوان ” ظلام اللغة” : ” المثقف العربي جبان، اذ لم يواجه المثقف العربي من الداخل ازمة الصراع ، وبقي المجتمع يتابع رجل الدين لانه الوحيد الذي يفسر الواقع من وجهة نظر دينية اصولية غارقة بالبساطة وسهلة التلقي وهو اهم عنصر ساهم بشكل فعال في قيادة القطيع البشري الى القتل والتفجير والعنف.”
ولكي نعطي صورة كاملة عن هذه الميلشيا لنقتطف جزء من مقالة تعريفية للشاعر سامي القس شمعون نشرها في جريدة العراقية في سيدني جاء فيها ” في نهاية عام 2014، قادت مجموعة من شعراء بابل، حركة تمرد ناجحة ضد الشعر، من خلال تأسيس مشروع ثقافي سمي بـ ” ميليشيا الثقافة”، والتي أخذت على عاتقها تنظيم عروض شعرية تلقى فيها قصائد في المقابر والخراب في اماكن الموت وحافاته الخطرة كمفاعل تموز النووي، حقول الغام، السيارات المفخخة المحروقة وثلاجات الموتى وغيرها، في محاولة منهم للفت نظر العالم الى ما يتعرض له العراقيين من مخاطر جمة، رغم تعرضهم للخطر ايضاً. ملامح هذا النموذج الشعري الجديد تقوم على اساس احتلال الكلمة بالصورة وبطريقة صادمة، لغرض ايجاد أفق جديد لطرح مآسي العراق وابرازها امام الرأي العالمي، فبعد ان زكمت انوف العراقيين روائح الموت الكريهة، بدلاً من روائح الحياة الزكية، يطل علينا هؤلاء الشعراء الشباب من زاوية جديدة لمداواة الجروح، بالتي هي داء، فبدلاً من الهروب من ساحات الموت ورمي منديل أبيض أمامها، يقف هؤلاء وببسالة جنود معركة، يقرئون قصائدهم في أماكن الموت واخواتها، لمخاطبة الجرس العالمي الاصم ليوغل في ضجيج وانتباه عن حالة الانسان العراقي الذي تـُـرِكَ لوحده في مواجهة الارهاب العالمي. في رسالة واضحة الى الأحياء، يلقي هؤلاء الشعراء قصائدهم على الاموات لايمانهم بان الشعر هو القوة الثقافية الهائلة التي تنبع من دواخل الانسان، والتي تحرره من واقعه وتضعه في عالم يحس فيه بالجمال، بحثاً عن الحقيقة الضائعة، ومعانقةً لهمومها، فمن عالم مرئي بالبصر، الى عالم مرئي بالبصيرة، يسعى هؤلاء الى انتشال الصورة النمطية للشعر من اطارها المعتاد، وقلب فكرها القديم رأساً على عقب من خلال بناء تيار سريالي أدبي يرجم الموت بالحجر حتى الحياة. زئير “ميليشيا الثقافة” بوجه ميليشيا الموت بأشكالها المختلفة، يبرز لنا استنارات مستنطقة من وسط ظلام الموت، كحراس ليليين لا يغفون، كانت هذه المجموعة بالمرصاد لكل أشكال الموت التي كان يتعرض لها العراقي، بدأً من المفخخات وحقول الالغام، والاشعاعات الخطرة وانتهاءً بالمقابر، فتتألق أجساد هذه الميليشيا الثقافية وسط رماد الموت، نبضاً بالكلمات.”
وتمكن هؤلاء من إصدار كتاب عن دار “مخطوطات للنشر”، في لاهاي، بعنوان “الشعر في حقول الألغام: أنطولوجيا قصائد شعراء ميليشيا الثقافة”، أعده وقدم له عبدالرحمن الماجدي.
ويقولون أن هذه الموجة الشعرية الجديدة تأتي للإحتفاء بالحياة وكرد وتحدي على صور الموت المتواصلة في العراق، وأن تجربتهم الشعرية مغايرة، وموغلة في البعد الإنساني والشعري ومستقلة عن أي تاثيرات سياسية في ظل الواقع البائس وفساد المناخ الأدبي والثقافي العراقي بسبب تناحرات ومهاترات في وسط الشعراء أدت لخمول وجمود إبداعي وتوقف نبض الشعر الحر والمعبر وساد الكساد والتدهور كافة نواحي الحياة الثقافية.
هنا وبحسب الكثير من الشهادات نحن مع موجة شعرية وفنية جديدة لفتت الإنتباه اليها وسارعت عشرات القناوات الفضائية بالبحث عنهم ونشر ريبورتاجات ومقاطع مصورة لقصائدهم حيث يكون الاداء في مكان له دلالته الصادمة فربما تربط المجموعة نفسها بسلاسل أو داخل قضبان بملابس المحكوم عليهم بالإعدام ويكون الإلقاء جماعيا، كل واحد يلقي قصيدتة بطريقته الخاصة فنكون مع لوحة فنية عبثية وسوريالية مفزعة تخاطب الوجدان وتعتمد على الصدمات المربكة.
هنا نحن أمام نوع جديد في إلقاء الشعر أو في مسرح مفتوح فالشاعر قد يلطخ وجهه بالطين أو يكون جسده شبه عاري وهم يذهبون بقصائدهم إلى أماكن لا يوجد فيها متلقون للشعر وفي لحظات خطيرة، وبحسب تصريحات بعضهم هم يسعون إلى تدمير صورة الانحطاط والخراب التي يعاني منها المجتمع العراقي الذي تسوده الإنقسامات ويعبث به الفساد فتحول إلى مجتمع كسول وفارغ من من الإبداع لذا فإن غياب الجمهور لا يمثل مشكله وفي حديث الشاعر كاظم خنجر للجزيرة نت قال :”أن كل زمن له طريقة في التعبير، وبما أننا في بيئة مأزومة تمر بأبشع أنواع القتل والخراب وجب علينا تشكيل طريقتنا التي تقوم على إعادة خلق الحالة الدموية عبر استعمال الشعر في إعادة الخلق هذه”.
وفي حديث للشاعر خنجر مع صحيفة ذوات يقول قال الشاعر العراقي كاظم خنجر إن تسمية “ميليشيا الثقافة” ليست “غاية في ذاتها”، وإنما هي مجرد توصيف للعلاقة التي تربط أفراد الميليشيا في ارتباط مع “وما قامت عليه هذه المرحلة التاريخية من وحشية في التفكير والسلوك”، لذلك فإن تعريفها يختلف من شاعر إلى آخر.
وأوضح أيضا، أن تكون الميليشيا قد أخذ طابعاً “عشوائياً أقرب ما يكون إلى التشكل الميليشي القائم على اللانظام والعصابية”؛ لأن البيئة العراقية تمثل “المرجع المحوري “بكل دمويتها وخرابها ووحشيتها” على حد تعبيره.
وفي توضيح للشاعر أحمد ضياء لموقع الجزيرة نت الذي بحسب تعبيره لا يُخيفهم الموت يقول : “إننا إزاء أزمة فعلية، فنحن نعيش أمواتا في خضم بيئة لا تجد مبررات معيشتها وتجربتنا التي كانت في مفاعل تموز أو أي تجربة أخرى هي بمثابة استكشاف للموت، حيث ندشن حالات الغضب التي تتمركز ضمن قوالب القتل العشوائي الحاصد لنا”.
ويقول مازن عموري في مقالة له بعنوان ” ظلام اللغة” : ” المثقف العربي جبان، اذ لم يواجه المثقف العربي من الداخل ازمة الصراع ، وبقي المجتمع يتابع رجل الدين لانه الوحيد الذي يفسر الواقع من وجهة نظر دينية اصولية غارقة بالبساطة وسهلة التلقي وهو اهم عنصر ساهم بشكل فعال في قيادة القطيع البشري الى القتل والتفجير والعنف.”
ولكي نعطي صورة كاملة عن هذه الميلشيا لنقتطف جزء من مقالة تعريفية للشاعر سامي القس شمعون نشرها في جريدة العراقية في سيدني جاء فيها ” في نهاية عام 2014، قادت مجموعة من شعراء بابل، حركة تمرد ناجحة ضد الشعر، من خلال تأسيس مشروع ثقافي سمي بـ ” ميليشيا الثقافة”، والتي أخذت على عاتقها تنظيم عروض شعرية تلقى فيها قصائد في المقابر والخراب في اماكن الموت وحافاته الخطرة كمفاعل تموز النووي، حقول الغام، السيارات المفخخة المحروقة وثلاجات الموتى وغيرها، في محاولة منهم للفت نظر العالم الى ما يتعرض له العراقيين من مخاطر جمة، رغم تعرضهم للخطر ايضاً. ملامح هذا النموذج الشعري الجديد تقوم على اساس احتلال الكلمة بالصورة وبطريقة صادمة، لغرض ايجاد أفق جديد لطرح مآسي العراق وابرازها امام الرأي العالمي، فبعد ان زكمت انوف العراقيين روائح الموت الكريهة، بدلاً من روائح الحياة الزكية، يطل علينا هؤلاء الشعراء الشباب من زاوية جديدة لمداواة الجروح، بالتي هي داء، فبدلاً من الهروب من ساحات الموت ورمي منديل أبيض أمامها، يقف هؤلاء وببسالة جنود معركة، يقرئون قصائدهم في أماكن الموت واخواتها، لمخاطبة الجرس العالمي الاصم ليوغل في ضجيج وانتباه عن حالة الانسان العراقي الذي تـُـرِكَ لوحده في مواجهة الارهاب العالمي. في رسالة واضحة الى الأحياء، يلقي هؤلاء الشعراء قصائدهم على الاموات لايمانهم بان الشعر هو القوة الثقافية الهائلة التي تنبع من دواخل الانسان، والتي تحرره من واقعه وتضعه في عالم يحس فيه بالجمال، بحثاً عن الحقيقة الضائعة، ومعانقةً لهمومها، فمن عالم مرئي بالبصر، الى عالم مرئي بالبصيرة، يسعى هؤلاء الى انتشال الصورة النمطية للشعر من اطارها المعتاد، وقلب فكرها القديم رأساً على عقب من خلال بناء تيار سريالي أدبي يرجم الموت بالحجر حتى الحياة. زئير “ميليشيا الثقافة” بوجه ميليشيا الموت بأشكالها المختلفة، يبرز لنا استنارات مستنطقة من وسط ظلام الموت، كحراس ليليين لا يغفون، كانت هذه المجموعة بالمرصاد لكل أشكال الموت التي كان يتعرض لها العراقي، بدأً من المفخخات وحقول الالغام، والاشعاعات الخطرة وانتهاءً بالمقابر، فتتألق أجساد هذه الميليشيا الثقافية وسط رماد الموت، نبضاً بالكلمات.”