ج 1
هوية الكائن الانتخابي المغربي.
اصبح الهم الانتخابي يشكل هاجسا قويا في نفسيته ؛ يستيقظ و ينام بهلوسات جد مريضة؛ كلها لها معنى واحد؛ اساسها :
هل يمكنني ان اكون ماكرا في اللعبة المقبلة؛ واخدع المصوت؛ بكل الوسائل؛ حتى أتمكن من ضمان مقعدي في الانتخابات المقبلة. يقول هذا لانه يعي ان الزبون ملٌٓ كل تكتيكاته؛ كما يعي ان المصوت يعرف ان كل كلامه كذب على كذب؛ مع ذلك يصوت؛ طبعا بمقابل محسوب. وهي لعبة تدخلنا في دوامة موضوعها: مرشح ماكر وداهية ومصوت منافق وثعلب. والضحية؛ طبعا؛ هو الوطن.
يتميز الكائن الانتخابي بالصفات التالية : ،
اولا : زئبقي. له من الوسائل ما تؤهله ان يقنع إبليس بان الفترة المقبلة ستكون مزدهرة.
جبهة عريضة وقوية: لا يحرج وهو يجادل في أوهام تكررت وتكررت؛ كما لا يخجل وهو يمارس نصبه ومكره واحتيالاته؛ إلى جانب قدرته الخارقة في الكذب على ذاته وعلى الآخرين. الكذب على الذات؛ لأن الامر من كثرة ثفاهته أصبح الكائن الانتخابي يعيش في يوطوبيا مغلوطة لا أساس لها من الواقع؛ و مع ذلك يتوهم بأنه سيكون المنقذ والرجل البديل في الزمن الخطأ. والكذب على الآخرين؛ لان المسألة مهما تكررت فالزبون يعيد نفس المتاهة وكانه يلهو في مقابلة رياضية عابرة؛ بدون ان يكون له موقف حاسم في توقيف النزيف.
باختصار؛ يمكننا القول ان الكائن الانتخابي اخطر عنصر في المجتمع لانه يملك من الكفاءات ماتؤهله ان يقنع الآخرين بخداعه وخياناته ومكره وذهائه. هو كائن يعطل عجلة التطور ويوقف مسار التغيير؛ ويسهم في تاخير حركية التاريخ بأشكال متنوعة من اساليب ديماغوجية تعفنت إلى درجة انه اصبح المسؤول المباشر امام ايقاف كل اشكال التنمية الوطنية.
هو اخطر من العميل في عهد الاستعمار خائن ومنافق وكذاب.
من منكم رأى منكرا فليغيره.. انا غيرته بقلمي ولساني؛ اللهم يارب إشهد.
***
ج2.
الكائن الانتخابي في زمن التفاهة.
لقد أصبح؛ كما يقول الان دونو؛ الامر مهينا ؛ خاصة ان (جوهر كفاءة الشخص التافه فيتمثل في قدرته على التعرُّف على شخص تافه آخر، كما يَدْعُمُ التافهون بعضهم بعضًا.) و (نظام التافهين هو مرحله من مراحل تطور النظام الاقتصادي الرأسمالي) فقد ولدت جذور حكم التفاهة مع عهد مارغريت تاتشر، يقول انه يومها جاء التكنوقراط إلى الحكم، استبدلوا السياسة بمفهوم «الحوكمة»، واستبدلوا الإرادة الشعبية بمفهوم «المقبولية المجتمعية»، والمواطن بمقولة «الشريك»، في النهاية صار الشأن العام تقنية «إدارة»، لا منظومة قيم ومثل ومبادئ ومفاهيم عليا. وصارت الدولة مجرد شركة خاصة، صارت المصلحة العامة مفهوماً مغلوطاً لمجموع المصالح الخاصة للأفراد، وصار السياسي تلك الصورة السخيفة لمجرد الناشط اللوبي لمصلحة «زمرته».
صارت التفاهة نظاماً كاملاً على مستوى العالم، وصارت قاعدة النجاح فيها أن «تلعب اللعبة». حتى المفردة معبرة جداً وذات دلالة، لم يعد الأمر شأناً إنسانياً ولا مسألة بشرية، هي مجرد «لعبة». حتى أن العبارة نفسها راجت في كل لغات عالم التفاهة: «أن تلعب اللعبة». وهي قاعدة غير مكتوبة ولا نص لها، لكن يعرفها الجميع.
ويعد الخبراء او الخبير أفضل تجسيد لنظام التفاهة، صورة «الخبير» هو ممثل «السلطة»، المستعد لبيع عقله لها في مقابل «المثقف»، الذي يحمل الالتزام تجاه قيم ومثل جامعات اليوم لتي تموّلها الشركات، صارت مصنعاً للخبراء، لا للمثقفين! حتى أن رئيس جامعة كبرى قال مرة ان «على العقول أن تتناسب مع حاجات الشركات»، لا مكان للعقل النقدي ولا لحسه، أو كما قال رئيس إحدى الشبكات الإعلامية الغربية الضخمة، من أن وظيفته هي أن يبيع للمعلن، الجزء المتوفر من عقول مشاهديه المستهلكين، والأهم أن الإنسان صار لاكتفاء، أو حتى لإرضاء حاجات السوق.
فماذا عسانا ان نقول عن هذا الكائن الانتخابي الزئبقي؛ الذي يبيع كل شيء مقابل صوت تافه؛ في زمن ضاعت فيه القيم؛ وتحولت اللعبة برمتها ان يصبح المنتخب كائبا تافها له الحق ان يمثلنا؛ في غياب كل الكفاءات والقدرات؛ سواء العلمية او الاقتصادية او الفكرية؛ وحتى النضالية؛ فيتحول الى كائن تافه يتكلم باسمها في امور لا يفقه فيها شيئا. اليس ذلك تعبيرا عن قمة التفاهات التي نعيشها في بلاد يتكلم فيها الكل عن ديموقراطية سليمة قادرة على التغيير.
حالنا غريب والله غربب!!!!
اقول هذا لاكون بريئا امام نفسي وامام التاريخ من هذا الكائن المنوي؛ الذي اصبح موضوع كل لسان.
***
ج3.
دور المثقف في زمن التفاهة الانتخابية:
مامعنى ان تكتب مقالا وتتباهى به في كل ارجاء المعمور؛ بحثا عن توقيعات؛ سعيا الى بعض الدريهمات؛ والتنقل من مدينة الى اخرى لتتغنى بقصائدك؛ بقصصك؛ و ببعض الكلمات التي تتكلم في عالم وانت تعيش في عالم أخر؟.. هل الكتابة هي التباهي بلغة العيون والرقص بلغة الجسد والتظاهر بانك مبدع كببر؛ في حين دورك كمسؤول على تنوير المجتمع وتعرية عن كل اساطيره وفضح التافهين المتسكعين وراء أصوات بئيسة؛ بكل الوسائل؛ منهم من طلب الف درهم؛ والبعض الآخر كبش يوم العيد واخر بقعة ارضية؛ والبعض الآخر دفع شيكا على بياض مقابل مبلغ مالي مهم لتمويل حملته الانتخابية؛ خاصة ان الماتش كبر هذه المرة؛ كل هذه الممارسات تمر من امام اعينك وانت تتفرج في المقاهي؛ تصف قط في يوم ممطر؛ وتتكلم عن مشاريعك الفكرية القادمة والسالفة؛ هل هذا هو دور الفكر والثقافة في ظروف صعبة يعيشها الوطن؛ مع ذئاب تتهافت من أجل نحره وذبحه؛ وانت تتفرج رافعا رأسك عاليا تتعالى وتسمو وكأنك انت الحقيقة برمتها؟
المثقف سيدي؛ ايها الكاتب المتعجرف؛ هو من ساهم في تحرير وطنه؛ وتنوير عقول الناس لتفهم ذاتها؛ وتعي الخطورة المحيطة؛بها؛ وتسهم في تحريك عجلة التاريخ. اما ان تكتب لك ولا لشيء غيرك؛ فأنت مجرد كاتب انتهازي مريض. وأخطر افراد المجتمع هم الذين يبررون هزائمهم؛ لان لهم من القدرة مايؤهلهم ان يدافعوا عن نفاقهم وخبثهم ومكرهم. ويقولون نحن خلقنا للثقافة وحدها.
مااوسخك !
وما اوسخ ثقافتك!
***
ج4.
القواعد الخمسة المؤسسة للأسطورة الانتخابية.
عندما نتكلم عن الانتخابات في المغرب؛ ينبغي التمييز بين مجموعة من الشرائح التي تساهم بدرجات متفاوتة في هذه اللعبة؛ التي قيل عنها انها احد اشكال الممارسة الديموقرلطية:
اولا شريحة تفهم كل شيء؛ قوية في وعيها؛ لكنها ترفض اللعبة طولا وعرضا بتبرير بسيط؛ هو فقدان الثقة في كل مكونات اللعبة؛ وتعتبر ان الدخول في هذه الممارسة هي ممارسة محروقة منذ ولادتها؛ مما يجعلها تتخلى عن كل شيء ؛ وتعود إلى حال سبيلها؛ تكتفي بالنقد والنقد اللاذع في كل الاماكن؛ في المقهى؛ في البيت؛ وفي الحمام؛ واحيانا تكتب إبداعا فيه تتحرر من هذه العقد الدفينة في نفسها.
شريحة ثانية تؤمن بان اللعبة فاسدة؛ الكل يشارك في تعفنها إبتداء من المرشحين الذين يقفهون جيدا كل قواعدها؛ من ألفها إلى يائها؛ كما يعرفون الطريقة الممكنة للحصول على أصوات مهمة؛ من خلال اللعب بعقول الناس؛ ويضمنون بدون منازع؛ المقاعد المخصصة. هذه الشريحة تعرف جيدا ان المرشح الفاسد المنافس قوي بدهائه لن تستطيع التغلب عليه حتى وإن نافسه لينين؛ فلن (يأكل)؛ كما يقولون معه شيئا؛ مع ذلك تشارك في اللعبة باعتقاد توقيف النزيف؛ بأمل وباعتقاد واهم انها ممكن ان تتغلب عليه. النتيجة يظل الحال على حاله؛ والفاسد المرتشي واللص هو الذي يتمكن من النجاح.
شريحة ثالثة صعبة تحرك كل الاوراق؛ هي من تعطي الشرعية لمرشح؛ تعرف جيدا أنه كاذب وماكر وخائن؛ مع ذلك تتقرب منه مقابل مبلغ مالي؛ هذه الشريحة تعرف انها منبوذة في المجتمع؛ كما تعرف ان القيمة لن تسترجعها إلا في هذا الزمن بالذات؛ فتقوم باستعراض عظلاتها ؛ وتصول وتجول؛ إلى ان ياتي اليوم الموعود؛ تدلي بصوتها فتعود إلى مكانها الاول(التهميش) ؛ تنتظر ست سنوات لتعيد نفس المهزلة؛ بنفس الحكمة والحكامة.
شريحة رابعة؛ كانت سابقا تمارس اسلوب المقاطعة؛ بعد اقتناعها انه اسلوب غير واقعي؛ بل لم يسعف في الخروج من عنق الزجاجة؛ اعادت النظر في اساليبها لتنخرط بوعي تام ان الشعب ادرك اسرار اللعبة؛ في حين المطلوب الانخراط لايقاف التزيف وتغيير عجلة التاريخ؛ فتصطدم بشريحة عارفة منسحبة؛ لكنها تبقى اسيرة مصوت انتهازي جاهل لا يهمه التغيير بقدر ما يسعى ضمان مبلغ مالي لا يتعدى احيانا مائة درهم؛ فيبيع كل شيء؛ حتى شرفه؛ المهم هو المال ولا شيء غير المال. النتيجة يسقط هذا اليساري ضحية صوت حقيقي فاهم هارب ويبقى يتجول في محيط مصوت جاهل يكرس نفس اللعبة؛ بنفس الوعي والغرابة؛ لا يعرف لا الاحزاب ولا برامجها (هذا إن كانت لها برامج)؛ ؛ فقط يعرف زيد وعمر وحليمة والباتول؛ اما ماتبقى فيلرحل هو وصاحبه إلى الجحيم.
الشريحة الخامسة هي المخزن بكل مكوناته؛ هو كائن ذكي جدا؛ يرسم خارطة الطريق بوعي تام؛ يرجع إلى الوراء؛ فيظل يتابع عن كتب؛ بصفته المسؤول عن ضمان نجاح اللعبة بديموقراطية حقة؛ يشتغل في خفاء تام؛ يوظف قواعده الصغرى والكبرى؛ ليصل في نهابة المطاف إلى ما رسمه في البداية؛ حتى يتمكن من ضمان ما يسعفه ان يشتغل بلا تهراس الراس.
تذهب الايام والايام ثم ستة سنين؛ بعدها نعود لنناقش الجرة بنفس المعايير؛ ونفس الوجوه؛ ونفس المصوتين؛ ونفس المرشحين؛ إلى ان يرث الله الارض وما عليها. فيبقى المثقف والواعي في المقهى يصف القط من جديد؛ بنفس اساليب الوصف.
والضحية طبعا هو الوطن.
لك الله ياوطني.
اللهم إني قد بلغت.
***
ج5
ما البديل لمحاربة الاشواك الانتخابوية.
اتذكر قولة عميقة ودالة لمهدي عامل؛ قيل له ما العمل في ظل هذا الانحطاط الذي شل بنيات المجتمع؟
قال: المقاومة.
في نظري لا بديل لمحاربة هذه الاشباح الانتخابية سوى التضييق والمعارضة؛ عبر كافة المستويات. لأن نجاحها في الانتخابات مسألة محسومة؛ هي كائنات متوغلة في أعماق المجتمع؛ متحكمة في كل عروقه؛ يستحيل الفوز أو هزمها. لهذا يبقى السبيل الوحيد لخنقها هو فتح جبهات نضالية قوية عبر كافة الإطارات الحقوقية والسياسية؛ كما يتطلب خنقها وعدم السماح لها بالاشتغال في جو مريح يسمح لها ان تحقق ماتصبو إليه. إذن مقاومتها وتضييقها وممارسة كافة أشكال الأختناق هو السبيل الوحيد لجعلها تشعر بمضايقات تربك كل خططها الجهنمية.
ألبديل هو معارضة شعبية حقوقية سياسية قوية.
***
ج6.
الكائن الانتخابي و دموع الشرف.
الفاسدون لا يبنون اوطانهم بقدر مايبنون ذواتهم؛ كما قال نيلسون مونديلا.
نحن لا نريد كائنا شغله الشاغل هو:
شغله الدائم التفكير في بناء الذات.
كائن يعمل بكل الوسائل للوصول الى مقعد هو يعرف ان تفكيره منصب في غنيمة موزعة بشكل مسبق.
كائن يتزايد؛ فور فوزه؛ على مقعد؛ بمنطق من يمنح اكثر؛ من اجل تدعيم رئيس مقبل؛ بصفته ورقة محولة للعبة ككل.
كائن لا حرج لديه ان يتسابق مرة اخرى للترشيح؛ وهو مر من عدة تجارب فاشلة؛ بدون ان يكون له أثر في المراحل السابقة.
كائن يعمل جادا وبكل وسائل الرداءة لإسقاط شخص آخر أصلح وأقوى منه.
نحن لا نريد كائنا منبطحا؛ فاسدا؛ لصا؛ رجعيا؛ لا يفقه في مجال التنمية ولا في مجال تدبير الشأن المحلي؛ لا علاقة له بالمصلحة الوطنية وبمصلحة البلدة والدائرة سوى النهوض بالمصالح الفردية؛ ساعيا بكل الوسائل إقناع الآخرين بأنه النموذج الأصلح؛ في حين هو أردل وأخبث ما صنعه التاريخ.
ببساطة الكائن الذي يملك من الجرأة والشجاعة ما يستطيع أن يمنح للمصوت قدرا ماليا فهو قادر ان يبيع كل شيء (زوجته وأخته وأمه) في سبيل مصلحته الذاتية.
الكائن المرتشي هو كائن ملعون؛ متسخ؛ بلا اب ولا ام؛ لقيط؛ خائن؛ بل هو اخطر نماذج المجتمع المريض. والمصوت الذي يبيع صوته بقدر مالي فهو ايضا كائن له من الشجاعه ان يبع لحمه وعائلته مقابل دريهمات معدودات لا تمكنه من شراء كيلوغرام من الدجاج.
اللعنة لكل هذه الاصناف من الكائنات التي تببع شرفها من اجل صوت فاسد.
هوية الكائن الانتخابي المغربي.
اصبح الهم الانتخابي يشكل هاجسا قويا في نفسيته ؛ يستيقظ و ينام بهلوسات جد مريضة؛ كلها لها معنى واحد؛ اساسها :
هل يمكنني ان اكون ماكرا في اللعبة المقبلة؛ واخدع المصوت؛ بكل الوسائل؛ حتى أتمكن من ضمان مقعدي في الانتخابات المقبلة. يقول هذا لانه يعي ان الزبون ملٌٓ كل تكتيكاته؛ كما يعي ان المصوت يعرف ان كل كلامه كذب على كذب؛ مع ذلك يصوت؛ طبعا بمقابل محسوب. وهي لعبة تدخلنا في دوامة موضوعها: مرشح ماكر وداهية ومصوت منافق وثعلب. والضحية؛ طبعا؛ هو الوطن.
يتميز الكائن الانتخابي بالصفات التالية : ،
اولا : زئبقي. له من الوسائل ما تؤهله ان يقنع إبليس بان الفترة المقبلة ستكون مزدهرة.
جبهة عريضة وقوية: لا يحرج وهو يجادل في أوهام تكررت وتكررت؛ كما لا يخجل وهو يمارس نصبه ومكره واحتيالاته؛ إلى جانب قدرته الخارقة في الكذب على ذاته وعلى الآخرين. الكذب على الذات؛ لأن الامر من كثرة ثفاهته أصبح الكائن الانتخابي يعيش في يوطوبيا مغلوطة لا أساس لها من الواقع؛ و مع ذلك يتوهم بأنه سيكون المنقذ والرجل البديل في الزمن الخطأ. والكذب على الآخرين؛ لان المسألة مهما تكررت فالزبون يعيد نفس المتاهة وكانه يلهو في مقابلة رياضية عابرة؛ بدون ان يكون له موقف حاسم في توقيف النزيف.
باختصار؛ يمكننا القول ان الكائن الانتخابي اخطر عنصر في المجتمع لانه يملك من الكفاءات ماتؤهله ان يقنع الآخرين بخداعه وخياناته ومكره وذهائه. هو كائن يعطل عجلة التطور ويوقف مسار التغيير؛ ويسهم في تاخير حركية التاريخ بأشكال متنوعة من اساليب ديماغوجية تعفنت إلى درجة انه اصبح المسؤول المباشر امام ايقاف كل اشكال التنمية الوطنية.
هو اخطر من العميل في عهد الاستعمار خائن ومنافق وكذاب.
من منكم رأى منكرا فليغيره.. انا غيرته بقلمي ولساني؛ اللهم يارب إشهد.
***
ج2.
الكائن الانتخابي في زمن التفاهة.
لقد أصبح؛ كما يقول الان دونو؛ الامر مهينا ؛ خاصة ان (جوهر كفاءة الشخص التافه فيتمثل في قدرته على التعرُّف على شخص تافه آخر، كما يَدْعُمُ التافهون بعضهم بعضًا.) و (نظام التافهين هو مرحله من مراحل تطور النظام الاقتصادي الرأسمالي) فقد ولدت جذور حكم التفاهة مع عهد مارغريت تاتشر، يقول انه يومها جاء التكنوقراط إلى الحكم، استبدلوا السياسة بمفهوم «الحوكمة»، واستبدلوا الإرادة الشعبية بمفهوم «المقبولية المجتمعية»، والمواطن بمقولة «الشريك»، في النهاية صار الشأن العام تقنية «إدارة»، لا منظومة قيم ومثل ومبادئ ومفاهيم عليا. وصارت الدولة مجرد شركة خاصة، صارت المصلحة العامة مفهوماً مغلوطاً لمجموع المصالح الخاصة للأفراد، وصار السياسي تلك الصورة السخيفة لمجرد الناشط اللوبي لمصلحة «زمرته».
صارت التفاهة نظاماً كاملاً على مستوى العالم، وصارت قاعدة النجاح فيها أن «تلعب اللعبة». حتى المفردة معبرة جداً وذات دلالة، لم يعد الأمر شأناً إنسانياً ولا مسألة بشرية، هي مجرد «لعبة». حتى أن العبارة نفسها راجت في كل لغات عالم التفاهة: «أن تلعب اللعبة». وهي قاعدة غير مكتوبة ولا نص لها، لكن يعرفها الجميع.
ويعد الخبراء او الخبير أفضل تجسيد لنظام التفاهة، صورة «الخبير» هو ممثل «السلطة»، المستعد لبيع عقله لها في مقابل «المثقف»، الذي يحمل الالتزام تجاه قيم ومثل جامعات اليوم لتي تموّلها الشركات، صارت مصنعاً للخبراء، لا للمثقفين! حتى أن رئيس جامعة كبرى قال مرة ان «على العقول أن تتناسب مع حاجات الشركات»، لا مكان للعقل النقدي ولا لحسه، أو كما قال رئيس إحدى الشبكات الإعلامية الغربية الضخمة، من أن وظيفته هي أن يبيع للمعلن، الجزء المتوفر من عقول مشاهديه المستهلكين، والأهم أن الإنسان صار لاكتفاء، أو حتى لإرضاء حاجات السوق.
فماذا عسانا ان نقول عن هذا الكائن الانتخابي الزئبقي؛ الذي يبيع كل شيء مقابل صوت تافه؛ في زمن ضاعت فيه القيم؛ وتحولت اللعبة برمتها ان يصبح المنتخب كائبا تافها له الحق ان يمثلنا؛ في غياب كل الكفاءات والقدرات؛ سواء العلمية او الاقتصادية او الفكرية؛ وحتى النضالية؛ فيتحول الى كائن تافه يتكلم باسمها في امور لا يفقه فيها شيئا. اليس ذلك تعبيرا عن قمة التفاهات التي نعيشها في بلاد يتكلم فيها الكل عن ديموقراطية سليمة قادرة على التغيير.
حالنا غريب والله غربب!!!!
اقول هذا لاكون بريئا امام نفسي وامام التاريخ من هذا الكائن المنوي؛ الذي اصبح موضوع كل لسان.
***
ج3.
دور المثقف في زمن التفاهة الانتخابية:
مامعنى ان تكتب مقالا وتتباهى به في كل ارجاء المعمور؛ بحثا عن توقيعات؛ سعيا الى بعض الدريهمات؛ والتنقل من مدينة الى اخرى لتتغنى بقصائدك؛ بقصصك؛ و ببعض الكلمات التي تتكلم في عالم وانت تعيش في عالم أخر؟.. هل الكتابة هي التباهي بلغة العيون والرقص بلغة الجسد والتظاهر بانك مبدع كببر؛ في حين دورك كمسؤول على تنوير المجتمع وتعرية عن كل اساطيره وفضح التافهين المتسكعين وراء أصوات بئيسة؛ بكل الوسائل؛ منهم من طلب الف درهم؛ والبعض الآخر كبش يوم العيد واخر بقعة ارضية؛ والبعض الآخر دفع شيكا على بياض مقابل مبلغ مالي مهم لتمويل حملته الانتخابية؛ خاصة ان الماتش كبر هذه المرة؛ كل هذه الممارسات تمر من امام اعينك وانت تتفرج في المقاهي؛ تصف قط في يوم ممطر؛ وتتكلم عن مشاريعك الفكرية القادمة والسالفة؛ هل هذا هو دور الفكر والثقافة في ظروف صعبة يعيشها الوطن؛ مع ذئاب تتهافت من أجل نحره وذبحه؛ وانت تتفرج رافعا رأسك عاليا تتعالى وتسمو وكأنك انت الحقيقة برمتها؟
المثقف سيدي؛ ايها الكاتب المتعجرف؛ هو من ساهم في تحرير وطنه؛ وتنوير عقول الناس لتفهم ذاتها؛ وتعي الخطورة المحيطة؛بها؛ وتسهم في تحريك عجلة التاريخ. اما ان تكتب لك ولا لشيء غيرك؛ فأنت مجرد كاتب انتهازي مريض. وأخطر افراد المجتمع هم الذين يبررون هزائمهم؛ لان لهم من القدرة مايؤهلهم ان يدافعوا عن نفاقهم وخبثهم ومكرهم. ويقولون نحن خلقنا للثقافة وحدها.
مااوسخك !
وما اوسخ ثقافتك!
***
ج4.
القواعد الخمسة المؤسسة للأسطورة الانتخابية.
عندما نتكلم عن الانتخابات في المغرب؛ ينبغي التمييز بين مجموعة من الشرائح التي تساهم بدرجات متفاوتة في هذه اللعبة؛ التي قيل عنها انها احد اشكال الممارسة الديموقرلطية:
اولا شريحة تفهم كل شيء؛ قوية في وعيها؛ لكنها ترفض اللعبة طولا وعرضا بتبرير بسيط؛ هو فقدان الثقة في كل مكونات اللعبة؛ وتعتبر ان الدخول في هذه الممارسة هي ممارسة محروقة منذ ولادتها؛ مما يجعلها تتخلى عن كل شيء ؛ وتعود إلى حال سبيلها؛ تكتفي بالنقد والنقد اللاذع في كل الاماكن؛ في المقهى؛ في البيت؛ وفي الحمام؛ واحيانا تكتب إبداعا فيه تتحرر من هذه العقد الدفينة في نفسها.
شريحة ثانية تؤمن بان اللعبة فاسدة؛ الكل يشارك في تعفنها إبتداء من المرشحين الذين يقفهون جيدا كل قواعدها؛ من ألفها إلى يائها؛ كما يعرفون الطريقة الممكنة للحصول على أصوات مهمة؛ من خلال اللعب بعقول الناس؛ ويضمنون بدون منازع؛ المقاعد المخصصة. هذه الشريحة تعرف جيدا ان المرشح الفاسد المنافس قوي بدهائه لن تستطيع التغلب عليه حتى وإن نافسه لينين؛ فلن (يأكل)؛ كما يقولون معه شيئا؛ مع ذلك تشارك في اللعبة باعتقاد توقيف النزيف؛ بأمل وباعتقاد واهم انها ممكن ان تتغلب عليه. النتيجة يظل الحال على حاله؛ والفاسد المرتشي واللص هو الذي يتمكن من النجاح.
شريحة ثالثة صعبة تحرك كل الاوراق؛ هي من تعطي الشرعية لمرشح؛ تعرف جيدا أنه كاذب وماكر وخائن؛ مع ذلك تتقرب منه مقابل مبلغ مالي؛ هذه الشريحة تعرف انها منبوذة في المجتمع؛ كما تعرف ان القيمة لن تسترجعها إلا في هذا الزمن بالذات؛ فتقوم باستعراض عظلاتها ؛ وتصول وتجول؛ إلى ان ياتي اليوم الموعود؛ تدلي بصوتها فتعود إلى مكانها الاول(التهميش) ؛ تنتظر ست سنوات لتعيد نفس المهزلة؛ بنفس الحكمة والحكامة.
شريحة رابعة؛ كانت سابقا تمارس اسلوب المقاطعة؛ بعد اقتناعها انه اسلوب غير واقعي؛ بل لم يسعف في الخروج من عنق الزجاجة؛ اعادت النظر في اساليبها لتنخرط بوعي تام ان الشعب ادرك اسرار اللعبة؛ في حين المطلوب الانخراط لايقاف التزيف وتغيير عجلة التاريخ؛ فتصطدم بشريحة عارفة منسحبة؛ لكنها تبقى اسيرة مصوت انتهازي جاهل لا يهمه التغيير بقدر ما يسعى ضمان مبلغ مالي لا يتعدى احيانا مائة درهم؛ فيبيع كل شيء؛ حتى شرفه؛ المهم هو المال ولا شيء غير المال. النتيجة يسقط هذا اليساري ضحية صوت حقيقي فاهم هارب ويبقى يتجول في محيط مصوت جاهل يكرس نفس اللعبة؛ بنفس الوعي والغرابة؛ لا يعرف لا الاحزاب ولا برامجها (هذا إن كانت لها برامج)؛ ؛ فقط يعرف زيد وعمر وحليمة والباتول؛ اما ماتبقى فيلرحل هو وصاحبه إلى الجحيم.
الشريحة الخامسة هي المخزن بكل مكوناته؛ هو كائن ذكي جدا؛ يرسم خارطة الطريق بوعي تام؛ يرجع إلى الوراء؛ فيظل يتابع عن كتب؛ بصفته المسؤول عن ضمان نجاح اللعبة بديموقراطية حقة؛ يشتغل في خفاء تام؛ يوظف قواعده الصغرى والكبرى؛ ليصل في نهابة المطاف إلى ما رسمه في البداية؛ حتى يتمكن من ضمان ما يسعفه ان يشتغل بلا تهراس الراس.
تذهب الايام والايام ثم ستة سنين؛ بعدها نعود لنناقش الجرة بنفس المعايير؛ ونفس الوجوه؛ ونفس المصوتين؛ ونفس المرشحين؛ إلى ان يرث الله الارض وما عليها. فيبقى المثقف والواعي في المقهى يصف القط من جديد؛ بنفس اساليب الوصف.
والضحية طبعا هو الوطن.
لك الله ياوطني.
اللهم إني قد بلغت.
***
ج5
ما البديل لمحاربة الاشواك الانتخابوية.
اتذكر قولة عميقة ودالة لمهدي عامل؛ قيل له ما العمل في ظل هذا الانحطاط الذي شل بنيات المجتمع؟
قال: المقاومة.
في نظري لا بديل لمحاربة هذه الاشباح الانتخابية سوى التضييق والمعارضة؛ عبر كافة المستويات. لأن نجاحها في الانتخابات مسألة محسومة؛ هي كائنات متوغلة في أعماق المجتمع؛ متحكمة في كل عروقه؛ يستحيل الفوز أو هزمها. لهذا يبقى السبيل الوحيد لخنقها هو فتح جبهات نضالية قوية عبر كافة الإطارات الحقوقية والسياسية؛ كما يتطلب خنقها وعدم السماح لها بالاشتغال في جو مريح يسمح لها ان تحقق ماتصبو إليه. إذن مقاومتها وتضييقها وممارسة كافة أشكال الأختناق هو السبيل الوحيد لجعلها تشعر بمضايقات تربك كل خططها الجهنمية.
ألبديل هو معارضة شعبية حقوقية سياسية قوية.
***
ج6.
الكائن الانتخابي و دموع الشرف.
الفاسدون لا يبنون اوطانهم بقدر مايبنون ذواتهم؛ كما قال نيلسون مونديلا.
نحن لا نريد كائنا شغله الشاغل هو:
شغله الدائم التفكير في بناء الذات.
كائن يعمل بكل الوسائل للوصول الى مقعد هو يعرف ان تفكيره منصب في غنيمة موزعة بشكل مسبق.
كائن يتزايد؛ فور فوزه؛ على مقعد؛ بمنطق من يمنح اكثر؛ من اجل تدعيم رئيس مقبل؛ بصفته ورقة محولة للعبة ككل.
كائن لا حرج لديه ان يتسابق مرة اخرى للترشيح؛ وهو مر من عدة تجارب فاشلة؛ بدون ان يكون له أثر في المراحل السابقة.
كائن يعمل جادا وبكل وسائل الرداءة لإسقاط شخص آخر أصلح وأقوى منه.
نحن لا نريد كائنا منبطحا؛ فاسدا؛ لصا؛ رجعيا؛ لا يفقه في مجال التنمية ولا في مجال تدبير الشأن المحلي؛ لا علاقة له بالمصلحة الوطنية وبمصلحة البلدة والدائرة سوى النهوض بالمصالح الفردية؛ ساعيا بكل الوسائل إقناع الآخرين بأنه النموذج الأصلح؛ في حين هو أردل وأخبث ما صنعه التاريخ.
ببساطة الكائن الذي يملك من الجرأة والشجاعة ما يستطيع أن يمنح للمصوت قدرا ماليا فهو قادر ان يبيع كل شيء (زوجته وأخته وأمه) في سبيل مصلحته الذاتية.
الكائن المرتشي هو كائن ملعون؛ متسخ؛ بلا اب ولا ام؛ لقيط؛ خائن؛ بل هو اخطر نماذج المجتمع المريض. والمصوت الذي يبيع صوته بقدر مالي فهو ايضا كائن له من الشجاعه ان يبع لحمه وعائلته مقابل دريهمات معدودات لا تمكنه من شراء كيلوغرام من الدجاج.
اللعنة لكل هذه الاصناف من الكائنات التي تببع شرفها من اجل صوت فاسد.
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com