ديوان شعري به الكثير من المشاعر المختلطة والمعاني السوداوية والرؤيوية، واللغات التجريدية والوصفية والصوفية والسريالية والأصوات المتعددة للشخوص الكثيرة.
الاستدعاء والتناصات مع كل مفردات عالم هناء الجمالي من أغنية، لاسم شاعرة، لفوتوغرافيا، لكادر،تستخدم التكوين كله لتخضعه لقصيدتها.
[SIZE=22px]الأمل الشعري[/SIZE]
والأمل الشِعري وجنسه المختلف الذي لا ينمو من السعادة العامية بل من خضم الآلام لتعبر هناء عن أقصويتها وعن مخاض ذلك الأمل العميق لأنه منخول ،مدروس،مستَلبة قوته من الوعي والبحث والعطاء للمعني والرهافة.
وقد تجمّع ذلك في جملة لهناء بين الرؤية والكابوس في "قد تنمو من الكوابيس
حلم أبيض"
وهذا الاختلاط هو ما يصنع بهاء النص كله.الشعرعوالم ولا يمكن نقد العوالم ولكن يمكن تذوقها بفرط لتتماس مع كل شيء فينا،فعصرية كل عالم هي تجميعة لرؤى شعرية.
[SIZE=22px]التجريد الجديد[/SIZE]
هناء تتحدث بإيجاز وتجريد ليس على مستوى الجملة فقط بل على مستوى النص وعلاقات الجمل ببعضها للوحدة العضوية للقصيدة.لا تستخدم أدوات الوصل كثيرا والمسميات والمضافات سريالية الجنس مثل" سفينة النص".
وعلى عكس التجريد القديم المتبع بالجمل القيومية فتجريدها حديث طويل الأسلوب.وهذه الطريقة في الكتابة لا تجعلها تتزمن في الموقف بل هي تقفز من الحدث المثير إلى العالم لتراه بنظرة أوسع وأعمق فالقصائد اليومية السردية الخالصة لا تقدم إلا الموقف ومتبلات المجازات بينما هناء على عكس ذلك.
واللغة التجريدية ليست لغة جديدة عربيا فقد عبر بها شعرء كثر من أدونيس لعبدالمنعم رمضان لوديع سعادة ولكنها بالنسبة لضيقي الأفق متعبة ومضنية وبلا هدف أو معنى لأنهم هؤلاء القراء الذين يريدون المعنى المباشر يشعرون " أن هذه العناصر التي يقـدمها لـه الشاعـر في تكوينه التصويري مكونـة تكوينـا غريبا وشاذا، وأن عناصر الصورة الشعرية ليست متجمعة على نحو صحيح، ومن ثم يفشل المتلقي غالبا في تكوين موضوع، وتتخلى العبارات عن حسيتها وتتخلص من تصورها واستيعابها كتلةً مألوفة ؛ لتكون معنىً ذهنيا مجردا"[1]
وتذكرت وأنا أقرأ آن ساكستون والتذكر ليس رد لمتن بل للمشابهة بدرجة ما للروح لا للغة ساكستون.
"العراة من زوار القصيدة
جعلوا قشريتها سوداء
لم يعد يحركها شيء
ولا حتى
احتضان المسافة الفارغة"
[SIZE=22px]الغزل الحديث[/SIZE]
الغزليات في الديوان غزليات حديثة مغموسة في معاني قديمة وأسطورية وتستدعي شخصيات تاريخية "مثل أم كلثوم،سعاد حسني،بورخيس،النبي أيوب،بيسوا..الخ"وشخصيات معاصرة مثل "رين هانج".
"يقودني الشعر نحو رأسه الباردة
يأس الفكرة
واتساع الطاولة
قوة هائلة تقبض على روحي
السقف مرتفع
والضمادات هائلة"
[SIZE=22px]الشعر الحديث الكلي اليومي[/SIZE]
الجميل في الديوان أنه لم يمتلىء بقصائد الحب فقط كعادة الكثير من الشعراء والشاعرات بل وجدت فيه الكثير من المعاني الأخرى ،والقصائد عن نظرة هناء إلى العالم والمفاهيم الكبرى ونظرتها إلى صديقاتها الطيوف ،متون السوداوية والرهافة الخالصة مثل فيرجينيا وولف والحكمة الشعرية بورخيس.
ومن نظرتها إلى الهوية المتذبذبة الفلسفية بين الأخذ من الذات المتعددة إلى أقصى فضائها الغيري حتى نعتت ذاتها بالآخر وأردفت بالتساؤل إن كانت هي الدم الذي هو شراكة أصيلة في الآخر.
"أنا الآخر
أم أنا الدم الذي يرتق عظامك اللينة
أحب في الورد استقامته
طائر في حجم طمأنينة كبرى"
[SIZE=22px]الاستخدام الموسيقي[/SIZE]
مأخوذة هناء بمصطلحات كثيرة كعادة الشعراء بالحوي لعلوم كثيرة ومعارف كثيرة واستخدامها ومنها الدلالات الموسيقية في استخدامها لبعض أسماء الأغاني مثل "أحبك ليه؟" ومثل "إحداثيات صوتية" و"مقام بياتي"و "حبك مفرحني فرحة طير بطيرانه"
[SIZE=22px]اللغة الصوفية الكليمة[/SIZE]
"لي من البشرى مقدار حلم
إن طافت به النور
قلت اتقد...
وأكرمت الهوى بذكر الحبيب
للذي صان المحبة
وأفسد الضلوع الحائرة
كل لهمس لغيركم غير باق.."
الاستخدام الصوفي اللغوي واستخدام الأفق الصوفي نوراني هنا رغم تجريده الشديد و رغم منادَاته وصمت المجيب ولكن الشاعرات والشعراء مشغولون دوما بالمستحيلات لا الممكنات،بالمستحيلات التي يجوفوها وينخروا في أبعادها.
[SIZE=22px]اللغة السريالية[/SIZE]
ترفض هناك الكثير من الأمور،ترفض بعضها واضحا وتُبطن رفضها في أخرى ومن حيث السريالية فهي تعتمد على " طريقة إيحائية في التعامل مع الواقع المرفوض، كانت في البداية تعمل بغية التهرب من شروطه الى النقيض، ثم صارت تعمل في النهاية كما تبلور ذلك في كتابات بروتون على إقامة معادلة حاذقة بين الواقع واللاواقع، بين الوعي واللاوعي، بين الحلم الفردي والحلم الجماعي، لتصير وسيلة خلاص إنسانية في المعنى الفعال ))[2]
لذلك بوعي أو بدون وعي يذهب الشاعر إلى اللغة التي تُحقِق له مراده المعنائي وعلى حسب ذهنيته ونفسيته الحاضرة في لحظة الكتابة.
فهناء مثلا تقول
"الأساطير
قاموس الحجارة في البلاد النقية" في قصيدة "موال"ص18
"وأوتار الموسيقى تصب النبع" في قصيدة "في مديحي"ص19
المصادر
الاستدعاء والتناصات مع كل مفردات عالم هناء الجمالي من أغنية، لاسم شاعرة، لفوتوغرافيا، لكادر،تستخدم التكوين كله لتخضعه لقصيدتها.
[SIZE=22px]الأمل الشعري[/SIZE]
والأمل الشِعري وجنسه المختلف الذي لا ينمو من السعادة العامية بل من خضم الآلام لتعبر هناء عن أقصويتها وعن مخاض ذلك الأمل العميق لأنه منخول ،مدروس،مستَلبة قوته من الوعي والبحث والعطاء للمعني والرهافة.
وقد تجمّع ذلك في جملة لهناء بين الرؤية والكابوس في "قد تنمو من الكوابيس
حلم أبيض"
وهذا الاختلاط هو ما يصنع بهاء النص كله.الشعرعوالم ولا يمكن نقد العوالم ولكن يمكن تذوقها بفرط لتتماس مع كل شيء فينا،فعصرية كل عالم هي تجميعة لرؤى شعرية.
[SIZE=22px]التجريد الجديد[/SIZE]
هناء تتحدث بإيجاز وتجريد ليس على مستوى الجملة فقط بل على مستوى النص وعلاقات الجمل ببعضها للوحدة العضوية للقصيدة.لا تستخدم أدوات الوصل كثيرا والمسميات والمضافات سريالية الجنس مثل" سفينة النص".
وعلى عكس التجريد القديم المتبع بالجمل القيومية فتجريدها حديث طويل الأسلوب.وهذه الطريقة في الكتابة لا تجعلها تتزمن في الموقف بل هي تقفز من الحدث المثير إلى العالم لتراه بنظرة أوسع وأعمق فالقصائد اليومية السردية الخالصة لا تقدم إلا الموقف ومتبلات المجازات بينما هناء على عكس ذلك.
واللغة التجريدية ليست لغة جديدة عربيا فقد عبر بها شعرء كثر من أدونيس لعبدالمنعم رمضان لوديع سعادة ولكنها بالنسبة لضيقي الأفق متعبة ومضنية وبلا هدف أو معنى لأنهم هؤلاء القراء الذين يريدون المعنى المباشر يشعرون " أن هذه العناصر التي يقـدمها لـه الشاعـر في تكوينه التصويري مكونـة تكوينـا غريبا وشاذا، وأن عناصر الصورة الشعرية ليست متجمعة على نحو صحيح، ومن ثم يفشل المتلقي غالبا في تكوين موضوع، وتتخلى العبارات عن حسيتها وتتخلص من تصورها واستيعابها كتلةً مألوفة ؛ لتكون معنىً ذهنيا مجردا"[1]
وتذكرت وأنا أقرأ آن ساكستون والتذكر ليس رد لمتن بل للمشابهة بدرجة ما للروح لا للغة ساكستون.
"العراة من زوار القصيدة
جعلوا قشريتها سوداء
لم يعد يحركها شيء
ولا حتى
احتضان المسافة الفارغة"
[SIZE=22px]الغزل الحديث[/SIZE]
الغزليات في الديوان غزليات حديثة مغموسة في معاني قديمة وأسطورية وتستدعي شخصيات تاريخية "مثل أم كلثوم،سعاد حسني،بورخيس،النبي أيوب،بيسوا..الخ"وشخصيات معاصرة مثل "رين هانج".
"يقودني الشعر نحو رأسه الباردة
يأس الفكرة
واتساع الطاولة
قوة هائلة تقبض على روحي
السقف مرتفع
والضمادات هائلة"
[SIZE=22px]الشعر الحديث الكلي اليومي[/SIZE]
الجميل في الديوان أنه لم يمتلىء بقصائد الحب فقط كعادة الكثير من الشعراء والشاعرات بل وجدت فيه الكثير من المعاني الأخرى ،والقصائد عن نظرة هناء إلى العالم والمفاهيم الكبرى ونظرتها إلى صديقاتها الطيوف ،متون السوداوية والرهافة الخالصة مثل فيرجينيا وولف والحكمة الشعرية بورخيس.
ومن نظرتها إلى الهوية المتذبذبة الفلسفية بين الأخذ من الذات المتعددة إلى أقصى فضائها الغيري حتى نعتت ذاتها بالآخر وأردفت بالتساؤل إن كانت هي الدم الذي هو شراكة أصيلة في الآخر.
"أنا الآخر
أم أنا الدم الذي يرتق عظامك اللينة
أحب في الورد استقامته
طائر في حجم طمأنينة كبرى"
[SIZE=22px]الاستخدام الموسيقي[/SIZE]
مأخوذة هناء بمصطلحات كثيرة كعادة الشعراء بالحوي لعلوم كثيرة ومعارف كثيرة واستخدامها ومنها الدلالات الموسيقية في استخدامها لبعض أسماء الأغاني مثل "أحبك ليه؟" ومثل "إحداثيات صوتية" و"مقام بياتي"و "حبك مفرحني فرحة طير بطيرانه"
[SIZE=22px]اللغة الصوفية الكليمة[/SIZE]
"لي من البشرى مقدار حلم
إن طافت به النور
قلت اتقد...
وأكرمت الهوى بذكر الحبيب
للذي صان المحبة
وأفسد الضلوع الحائرة
كل لهمس لغيركم غير باق.."
الاستخدام الصوفي اللغوي واستخدام الأفق الصوفي نوراني هنا رغم تجريده الشديد و رغم منادَاته وصمت المجيب ولكن الشاعرات والشعراء مشغولون دوما بالمستحيلات لا الممكنات،بالمستحيلات التي يجوفوها وينخروا في أبعادها.
[SIZE=22px]اللغة السريالية[/SIZE]
ترفض هناك الكثير من الأمور،ترفض بعضها واضحا وتُبطن رفضها في أخرى ومن حيث السريالية فهي تعتمد على " طريقة إيحائية في التعامل مع الواقع المرفوض، كانت في البداية تعمل بغية التهرب من شروطه الى النقيض، ثم صارت تعمل في النهاية كما تبلور ذلك في كتابات بروتون على إقامة معادلة حاذقة بين الواقع واللاواقع، بين الوعي واللاوعي، بين الحلم الفردي والحلم الجماعي، لتصير وسيلة خلاص إنسانية في المعنى الفعال ))[2]
لذلك بوعي أو بدون وعي يذهب الشاعر إلى اللغة التي تُحقِق له مراده المعنائي وعلى حسب ذهنيته ونفسيته الحاضرة في لحظة الكتابة.
فهناء مثلا تقول
"الأساطير
قاموس الحجارة في البلاد النقية" في قصيدة "موال"ص18
"وأوتار الموسيقى تصب النبع" في قصيدة "في مديحي"ص19
المصادر
- أحمد كريم بلال،قراءة الشعر التجريدي
- عصام محفوظ، السريالية وتفاعلاتها العربية