أ. د. عادل الأسطة - محمود درويش في "خارج النص"

شاهدت في لحظة متأخرة من ليلة أمس برنامج الجزيرة " خارج النص " الذي تمحور حول محمود درويش .
كان الصديق
Omar Alhamdan
لفت نظري مبكرا إلى الموعد ولكني غفلت عنه ، ولما سألني عن رأيي وجب أن أشاهد الحلقة التي شارك فيها الناقد المغربي سعيد يقطين والدكاترة مها العتوم وأسامة الأشقر وجريس خوري وكل من نبيل عمرو وإبراهيم العريس وسماح إدريس .
في برامج مثل هذه غالبا ما يجرى مع المشارك حوار يمتد ساعتين ويقتطف من حديثه فيهما بضع عبارات ، ولذلك غالبا ما لا أعول شخصيا على ما يقال ولا آخذ ما يرد على لسان المتحدثين على أنه الصواب .
في الكلام الذي قيل ثمة ما يحتاج إلى تدقيق ، بخاصة ما ورد عن انتماء درويش للحزب الشيوعي وما ورد حول عبارته الشهيرة " أنقذونا من هذا الحب القاسي " وسبب خروجه من الأرض المحتلة والإصرار على أن الشاعر وهو في الأرض المحتلة دعا إلى حمل البندقية .
انتمى درويش أول ما انتمى إلى حركة الأرض التي منعتها سلطات الحكم العسكري في إسرائيل / فلسطين المحتلة ، فكان على أعضائها أن يصمتوا أو أن يهاجروا أو أن ينضموا إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي / راكاح ، واختار درويش المخرج الثالث .
ما قاله الدكتور أسامة الأشقر عن مناسبة قول درويش " أنقذونا من هذا الحب القاسي " وزمن القول أيضا ليس دقيقا ، فالشاعر قال العبارة وهو في فلسطين المحتلة ، لا وهو خارجها ، وكان يخاطب النقاد العرب الذين تعاطفوا مع شعراء المقاومة الفلسطينية تعاطفا لافتا جعلهم يسوغون كل ما يصدر عنهم ، حتى لو لم يكن يستحق .
أما سبب خروج الشاعر من الأرض المحتلة فما زال غير محسوم وهناك تأويلات عديدة واجتهادات كثيرة ، ويبقى القول إن درويش دعا إلى حمل البندقية ، وهذا ما لا نعثر عليه في أشعاره التي كتبها في الأرض المحتلة ، وهذا اصلا ما جعل الناقد المصري غالي شكري يعد درويش وشعراء الأرض المحتلة شعراء احتجاج لا شعراء مقاومة ، والكتابة تطول .
اليوم تصادف الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الشاعر ، ولسوف تكثر الكتابة والاجتهادات ، وتبقى الموازنة بين الشاعر وفنان الكاريكاتور الشهير ناجي العلي حكاية من حكايات الفلسطينيين التي لا تنتهي .
هل قلت كل شيء ؟
زنقني الوقت فانزنقت وجاءت الكتابة مزنوقة ولهذا لم أتوقف عند رأي وزيرة تعليم إسرائيلية ورأي رئيس الوزراء الإسرائيلي ( بنيامين نتنياهو ) ، والرزق على الله .
صباح الخير
خربشات
٩ آب ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى