يتشكل المعني في العبارة الكلامية من مجموعة من الجمل التي تتشكل بدورها من مجموعة كلمات فيها الفاعل والفعل والحرف الذى يكون بمثابة العلاقة التي تربط بينهما أو بين مفردات الجملة بعضها بعضا . فضلا عن السكنات والحركات والفواصل أو علامات التنسيق والتحديد والقطع والوصل والإستدراك والإستفهام والتعجب وأجرومية النبر والترخيم والتنغيم وضوحا وخفوتا، جنبا إلى جنب مع الصمت وضروب المنظومات الإيقاعية في وحدة المنظومة الصوتية العامة .
ويتشكل المعني في الصورة المرئية من مجموعة عناصر؛ تتشكل بدورها من مجموعة حركات وسكنات وفراغات وكتل أو مجسمات ومعلقات وألوان وإضاءة وظلال ونصوع وخفوت ومنظومات إيقاعية الصور في وحدة إيقاع عام .
ويعتمد كلا التشكيلين الصوتي و الكلامي والمرئي الساكن والثابت والحركي علي أساليب يتأسس كل منها علي تقنيات التقديم والتأخير والحذف والإضافة أو الإزاحة والإحلال والاستعارة والتشبيه والتورية والإيجاز والإستطراد فضلا عن التماثل بأنواعه والرموز والإشارات ومراكز الثقل أو مناطات التعبير والتضاد والتوازن والمقاربات المعرفية بين جملة وأخرى أو بين صورة وأخرى تعميقا للدلالة المسكوت عنها وتقريبا لفك شفرتها . وذلك فضلا عن الوضوح والغموض والتركيب والتعقيد والتبسيط والتكثيف والتمحور حـول مركز الثقل وتوظيف النظم السياقي بمفردات كلامية أو بمفردات لونية أو نغمية أو حركية بتخييل أو إيهام أو بتغريب بالتكبير والمبالغة أو بالتصغير والقصر مع التكرار،
والتنويع والتوكيد والحشو أو الاستطراد والتشخيص والتجسيد والتجريد والنسبة والتناسب. فما يوظف في صياغة الصور أو التعبير الكلامي؛ حتي يسمع فيعبر ويؤثر بالإيجاب أو بالسلب ؛ يوظف أيضا في التعبير البصرى الحركي والسكوني
حتى يرى ويؤثر بالإيجاب أو بالسلب .
علي أن التعبير سواء أكان مسموعا أم مرئيا يحتاج أداء كل منهما إلي مساندة الآخر ؛ إذ يتجسد كلا الأدائين الكلامي عن طريق الصوت والصمت في وحدة إيقاعية جمالية ، والمرئي عن طريق الحركة والضوء والإظلام في وحدة إيقاعية ؛ بحيث تتوحد المنظومة الإيقاعية للصورة المرئية ( الحركة والتحريك والسكون والثبات والإضاءة والإظلام والكتل والفراغات) مع المنظومة الإيقاعية للصورة المسموعة ( صوتيات وصوامت)؛ حتى تتجسد مصداقية التعبير، وتتأكد دلالة الخطاب الكلي للمنتج الإبداعي المعروض علي جمهور حاضر متفاعل النبض وجدانا وإدراكا .
علي أن كلا الأدائين الصوتي والحركي لا يخرج عن كونه نوعا من التغذية الفكرية والوجدانية الراجعة - التي عرفت في نظام ستانسلافسكي بالذاكرة الانفعالية ؛ التي يستنجد فيها الممثل بمخزون انفعالات سابقة التحصيل واستعارة الصورة أو الانفعال المطابق للحالة التي هو بصدد تمثيلها من مخزون تلك الذاكرة ومحاكاتها ؛ وبذلك يتسم تمثيله للحالة أو الموقف بالصدق الفني - ؛ وبتحقيقها يتحقق الإمتاع والإقناع لجمهور العرض المتلقي لخطابه عبر الوجدان إندماج الدرامي مع الممثل أو عبر الإدراك التغريبي المندهش مما يصوره الممثل بحيث يجعل بين العرض والجمهور المتلقي له مسافة فكرية ونفسية تتيح له اتخاذ موقف مما يعاد عرضه عليه ؛ مستعينا بوعيه الطبقي باعتبار نظرته للشخصية المسرحية معبرة عن صفة اجتماعية لطبقتها وليست معبرة عن ذاتها الفردية ، وهو أمر مغاير تمام المغايرة للممثل الذي يستعيد من ذاكرته الانفعالية حالة سابقة مختزنة مماثلة لموقف يستعد لتمثيله فيحاكيها أو يسترجعها وفق ستانسلافسكي .
ولا يفوتنا أن نستدرك أن التغذية الوجدانية الراجعة التي تتحقق حالة استمتاع المتلقي للعرض إنما تتأسس علي جماليات الصورة المسرحية في تناسب مفرداتها ، ومكوناتها وتكويناتها، سواء في عرض مسرحي قائم علي نظرية التطهير أو عرض تأسس علي نظرية التغريب الملحمي أو على نظرية مغايرة لنظرية التطهير كالعبثية – مثلا-أما عملية الإقناع فتختلف عند متلقي العرض المسرحي التغريبي الذي يستهدف تغيير عادات الإنسان وتفكبك ثوابنه السلبية المعوقة لتقدمه عن المتلقي لعرض مسرحي درامي أرسطوى تطهيره من تلك السلبيات .
ولا يفوتنا الانتباه إلى أن فارق واضح فيما بين تجسيد الدور المسرحي تعبيرا ذاتيا يخص شخصية درامية نامية من لحم ودم لها أبعادها الجسمية والاجتماعية والسيكلوجية ولها بواعثها وشخصية تعيد تصوير موقف ما خاصا بطبقة اجتماعية ما ؛ تصويرا جدليا من منظور ثنائية الضرورة والاحتمال بترجيح الصورة المحتمنلة ؛ وهو ما يقتضي من الممثل تصوير الموقف تصويرا نقديا يترك للحمهور احتمالية الانحياز لذلك الموقف المعاد تصويره تمثيلا أو رفضه. وهو ما يضع الحمهور في موضع الحكم . وهذا ما يفرق بين المعنى الذي يستهدفه ممثل الدور الاندماجي وفق نظرؤية التمثيل السيكولوجي أو الطبيعي ، والمعني الذي ينتجه التمثيل الخارجي للصفة الاجتماعية بمنهج التغريب أو اصطناع مسافة بين الممثلب ودوره وبين الممثل وجمهوره ؛ لأن المنهج الاندماجي يؤثر على عاطفة حمهوره ؛ بعكس الممثل الملحمي الذي يعرض الموقف على جمهور مندهش ومدرك لما يعرض عليه .
وهنا قد تظهر للبعض ثمة إشكالية تتمثل في خفوت وهج المنتج الجمالي للمعني الدرامي في الأداء التغريبي ، لاشتغال الفكر في الأداء وفي التلقى بما يفوق طاقة جمالية الفرجة . وهنا نرجع لبريشت ، نفسه ، لنرى رأيه في تلك الإشكالية في الحوارية التي جرت بينه وبعض مساعديه في مسرح ( برلينار إنسامبل) :
" ويكويرث :إن مسرحنا لا يدعو إلى التفكير.
ريلكه: إنك حقا لا تشجب العواطف .
بريخت: بالطبع لا. اللهم غير المعقول منها. مثلا الاوتاميكيةالقديمة الضارة
التخلص من العواطف الاوتامتيكية يحتاج إلى التفكير .
ريلكه: عندما تغمرك العواطف فالتفكير نفسه يصبح متعذرا .
ويكويرث: ألا يمكن فصل العواطف والأفكار بعضها بعضا ، حتى في العلم
فالعلماء مشهورون بحماسهم .
باليستش: هكذا فمسرح عصر العلم أيضا يسبعمل العواطف؛ فلنقل ذلك بوضوخ
ودقة :
- يساعمل العواطف.
- مفعم بالعواطف.
- يسادعي العواطف.
ألفاظ فيها مبالغة ؛ وبرخت يرفض المبالغة لأنها داخلة في لغة الوهم .
ريلكه: يجب أن نعمل على أن يجكموا إلا على طريقتنا " كما هي " بل على
ضوء إذا منا كانت تعطي صورة أمينة للواقع ، وإذا كانت تثير عند
المشاهد رد فعل تقدمي بكلمة رد فعل اشتراكي . "
برخت: لا يصح أن تشك مطلقا في أن الناس تنقصهم في مسرحنا انفعالات من
نوع آخر . هذه الانفعالات المألوفة من قبل الجمهور عموما والعزيزة
عليه "
ريلكه : " إذا ما تسلح المسرح يالديالكتيك المادي فيجد بينه وتلك الوسائل التي
يمتلكها فسيصبح بإمكانه الغوص إلى أبعد نقطة في أغوار الوعي الإنسان
وبذلك يمعد الطريق لنفسه نحو التناقضات العظيمة النافع منها وغير النافع
فما أكثر الخرافات التي يتعين عليه طرحها وتبديلها . وما أكثر المفاهيم
التي يتعين عليه طرخها وتجسيدها ، وما أعظم القوى التي يتعين عليه
إطلاقها من أجل البناء الخلاق الهائل في المجتمع الاشتراكي ، وكل ذلك
يصبخعديم المعنى إذا ما افتقر إلى الوسائل الفنية النبيلة للعصور السابقة
وإلى الأساليب الجديدة أيضا هذه الأساليب التي تنتظر من يكتشفعا . "
ما كان لنظرية ما جديدة أن تغفل المخزون النظري والتطبيقي والعملي لتجارب وأساليب عصور أخرى سبقتها ، فما من جديد إلا وله أساس قديم ، وما قيام من لجديد إلا وقد قتل القديم بحثا ودراسة وتنقيبا وانتقاء واستبعادا ؛ يقول جوته :
" البناء هو بالطبع أحسن ما يوجد في العالم غير أن الهدم ـيضا في بعض الأحيان يؤدى إلى ثمار طيبة "
ويقول برخت : " إن الأساليب الجديدة ستخلق حتى يصبح بالإمكان تحرير المناعج والأفكار العظيمة لفناني القرون الماضبة من خبث المجتمع الطبقي "
وهنا ينكشف الغطاء عن منبع الجمال في الأداء التغريبي ؛ حيث دهشة الثنائية الجدلية المادية بين روعة الصورة المسرحية جنبا إلى جنب مع ما تحمله تشويه
بألسلوب إعادة التصوبر على وعي المشاهد ليرى ما يرى في تقديره للصورة هل هو معها أم ضدها . في مقابل اقتصار الصورة الدرامية فيأداء الممثل الدرامي على افتراض ما يجسده هو الجميل بعينه ولا شئ غيره.
www.facebook.com
ويتشكل المعني في الصورة المرئية من مجموعة عناصر؛ تتشكل بدورها من مجموعة حركات وسكنات وفراغات وكتل أو مجسمات ومعلقات وألوان وإضاءة وظلال ونصوع وخفوت ومنظومات إيقاعية الصور في وحدة إيقاع عام .
ويعتمد كلا التشكيلين الصوتي و الكلامي والمرئي الساكن والثابت والحركي علي أساليب يتأسس كل منها علي تقنيات التقديم والتأخير والحذف والإضافة أو الإزاحة والإحلال والاستعارة والتشبيه والتورية والإيجاز والإستطراد فضلا عن التماثل بأنواعه والرموز والإشارات ومراكز الثقل أو مناطات التعبير والتضاد والتوازن والمقاربات المعرفية بين جملة وأخرى أو بين صورة وأخرى تعميقا للدلالة المسكوت عنها وتقريبا لفك شفرتها . وذلك فضلا عن الوضوح والغموض والتركيب والتعقيد والتبسيط والتكثيف والتمحور حـول مركز الثقل وتوظيف النظم السياقي بمفردات كلامية أو بمفردات لونية أو نغمية أو حركية بتخييل أو إيهام أو بتغريب بالتكبير والمبالغة أو بالتصغير والقصر مع التكرار،
والتنويع والتوكيد والحشو أو الاستطراد والتشخيص والتجسيد والتجريد والنسبة والتناسب. فما يوظف في صياغة الصور أو التعبير الكلامي؛ حتي يسمع فيعبر ويؤثر بالإيجاب أو بالسلب ؛ يوظف أيضا في التعبير البصرى الحركي والسكوني
حتى يرى ويؤثر بالإيجاب أو بالسلب .
علي أن التعبير سواء أكان مسموعا أم مرئيا يحتاج أداء كل منهما إلي مساندة الآخر ؛ إذ يتجسد كلا الأدائين الكلامي عن طريق الصوت والصمت في وحدة إيقاعية جمالية ، والمرئي عن طريق الحركة والضوء والإظلام في وحدة إيقاعية ؛ بحيث تتوحد المنظومة الإيقاعية للصورة المرئية ( الحركة والتحريك والسكون والثبات والإضاءة والإظلام والكتل والفراغات) مع المنظومة الإيقاعية للصورة المسموعة ( صوتيات وصوامت)؛ حتى تتجسد مصداقية التعبير، وتتأكد دلالة الخطاب الكلي للمنتج الإبداعي المعروض علي جمهور حاضر متفاعل النبض وجدانا وإدراكا .
علي أن كلا الأدائين الصوتي والحركي لا يخرج عن كونه نوعا من التغذية الفكرية والوجدانية الراجعة - التي عرفت في نظام ستانسلافسكي بالذاكرة الانفعالية ؛ التي يستنجد فيها الممثل بمخزون انفعالات سابقة التحصيل واستعارة الصورة أو الانفعال المطابق للحالة التي هو بصدد تمثيلها من مخزون تلك الذاكرة ومحاكاتها ؛ وبذلك يتسم تمثيله للحالة أو الموقف بالصدق الفني - ؛ وبتحقيقها يتحقق الإمتاع والإقناع لجمهور العرض المتلقي لخطابه عبر الوجدان إندماج الدرامي مع الممثل أو عبر الإدراك التغريبي المندهش مما يصوره الممثل بحيث يجعل بين العرض والجمهور المتلقي له مسافة فكرية ونفسية تتيح له اتخاذ موقف مما يعاد عرضه عليه ؛ مستعينا بوعيه الطبقي باعتبار نظرته للشخصية المسرحية معبرة عن صفة اجتماعية لطبقتها وليست معبرة عن ذاتها الفردية ، وهو أمر مغاير تمام المغايرة للممثل الذي يستعيد من ذاكرته الانفعالية حالة سابقة مختزنة مماثلة لموقف يستعد لتمثيله فيحاكيها أو يسترجعها وفق ستانسلافسكي .
ولا يفوتنا أن نستدرك أن التغذية الوجدانية الراجعة التي تتحقق حالة استمتاع المتلقي للعرض إنما تتأسس علي جماليات الصورة المسرحية في تناسب مفرداتها ، ومكوناتها وتكويناتها، سواء في عرض مسرحي قائم علي نظرية التطهير أو عرض تأسس علي نظرية التغريب الملحمي أو على نظرية مغايرة لنظرية التطهير كالعبثية – مثلا-أما عملية الإقناع فتختلف عند متلقي العرض المسرحي التغريبي الذي يستهدف تغيير عادات الإنسان وتفكبك ثوابنه السلبية المعوقة لتقدمه عن المتلقي لعرض مسرحي درامي أرسطوى تطهيره من تلك السلبيات .
ولا يفوتنا الانتباه إلى أن فارق واضح فيما بين تجسيد الدور المسرحي تعبيرا ذاتيا يخص شخصية درامية نامية من لحم ودم لها أبعادها الجسمية والاجتماعية والسيكلوجية ولها بواعثها وشخصية تعيد تصوير موقف ما خاصا بطبقة اجتماعية ما ؛ تصويرا جدليا من منظور ثنائية الضرورة والاحتمال بترجيح الصورة المحتمنلة ؛ وهو ما يقتضي من الممثل تصوير الموقف تصويرا نقديا يترك للحمهور احتمالية الانحياز لذلك الموقف المعاد تصويره تمثيلا أو رفضه. وهو ما يضع الحمهور في موضع الحكم . وهذا ما يفرق بين المعنى الذي يستهدفه ممثل الدور الاندماجي وفق نظرؤية التمثيل السيكولوجي أو الطبيعي ، والمعني الذي ينتجه التمثيل الخارجي للصفة الاجتماعية بمنهج التغريب أو اصطناع مسافة بين الممثلب ودوره وبين الممثل وجمهوره ؛ لأن المنهج الاندماجي يؤثر على عاطفة حمهوره ؛ بعكس الممثل الملحمي الذي يعرض الموقف على جمهور مندهش ومدرك لما يعرض عليه .
وهنا قد تظهر للبعض ثمة إشكالية تتمثل في خفوت وهج المنتج الجمالي للمعني الدرامي في الأداء التغريبي ، لاشتغال الفكر في الأداء وفي التلقى بما يفوق طاقة جمالية الفرجة . وهنا نرجع لبريشت ، نفسه ، لنرى رأيه في تلك الإشكالية في الحوارية التي جرت بينه وبعض مساعديه في مسرح ( برلينار إنسامبل) :
" ويكويرث :إن مسرحنا لا يدعو إلى التفكير.
ريلكه: إنك حقا لا تشجب العواطف .
بريخت: بالطبع لا. اللهم غير المعقول منها. مثلا الاوتاميكيةالقديمة الضارة
التخلص من العواطف الاوتامتيكية يحتاج إلى التفكير .
ريلكه: عندما تغمرك العواطف فالتفكير نفسه يصبح متعذرا .
ويكويرث: ألا يمكن فصل العواطف والأفكار بعضها بعضا ، حتى في العلم
فالعلماء مشهورون بحماسهم .
باليستش: هكذا فمسرح عصر العلم أيضا يسبعمل العواطف؛ فلنقل ذلك بوضوخ
ودقة :
- يساعمل العواطف.
- مفعم بالعواطف.
- يسادعي العواطف.
ألفاظ فيها مبالغة ؛ وبرخت يرفض المبالغة لأنها داخلة في لغة الوهم .
ريلكه: يجب أن نعمل على أن يجكموا إلا على طريقتنا " كما هي " بل على
ضوء إذا منا كانت تعطي صورة أمينة للواقع ، وإذا كانت تثير عند
المشاهد رد فعل تقدمي بكلمة رد فعل اشتراكي . "
برخت: لا يصح أن تشك مطلقا في أن الناس تنقصهم في مسرحنا انفعالات من
نوع آخر . هذه الانفعالات المألوفة من قبل الجمهور عموما والعزيزة
عليه "
ريلكه : " إذا ما تسلح المسرح يالديالكتيك المادي فيجد بينه وتلك الوسائل التي
يمتلكها فسيصبح بإمكانه الغوص إلى أبعد نقطة في أغوار الوعي الإنسان
وبذلك يمعد الطريق لنفسه نحو التناقضات العظيمة النافع منها وغير النافع
فما أكثر الخرافات التي يتعين عليه طرحها وتبديلها . وما أكثر المفاهيم
التي يتعين عليه طرخها وتجسيدها ، وما أعظم القوى التي يتعين عليه
إطلاقها من أجل البناء الخلاق الهائل في المجتمع الاشتراكي ، وكل ذلك
يصبخعديم المعنى إذا ما افتقر إلى الوسائل الفنية النبيلة للعصور السابقة
وإلى الأساليب الجديدة أيضا هذه الأساليب التي تنتظر من يكتشفعا . "
ما كان لنظرية ما جديدة أن تغفل المخزون النظري والتطبيقي والعملي لتجارب وأساليب عصور أخرى سبقتها ، فما من جديد إلا وله أساس قديم ، وما قيام من لجديد إلا وقد قتل القديم بحثا ودراسة وتنقيبا وانتقاء واستبعادا ؛ يقول جوته :
" البناء هو بالطبع أحسن ما يوجد في العالم غير أن الهدم ـيضا في بعض الأحيان يؤدى إلى ثمار طيبة "
ويقول برخت : " إن الأساليب الجديدة ستخلق حتى يصبح بالإمكان تحرير المناعج والأفكار العظيمة لفناني القرون الماضبة من خبث المجتمع الطبقي "
وهنا ينكشف الغطاء عن منبع الجمال في الأداء التغريبي ؛ حيث دهشة الثنائية الجدلية المادية بين روعة الصورة المسرحية جنبا إلى جنب مع ما تحمله تشويه
بألسلوب إعادة التصوبر على وعي المشاهد ليرى ما يرى في تقديره للصورة هل هو معها أم ضدها . في مقابل اقتصار الصورة الدرامية فيأداء الممثل الدرامي على افتراض ما يجسده هو الجميل بعينه ولا شئ غيره.
Zum Anzeigen anmelden oder registrieren
Sieh dir auf Facebook Beiträge, Fotos und vieles mehr an.
www.facebook.com
