من كتاب رحلة إلى شاطئ النار والنور
حينما كبر النبي موسى عليه السلام، وصار شيخا طاعنا في السن، زهد الدنيا واشتاق إلى لقاء ربه،ولكنه حين رأى ملك الموت متجسدا أمامه في صورة رجل، لم يتمالك نفسه فبطش به، حتى أنه فقأ له عينا....
اختلف بعض العلماء في صحة هذه الواقعة ، ولكن مما لا شك فيه فإن النبي موسى كان يتمتع بقوة جبارة، فهو عندما رأي الفتاتين ابنتا الشيخ الصالح _يقال أنه نبي الله شعيب_وقد شعر بحاجتهما لمساعدته عند أحد أبار المياه ، فهرع إليهما و تمكن وحده بمنتهى اليسر، من رفع دلوا كبيرا ممتلئا بالماء ،كان يلزم لسحبه ، اثنان من الإبل .
كان موسى أيضا سريع الانفعال والغضب وتتجلي هذه الصفة في كثير من المواقف التي مر بها موسى، أعظمها حين ضرب الرجل المصري ،الذي كان يتشاجر مع رجل من بني إسرائيل ، وقد كانت ضربة واحدة، ولكنها أودت بحياته....ولعل الشيطان وقتها كان يضحك ملئ شدقيه، فهو قد نجح في إيقاع كليم الله في حرمة قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
***
بنو إسرائيل نشأوا أذلاء ضعفاء، فكانوا لا يشغلون إلا الأعمال الدنيا، فلا يرفعون رؤوسهم أبدا في مواجهة أي مصري شأنهم شأن العبيد والخدم...
لكن نبي الله موسى كان له شأنا آخر فهو الذي تربى في قصر فرعون، بعد أن اتخذته زوجته أسيا ابنا لها، فتربي في مناخ من العز والرفعة واتخذ مكانة كبرى، جعلته يعتز بنفسه وشخصيته، وكذلك يشاهد فرعون بعينيه ويدرك تماما أنه مجرد بشرى عادي...
وقد كان اليهود يجلونه ويرتجفون منه.
وسيظل رعب وخوف اليهود من المصريين إلى يوم تقوم الساعة، فهم يعلمون في صميم عقيدتهم، أن نهايتهم ستكون على أيديهم ...
وقد تجلى جبن اليهود ورعبهم بعدما نجاهم الله، من فرعون وأغرقه وجيشه في البحر ، فقالوا :
ربما هلك نفر من جيش فرعون، ولكن فرعون هذا جبار عنيد لا يموت أبدا.
فأخرجه الله لهم من الماء ببدنه ميتا، وفي فمه الطين، حتى يروه بأعينهم ويهدأ من روعهم وخوفهم من فرعون ومن شعب مصر ....
بنو إسرائيل....
كانوا عبيدا للمصريين، وهم خدمهم الذين قطع فرعون رؤس كل ذكورهم وابقى فقط على الإناث مخافة أن يخرج منهم من يزيل ملكه...
ظل فرعون هكذا حتى طلب منه المصريون أن يذبح ذكورهم عام ويتوقف عام خشية أن لا يجدوا من يقوم بخدمتهم...
وقد ولد هارون في العام الذي أعفي فيه بنو إسرائيل من القتل..
وبنو إسرائيل لم يرتضوا بالمذلة والعبودية فقط، بل وكانوا لصوصا أيضا!! ألم يسرقوا ذهب المصريات وحليهم؟!
بحجة استعارته منهن وهم في الحقيقة هاربون به إلى خارج البلاد.
عندما ننظر إلى بني إسرائيل الذين شهدوا المعجزات المذهلة، وكان فيهم من الأنبياء الكثير فسنجد أنهم ، لم يكونوا دائما إلا أصحاب ظن سيء و إيمان ضعيف، بل وقد امتلأت قلوبهم دائما بالحقد والخبث، ومعاداة الأنبياء،والرسل،
فلم يسلم موسى من شرهم ، وقد كان هارون هو وزير موسى وشقيقه، الذي طلب من الله أن يجعله نبيا، ومعينا له،و لما مات هارون اتهم بنو إسرائيل موسى بقتله غيرة منه.
ووصل الأمر بقارون والذي كان من أقارب موسى، أن يدبر مكيدة لموسى ويتفق مع امرأة على أن تتدعي أنه قد زني بها،غير أنها خافت الله في اللحظات الأخيرة، واعترفت بالحقيقة عندما واجهها موسى عليه السلام، مما أثار حفيظة نبي الله موسى فغضب غضبا شديدا، ودعي على قارون فخسف الله به وبأمواله وقصره الأرض.
وقد كان قارون وقتها أغنى أغنياء الأرض، إذ كانت تنوء العصبة من الرجال بمجرد حمل مفاتيح خزائنه، ويبدو أنه أراد وقتها أن يمتلك مع المال، السلطة على قومه دون أن ينازعه فيها أحد حتى لو كان نبي الله موسى.
بنو إسرائيل هربوا من فرعون مع موسى، ولما وجدوا أمامهم البحر ومن خلفهم جيش فرعون، أيقنوا بضعف إيمانهم وسوء خلقهم ، أنهم هالكين وقالوا لقد ضيعنا موسى...
ولما شق موسى البحر بعصاه ففتح لهم ١٢ طريقا ظن كل سبط منهم أن الآخرين قد هلكوا، ففتح الله لهم نوافذ بين هذه الطرق فجعلوا يسمعون ويشاهدون بعض وهم يمرون بين الماء في سلام.
تركهم موسى ٤٠ يوما ليأخذ فيها الألواح من ربه (التوراة)، و حين عاد وجدهم وقد صنعوا عجلا ليعبدوه من الذهب الخالص، وكان قد صنعه لهم السامري من الحلي التي سرقتها نسائهم من نساء المصريين !
بعد كل ما شاهدوه من معجزات ويعبدون عجلا من دون الله، إنهم قوم بحق من نوعية عجيبة من البشر!!
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)
***.
بنو إسرائيل......
إنهم وقد شاهدوا بأعينهم أعظم المعجزات على الإطلاق، ومع ذلك ظلت قلوبهم غليظة وعقولهم بليدة، تنزع دوما للفسق والعصيان...
حتى حينما طلب منهم موسى أن يستعدوا للقتال، كي يدخلوا فلسطين، قالوا له في منتهى الوقاحة:
نحن ها هنا قاعدون.
و لما قال لهم موسى:
لا تخافوا لقد وعدني ربي بالنصر المبين. قالوا له :
اذهب وقاتل أنت وربك.
فهل هم فعلا أوقح أمة أخرجت للناس، إنهم وأحفادهم ، لازالوا حتى يومنا هذا يصنعون المؤامرات، ويدبرون الفتن، ويسعون في الأرض فسادا، فيشعلون الحروب ويتسببون في الدمار والخراب للعالم كله.
وهم في نظري أيضا أصحاب أسوأ خلق، حين اتهموا الله بالبخل؟!
سبحانه عز وجل تنزه عن كل نقص فهو الكريم العزيز .
ربما بنو إسرائيل يتشابهون كثيرا في الصفات الدنيئة مع قوم النبي نوح عليه السلام، فقد احترت كثيرا أيهما أكثر سوءا، ولكن على كل حال فإن قوم نوح قد أبيدوا من على وجه الأرض بطوفان عظيم بينما بني إسرائيل لازالوا بيننا وهذا هو الخطر العظيم ، الذي لابد أن نحتاط منه كثيرا، فقد أهلك الله قوم عاد، وسمود، وقوم نوح، وربما أهلك أقواما أخرى أكثر فسادا، وله الحكمة والأمر في بقاء أولئك اليهود قتلة الأنبياء؟!
حينما كبر النبي موسى عليه السلام، وصار شيخا طاعنا في السن، زهد الدنيا واشتاق إلى لقاء ربه،ولكنه حين رأى ملك الموت متجسدا أمامه في صورة رجل، لم يتمالك نفسه فبطش به، حتى أنه فقأ له عينا....
اختلف بعض العلماء في صحة هذه الواقعة ، ولكن مما لا شك فيه فإن النبي موسى كان يتمتع بقوة جبارة، فهو عندما رأي الفتاتين ابنتا الشيخ الصالح _يقال أنه نبي الله شعيب_وقد شعر بحاجتهما لمساعدته عند أحد أبار المياه ، فهرع إليهما و تمكن وحده بمنتهى اليسر، من رفع دلوا كبيرا ممتلئا بالماء ،كان يلزم لسحبه ، اثنان من الإبل .
كان موسى أيضا سريع الانفعال والغضب وتتجلي هذه الصفة في كثير من المواقف التي مر بها موسى، أعظمها حين ضرب الرجل المصري ،الذي كان يتشاجر مع رجل من بني إسرائيل ، وقد كانت ضربة واحدة، ولكنها أودت بحياته....ولعل الشيطان وقتها كان يضحك ملئ شدقيه، فهو قد نجح في إيقاع كليم الله في حرمة قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
***
بنو إسرائيل نشأوا أذلاء ضعفاء، فكانوا لا يشغلون إلا الأعمال الدنيا، فلا يرفعون رؤوسهم أبدا في مواجهة أي مصري شأنهم شأن العبيد والخدم...
لكن نبي الله موسى كان له شأنا آخر فهو الذي تربى في قصر فرعون، بعد أن اتخذته زوجته أسيا ابنا لها، فتربي في مناخ من العز والرفعة واتخذ مكانة كبرى، جعلته يعتز بنفسه وشخصيته، وكذلك يشاهد فرعون بعينيه ويدرك تماما أنه مجرد بشرى عادي...
وقد كان اليهود يجلونه ويرتجفون منه.
وسيظل رعب وخوف اليهود من المصريين إلى يوم تقوم الساعة، فهم يعلمون في صميم عقيدتهم، أن نهايتهم ستكون على أيديهم ...
وقد تجلى جبن اليهود ورعبهم بعدما نجاهم الله، من فرعون وأغرقه وجيشه في البحر ، فقالوا :
ربما هلك نفر من جيش فرعون، ولكن فرعون هذا جبار عنيد لا يموت أبدا.
فأخرجه الله لهم من الماء ببدنه ميتا، وفي فمه الطين، حتى يروه بأعينهم ويهدأ من روعهم وخوفهم من فرعون ومن شعب مصر ....
بنو إسرائيل....
كانوا عبيدا للمصريين، وهم خدمهم الذين قطع فرعون رؤس كل ذكورهم وابقى فقط على الإناث مخافة أن يخرج منهم من يزيل ملكه...
ظل فرعون هكذا حتى طلب منه المصريون أن يذبح ذكورهم عام ويتوقف عام خشية أن لا يجدوا من يقوم بخدمتهم...
وقد ولد هارون في العام الذي أعفي فيه بنو إسرائيل من القتل..
وبنو إسرائيل لم يرتضوا بالمذلة والعبودية فقط، بل وكانوا لصوصا أيضا!! ألم يسرقوا ذهب المصريات وحليهم؟!
بحجة استعارته منهن وهم في الحقيقة هاربون به إلى خارج البلاد.
عندما ننظر إلى بني إسرائيل الذين شهدوا المعجزات المذهلة، وكان فيهم من الأنبياء الكثير فسنجد أنهم ، لم يكونوا دائما إلا أصحاب ظن سيء و إيمان ضعيف، بل وقد امتلأت قلوبهم دائما بالحقد والخبث، ومعاداة الأنبياء،والرسل،
فلم يسلم موسى من شرهم ، وقد كان هارون هو وزير موسى وشقيقه، الذي طلب من الله أن يجعله نبيا، ومعينا له،و لما مات هارون اتهم بنو إسرائيل موسى بقتله غيرة منه.
ووصل الأمر بقارون والذي كان من أقارب موسى، أن يدبر مكيدة لموسى ويتفق مع امرأة على أن تتدعي أنه قد زني بها،غير أنها خافت الله في اللحظات الأخيرة، واعترفت بالحقيقة عندما واجهها موسى عليه السلام، مما أثار حفيظة نبي الله موسى فغضب غضبا شديدا، ودعي على قارون فخسف الله به وبأمواله وقصره الأرض.
وقد كان قارون وقتها أغنى أغنياء الأرض، إذ كانت تنوء العصبة من الرجال بمجرد حمل مفاتيح خزائنه، ويبدو أنه أراد وقتها أن يمتلك مع المال، السلطة على قومه دون أن ينازعه فيها أحد حتى لو كان نبي الله موسى.
بنو إسرائيل هربوا من فرعون مع موسى، ولما وجدوا أمامهم البحر ومن خلفهم جيش فرعون، أيقنوا بضعف إيمانهم وسوء خلقهم ، أنهم هالكين وقالوا لقد ضيعنا موسى...
ولما شق موسى البحر بعصاه ففتح لهم ١٢ طريقا ظن كل سبط منهم أن الآخرين قد هلكوا، ففتح الله لهم نوافذ بين هذه الطرق فجعلوا يسمعون ويشاهدون بعض وهم يمرون بين الماء في سلام.
تركهم موسى ٤٠ يوما ليأخذ فيها الألواح من ربه (التوراة)، و حين عاد وجدهم وقد صنعوا عجلا ليعبدوه من الذهب الخالص، وكان قد صنعه لهم السامري من الحلي التي سرقتها نسائهم من نساء المصريين !
بعد كل ما شاهدوه من معجزات ويعبدون عجلا من دون الله، إنهم قوم بحق من نوعية عجيبة من البشر!!
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)
***.
بنو إسرائيل......
إنهم وقد شاهدوا بأعينهم أعظم المعجزات على الإطلاق، ومع ذلك ظلت قلوبهم غليظة وعقولهم بليدة، تنزع دوما للفسق والعصيان...
حتى حينما طلب منهم موسى أن يستعدوا للقتال، كي يدخلوا فلسطين، قالوا له في منتهى الوقاحة:
نحن ها هنا قاعدون.
و لما قال لهم موسى:
لا تخافوا لقد وعدني ربي بالنصر المبين. قالوا له :
اذهب وقاتل أنت وربك.
فهل هم فعلا أوقح أمة أخرجت للناس، إنهم وأحفادهم ، لازالوا حتى يومنا هذا يصنعون المؤامرات، ويدبرون الفتن، ويسعون في الأرض فسادا، فيشعلون الحروب ويتسببون في الدمار والخراب للعالم كله.
وهم في نظري أيضا أصحاب أسوأ خلق، حين اتهموا الله بالبخل؟!
سبحانه عز وجل تنزه عن كل نقص فهو الكريم العزيز .
ربما بنو إسرائيل يتشابهون كثيرا في الصفات الدنيئة مع قوم النبي نوح عليه السلام، فقد احترت كثيرا أيهما أكثر سوءا، ولكن على كل حال فإن قوم نوح قد أبيدوا من على وجه الأرض بطوفان عظيم بينما بني إسرائيل لازالوا بيننا وهذا هو الخطر العظيم ، الذي لابد أن نحتاط منه كثيرا، فقد أهلك الله قوم عاد، وسمود، وقوم نوح، وربما أهلك أقواما أخرى أكثر فسادا، وله الحكمة والأمر في بقاء أولئك اليهود قتلة الأنبياء؟!