كيف يمكن للخطاب الحسيني ان يبقى فاعلا ومؤثرا يلهب النفوس ويحرك الوجدان, جاعلا من الموقف الإنساني ضد الظلم والطغيان شعارا خالدا. خطاب تجد فيه الحرب والسلم, التضحية والشهادة والرغبة في الحياة وطلب السلامة.
فهل كان خطاب الحسين (ع) عصي على الفهم ام كان واضحا في يوم عاشوراء، وهل يمكن ان يكون في متناول التكشف لنا، دون منهج فهم يحاول بلوغ (ما يريد) الحسين مرتبطا بموقفه من الحياة والموت, وفهم هذا الاستعداد للشهادة والاستهانة بالموت, أي فهم الكيفية التي يمكن بها تجاوز الفجوة بين الاعتقاد "بالشهادة" وسيلة للحصول على الثواب الأبدي ودخول الجنة, وبين الايمان كموقف وتورط شخصي ملتزم بما يمليه علينا الفهم للحسين حاضرا.
او لنقول ما هي القوة الكامنة في هذا "الاعتقاد" والتي يدفعنا لاستحضار الموقف الحسيني (كقوة ايمانية), لا ترتكز على القناعة بصواب الموقف فقط, ولكنها تتمثل في التزامنا الحياتي والوجودي (الحشد الشعبي مثلا) بهذا الاعتقاد. بمعنى ان هذا الموقف الاستشهادي في التصدي لداعش هل كان اختيارا "ذاتيا" لطبيعة الايمان, ام هو "اعتقادنا" نحن الذي يلبي حاجة ذاتية من جهة, ومن جهة أخرى هو الذي يجعل حياتنا ممكنة الوجود في مقابل عدمية الخضوع لداعش.
ان خطاب الحسين في بعده التاريخي ((الاجتماعي-السياسي)) يتكشف فيه (التبليغ), الموجود في موضوع الخروج (الإصلاح) عبر جعله منكشفا في كل مرة ترتبط به معرفتنا بالحياة في تعيينها الاقرب وارتباطها بالعالم المعيش في (واقعية) الكائن الإنساني بوصفه موجودا، وبوصفه وعيا خاصا بنا الذي لا ينفصل عن موضوع الحياة.
فما هو الشيء المذهل في مفهوم "الشهادة" سواء كان بالنسبة للقاعدة أو لداعش في الجهة السنية, وللحشد الشعبي في الجهة الشيعية, فهل يكمن فقط في هذه القدرة العجيبة على الاستهانة بالموت, وبالطريقة التي يتم بها قبول الموت واللامبالاة بفقدان الحياة طلبا للشهادة, ام يكمن وبشكل غير منظور في الطريقة التي نريد ان نظهر فيها هويتنا التي نحقق بها ذاتنا. أي بكوننا منخرطين بفعل الشهادة في سياق تأكيد الهوية عبر الحرب والقتال (كصراع) لتحقيق "السلام" كجزئية مهمة في حقيقة الخروج من اجل احقاق الحق او (الحرب من اجل السلام), وفي هذا قول علي ابن الحسين (يا أبت, ألسنا على الحق؟ فقال الحسين (ع): بلى والله, فقال علي الأكبر: اذا لا نبالي أن نموت محقين), ومع ذلك طلب الحسين السلامة لاصحابه واهل بيته فقال لهم "انتم في حل من بيعتي, وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وتفرقوا في سواده فإن القوم إنما يطلبوني, ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري".
فمن المهم استيعاب خطاب " التضحية" في سياقه التاريخي-الاجتماعي كتعبير عن حيازتنا للحقيقة في الحياة والوجود, فلم تكن الحرب او الخروج مطلبا في حد ذاته بل هي تعبير عن الطريق الذي يحتاج ان نسلكه للوصول الى الحياة, الى السلام كما في قول الحسين, "إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين".
فخطاب الحسين هنا يتميز بامتلاكه حقيقة (الإصلاح, عبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) "لمن قبل" من جهة, ومن جهة أخرى فهو لم يطلب الحرب بل طلب الصبر "لمن رفضه" (ومن رد علي اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق), وهو هنا يقدم أيضا الحقيقة للعدو كتحذير لعدم الوقوع في الباطل, وللصاحب لكي يمتلكها, "أيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي وَ لَا تَعْجَلُوا حَتَّى أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ لَكُمْ عَلَيَّ وَ حَتَّى أُعْذِرَ إِلَيْكُمْ، فَإِنْ أَعْطَيْتُمُونِي النَّصَفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ" فالحسين يتحدث لهم عن قبول "الحق" طريقا للسعادة والسلام, "وَ إِنْ لَمْ تُعْطُونِي النَّصَفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً، ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنْظِرُونِ، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ", ويمهد للحرب طريقا للحرية عندما رفضوا بقوله "والله لا اعطيكم بيدي إعطاء الذليل, ولا اقر لكم إقرار العبيد", ليمهد مفهوم التضحية طريقا للحياة "لا وإنّ الدعي بن الدعي قدْ ركز بين اثنتين ، بين السلة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحُجور طابت وحجور طهرت ، وأُنوف حمية ، ونفوس أبية ، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام".
الحق هنا كلي وواضح تماما, ولكنه لنا في ذات الوقت معطىً لنا لتحديد الموقف الحياتي من منظور خاص مع الحق او ضده. او لنقل ان الحقيقة الحسينية في دعوتها للحياة عبر الزمان والمكان تتجذر في قدرتنا على تمثلها لتحقيق السعادة والسلام عبر التضحية والشهادة, أي ان الموت في سبيل الحق ليس هدفا في حد ذاته بل هو موقف تتجذر فيه الدعوة الى الحياة والسلام عبر "الإصلاح".
فالخطاب الحسيني في تكشفه لنا يمكن الوعي من ان يختار ارتباطه بالعالم وحب الحياة لا في الانفصال عن العالم وكرهنا للحياة في تجذر الدعوة للعدمية كما تبنتها القاعدة وطالبان في نسختها الأولى وداعش, أي ان لا يكون طلب الحقيقة متجذر في طلب الحرب والقتال فقط, ولا ان يكون طلب الحرب غرضا في حد ذاته لنشر الحقيقة من موقف قتالي بشكل جذري. وهذا هو الفرق بين التضحية التي تبناها الحشد في سبيل السلام والحياة الدنيا (طريقا للحياة الآخرة) المؤجلة. بالضد من الطريق الآخر للتضحية بكونه منظورا لتحقيق النصر او الشهادة "عدمية الحياة الدنيا" في سبيل الحياة الآخرة.
لذا تجد ان ممارسات الطقوس الحسينية "العاشورائية" تتسم بالتعظيم المتضمن "الخشية" في ان لا ننال مراد الحسين, يجعلنا نعظم ما قاله وما قام به الحسين. فيكون همنا الاقصى ان نبحث عن "المراد" في الخطاب الحسين، وهذه الخشبة تدفعنا لكي نكون اكثر حساسية (اكثر تقوى) تجاه المغالطات في السياق والموقف فنتلقف المعنى العميق، ونجعله في المتناول (ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب).
هنا يصبح الخطاب الحسيني له إمكانية الكشف عن الحقيقية الكلية بكونها تمثل شخصي لكل منا (حقيقة جزئية) عندما نتحلى بالتقوى وهي ذاتها تمنحنا القدرة على فهم ان مراد الحسين متاح لكل موجود انساني. أي ان يكون "الحسين" من خلال خطابه في المتناول، وذلك لان الخطاب حول شيء ما، هو امكانية اظهار المراد في كل حال بجعله كائنا هنا امامنا وعلانية، بعد ما كان مضمرا.
هذا الاظهار وجعله في المتناول يمكننا من ان نبتعد عن الجذر الأساسي للخلاف المتمثل في (ادعاء كل من امتلاكه للحقيقة), لاننا نعي ان وظيفة الخطاب الحسيني تتركز في جعل (الحسين) متاحا ومألوفا للجميع، في بيانه المتضمن التبيغ كمراد والتبيين كمنهج لكينونة الكائن في حياته الواقعية ومشاركة جماعية (كما تتجسد في طقوس اربعينية الإمام الحسين) فتجد روح المشاركة الجماعية الأكبر والأعمق من أجل حياة أفضل.
فهل كان خطاب الحسين (ع) عصي على الفهم ام كان واضحا في يوم عاشوراء، وهل يمكن ان يكون في متناول التكشف لنا، دون منهج فهم يحاول بلوغ (ما يريد) الحسين مرتبطا بموقفه من الحياة والموت, وفهم هذا الاستعداد للشهادة والاستهانة بالموت, أي فهم الكيفية التي يمكن بها تجاوز الفجوة بين الاعتقاد "بالشهادة" وسيلة للحصول على الثواب الأبدي ودخول الجنة, وبين الايمان كموقف وتورط شخصي ملتزم بما يمليه علينا الفهم للحسين حاضرا.
او لنقول ما هي القوة الكامنة في هذا "الاعتقاد" والتي يدفعنا لاستحضار الموقف الحسيني (كقوة ايمانية), لا ترتكز على القناعة بصواب الموقف فقط, ولكنها تتمثل في التزامنا الحياتي والوجودي (الحشد الشعبي مثلا) بهذا الاعتقاد. بمعنى ان هذا الموقف الاستشهادي في التصدي لداعش هل كان اختيارا "ذاتيا" لطبيعة الايمان, ام هو "اعتقادنا" نحن الذي يلبي حاجة ذاتية من جهة, ومن جهة أخرى هو الذي يجعل حياتنا ممكنة الوجود في مقابل عدمية الخضوع لداعش.
ان خطاب الحسين في بعده التاريخي ((الاجتماعي-السياسي)) يتكشف فيه (التبليغ), الموجود في موضوع الخروج (الإصلاح) عبر جعله منكشفا في كل مرة ترتبط به معرفتنا بالحياة في تعيينها الاقرب وارتباطها بالعالم المعيش في (واقعية) الكائن الإنساني بوصفه موجودا، وبوصفه وعيا خاصا بنا الذي لا ينفصل عن موضوع الحياة.
فما هو الشيء المذهل في مفهوم "الشهادة" سواء كان بالنسبة للقاعدة أو لداعش في الجهة السنية, وللحشد الشعبي في الجهة الشيعية, فهل يكمن فقط في هذه القدرة العجيبة على الاستهانة بالموت, وبالطريقة التي يتم بها قبول الموت واللامبالاة بفقدان الحياة طلبا للشهادة, ام يكمن وبشكل غير منظور في الطريقة التي نريد ان نظهر فيها هويتنا التي نحقق بها ذاتنا. أي بكوننا منخرطين بفعل الشهادة في سياق تأكيد الهوية عبر الحرب والقتال (كصراع) لتحقيق "السلام" كجزئية مهمة في حقيقة الخروج من اجل احقاق الحق او (الحرب من اجل السلام), وفي هذا قول علي ابن الحسين (يا أبت, ألسنا على الحق؟ فقال الحسين (ع): بلى والله, فقال علي الأكبر: اذا لا نبالي أن نموت محقين), ومع ذلك طلب الحسين السلامة لاصحابه واهل بيته فقال لهم "انتم في حل من بيعتي, وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وتفرقوا في سواده فإن القوم إنما يطلبوني, ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري".
فمن المهم استيعاب خطاب " التضحية" في سياقه التاريخي-الاجتماعي كتعبير عن حيازتنا للحقيقة في الحياة والوجود, فلم تكن الحرب او الخروج مطلبا في حد ذاته بل هي تعبير عن الطريق الذي يحتاج ان نسلكه للوصول الى الحياة, الى السلام كما في قول الحسين, "إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين".
فخطاب الحسين هنا يتميز بامتلاكه حقيقة (الإصلاح, عبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) "لمن قبل" من جهة, ومن جهة أخرى فهو لم يطلب الحرب بل طلب الصبر "لمن رفضه" (ومن رد علي اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق), وهو هنا يقدم أيضا الحقيقة للعدو كتحذير لعدم الوقوع في الباطل, وللصاحب لكي يمتلكها, "أيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي وَ لَا تَعْجَلُوا حَتَّى أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ لَكُمْ عَلَيَّ وَ حَتَّى أُعْذِرَ إِلَيْكُمْ، فَإِنْ أَعْطَيْتُمُونِي النَّصَفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ" فالحسين يتحدث لهم عن قبول "الحق" طريقا للسعادة والسلام, "وَ إِنْ لَمْ تُعْطُونِي النَّصَفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً، ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنْظِرُونِ، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ", ويمهد للحرب طريقا للحرية عندما رفضوا بقوله "والله لا اعطيكم بيدي إعطاء الذليل, ولا اقر لكم إقرار العبيد", ليمهد مفهوم التضحية طريقا للحياة "لا وإنّ الدعي بن الدعي قدْ ركز بين اثنتين ، بين السلة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحُجور طابت وحجور طهرت ، وأُنوف حمية ، ونفوس أبية ، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام".
الحق هنا كلي وواضح تماما, ولكنه لنا في ذات الوقت معطىً لنا لتحديد الموقف الحياتي من منظور خاص مع الحق او ضده. او لنقل ان الحقيقة الحسينية في دعوتها للحياة عبر الزمان والمكان تتجذر في قدرتنا على تمثلها لتحقيق السعادة والسلام عبر التضحية والشهادة, أي ان الموت في سبيل الحق ليس هدفا في حد ذاته بل هو موقف تتجذر فيه الدعوة الى الحياة والسلام عبر "الإصلاح".
فالخطاب الحسيني في تكشفه لنا يمكن الوعي من ان يختار ارتباطه بالعالم وحب الحياة لا في الانفصال عن العالم وكرهنا للحياة في تجذر الدعوة للعدمية كما تبنتها القاعدة وطالبان في نسختها الأولى وداعش, أي ان لا يكون طلب الحقيقة متجذر في طلب الحرب والقتال فقط, ولا ان يكون طلب الحرب غرضا في حد ذاته لنشر الحقيقة من موقف قتالي بشكل جذري. وهذا هو الفرق بين التضحية التي تبناها الحشد في سبيل السلام والحياة الدنيا (طريقا للحياة الآخرة) المؤجلة. بالضد من الطريق الآخر للتضحية بكونه منظورا لتحقيق النصر او الشهادة "عدمية الحياة الدنيا" في سبيل الحياة الآخرة.
لذا تجد ان ممارسات الطقوس الحسينية "العاشورائية" تتسم بالتعظيم المتضمن "الخشية" في ان لا ننال مراد الحسين, يجعلنا نعظم ما قاله وما قام به الحسين. فيكون همنا الاقصى ان نبحث عن "المراد" في الخطاب الحسين، وهذه الخشبة تدفعنا لكي نكون اكثر حساسية (اكثر تقوى) تجاه المغالطات في السياق والموقف فنتلقف المعنى العميق، ونجعله في المتناول (ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب).
هنا يصبح الخطاب الحسيني له إمكانية الكشف عن الحقيقية الكلية بكونها تمثل شخصي لكل منا (حقيقة جزئية) عندما نتحلى بالتقوى وهي ذاتها تمنحنا القدرة على فهم ان مراد الحسين متاح لكل موجود انساني. أي ان يكون "الحسين" من خلال خطابه في المتناول، وذلك لان الخطاب حول شيء ما، هو امكانية اظهار المراد في كل حال بجعله كائنا هنا امامنا وعلانية، بعد ما كان مضمرا.
هذا الاظهار وجعله في المتناول يمكننا من ان نبتعد عن الجذر الأساسي للخلاف المتمثل في (ادعاء كل من امتلاكه للحقيقة), لاننا نعي ان وظيفة الخطاب الحسيني تتركز في جعل (الحسين) متاحا ومألوفا للجميع، في بيانه المتضمن التبيغ كمراد والتبيين كمنهج لكينونة الكائن في حياته الواقعية ومشاركة جماعية (كما تتجسد في طقوس اربعينية الإمام الحسين) فتجد روح المشاركة الجماعية الأكبر والأعمق من أجل حياة أفضل.
Bei Facebook anmelden
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.
www.facebook.com