مصطفى نصر - أنا وأتحاد كتاب مصر

حدثني صديق - من خارج الوسط الأدبي- قائلا ما معناه:
- أنتم الأدباء يجب أن نساعدوا أتحاد كتاب مصر، تمولوه وتنفقوا عليه.
فقلت له:
- الأتحاد هو الذي يمولنا، وهو الذي ينفق علينا.
فقد عشت فترة من حياتي في شقة صغيرة، فوق الشقة التي يسكنها ابني، لم يكن معي فيها سوى آلتي الكاتبة وجهاز تسجيل وكتبي وورقي الذي أعمل به. لم يكن معي تليفون ولا تلفزيون.
وجاء ابن عمي – وهو في نفس الوقت خال أولادي – ومعه جهاز موبايل – قائلا لي:
- فلان الفلاني اتصل تليفونيا، فردت عليه ابنتك رشا. فشكا لها من مصاريف مرضه، ويريدك أن تحدث أتحاد الكتاب ليعينه ويسانده.
فاتصلت بفلان الفلاني بموبايل ابن عمي – وكانت الموبايلات وقتها قليلة ومكالماتها غالية.
حدثني فلان الفلاني عن مرضه والنقود الكثيرة التي ينفقها على هذا المرض، حتى نفدت دقائق موبايل ابن عمي كلها.
فذهبت لفلان الفلاني في بيته الذي أعرفه وزرته فيه كثيرا، فأعطاني صور من الروشتات وفواتير، نزلت من عنده وذهبت إلى مكتبة الإسكندرية للقاء صديقي محمد السيد عيد – الذي كان يشغل وقتها وظيفة نائب رئيس الأتحاد، فسلمته روشتات وفواتير زميلنا فلان الفلاني. فأرسل الأتحاد ثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة لمقابلة فلان الفلاني في شقته وسلموه مبلغا كبيرا من المال.
وأجرى صديقي محمد عبد الله عيسى عملية قلب مفتوح بمستشفي في الإسماعيلية، وأرسل لي الروشتات والفواتير، فسلمتها لجابر بسيوني – عضو مجلس الأدارة - وسافرت زوجة محمد عبد الله عيسى لمقر أتحاد الكتاب بالقاهرة، وتسلمت الشيك الخاص بزوجها.
وحدثني زميلنا السيد الهبيان، بأن ثروت أباظة قرر أن يصرف الأتحاد له خمسون جنيها شهريا، في وقت كان السيد الهبيان لم يصل سنه لسن المعاش. وظل يصرف الخمسين جنيها كل شهر في وقت رئاسة ثروت أباظة وسنتين من رئاسة سعد الدين وهبة، ثم أوقفوا الصرف بعد ذلك، وهو يصرف معاشه الآن من أتحاد الكتاب مثل سائر الأعضاء.
00
وقد مرض ابني الشاب عام 1993 وهو في الثامنة عشر من عمره بالكنسر في الغدد اللمفاوية. فتحدث فتحي سلامة مع ثروت أباظة – رئيس الأتحاد وقتها، في ذلك.فراسل ثروت أباظة، وزير الصحة مطالبا بعلاج ابني - راسله بأوراق مجلس الشورى، فقد كان وكيلا لمجلس الشورى وقتها. وظل مناصرا لي طوال الوقت. وعندما مات ابني عام 1994 أرسل لي تلغراف تعزية، وسألني عندما قابلني:
- عندك غيره يا مصطفى؟
قلت: عندي.
فقال لي مواسيا: خلاص بقى.





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى