الكرنتينه محلة بغداديه حديثة الظهور أشتهرت بالحجر الصحي في نهاية العهد العثماني وبالمقبره التي دفن فيها الفاتح ( مود) في العهد الانگليزي وبكلية الهندسه في العهد الملكي
الكرنتينه من محلات بغداد الحديثه نسبياً وان عاصرت نهاية الحكم العثماني في بغداد تقع في شمال الجزء الشرقي من بغداد التراثيه قبل التوسع الحاصل ببغداد في العهد الملكي اي من محلات الرصافه وتقع بين شمال الباب المعظم وبين جنوب محلةالوزيريه ( الاعظميه والكسره ) يحدها من الغرب المناطق الزراعيه والحدائق المطله على نهر دجله اي مكان وجود وزراة الصحه ومدينة الطب الحالي ويحد محلة الكرنتينه من الشرق سدة الوالي العثماني ناظم باشا حيث لم يكن هنالك عمران بعد السده حتى نهاية خمسينات القرن العشرين واشتهرت هذه المحله بالكليات التي شكلت جامعة بغداد سنة ١٩٥٧ وما بعدها واهمها كلية الهندسه في العهد الملكي واشتهرت محلة الكرنتينه ايضاً بالمقبره الانگليزيه التي لا زالت قائمه لحد الآن حيث قبور الجنود الانگليز الذين قتلوا في الحرب العالمية الاولى قبل وبعد دخول الانگليز الى بغداد وترك العثمانيين بغداد في ١٩١٧/٣/١١ واول القبور قبر القائد الانگليزي للجيوش الانگليزيه التي دخلت بغداد الفيلد مارشال( ستانلي مود) حيث لا زال قائماً في مقدمة القبور لحد الآن لانه توفي ببغداد بسبب مرض الكوليرا بعد ستة اشهر من دخول جيوشه بغداد وهروب العثمانيين وكذلك قبر القائد الانگليزي الكولونيل ( لچمان) الذي قتله الشيخ ضاري الزوبعي سنة ١٩٢٠ وفي محلة الكرنتينه توجد الكرنتينه العثمانيه اي بناية الحجر الصحي التي يعود أمرها الى سنة ١٨٣٨ م حيث ارتبط انشاء هذه المحله وظهورها كمحلة بغداديه بهذا التاريخ اذ بدأت الدوله العثمانيه بالاهتمام بأمور الصحه العامه منذ هذه السنه اد قامت في تلك السنه بتطبيق نظام الحجر الصحي واصدرت سنة ١٨٤٨ م نظام ( الكورنتينا) واستمرت بإصدار ذيول وانظمه فرعيه كثيره لهذا النطام فقد صدر نظام الاداره العموميه الطبيه لأهتمام الدوله العثمانيه بالاوضاع الصحيه فقد اوجب هذا النظام على كل بلديه من بلديات مدن كل ولايه بما فيها ولاية بغداد ان تعين طبيباً ومعاوناً له ليعاين المرضى مجاناً مرتين في الاسبوع وهو مسووءل عن الصحه العامه في المدينه ويكون ارتباطه بإدارة الامور الطبيه في استنبول وكانت دوائر الحجر الصحي( الكرنتينات) تزاول اعمالها ببغداد في منتصف القرن التاسع عشر وقد عني والي بغداد العثماني مدحت باشا بتنظيمها حيث كانت دوائر الحجر الصحي في خانقين ومندلي القريبه من الحدود الايرانيه اذ تقوم دوائر الكرنتينه بحجر الزوار عشرة ايام قبل التصريح لهم بدخول بغداد وذلك عند ظهور وباء في ايران واشرفت مديرية( كرنتينة) بغداد والتي كان موضعها في هذه المحله اي محلة الكرنتينه على دوائر ( الكرنتينه) التي تم بنائها في عدة مدن تابعه لولاية بغداد على الحدود الشرقيه لبغداد وفي المدن المقدسه وتألفت مديرية( كرنتينة) بغداد من مدير وكان في الغالب طبيباً ومن مفتش لدوائر ( الكرنتينه) ومحاسب مالي وثلاثة موظفين ولكن في سنة ١٨٨٦ ترأس الدائره المفتش بدل الطبيب رتم استبدال اسم الدائره من مديربة( كرنتينة) بغداد الى مفتشية صحة ولاية بغداد ومنذ سنة ١٩٠٨ تم تعيين طبيب آخر علاوة على المفتش دعي (كرنتينه انسبكتور) اي مغتش الحجر الصحي لتفتيش دوائر الكرنتينه في ولاية بغداد حيث كانت ادارة كرنتينة خانقين ومأمورية الكرنتينه في سنجق ( محافظة) بغداد وفي أقضية الكاظميه والنجف وسامراء ومندلي والمسيب وكانت مفتشية صحة ولاية بغداد ترتبط بادارتها المركزيه في استنبول ولها ميزانية خاصه مستقله عن ميزانية ولاية بغداد وتتولى دوائر( الكرنتينه) التابعه لها مهمك الاشراف الصحي على دخول الزوار لولاية بغداد وفحص الجنائز التي ترد اليها لتدفن في مدن العتبات المقدسه التابعه لبغداد حيث كانت تتولى السماح للجنائز القديمه بالمرور التي مضى زمن على وفاة اصحاابها وسبق دفنها وترد ما سواها من الجنائز الحديثه وذلك منعاً لأنتشار الامراض والاوبئه وكانت تتقاضى رسماً من الزوار القادمين قدره عشرة قروش عثمانيه عن كل زائر ورسماً آخر عن فحص كل جنازه وتتولى دوائر ( الكرنتينه) في المدن المقدسه جباية رسم عن كل جثمان يدفن في هذه المدن. وختاماً لابد ان نقول ان دائرة الحجر الصحي اي( الكرنتينا) الموجوده في المحله البغداديه الجديده التي أخذت اسمها من اسم هذه الدائره فسميت محلة ( الكرنتينه) وهو اسم اول بناء في هذه المحله والتي اتخذت ( الكرنتينه) او دائرة الحجر الصحي لولاية بغداد مقراً لعملها ومحلاً للحجر ثم تجمعت البيوت في هذه المحله فعرفت باسمها ( الكرنتينه) وهي محلة لم تكن موجوده في بغداد وحتى نهايات الدوله العثمانيه فكانت ( الكرنتينه) المحله البغداديه الجديده.
طارق حرب خبير قانوني ومحام
www.facebook.com
الكرنتينه من محلات بغداد الحديثه نسبياً وان عاصرت نهاية الحكم العثماني في بغداد تقع في شمال الجزء الشرقي من بغداد التراثيه قبل التوسع الحاصل ببغداد في العهد الملكي اي من محلات الرصافه وتقع بين شمال الباب المعظم وبين جنوب محلةالوزيريه ( الاعظميه والكسره ) يحدها من الغرب المناطق الزراعيه والحدائق المطله على نهر دجله اي مكان وجود وزراة الصحه ومدينة الطب الحالي ويحد محلة الكرنتينه من الشرق سدة الوالي العثماني ناظم باشا حيث لم يكن هنالك عمران بعد السده حتى نهاية خمسينات القرن العشرين واشتهرت هذه المحله بالكليات التي شكلت جامعة بغداد سنة ١٩٥٧ وما بعدها واهمها كلية الهندسه في العهد الملكي واشتهرت محلة الكرنتينه ايضاً بالمقبره الانگليزيه التي لا زالت قائمه لحد الآن حيث قبور الجنود الانگليز الذين قتلوا في الحرب العالمية الاولى قبل وبعد دخول الانگليز الى بغداد وترك العثمانيين بغداد في ١٩١٧/٣/١١ واول القبور قبر القائد الانگليزي للجيوش الانگليزيه التي دخلت بغداد الفيلد مارشال( ستانلي مود) حيث لا زال قائماً في مقدمة القبور لحد الآن لانه توفي ببغداد بسبب مرض الكوليرا بعد ستة اشهر من دخول جيوشه بغداد وهروب العثمانيين وكذلك قبر القائد الانگليزي الكولونيل ( لچمان) الذي قتله الشيخ ضاري الزوبعي سنة ١٩٢٠ وفي محلة الكرنتينه توجد الكرنتينه العثمانيه اي بناية الحجر الصحي التي يعود أمرها الى سنة ١٨٣٨ م حيث ارتبط انشاء هذه المحله وظهورها كمحلة بغداديه بهذا التاريخ اذ بدأت الدوله العثمانيه بالاهتمام بأمور الصحه العامه منذ هذه السنه اد قامت في تلك السنه بتطبيق نظام الحجر الصحي واصدرت سنة ١٨٤٨ م نظام ( الكورنتينا) واستمرت بإصدار ذيول وانظمه فرعيه كثيره لهذا النطام فقد صدر نظام الاداره العموميه الطبيه لأهتمام الدوله العثمانيه بالاوضاع الصحيه فقد اوجب هذا النظام على كل بلديه من بلديات مدن كل ولايه بما فيها ولاية بغداد ان تعين طبيباً ومعاوناً له ليعاين المرضى مجاناً مرتين في الاسبوع وهو مسووءل عن الصحه العامه في المدينه ويكون ارتباطه بإدارة الامور الطبيه في استنبول وكانت دوائر الحجر الصحي( الكرنتينات) تزاول اعمالها ببغداد في منتصف القرن التاسع عشر وقد عني والي بغداد العثماني مدحت باشا بتنظيمها حيث كانت دوائر الحجر الصحي في خانقين ومندلي القريبه من الحدود الايرانيه اذ تقوم دوائر الكرنتينه بحجر الزوار عشرة ايام قبل التصريح لهم بدخول بغداد وذلك عند ظهور وباء في ايران واشرفت مديرية( كرنتينة) بغداد والتي كان موضعها في هذه المحله اي محلة الكرنتينه على دوائر ( الكرنتينه) التي تم بنائها في عدة مدن تابعه لولاية بغداد على الحدود الشرقيه لبغداد وفي المدن المقدسه وتألفت مديرية( كرنتينة) بغداد من مدير وكان في الغالب طبيباً ومن مفتش لدوائر ( الكرنتينه) ومحاسب مالي وثلاثة موظفين ولكن في سنة ١٨٨٦ ترأس الدائره المفتش بدل الطبيب رتم استبدال اسم الدائره من مديربة( كرنتينة) بغداد الى مفتشية صحة ولاية بغداد ومنذ سنة ١٩٠٨ تم تعيين طبيب آخر علاوة على المفتش دعي (كرنتينه انسبكتور) اي مغتش الحجر الصحي لتفتيش دوائر الكرنتينه في ولاية بغداد حيث كانت ادارة كرنتينة خانقين ومأمورية الكرنتينه في سنجق ( محافظة) بغداد وفي أقضية الكاظميه والنجف وسامراء ومندلي والمسيب وكانت مفتشية صحة ولاية بغداد ترتبط بادارتها المركزيه في استنبول ولها ميزانية خاصه مستقله عن ميزانية ولاية بغداد وتتولى دوائر( الكرنتينه) التابعه لها مهمك الاشراف الصحي على دخول الزوار لولاية بغداد وفحص الجنائز التي ترد اليها لتدفن في مدن العتبات المقدسه التابعه لبغداد حيث كانت تتولى السماح للجنائز القديمه بالمرور التي مضى زمن على وفاة اصحاابها وسبق دفنها وترد ما سواها من الجنائز الحديثه وذلك منعاً لأنتشار الامراض والاوبئه وكانت تتقاضى رسماً من الزوار القادمين قدره عشرة قروش عثمانيه عن كل زائر ورسماً آخر عن فحص كل جنازه وتتولى دوائر ( الكرنتينه) في المدن المقدسه جباية رسم عن كل جثمان يدفن في هذه المدن. وختاماً لابد ان نقول ان دائرة الحجر الصحي اي( الكرنتينا) الموجوده في المحله البغداديه الجديده التي أخذت اسمها من اسم هذه الدائره فسميت محلة ( الكرنتينه) وهو اسم اول بناء في هذه المحله والتي اتخذت ( الكرنتينه) او دائرة الحجر الصحي لولاية بغداد مقراً لعملها ومحلاً للحجر ثم تجمعت البيوت في هذه المحله فعرفت باسمها ( الكرنتينه) وهي محلة لم تكن موجوده في بغداد وحتى نهايات الدوله العثمانيه فكانت ( الكرنتينه) المحله البغداديه الجديده.
طارق حرب خبير قانوني ومحام
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com
