طارق حرب - بغداد تصدر العطور والخزف والادوات الزجاجيه والاقمشه والادويه والصابون والثياب والورق في القرن الاول من عمرها

القرن الاول من تاريخ بناء الخليفه العباسي المنصور لبغداد عام ١٤٥ هج سنة ٧٦٢ م الى ما بعد خلافة حفيده الخليفه المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور فقد كانت الطرق البريه والنهريه التي تجلب لإسواق بغداد البضائع المستورده كانت ممراً للسلع والبضائع والصناعات التي تصدرها بغداد الى اجزاء الدولة العباسيه وانحاء العالم المعروف اذ تتجه البضائع والسلع والصنائع البغداديه الى دمشق وبلاد الشام ومصر وشمال افريقيا والهند والشرق الادنى والموصل وطربزون والبحر الاسود وخراسان وسمرقند وغيرها خاصة وقد اهتم خلفاء بني العباس حكام بغداد في القرن الاول من عمر بغداد بتطوير الصناعات كونها تشكل مورداً مالياً اذ يذكر حسن ابراهيم في كتابه تاريخ الاسلام انه كان في بغداد في تلك الفتره ببغداد ثلاثين الف مصنع للخزف واربعة الاف مصنع للزجاج كذلك اشتهرت بغداد بصناعاتها كحياكة القطن والصوف وعمل الاحذيه وصنع الاواني النحاسيه وفي نهاية تلك الفتره كانت بغداد تصنع المنسوجات الحريريه الفاخره والثياب الحريريه بألوان مختلفه والاقمشه القطنيه والعمائم الرقيقه والمناديل والثياب العتابيه التي كانت تصنع في محلة العتابيه ببغداد حيث اشتهرت بالثياب المخططه التي تحاك من خيوط القطن والحرير وحيث كانت هذه الثياب تصدر الى انحاء العالم الاسلامي وكانت تصنع في بغداد الأُزر وكانت لصناعة الصابون محله خاصه ببغداد في جانب الكرخ كذلك فقد انتقلت صناعة الورق من سمرقند الى بغداد فأنشيء مصنع للورق في عهد الخليفه هارون الرشيد حتى ان وزير الرشيد الفضل بن يحيى البرمكي أمر أخاه جعفر باحلال الورق المصنع ببغداد محل الرق في دوواين الدوله.واشتهرت محلة من محلات بغداد في تلك الفتره وهي محلة (دار القز ) بصنع الورق بحيث اشتهرت في كافة ارجاء الشرق كما يقول ياقوت الحموي في كتابه البلدان اذ يبدوا ان تغييراً حصل في نهاية القرن الاول من عمر بغداد اذ انتهى احتكار مصر ونافست صناعة الورق في بغداد صناعته في مصر وفي جانب الكرخ اي في الجزء الغربي من
بغداد اشتهرت محل( التستريين)
التي يسكنها من جاء من مدينة تستر شرق بغداد اشتهرت هذه المحله بنوع من الثياب تسمى الثياب التستريه اد ان منتجات هذه المحله يصدر من بغداد الى الخارج وذلك يظهر واضحاً ان الخليفه المهدي ابن باني بغداد المنصور عندما ذهب للحج اخذ معه مائه وخمسين الف ثوب ليفرقها في موسم الحج واشتهرت بغداد بصناعة القاشاني لدرجة ان كمية من القاشان البغدادي ارسلت في عهد الخليفه الواثق الى القيروان لتزيين مسجدها عام ٢٢٨ هج سنة ٨٦٢ م كما ان الزجاج المصنوع في بغداد كان معروفاً خارج العراق ختى ان شهرته وصلت الى الاندلس وقد شاهد الرحاله بن جبير في الكعبه قناديل من الزجاج البغدادي تزينها نقوش جميله ومن وجه آخر فإن بغداد برعت في صناعة الإواني والاقداح الزجاجي وكانت اسواق بغداد تصدر الاقمشه القطنيه والمنسوجات الحريريه وخاصة المناديل والازر والعمائم والخزف والادوات الزجاجيه والدهون والمعاجين والادويه والحنطه والشعير والاقمشه الصوفيه والكتانيه والزيت والعطور وماء الزعفران وماء السوس وشراب العنب وزيت البنفسج وفي عام ٣١٣ هج اي في عهد الخليفه المقتدر العباسي كثرت الارطاب ببغداد فحملت الى واسط والبصره وكانت السلع التجاريه تصدر من بغداد الى خراسان بدليل ان الخليفه الامين أمراً عام ١٩٤ هج سنة ٨٠٩ م قضى بمنع تصدير البضائع الى خراسان بعد اشتداد الخلاف بينه وبين اخيه المأمون الذي كان يحكم خراسان ويوءكد تصدير البضائع البغداديه الى خراسان ما حصل عام ٣٢٩ هج في عهد الخليفه المتقي استولى البعض على قافله كانت متوجهه الى خرسان وهي تحمل ما قيمته ثلاثة الآف دينار من العين والورق ومن الامتعه ما قيمته نحو ذلك وفي خلال سنة واحده صدر تجار بغداد الى خراسان حوالي مائة الف حمل من التمر كما ان تجار بغداد صدروا من هذه الماده الى شمال افريقيا ايضاً ومن السلع التي تصدرها بغداد الزيت الذي كان قد ربح التاجر البغدادي احمد بن ابي عوف ربحاً في صفقة واحده عشرة الاف دينار من جراء صفقة بيع الزيت لتجار مدينة ( الرقه) كما قام تجار بغداد بنشاط تجاري كبير في البحر فقاموا برحلات بحريه تبدأ من بغداد وتسير في الخليج العربي الى الشرق الاقصى حتى ان كل التجاره الى جزيرة ( سريلانكا) في المحيط الهندي كانت بيد التجار البغداديين وبعد ان كان النجار الصينيين يجوبون سواحل الهند والخليج العربي حل التجار البغداديين بشكل خاص محلهم الذين تمكنوا من الوصول الى الصين بعد الهند ولقيت تجارة البغداديين مع الصين عن طريق سريلانكا رواجاً عظيماً لا بل يذكر بعض الموءرخين ان قسماً منهم استقر في مدينة كانتون الصينيه . وكم كان صائباً محمد كرد علي في كتابه تاريخ الحضاره في تشبيه بغداد في تلك الفتره بإنها حي تجاري كبير يعرض فيه التجار البغدايين سلعهم وبضائعهم وصناعاتهم ويتفقون على الاسعار وبذلك ان بغداد اضحت بمثابة مركزاً تجارياً تتحدد فيه اسعار السلع والبضائع والصناعات ومن بغداد تصدر البضائع الفائضه عن حاجة اهل بغداد.

طارق حرب خبير قانوني ومحام




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى