زياد المبسلط - عـروس البحـــــر

رحلت والشك ُ يساورُها

لغة ُ الخوف ِ بعينيها

ضحكت

وبكت ْ

صرََخت

َصَمتت

َجلسَت

تسترجع ُ ماض ٍ ُمؤلم

البحر ُ تكلّم

ليبوح َ بأسرار ٍ لم ْ أعرُِفها

قد لا أفهمُها

أو أُدرِكُها

وامتزج َ الجرح ُ بماء ِ الملح

وعروس ُ البحر ِ تخاطبُنى

يا أخطر َ من فى الدنيا

والتهمة ُ أنىّ سفاح ٌ ُمجرم

َوَتوارَت ْ عنّى

َكبقايا َومْـض ٍ غادَرنى

فى ليل ٍ شتوى ّ ٍ ُمعتم

رحلَـت ْ وصدى التهمة ِ فى قلبى

فأنا القاتل ُ والمجرم
* *

أبحث ُ عنها

فى البحر، و فى النهر ِ و فى الخُلجان

فى أعماق ُ محيطات لايعرُفها غيرى

أتجوّل ُ مذهولا ً فوق َ الشطــآن

أسبر ُ أعماق ُبحيرات ِ الكوْن

وأغوص ُ بأعماق ِ البحر ِ الميّت

في البحر ِ الأبيض ِ والأحمر ِ والأسود

غزة ، حيفا ، يافا ، طبريا

قاهرة النيل

عبر َ الموج ِ الثائر ِ في بيروت

ُُُعمْق ِ مياه ِ البحر ِ بتونس

بمياه ِ النهر ِ بدجله

المغرب، فى العقبّـه ْ

وأفتش ُ عنها فى الماء

لم أترك ْ قطره

عبثاً أبحث ُ عنها

تاهت ْ بوصَلتى

وأخيرا ً خرَجَت من ذاتى

ُحلُما ً مسبيا ّ ً فوق جفونى

فعروس ُ البحر ِ خيـال ٌ

وسراب ٌ بعيونى

لا توجد في البحر ِ عروس ٌ

لكنّي موجود ٌ رغم ضياعى وجنونى

موجود ٌ، موجود ٌ، موجود ٌ

بخيالى وظنونى
أعلى