محمد علي عزب - أمة شاعرة ظلمت الشعر

أكثر من ألف وستمائة عام والعرب يقولون شعرا، ومنذ أقل من مائة عام عرف العرب السرد القصصي والروائي اقول السرد القصصي والروائي كفن أدبي خاماته الحكي، وعندما حصل عربي على جائزة نوبل كان روائيا كبيرا بحجم الراحل نجيب محفوظ، وذلك رغم أسبقية الشعر علي القصة والرواية بقرون طويلة عند العرب؟! وعندما ترشح عميد الأدب العربي طه حسين لجائزة نوبل لم يختلف عليه اثنان وكذلك يوسف إدريس والفريد فرج، اما عندما اقتربت الجائزة من الشاعر أدونيس تفرقت آراء العرب بين رافض ومؤيد؟!.. الخلافات بين الأشكال الشعرية تلك الخلافات المصطنعة بين شعراء التفعيلة الذين لا يعترفون بشعرية قصيدة النثر، وشعراء قصيدة النثر الذين لا يعترفون بحداثة قصيدة التفعيلة، والآخرون الذين لا يعترفون بقصيدة العامية، وكأن كل طرف من هذه الأطراف يقف على بوابة التاريخ يمنح هذا صك المرور ويمنعه عن ذاك؟!، هذا بخلاف المؤسسة التعليمية العربية التي لا تعرف سوى ترسيخ قداسة الشكل الشعري التراثي "العمودي"، هذه الصراعات هي التي طفت على السطح وعطلت مسيرة الشعرية العربية، اما القصة والرواية رغم حداثة عمرهما الا ان بعدهما عن الصراعات الغير مجدية ساعد إلى حد كبير في تطور وازدهار حركة السرد العربي، واصبح لدينا قصة عربية ورواية عربية لا يختلف عليها العرب الا في حالات قليلة، اما الشعر فهو غارق في صراعات شكلية فقصيدة التفعيلة ليست تقليدية بل هي حداثية وقصيدة النثر شكل شعري يستعمل النثر الخالي من الموسيقى كمادة خام للشعر، وقصيدة العامية شكل شعري حداثي والعرب عرفوا كتابة الشعر بالعامية منذ القرن الثالث الهجري،... نحن أمة شاعرة ظلمت الشعر ولذلك لم أتعجب عندما ظلمت جائزة نوبل شاعرنا العربي الكبير أدونيس... شعرنا مظلوم في بلاده فهل تنصره جائزة نوبل؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى