هذه قصة الديمقراطية الليبرالية في البلدان الأقل تطورا ، ليس لان سكان هذه البلدان مصابون بالعته ولكن لأسباب أخرى وطيدة العلاقة مع مستوى نضج الطبقات الاجتماعية .
فشكل الحكم الليبرالي على النمط الغربي هو نتاج لعملية طويلة من التطور الاجتماعي تم خلال قرون كاملة ، أي انه لم يولد جاهزا كما نراه الان ، بل مر بعملية تطور كبيرة دفع خلالها خسائر فادحة من حياة البشر بالحروب والتمييز وحتى اعدام العمالة الزائدة بتهمة التشرد !
وبرغم كل ذلك الا ان هذا التطور الذى نستطيع ان نصفة بالدموي قد انتج تطورا مماثلا في المعتقدات الإنسانية العامة .
ولكن يبقى ان هذه الديمقراطية وليدة أوضاع اجتماعية عامة ومستوى معين من التبلور الطبقي بحيث أصبحت ضرورة حياة لهذه المجتمعات للحفاظ على أوضاعها السائدة ، ولا يجب ان نقع في وهم ديمومة هذا النوع من شكل الحكم ، فاذا اقتضت مصلحة الطبقات السائدة التخلي عنة او تعديله فستقوم بذلك ، وهو ما قدمة بشكل دراماتيكي جاك لندن في قصته الشهيرة " العقب الحديدية " وهو ما شعرت به في الإجراءات المؤقتة للحكومة الامريكية في اعقاب 11 سبتمبر.
ولعل احد أسباب تخلفنا الاجتماعي والثقافي هو تبعيتنا الثقافية والفكرية ، فنحن نستورد الأفكار والمعتقدات ولا ننظر اليها بنظرة نقدية ويصل الامر أحيانا الى تبنيها بشكل كامل بحيث يبدو الامر مثيرا للسخرية ، الامر الذى يعمق من الانفصال الفعلي بين حركة المثقفين وبين جماهير الشعب ، وهى خسارة فادحة لكلاهما.
والمصيبة الكبرى ان هذه التبعية الفكرية والثقافية قد امتدت ، أيضا ، الى المجال السياسي ، فنجد تيارات سياسية تتبنى توجهات من نتاج مجتمعات في مرحلة مختلفة من التطور ، والكثير من هذه التوجهات السياسية لا تستطيع ان تجد تجسدها في السلوك الفعلي لهذه التيارات ، بحيث يبدو الامر وكانه شخص يرتدى الجبة والقفطان ويتعمم بالكاسكيت .
الامر باختصار ان المبادئ الإنسانية العامة قد تطورت تطورا كبيرا وهو ما يجب التمسك به وحتى الدفاع عنة في مواجهة قوى اجتماعية معادية لها ، ولكن استيراد شكل معين للحكم ناتج عن مجتمعات في مرحلة مختلفة من التطور لن يؤدى الا الى " كلما طار طير وارتفع كما طار وقع ".
ولعل التجارب في البلدان التي يقترب واقعها الاجتماعي من واقعنا بالغة الدلالة في ذلك ، فتجارب بلدان أمريكا اللاتينية وغيرها من البلدان واضحة لمن يريد ان ينظر خارج الصندوق .
ويبقى السؤال الأكبر الذى يجب الإجابة علية ، هل نستطع التخلص من الجبة والكاسكيت ونجد ما يلائم مرحلتنا من التطور ؟
فشكل الحكم الليبرالي على النمط الغربي هو نتاج لعملية طويلة من التطور الاجتماعي تم خلال قرون كاملة ، أي انه لم يولد جاهزا كما نراه الان ، بل مر بعملية تطور كبيرة دفع خلالها خسائر فادحة من حياة البشر بالحروب والتمييز وحتى اعدام العمالة الزائدة بتهمة التشرد !
وبرغم كل ذلك الا ان هذا التطور الذى نستطيع ان نصفة بالدموي قد انتج تطورا مماثلا في المعتقدات الإنسانية العامة .
ولكن يبقى ان هذه الديمقراطية وليدة أوضاع اجتماعية عامة ومستوى معين من التبلور الطبقي بحيث أصبحت ضرورة حياة لهذه المجتمعات للحفاظ على أوضاعها السائدة ، ولا يجب ان نقع في وهم ديمومة هذا النوع من شكل الحكم ، فاذا اقتضت مصلحة الطبقات السائدة التخلي عنة او تعديله فستقوم بذلك ، وهو ما قدمة بشكل دراماتيكي جاك لندن في قصته الشهيرة " العقب الحديدية " وهو ما شعرت به في الإجراءات المؤقتة للحكومة الامريكية في اعقاب 11 سبتمبر.
ولعل احد أسباب تخلفنا الاجتماعي والثقافي هو تبعيتنا الثقافية والفكرية ، فنحن نستورد الأفكار والمعتقدات ولا ننظر اليها بنظرة نقدية ويصل الامر أحيانا الى تبنيها بشكل كامل بحيث يبدو الامر مثيرا للسخرية ، الامر الذى يعمق من الانفصال الفعلي بين حركة المثقفين وبين جماهير الشعب ، وهى خسارة فادحة لكلاهما.
والمصيبة الكبرى ان هذه التبعية الفكرية والثقافية قد امتدت ، أيضا ، الى المجال السياسي ، فنجد تيارات سياسية تتبنى توجهات من نتاج مجتمعات في مرحلة مختلفة من التطور ، والكثير من هذه التوجهات السياسية لا تستطيع ان تجد تجسدها في السلوك الفعلي لهذه التيارات ، بحيث يبدو الامر وكانه شخص يرتدى الجبة والقفطان ويتعمم بالكاسكيت .
الامر باختصار ان المبادئ الإنسانية العامة قد تطورت تطورا كبيرا وهو ما يجب التمسك به وحتى الدفاع عنة في مواجهة قوى اجتماعية معادية لها ، ولكن استيراد شكل معين للحكم ناتج عن مجتمعات في مرحلة مختلفة من التطور لن يؤدى الا الى " كلما طار طير وارتفع كما طار وقع ".
ولعل التجارب في البلدان التي يقترب واقعها الاجتماعي من واقعنا بالغة الدلالة في ذلك ، فتجارب بلدان أمريكا اللاتينية وغيرها من البلدان واضحة لمن يريد ان ينظر خارج الصندوق .
ويبقى السؤال الأكبر الذى يجب الإجابة علية ، هل نستطع التخلص من الجبة والكاسكيت ونجد ما يلائم مرحلتنا من التطور ؟
Khaled Mohamed Mandour
Khaled Mohamed Mandour is on Facebook. Join Facebook to connect with Khaled Mohamed Mandour and others you may know. Facebook gives people the power to share and makes the world more open and connected.
www.facebook.com