امرؤ القيس بن عابس - تَطاوَلَ لَيلُكَ بالأثمُدِ

تَطاوَلَ لَيلُكَ بالأثمُدِ
وَنامَ الخَليُّ وَلَم تَرقُدِ
وَباتَ وَباتَت لَهُ لَيلَةٌ
كَليلَةِ ذي العائرِ الأَرمَدِ
وَذَلِكَ مِن نَباءٍ جاءَني
وأُنبِئتُهُ عَن أَبي الأَسودِ
وَلَو عَن نَثا غَيرهِ جاءَني
وَجُرحُ اللسانِ كَجُرحِ اليَدِ
لَقُلتُ مِنَ القَولِ ما لا يَزا
لُ يُؤَثِّرُ عَنّي يَدَ المُسنَدِ
بِأَيِّ عَلاقَتِنا تَرغَبونَ
أَعَن دَمِ عَمروٍ عَلى مَرثَدِ
فَإِن تَدفِنوا الداءَ لا نُخفِهِ
وَإِن تَبعَثوا الحَربَ لا نَقعُدِ
وَإِن تَقتلونا نُقَتِّلكُم
وَإِن تَقصِدوا لِدَمٍ نَقصِد
مَتى عَهدُنا بِطعانِ الكَما
ةِ وَالمَجدِ وَالحَمدِ وَالسؤدُدِ
وَبَني القِبابِ وَمَلءِ الجِفانِ
وَالنارِ وَالحَطَبِ المُفأدِ
وَأَعدَدتُ لِلحَربِ وَثّابَةً
جَوادَ المِحَثَّةِ وَالمُروَدِ
سَبوحاً جَموحاً وَإِحضارُها
كَمَعمَعَةِ السَعَفِ الموقَدِ
وَمُطَّرِداً كَرِشاءِ الجَرو
رِ مِن خُلَبِ النَخلَةِ الأَجرَد
وَذا شُطَبٍ غامِضا كَلمُهُ
إِذا صابَ بالعَظمِ لَم يَنأَدِ
وَمَشدودَةَ السَك مَوضونَةً
تَضاءَلُ في الطيِّ كالمِبرَدِ
تَفيضُ عَلى المَرءِ أَروانُها
كَفَيضِ الأتيِّ عَلى الجُدجُدِ


ابن عابس الكندي
أعلى