عائد خصباك - أيام العراقي في قاهرة نجيب محفوظ

كتب أمس الناقد والصحافي المصري محمد شعير، ولعل أهم كتبه هو" أعوام نجيب محفوظ . . البدايات والنهايات. يعمل شعير حاليا مديرا لتحرير جريدة أخبار الأدب، كتب على صفحته وبعنوان: "عندما بايع جيل الستينيات نجيب محفوظ":
بعد أن أصدر نجيب محفوظ «ثرثرة فوق النيل» تعرض لمضايقات أمنية عديدة، وأصدر عبد الحكيم عامر قرارا باعتقاله، ولكن عبدالناصر أمر عبدالحكيم بأن تعود السيارة من الطريق.. «إحنا عندنا كام نجيب» هكذا قال عبد الناصر كما يقول الرواة.
أثناء الأزمة، ذهب محفوظ إلى مقهى ريش كعادته يوم الجمعة، وهناك التقي عددا من كتاب جيل الستينات، ودار بينهم حوار حول حقيقة ما يقال ويتردد.. وحسب ما كتبه عائد خصباك: إن "إبراهيم منصور" قام بشراء نسخة من" ثرثرة فوق النيل" ووضعها على الطاولة في مقهى ريش، وطلب من جميع الحاضرين التوقيع عليها، اعترافا بفضل محفوظ. ووقع الجميع ما عدا عم فلفل الجرسون في المقهى الذى قال: أنه لا يجيد الكتابة، ولكن يمكن أن يبصم.
ونشر شعير مع كتابته هذه صورة تلك التوقيعات "الوثيقة" التي تعني أشياء كثيرة، لا مجال هنا لتحليلها، الوثيقة هي: تواقيع الأدباء التي جاءت على الغلاف الداخلي لتلك الرواية، ويمكن ملاحظة توقيعي في الزاوية العليا اليمنى، وهو توقيعي الذي لم يتغير الى اليوم .



-------------------------------------------------------



من ناحيتي سأنشر ما كتبته في كتابي "مائة ليلة وليلة/ أيام العراقي في قاهرة نجيب محفوظ " بخصوص هذا الموضوع:.
ما وصل نجيب محفوظ الى المقهى بعد لكن إبراهيم منصور خطف رجليه وراح إلى مكتبة مدبولي في ميدان طلعت حرب، غير بعيد عنا وعندما عاد كانت معه نسخة من رواية "ثرثرة فوق النيل"، وضعها على الطاولة وفتحها على الصفحة التي فيها عنوان الرواية الداخلي وقال: من يريد أن يوقع هنا فليوقع، وأخرج قلما وكان هو أول الموقعين وتتالت التوقيعات وتسابق القوم في ذلك.
وصل الأستاذ نجيب وجلس والصفحتان المتقابلتان من رواية "ثرثرة فوق النيل" غطتهما التوقيعات تقريبًا وإبراهيم قال: بالمناسبة يا أستاذ هذا الكتاب هدية منا "نحن أبناؤك" لك ويسعدنا أن تقبلها منا.
عندما وصل الأستاذ نجيب محفوظ جاء العم فلفل الجرسون بالقهوة إليه دون السؤال عما يطلبه لأنه كان كما يبدو واضحا أنه يعرف ما يريد، وضع كوب القهوة أمامه على الطاولة وقال لإبراهيم: عتبي عليك يا أستاذ إبراهيم لأنك ما دعوتني أن أفعل ما فعله الآخرون، الأستاذ نجيب على راسي من فوق، صحيح ما قرأت كتبه مثلكم لكني شاهدت أفلامًا مأخوذة من القصص التي يكتبها .
العم فلفل الجرسون كان قبل هذا يراقب المشهد من مكانه عند الباب المؤدي لداخل المقهى، والزبائن أمامه يغادرون كراسيهم، في هذه الطاولة أو تلك ويذهبون إلى حيث الكتاب المفتوح، يوقعون ثم يعودون إلى كراسيهم.
. قال إبراهيم: تعال وقع هنا، أنت الأصل يا عم فلفل. قال العم فلفل الجرسون: أنا لا أوقع، أنا أبصم.





1630875617141.png 1630875676283.png




أعلى