يعجب المرء من كثرة التأليف الجغرافي عند العرب؛ فهم قوم امتازوا بحب الارتحال ضربا في الأرض وابتغاء نفعها؛ متذ كانوا رعاة يجوبون البادية ليطعموا شياههم والبحث عن مواطن الرزق فكانت رحلتا الشتاء والصيف.ففي القرآن الكريم إشارات إلى عالم الرحلة حين قص علينا سيرة ثمود وعاد وفرعون ذي الأوتاد؛ ذكر أماكن بأعيانها أو بأوصافها؛ الحديث عن الغابرين وطبقات الأمم ونوازع الخير أو مكامن الشر في النفس البشرية؛ وصف القرآن الطوفان وقصة أهل الكهف وما طرأ من تغيير عبر مرور الزمن.
ارتحلوا في البلاد وجابوا النواحي، وصفوا الأماكن زروعها وثمارها وأشجارها وتنوع السلالات البشرية، لم تعوزهم الحيلة فاستخدموا أقلامهم عوض الصورة ومالوا إلى الآلة يجربونها في تحديد المواقع قربا وبعدا عن بيت الله الحرام.
لذا يحق القول إن الرحلة عند العرب في إطارها كانت تبحث عن العمق الحضاري والتعبد بتعريف الأمم بهدي الإسلام ونشر ثقافة الحوار والتسامح وإن جاب الرحالة بلادا تمور بتيارات فكرية ومدارس فقهية مذهبية.
لم تكن الحدود السياسية قد وجدت لتقف عثرة في وجه الرحالة؛ هذا ابن بطوطة وقد جاب المعمورة يدون ويصف ومن ثم يسرد وقد يستوزر في بلد فيمضي أعواما في الصين أو في بلاد الترك وقد يخترق الصحراء فيدون تاركا تراثا جغرافيا عجيبا.
وهذا ياقوت الحموي يجمع مادة معجمه من البلاد التى ارتحل إليها أو سمع بها فكان وعاء لغويا يجمع الجغرافيا ومساربها في وديان الأمكنة، تعجب من كثرة المواد التي جمعها في صبر عجيب على الرحلة ومساراتها
لم تكن الرحلة وقفا على العرب وحدهم فانصرف إليها أجناس ممن انضووا تحت الحضارة الإسلامية في بعديها التعبدي والفكري.
فالتجارة ارتحال وبحث عن الرزق ومن ثم حدث التلاقح الحضاري في صورة سبقت حركة الكشوف الجغرافية في بداية عصر النهضة الذي نبه أوربا إلى أهمية الجغرافيا الطبيعية والبشرية.
وما روائع الأدب العربي إلا ارتحال في مسيرة السرد هذه كليلة ودمنة برموزها وحكاياتها وأمثولاتها تعبير عن ثقافة إقليم لكنها شذبت وصفيت فغدت عربية تحاكي النص العربي تجويدا وإبانة.
حتى جاء زمن انتحل آخرون فن الرحلة وجعلوه ميدان تغريب أو تبشير أو خطة استيلاء على الأمم والشعوب؛ ألم تنتهب إفريقيا تحت وطأة الإستعباد والرق وسوق ملايين البشر ليكونوا وقود مصانع المستعمرين يرفدهم رحالة ذوو جلد وأناة يرفعون لواء المحبة والتسامح- زيفا- وقد شبعت سباع المحيط من أجسادهم؟
ارتحلوا في البلاد وجابوا النواحي، وصفوا الأماكن زروعها وثمارها وأشجارها وتنوع السلالات البشرية، لم تعوزهم الحيلة فاستخدموا أقلامهم عوض الصورة ومالوا إلى الآلة يجربونها في تحديد المواقع قربا وبعدا عن بيت الله الحرام.
لذا يحق القول إن الرحلة عند العرب في إطارها كانت تبحث عن العمق الحضاري والتعبد بتعريف الأمم بهدي الإسلام ونشر ثقافة الحوار والتسامح وإن جاب الرحالة بلادا تمور بتيارات فكرية ومدارس فقهية مذهبية.
لم تكن الحدود السياسية قد وجدت لتقف عثرة في وجه الرحالة؛ هذا ابن بطوطة وقد جاب المعمورة يدون ويصف ومن ثم يسرد وقد يستوزر في بلد فيمضي أعواما في الصين أو في بلاد الترك وقد يخترق الصحراء فيدون تاركا تراثا جغرافيا عجيبا.
وهذا ياقوت الحموي يجمع مادة معجمه من البلاد التى ارتحل إليها أو سمع بها فكان وعاء لغويا يجمع الجغرافيا ومساربها في وديان الأمكنة، تعجب من كثرة المواد التي جمعها في صبر عجيب على الرحلة ومساراتها
لم تكن الرحلة وقفا على العرب وحدهم فانصرف إليها أجناس ممن انضووا تحت الحضارة الإسلامية في بعديها التعبدي والفكري.
فالتجارة ارتحال وبحث عن الرزق ومن ثم حدث التلاقح الحضاري في صورة سبقت حركة الكشوف الجغرافية في بداية عصر النهضة الذي نبه أوربا إلى أهمية الجغرافيا الطبيعية والبشرية.
وما روائع الأدب العربي إلا ارتحال في مسيرة السرد هذه كليلة ودمنة برموزها وحكاياتها وأمثولاتها تعبير عن ثقافة إقليم لكنها شذبت وصفيت فغدت عربية تحاكي النص العربي تجويدا وإبانة.
حتى جاء زمن انتحل آخرون فن الرحلة وجعلوه ميدان تغريب أو تبشير أو خطة استيلاء على الأمم والشعوب؛ ألم تنتهب إفريقيا تحت وطأة الإستعباد والرق وسوق ملايين البشر ليكونوا وقود مصانع المستعمرين يرفدهم رحالة ذوو جلد وأناة يرفعون لواء المحبة والتسامح- زيفا- وقد شبعت سباع المحيط من أجسادهم؟
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.
www.facebook.com