عبد اللطيف زغلول - يا أمة العرب

يَا أُمَّةَ العَربِ ارقُدي
غطّي بِنومِكِ واهمُدي
وتَدثَّري لا تَرفَعي
عَنكِ الغِطاءَ فَتبرُدي
وتفيَّأي ظِلَّ العَدوِّ
فَظلُّهُ رَطبٌ نَدي
فهوَ الوَصيُّ عَليكِ .. دونَ
سِواهُ حتّى تَرشُدي
وتَمتَّعي في ظِلِّ نُعماهُ
بِعيشٍ أرغَدِ
أدّي الولاءَ لَهُ ولا
تَخشَيْ مَلامَ الحُسَّدِ
لا تَرفعي الرَّأسَ الذي
طَأطأتِهِ للسَيِّدِ
فاللاّئمونَ مَصيرُهم
كَمصيرِ كُلِّ مُشرَّدِ
من ثَارَ ضِدَّ عَدوِّكمْ
فَجزاؤُهُ كَسرُ اليَدِ
وجعلتُمُ الأعداءَ آلهةً
لكمْ في مَعبَدِ
هلاّ تَبصَّرتُم بِما
لعدوِّكم من مَقصِدِ
هلاّ جَمعتم أمرَكم
بِتعاونٍ وتَوحُّدِ
هلاّ أخذتم حِذرَكم
مِن كُلِّ بَاغٍ مُعتَدِ
يا قَادةَ العَربِ اسمَعوا
صَوتَ النَّذيرِ المُوعِدِ
هلاّ رَفعتم صَوتَكم
كَهزيجِ رَعدٍ مُرعِدِ
صَحتْ الشُّعوبُ وأنتُمو
رَهنُ الظَّلامِ السَرمَدي
يا مسلمونَ أليسَ مِن
أملٍ لَعودٍ أَحمدِ
يا نَائمونَ أليسَ مِن
فَجرٍ لِليلٍ أَسودِ
هَل هُنتُمو ورضيتُمو
بِالذُّلِ بَعدَ السُّؤدَدِ
فمَتى أراكم تَنفضونَ
غُبارَ عَيشٍ أنكَدِ
يا أمَّتي أينَ الأُباةُ
ذَوو التُّقى بِيضُ اليَدِ
ملكَ العَدوُّ رقابَكم
واقتادَكم بِالمِقوَدِ
كَقطيعِ بَهمٍ سَاقَهُ
راعٍ خَبيثُ المَقصِدِ
يا للهوانِ غَدوتُمو
للمُعتَدي كالأعبَدِ

عبد اللطيف زغلول
أعلى