عبدالله عبدالإله باسلامه - رأس المصيبة

إذا أحجم المؤمن الطيب الصالح الذي تجنب الفواحش كلها عن قتال ومجاهدة العدو، واكتفى بالصلاة، والصيام، والعبادات، وحسن الخلق....إلخ
فمن المؤكد أنه سيورث أبناءه الفقر، وسيخرج من أحفاده وأحفاد أبنائه عدد كبير من اللصوص، والزناة، ومدمني المخدرات، وقتلة أنفس ..!
ولا علاقة لحسن التربية، والقدوة الحسنة بالموضوع ..إنما هي نتيجة حتمية لمن ترك عدوه يقوى ويتفوق على حسابه، حتى سيطر على غذائه، ودوائه، وتحكم بمستقبله، ومصيره كما هو حاصل اليوم ! .

اليوم يعيش أبناء و أحفاد المؤمنين الصالحين الطيبين تحت خط الفقر، الكل تحول إلى سوق استهلاكي، وزبائن يعتمدون في تفكيرهم، وتعليمهم، ومستقبلهم، وسلاحهم، وغذائهم، ودوائهم على عدوهم، كما يسلمون بفشلهم وقلة حيلتهم، ويؤمنون بعجزهم وتخلفهم، وتفوق عدوهم عليهم، تماما كما يؤمنون بالقضاء والقدر .

الكثير من أبناء وأحفاد الصالحين المصلين الطيبين اليوم يتقاتلون على لقمة العيش، ويسرقون، ويهربون من الواقع فيعاقرون الخمر والمخدرات، ويتشربون الأفكار والثقافات المنحلة المنحطة .

الكثير منهم اليوم يهاجرون، ويهربون تاركين تراب أرضهم الغنية، ومياههم العذبة النقية، وثروات بلادهم وارزاقهم بيد وسيطرة عدوهم الذي يمنعهم من زراعتها وفلاحتها، ويقدر عليهم صادرها وواردها، ويحدد لهم ظاهرها وباطنها، ويتحكم في استخراج خيراتها، ويسعر بركات ثمارها،وكنوزها، ونقودها.... .

اليوم فقد الكثير من أبناء وأحفاد الصالحين، المصلين، الطيبين الثقة والإيمان العظيم بالله، وفقدوا الأمل الكبير بأوطانهم في حياة طيبة، وعيش كريم.. واندفعوا نحو البحر ليلاقوا حتفهم،ويشاهدوا لحومهم قد استقرت في بطون الأسماك، ومن نجا منهم قذفه الموج ليلقيه على سواحل الذل،والقهر، والاستعباد، والاستغلال .

كل هذا البؤس، والبلاء، والعناء لأن آباءهم وأجدادهم المؤمنين، الطيبين، الصالحين حرصوا على إقامة الشعائر والعبادات ومظاهر الدين، وبالمقابل فقد حرصوا على تجنب واستثناء آيات البذل،والعمل،والقتال والجهاد، والحرب،والحذر.... وآثروا الصمت والسلام الاستسلام من أجل تربية الأبناء الصالحين، وتنمية الأموال،وبناء المنازل وتوريث المزارع والخراف والابقار ... وأما مجاهدة العدو،وقتاله فتركوه للساسة، فإذا بالساسة أحرص منهم على جمع المال، وحماية وتحصين كراسي الحكم، فباعوا الأوطان،ومستقبل الأجيال بسعر الجملة .

إن أداء شعائر الصلاة، والصيام، والعبادات، والمعاملات اليوم لا قيمة لها مقارنة بمنافسة، ومجاهدة العدو الذي أصبح يسيطر على العلم، والأرزاق، من أقصى الفضاء إلى باطن الأرض، ويقدر على تحويل مدن وشعوب كاملة من المؤمنين الصالحين إلى خرائب تعج بالاشباح والشياطين.

بل قد بلغ حدا من القوة و السيطرة لدرجة أن كلمة من فمه كافية لينهار اقتصاد دولة كاملة، وإصدار قرار منه كفيل بمحاصرة شعب وقتله جوعا، وتحرك محدود منه كفيل بتحويل المجتمع الطيب، الصالح، المتجانس إلى طوائف، وأحزاب، ومذاهب،وفرق،وعصابات مسلحة متناحرة ، وأن يدبغ ملائكتها بوشم الإرهاب، ومجرميها بوسم الملائكة، ولسنا بحاجة إلىضرب أمثلة، أو شواهد لأن الواقع المزري, والمرير الذي نعيشه هو سيد الأدلة ، ومن لم يقتنع بلسع النار في جلده فالعار ثم الموت أولى به .

أيها المؤمنون والمؤمنات، الصالحون،المصلون، الطيبون، والطيبات من لم يقف اليوم في وجه العدو اليهودي، الأمريكي، الإمبريالي، الاستعماري،ويسعى ليكون من المقاومين الصادقين والمجاهدين بالنفس، والمال، والفكر والكلمة..فأنتم للأجيال القادمة كما كان السابقون لنا (رأس المصيبة) .

عبدالله عبدالإله باسلامه
اليمن/ ذمار/ يونيو 2021م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى