الحبيب السايح - لا أحمل في قلبي سوى حب ابن لأمه.

عشت، إلى هذه اللحظة، حياتي على مسافة بيني وبين دوائر السلطة؛
لم أقترب منها يوما، لأني أعرف لو فعلت مرة تلطخت إلى الأبد.
أما النظام ـ
وأنا لا أستطيع أن أجيب إن سئلت عن دلالته في ذهني إلا بكونه هذه الشبكة السميكة شديدة المتماسك عميقة الدمج بين المجموعات المتنفذة المرتبطة بما يدره الريع ـ
فإني بقدر ما وعيت سطوته ازددت معارضة له وانتقادا،
باعتباري مواطنا انتزع حقه أيضا بفضل تضحيات جميع الشريفات والشرفاء
في مختلف مراحل تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر.
لم أهادن يوما،
لا في مقالاتي ومنشوراتي
ولا في كتاباتي الأدبية،
ولا ساومت على شرفي،
طمعا في مسئولية أو منحة أو عطية أو جميل من أي جهة كانت في دوائر السلطة.
وبالدرجة نفسها قاومت، بكلماتي ـ لأني لا أملك غيرها ـ، ما يمس بكيان الدولة.
وإن كان هناك شيء يؤرقني ويغيظني ويحزنني فهو الصمت،
لمدة عشرين سنة،
على الفساد المعمم الذي نخر المؤسسات العمومية والإدارة.
وهو النسيان
وقصور الذاكرة
والتعكّز على "مصالحات" هي في تقديري "انتهازيات شريفة".
وهو هذا الفصام، المطلوب علاجه عند بعض النخبة،
الذي يؤجل، يؤخر ويحبط محاولات بناء ثقافة معارضة بانية.
أكثر من هذا، فإني لا أحمل في قلبي سوى حب ابن لأمه.

ــــــــــــــــــــــ
الحبيب السايح




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى