رسائل من فرناندو بيسُّوا الى أوفيليا كايروز

- رسائل فرناندو بيسُّوا الى أوفيليا كايروز

1

1مارس 1920 أوفيليا الصغيرة لم يكن ضروري ذلك الخطاب الطويل جدا والشفاف في ظاهره, ولا تلك السلسلة من الأسباب غير الصَّادقة بقدر ماهي غير مقنعة التي بعثت بها إليَّ لتبيِّني ازدرائك أو على الأقلِّ عدم اكتراثك الحقيقي .كان يكفي أن تقولي لي ذلك , وهكذا سأفهمه فهما جيدا يعادل ما قد يسببه لي من ألمٍ. إذا كنت تفضلين عليَّ ذلك الشاب الذي تترددين عليه والذي تُحبينه كثيرا بكلِّ تأكيدٍ ,فكيف لي أن أرى في ذلك أمرا سيئا؟إذ للصغيرة أوفيليا أن تختار من تشاء, فهي ليست ملزمة-هذا ما أعتقده فعلا- على أن تحبَّني ولا على أن تتظاهر بأنها تحبني إلا إذا كانت تريد أن تتسلَّى. إنَّ مَن يُحبُّ حقًّا لا يكتب رسائل هي أشبه بتقرير موجَّه إلى القضاء . فالحبُّ لا يحلِّل الأسباب مثل هذا التحليل ولا يعامل الأشخاص على أنَّهم متهمون لابُدَّ[ من الشهادةِ ضدُّهم] . لماذا أنت لست صريحة معي؟أيَّة حاجة تجدينها في إيلام شخص لم يسبب لك ولأيِّ إنسان آخر أيَّ سوءٍ؛ شخص يتحمَّل من الثقل والألم ما يكفي حياته الموحشة والحزينة؛ وهو ليس في حاجة إلى أن يراكِ ثقلاً بأن تبعثي في نفسه آمالا كاذبة وأن تكشفي أحاسيس مخادعة وليس في ذلك من جدوى إلاَّ أن تكون التسلية ؛ وليس في ذلك من مصلحة إلا السخرية. أُقرُّ أنَّ كلَّ هذا مثير للضحكِ وأنَّ الطرف الأكثر إثارة للضحكِ هو أنا. أنا نفسي قد أجد هذا مثيرا للضحك لو لم أكن أحبُّكِ بهذا القدر ولو كان لديَّ الوقت للتفكير في شئ آخر عدا الألم الذي يحلو لك أن تسببيه لي دون أن أكون قد استحققت ذلك إلاَّ أن أكون أحبُّكِ , وأنا أرى حقًّا أنَّ حبِّي لكِ ليس سببا كافيا لأستحقَّ ذلك.أخيرا... هاهي>> الوثيقة المكتوب< < التي طلبتها منِّي أما توقيعي فسيتعرَّف عليه السيد العدل أوجينو سيلفا. فرناندو بيسوَّا

*****

2

18 مارس1920
أشكرك كثيرا على رسالتك؛ أنا متضايق جدًّا في هذه الفترة ِ. وذلك لكلِّ الأسباب التي يُمكنكِ تصوُّرها ,وحتَّى يكتمل المشهدُ تماما لم أتمكن من النَّوم منذ ليلتينِ. حالة من الالتهاب الحلقي تُسيل ريقي باستمرار وشئ مريع يستبدُّ بي إذ عليَّ أن أبصق كلَّ دقيقتين وهو ما يمنعني من الراحة .

أمَّا الآن ؛فأنا فأنا أفضل حالا ولو أنِّي أحسُّ في نفس الوقت ألما شديدًا ,فقد قلَّت التهابات الحلق لكن الحمَّى تعاودني مرَّة أخرى وهو ما لم أعان منه عند الصباح . ولتعلمي أنَّ هذه الرسالة كُتبت بنفس أسلوب رسالتكِ , لأن أوزوريو يجلس قربي الآن على حافَّة السرير من حيث أكتب إليك ِ وطبعا إنَّه يرىمن حين لآخر ما أخطُّه .

لن أستطيع إتمام الرسالة بسبب الحمَّى والصُّداع. لتلبية ما طلبته من تلك الأشياء يا حبي الصغير العزيز(على أمل أن أوزوريو لن يتمكن من قراءة هذا) يلزمني أن أكتب أكثر ولكني لا أستطيع.

أليس كذلك؟. أعذريني.

*******

3

19 مارس1920

الرابعة صباحا حبي الصغير , رضيعتي العزيزة

إنها الرابعة صباحا تقريبا ورغم أنَّ جسدي الموجوع بكامله بحاجة إلى الراحة فإنِّي تخلَّيْتُ تماما عن النوم.منذ ثلاث ليال وأنا على هذه الحالِ لكن هذه الليلة هي من أشدُّ الليالي ما عرفت في حياتي هولا . لحسن حظك ؛ليس بإمكانك يا حبي الصغير أن تُدركي ذلك.

إنَّ ما يؤرقني ليس فقط الالتهاب الحلقي فقط والحاجة الحمقاء إلى أن أبصق كلَّ دقيقتين , وإنما برغم أنني لست محموما, فأنا أهذي, أحسُّ أنَّني أصبحت مخبولا وأجد رغبة في أن أصرخ ؛أن أصرخَ عاليا بآلاف الأشياء المتفرقة والمختلفة.

كلُّ هذا ليس فقط بسبب التأثير المباشر لحالة الدوار المتأتية من المرض ولكن لأني قضيت كامل اليوم منزعجا بسبب( تأخَّر قدوم عائلتي وما أحدثه هذا التأخر من ) أشياء متعلِّقة بمجيء عائلتي اليوم لكن التأخر أزعجني ذلك أنَّ ابن عمي الذي وصل هنا في السابعة والنصف قد حمل إليَّ أخبارا غير سارَّةٍ لا داعي إلى ذكرها الآن ؛ لحسن الحظ أنها لا تعنيك في شئ.

في هذا الشأن كان يجبُ أن أقع مريضا في الوقت ذاته عليَّ أن أقوم فيه بأمور لا تقبل التأجيل وليس بإمكاني أن أوكلها إلى شخصٍ آخر.

ألا ترين يا رضيعتي المحبوبة , في أيَّة حالة ذهنية أ عيش هذه الأيام وخاصَّة منها اليومين الأخيرين.. وليس بإمكانك أن تتخيَّلي الصورة الجنونية التي أنا مشتاق بها إليكِ , ولا ذلك الإحساس الدائم بفقدانكِ .

إنَّ غيابكِ ليوم واحد أو لبعض يوم يصرعني ؛ تخيَّلي ما الذي يمكن أن أشعر به إذا لم أرك يا حبِّي منذ ثلاثة أيام.

يا حبّي الصغير

أريد أن تفسري لي أمرا, لماذا أنت منكسرة عميقة الحزن في رسالتك الثانية , تلك التي أرسلتها عن طريق أوزوريو . أعرف أنَّك أنت أيضا قد اشتقت إليَّ غير أنَّكِ تبدين من العصبية والحزن والانخذال ما جعلني أجد عناء في قراءة رسالتك الصغيرة وإدراك مدى تألمك ,

ما الذي حدث لك يا حبِّي باستثناء فراقنا؟

هل حدثت لك شيء ما أكثر خطورة ؟ أقول ذلك لأنك تتحدثين عن حبِّي بكثير من اليأس كما لو أنك ترتابين منه,. في حين أنه لا داعي لذلك أصلا.

أنا الآن وحيد تماما .

يمكن أن أقول ذلك.لأنَّ أصحاب هذا البيت الذين يعاملونني معاملة حسنة جدًّا مهذَّبون إلى حدٍّ كبيرٍ لا يأتونني بالحساء أو الحليب أو الأدوية إلاَّ أثناء النهار وّلك كان متوقعا هم لا يجلسون معي أبدًّا. لذلك حسُّ في مثل هذه السَّاعة من الليل وكأنني في الصحراءِ

أشعر بالعطش وليس ثمَّة من يمكنني أن أطلب منه جرعة ماء ؛صرت نصف مجنون في هذه العزلة التي أنا فيها ؛ ليس لي من يرعاني إذا حاولت النوم.

أشعر بأنني مقرور ؛ سأتمدَّد على السرير محاولا أن أجد بعض الرَّاحة.

لست أدري متى يمكنني إيصال هذه الرسالة إليكِ ولا ما إذا كنت سأضيف إليها شيئا آخر.

آه . يا حبي . يا رضيعتي.يا دميتي الصغيرة . لو كان بإمكانك أن تكوني هنا .

إليكِ من حبيبكِ ممن هُوَ لَكِ الكثير الكثير الكثير الكثير من القبل.

فرناندو

التاسعة صباحا

حبِّي العزيز الصغير

يبدو لي أنَّه كان بمثابة معجزة أن أكتب إليك ما كنت قد كتبته.

بعد ذلك ذهبت مباشرة لأنام دون أن يكون لي أي أمل في النوم والحقيقة أنني رقدت ثلاث أوأربع ساعات متتالية وهذا طبعا لا يكفي لكنك لن تتصوَّري الفرق.

أشعر أنني أحسن حالا رغم التهابات حلقي وانتفاخه, أعتقد أنَّ تحسُّن حالي عامة يبشرِّ بزوال المرض .

إذا ما كان تماثلي للشفاء سريعا فقد أستطيع الذهاب إلى المكتب اليوم عندها ودون تأخير سأسلمك الرسالة بنفسي .

آمل أن أتمكن من الذهاب , لديَّ أمور مستعجلة لن أستطيع قضاءها إلاَّ في المكتب ويستحيل إنجازها هنا .

وداعا يا ملاكي الصغير الرضيع . أغمرك قبلا ملأى برغبة رؤيتك.

من حبيبك الدائم ممن هو لكِ باستمرارٍ.

فرناندو

*******

4

19 مارس 1920

رضيعتي الصغيرة جدًّا ( والقاسية جدا حاليا)

الرسالة المرفقة بهذه هي التي بعثتها بها إليك عن طريق أوزوريو.

آمل أن أتمكن من تسليمكِ إياهما غدا حين تغادرين مكتب ديبان.

وبخصوص المعلومات التي وصلتك بشأني, أريد أن أقول مجددا إنَّها ليس فقط محض افتراء ؛ إنما أيضا أن ’’ الشخص المحترم’’الذي قدَّم هذه المعلومة لأختك إمَّا أن يكون اختلقها اختلاقا فيكون كاذبا إضافة إلى أنَّه مخبول وإمَّا أن يكون غير موجود فتكون أختك هي التي اختلقته ولا أقول إنها ادَّعت أنَّ شخصا ما قال لها شيئا لم يقله لها أيُّ شخصٍ .

اسمعي يا حبِّي الصغير .

إنَّه لمن السيِّئ دائما في مثل هذه الحالات أن نعتقد أنَّ الآخرين سُذَّجْ.

حول هذا’’ الشخص’’ وحول ما قلته لي (طبعا بما أنَّه قد قيل لكِ) أقدِّم لك ملاحظتين:

-1- أنَّ هذا الشخص يعرف أني أحبك

-2-إنَّه ’’ يعرف’’ أنني أحبك ِ دون أن تكون لديَّ نوايا جدية .

ولكنْ

لنبدأ بالأمر التالي:

لا أحد يعرف إن كنت أحبُّكِ أو لا أحبُّكِ بما أنني لم أبح لأحد شيئا بخصوص هذا الموضوع .فلننطلق من مبدأ أن هذا’’الشخص المحترم’’ لا ’’يعرف’’و لكنه يتخيَّل أنِّي أحبُّكِ وبما أنه لابدَّ من أن يكون هنا سبب لهذا التخيُّل , فقد يكون هذا الشخص اقتنص بغتة تبادل نظرات بيننا, أو بالأحرى نظرات مني إليك ِ في هذه الحال؛ هذا يعني أنه شخص من المكتب أو أنه من الذين يترددون غالبا على المكتبِ .ولكنه لابُدَّ أن يكون إمَّا من عائلة ابن عمِّي التي ربما أسرَّ إليها هذا الأخير بما قد يكون خامره من شكوك لما قد يكون سمعه من حين لآخر من عبارات من مثل ’’ أحبُّكِ’’ أمن عائلة أوزوريو؛ حتَّى يكون بإمكانه أن يؤكِّد أنني أحبُّكِ ولو كان عن طريق الشائعات. لكنها تستطيع من خلال الشائعات أن تؤكِّد أني أحبُّك , فهذه الشخصية إمَّا أن تكون من المكتب أومن عائلة ابن عمِّي ( وهو بدوره قد أودع الشكوك التي تخامره من حين لآخر من أني أحبُّك ) أو هو من عائلة أوزوريو .

ليس هذا كله سوى مجموعة من الافتراضات غير أن التسليم بأن مصدرها شخص من العائلة أو من هنا من المكتب فهذا سبب يُشكِّك في مسألة تصديقها على خلفية أنَّ هذا الشخص يعلم أني أحبُّك.

وإذا لم يكن هناك شخص على الإطلاقِ أحد (شخص عرف ذلك من خلال مكاشفتي إيَّاه للأمر له,لا أحد بإمكانه أن ’’يتخيَّل ’’ ذلك على كلِّ حال) يمكنه أن يعلم علم اليقين أني أحبُّك بكل صدقٍ. هناك إذا شخص آخر يستطيع أن يقول أني أحبَّك ِ دون أن تكون لديَّ نوايا جادة .

لابد أن يكون داخل قلبي و في هذه الحال فإنَّه يكون قد أخطأ النظر لأنَّ ما رآه لا يمكن أن يكون إلاَّ مجرَّ د حماقاتٍ.

أما بخصوص ’’ المرأة’’ التي أعاشرها ؛ فهي إن لم تكن مجرَّد سبب اختلقته للهروب منِّي ؛ فاسألي الشخص المحترم الذي أخبر أختك (إنْ وُجد) الأسئلة التالية:

-1-من تكون هذه المرأة؟

-2- أين عشتُ؛أو أعيش معها ؛و أين ألتقي بها ( إذا كانوا يعتقدون أنَّنا حبيبان نعيش في منزلين منفصلين).

-3- اُطلبي معلومات أخرى قد تحدِّد ملامح هذه’’ المرأة’’أو تعرِّفها.

إذا لم تكن هذه الحكاية من اختلاقك , أجزم لك أنَّك ستكونين سبب’’الاختفاء’’ المفاجئ لهذا الشخص الذي جاء بهذه المعلومات ؛’’ اختفاء’’ كل من يُضبطون في حال كذبٍ.

وإذا كان الشخص المحترم’’ المزعومِ’’ الصفاقة بأن يقدِّم تفاصيل أخرى؛ فإنه يكفيك التحري وحدك في الأمر. وقتها ستتأكدين أنها مجرَّد أكاذيب من البداية إلى النهاية.

آه. كلُّ هذا ليس إلاَّ عقدة تافهة تافه ؛ شديدة القذارة ؛ لكن ككل الأشياء القذرة شديدة الغباوة.

-لأبعادي عنكِ !من أين أتت هذه العقدة؟

أم أنَّه ليس ثمَّة شئ من هذا كله؛ والأمر وما فيه مجرَّد حيلة فبركتها للتخلُّص منِّي؟

لا أعرف .... كلُّ شئ ممكن بالنسبة لي الآن , لي الحق أن أتصوَّر كلَّ شئ .

والحقيقة ؛ أنني أستحقُّ أن يعاملني القدر والناس بشكل أفضل مما أنا عليه الآن.

سأعمل من أجل أن تتسلمي هذه الرسالة اليوم؛ مهما كانت الأسباب. وإلا فسأعطيك إياها حين نلتقي هنا , عند الساعة الثانية عشرةوالنصف.

اقرئي جيِّدا الرسالة المرفقة بهذه ؛ و التي كتبتها هذا الصباح ولم تتصلي بها لأن أوزوريو كان قد حملها إليك في الوقت الذي كنت أنت فيه هنا.

هذا فيما يتعلَّق بكتابة رسالة وتلقِّي قائمة من المعلومات و’’هدايا’’وهبتني إياها.

* ملحق-1- أخيرا ما هو الصحيح في كلِّ هذا ؟بدأت أرتاب من كلِّ شئ .ما الحكاية ؛

لم تذهبي ثمَّ ذهبت.... إلى ديبان؟
لماذا ساررت أختك فجأة؟
بدأت لا أفهم شيئا
بدأت لا أعرف فيما أفكر بالضبط؟

فرناندو

* ملحق-2- شئ آخر : إذا كان هذا’’ الشخص المحترم’’ موجودا( أشكُّ) فما هي أغراضه الذاتية من وراء ابعادي عنك.

أليست هناك بوادر علاقة مع شخص من أولئك الذين يتقرَّبون إليك .

لكن لابدَّ أن لهذا’’ الشخص المحترم’’ قرابة بالسيِّد كروس (1), أنتظرك هنا في المكتب غدا في الوقت المعتاد.

آه ؛ يا حبِّي : هل تريدين الفرار منِّي ؛ أم أن هنا من لا يسعده أن تكوني حبيبتي.

فر نندك . دائما لكِ.

كروس: كنية لبيسُّوا

*****

5

20مارس1920

رضيعتي الصغيرة ,رضيعتي الصغيرة العزيزة
اليوم ؛ الأحد ؛ أكتب إليك من بيتي ؛ بعد أن أنهيت ترتيب حاجاتي استعدادا للانتقال غدا صباحا ولست اعرف متى يُمكنني أن أسلمكِ هذه الرسالة .أشعر بألم في حلقي مرَّة أخرى؛ إنَّها تُمْطرُ ؛إنِّي بعيد عنكِ؛وهذا كلُّ ما لديَّ للتسلية اليوم ؛ مع الإزعاج الذي سيسببه لي نقل الأثاث غدا؛ ربما بسبب المطر وأنا مريض بهذا الشكل, في بيت ليس فيه أحد على الإطلاق . ( لوعلى الأقلِّ أتعافى قليلا وأتمكن من ترتيب الأمور بشكل أو بآخر) ؛سأطلب بطبيعة الحال من ماريانو سانت أنَّـا الإقامة بباكسيو الذي سيوفرها لي عن طيب خاطر لأعالج الحلق بشكل حازم؛ كما قام بذلك في 19من هذا الشهر حين أُصبْتُ بالتهابٍ.

ليس بإمكانك أن تدركي كم أكون مكسورا وحزينا حين أفتقدك وأن مريض .في.ذلك اليوم حين أخبرتك بعلَّتي بدا لي (أظنُّ) أنَّ هذا الموضوع يزعجك ؛ وأن كلَّ هذا يضايقك كثيرا . أفهم جيدا أنَّكِ تسخرين من الآخرين الذين يتألمون وأنت التي بصحَّة جيِّدة؛ ولكن إذا كان ’’ هؤلاء الآخرون’’ هم؛ مثلا ؛ أنا ؛ الذي تدَّعين أنك تحبينه.

إنني أفهم أن المريض مزعجٌ ومن الصعب الشعور نحوه بالعطف. ولكنني أطلب منك التظاهر فقط بهذا العطف ِوأن تُبدي شيئا من الاهتمام بي.هذا على الأقل لن يجرحني ولوكان هذا التظاهر مزيجا من الاهتمام واللامبالاة نحوي.

لست أعرف متى يمكنني أن ألقاكِ فغدا وبعد الغدِ سأكون منشغلا بمسألة إخلاء البيت وترتيب الأمور في البيت الجديد

هذا كله؛ مع الوعكة التي تلازمني.أحسَب أنني سأراك في الوقت الذي يمكن أن نحدده غدا ؛ عند الثامنة مساء أو بعد ذلك .سأحاول رؤيتك في الأثناء عند منتصف النهار (رغم أن ذلك يبدو صعبا)لأنَّ من هوفي مثل حالي عليه أن يكون في الفراش منذ الثامنة .

وداعا أيها الحب الصغير ؛حاولي ما استطعت أن تحبيني حقا ؛ لمشاركتي آلامي ؛ لتتمني لي صحَّة جيَّدة؛ حاولي أن تتظاهري بذلك بشكل ما.

عدَّة وعدَّة قبل ممن هو لك؛دائما لك ,ولكنه مهمل جدا ومتألم جدا .

فرناندو

*****

6

22مارس1920
رضيعي- الملاك الصغير
ليس لديَّ متسع من الوقت لأكتب إليك؛ كما أنه يا حبي الصغير القاسي؛ ليس عندي شيء مهمٌّ ليس بإمكاني أن أقوله لك غدا بشكل أفضل وبصوت عال في فاصلة من الوقت ؛ للأسف. باختصار, كم تدوم المسافة بين نهج دو أرسنال وبيت أختك.

أريد أن أراك مبتهجة كعادتكِ,لا أريدك أن تحملي هما,.عديني ألاَّ تغتمِّي؛ و أن تحاولي باستطاعتك أن لا يكون ذلك بسبب الآخرين ؟ فليس لديك أيُّ سبب لذلك ؛ صدقيني .

رضيعتي الصغيرة اسمعي الآن.اطلبي مني شيئا كنتِ تشتهينه كان في وقت ما يبدو لي غالي الثمن فهو الآن ممكن التحقيق .اُطلبي من الله أن يفوز السيد كروس بالجائزة الكبرى- جائزة بألف جنيه-التي أجلها دخل المسابقة. أنت لا تتصورين مدى أهمية هذا الفوز بالنسبة لنا نحن الاثنين.إضافة لذلك ومنذ أن رأيت في جريدة إنجليزية أنه نال جنيه (تثبت أن ذلك كان خلال مسابقة حيث لم تكن كلماته فظيعة) كل شيء أصبح ممكنا.إنه الرقم 12 من 20000(عشرين ألفا)مشارك.هل من الممكن أن يصبح ذات يوم رقم 1؟

آه يا حبي الصغير لو أن هذا يحصل ويتم في مسابقة كبرى ( بألف جنيه وليس فقط بثلاثمائة ؛ لن تنفع كثيرا)!هل فهمتني؟

منذ قليل زرت الطابق الثالث من الإستريلا الذي يُقَدَّرُ ب70000ريال(الحق بما أنه لا يوجد أيُّ شخصٍ في الطابق الثالث فقد زرت الطابق الثاني الذي له نفس مواصفات الثالث )إنه بالإمكان تبادلهما فيما بعد.

هي سكنى أكثر من جيِّدة ؛ رائعة!مكان فسيح بل واسع جدا لتسكن فيه أمي ؛ أخوتي؛الممرضة؛خالتي وأنا معهم.(عندي شيء آخر لأقوله لك وسأحدثك عنه غدا )

وداعا ؛ يا حبي؛لا تنسي السيد كروس؛ موافقة ؟ فكري في أنه صديق مهم لنا وبإمكانه أن ينفعنا (نحن الاثنين)

الكثير من القبل بجميع الأحجام ممن هو لك ؛ لك دائما.

فرناندو

******

7

23مارس1920

رضيعتي الصغيرة العزيزة

بات في شبه المؤكد ؛ اليوم؛ أن أوزوريو لن يتمكن من الاتصال بك فعليه أن يمكث هنا لانتظار فالاداس إضافة لذلك يجب عليه أن يجلب السكر لابن عمِّي .لن ينفعني في شيء أن أكتب إليكِ.على كل حال هاهي هذه الأسطر فلعلني أتمكن من تسليمك الرسالة.

من حسن الحظ أنَّنا قد أنهينا حوارنا حين دخلوا علينا ؛كنَّا على وشك أن نفترقَ.ولهذا السب اخترت الدرب الذي نسلكه أثناء عودتك لبيت أختك حتى لا يقطع أحد علينا حديثنا يا رضيعتي إذا رغبت غدا انتظركِ في نفس الوقت؟

أنالا أقبل فكرة الكتابة إليكِ ؛ أريد أن أحدِّثكِ ؛ أريدك دائما حذوي ؛حتى لا أضطر لكتابة الرسائل إليكِ. الرسائل ؛علامات انفصال ,علامات نكتبها للضرورة لأننا بعيدين الواحد عن الآخرِ.

لا تستغربي من هذا التلكؤِ في رسائلي .الرسائل نكتبها لأولئك الناس الذين لم تعد لدينا رغبة في الحديث إليهم. لهؤلاء؛ أنا أكتب بقلب كبير.خذي مثلا أمِّي فإني أكتب إليها بقلب كبير ذلك لأنني أحبها كثيرا.أريد منك أن تشعري بهذا ؛ وأن تعرفي أنني أحسُّ وأفكِّر في هذا الموضوع ؛ كي لا تجدينني جافا, باردا, لامباليا.لست كذلك يا رضيعتي ياابني الصغير يا مسندي الوردي الصغير لرشق القبل( أيَّ شيء!).

أرسل إليك تحناني الصيني .
مساحة من آلف القبل ممن هو لك ؛ دائما لكِ

وداعا يا ملاكي إلى الغدِ
فرناندو
سيأتيكِ أوزوريو بالتحنان الصيني داخل علبة كبريتٍ

24مارس1920

حبي الصغير العزيز
عليَّ ؛ اليوم؛أن أقوم بعدَّة أشياء سواء في المكتب أو هنا.

سأخطُّ لك سطرين هنا, لأؤكِّد لكِ أنني لا أنساك - لكأنَّه من السهل عليَّ نسيانكِ!

اِ سمعي, سأنتقل من بنفبكا إلى أستريلا صباح 29من هذا الشهرِ؛ منذ قليل حدَّدت موعد الانتقال.و هذا يعني أننا لن نلتقي الأحد القادم بما أنني سأقضِّي كامل اليوم هناك في بنفيكا لترتيب كلِّ شيء فأنا لن أستطيع القيام بذلك خلال الأسبوع.

إنَّني تعب جدا ومازلت سأقوم بعدَّة أشياء أخرى.يشير لي أوزوريو أنها الخامسة والنصف.

اُعذريني لعدم كتابة المزيد ؛ هل أنت موافقة؟ نلتقي في الوقت المعتاد ونتحدَّث.

وداعا يا حبي الصغير جدا.

أجمل القبل ممن هو لك , دائما لكِ.

فرناندو

******

9

25مارس1920

هرولت كامل هذا اليوم من جهة إلى أخرى ؛لم أجد مكانا أتوقَّفُ فيه؛ يعني أذهب من مارتينهو دا أركادا إلى مارتينهودي كامويس , ثم العكس, كامل اليوم. إنه لأمر مزعج( زيادة على ذلك إنه مكلف كثيرا) بالنسبة لشخص افتقد مثل هذه العادة ؛ و افتقد في آخر الأمر نكهة التسكع بين البارات.

لا أعرف كيف أرتب حياتي كي لا أجد نفسي في مثل هذا الضياع. وكلُّ هذا بسبب مؤسسة فليكس, فالاداس وفريداس: لأن فالاداس لم يعد يرغب في وجودي بينهم والمؤسسة أصبحت في جزء منها له وابن عمِّي ليس لديه الشجاعة للتصدي أو على الأقل معارضته. أخيرا لقد فسرت لكِ كلَّ شيء منذ حينٍ .

سأحاول أن أسلِّم الرسالة لأوزوريو ليوصلها لكِ اليوم ؛ على أمل أن لا يكون لديه ما يشغله!

أوفيليا الصغيرة ؛ اِسمعيني , أليس هناك وسيلة ؛ وأقصد بذلك المكان والوقت المناسبين ذات يوم لنتحادث أكثر من ربع الساعة المخصص للمشي من كوربو سانتو إلى منزل أختكِ ؟

غدا عندما نلتقي كعادتنا حاولي الإشارة إلى شيء من هذا القبيلِ.

أنا متعب دائما, ولكنه التعب الغبي المتأتي من عدم قيامي بأي شيء اليوم.يعني لم أخسر يومي تماما . فقد كانت لي محادثة طويلة وهامة مع صديق لي,( فيما يخصُّ العمل) . لكنني متعب؛ ولم أنجز شيئا مما كان يجب عليَّ أن أفعله ( تقريبا).

سأرى إذا كان من الممكن أن أذهب اليوم باكرا إلى بنفيكا للشروع في ترتيب أشياء تخصُّ إخلاء المنزل.سيكون أمر جيد إن تمكنت من ملاقاتك يوم الأحد , بعد الزوال مثلا.

وداعا ياحبي قبل ؛ قبلات قبلات وقبلات ممن هولك دائما لكِ.

فرناندو

********

10

26مارس1920
رضيعتي الصغيرة جدا والعزيزة

إنها الثالثة والنصف بعد الزوال؛ وأنا الآن في مارتينهو دا أركادا ؛ نهاري>>مكتظٌّ< <-يعني أنَّ ما كان ينبغي عليَّ القيام به قبل السادسة قد استوفيت إنجازه.( أقول>> قبل السادسة< <لأنه عليَّ توضيب بعض الأمور في أستريلا بعد السادسة .

هل تعلمين؟ منذ ساعة كنت في نهج سانتا مارتا حيث يوجد صندوق البريد الآن.لم يكن هناك شيء للسيد كروس(أما>>الجنيه< <فلم يصل بعد أو أنه سيأتي عبر البريد مؤمن الوصول؛ وهم لم يوزعوا بعد هذا الأخير)لم يكن هناك شيء للغائب 146ابن عمي؛ في الأثناء وللمفاجأة الكبرى وجدت رسالة وبطاقة بريدية للغائب 147 (أنا)ووجدت أيضا رسالةلأمي وأخرى لأحد أخوتي!وبما أن هذه الرسائل يعود تاريخها إلى 17وإلى 18فيفري تأكدت من أنهما لم يكونا في ترنسفال في ذلك العهد. لديَّ إذا اعتقاد شبه مؤكَّد أنهم أبحروا على متن لورنسوا ماركيز وسيصلون حوالي 4أفريل إذا ما سافروا في الباخرة كما كنت قد قلت لك. إنني ذاهب الآن لأعجِّل في كلِّ شيء.سأقضي أياما رائقة في العمل. ما سأفعله اليوم في الأستريلا ؛ ( ليس رؤية الشقراء صاحبة العيون الزرقاء!!!)لكن سأهتم بترتيب إخلاء أثاث أمي هناك في المنزل.

مازلت أشعر بآلام في الحلق وأخشى معاودة المرض. يالها من دعابة لو سقطت مريضا في هذا الوقت بالذات؛اِنه ؟!

لديَّ وثائقي ل....( غير واضح في الأصل)

وداعا يا حبي ؛ عندما لا تكوني رائقة البال فكري فيَّ قليلا ( أما فيما يخصُّني) فلقد اقتنعت أنني أحبكِ . نعم ؛ أعتقد أنه بإمكاني أن أجزم أني أكنُّ لك عاطفة خاصَّة .

فيلق من القبلات ممن هو لك ؛ دائما وأبدا لكِ

فرناندو

******

11

27مارس1920

رضيعتي الصغيرة القاسية والحلوة

ليس لديَّ متَّسع من الوقت للكتابة إليكِ ؛ وسيتواصل الأمر في فوضى الانتقال من منزل إلى آخر على هذه الحال لثلاثة أو أربعة أيام ؛, زد على ذلك إنَّه انتقال مستعجل.

إنَّها الساعة السادسة تقريبا بعد الزوال ولم أر بعد أوزوريو لذلك لست متأكدا من أن هذه الرسالة ستصلك اليوم؛ أكتب لحبِّي الصغير من مقهى الأركادا. بعد دقائق سيصل ابن عمِّي لذلك أنا أكتب بسرعة .قلت لأوزوريو( تركت له خبرا عند حارس 42) أن يلتحق بي هنا . على أمل أن يحمل لك هذه الرسالة اليوم.

من حسن الحظِ أنني استوفيت جميع ما لديَّ من مهام اليوم؛ولم يبق غير أن أحسم مسألة نقل أثاث أمي؛سأهتم بذلك منذ هذا المساء بداية من الثامنة والنصف في الإستريلا.

وكما كنت أعلمتك ؛ لن أغادر بنفيكا غدا . سأنتظرك يوم الأثنين عند الساعة الثامنة في نواحي بيت أختكِ.آمل ترتيب الأمور كي يتمَّ النقل مساء يوم الثلاثاء ( المقرر ليوم الثلاثاء حسب المخطط)طبعا نقل أثاث أمي؛ أما إذا حدث العكس فإننا سنخسر جولة مسائية أخرى. أخيرا ؛ يوم مساء الأثنين أخبرك بما اتضح من الأمر.

هاهو أوزوريو قد وصل . أستطيع أن أرسله قبل مجيء ابن عمِّي ولهذا السبب أغلق فجأة وبسرعة ( أعذريني يا حبِّي ) هذه الرسالة.

ملايين القبل ممن هو لك ؛ دائما وأبدا لكِ.

فرناندو

********

12

29مارس1920

حبي الصغير العزيز؛أكتب إليك هذين السطرين فقط لأقول لك لا تنتظري رؤيتي عند الساعة الثامنة . لقد سبق والتقينا عند منتصف النهار.

سأعمل على الالتحاق بكِ غدا وأترك بانتوجا يعوضني في المكتبِ .انتظريني قليلا ولتكن المكتبة الإنجليزية مكان لقائنا.

تمَّ الانتقال. والأثاث سلم من المطر؛ وبالعكس فقد أخذت منه نصيبا وأنا في اتجاه الإستريلا .

لم أتحدَّثبعد مع ماريانو سانت أنَّا لأطلب منه إيوائي المستشفى ؛ سأفعل ذلك عما قريب.

أشعر أنني لست في أحسن أحوالي ؛ ولكنني لست مريضا مثلما كنت عند منتصف النهار حين رأيتكِ.

رضيعتي الصغيرة إلى الغد وداعا .

قبل وقبل أخرى ممن هو لك ؛ دائما لكِ.

فرناندو

*********

13

5أفريل 1920

رضيعتي الصغيرة والماكرة

ها أنا ذا وحدي في البيت باستثناء المتثقف الذي يلصق المنسوجات على الجدار ( ليس على السقف طبعا أو القاع!)ولكن هذا الأخير لا يعني شيئا. وكما هو متفق سأكتب لرضيعتي الصغيرة لأقول لها إنها سيئة جدا على الأقلِّ ؛ باستثناء إنها بطلة فيما يتعلق بفن التظاهر.

ألا ترين , إنني أكتب إليكِ ولكنني لا أفكِّر فيكِ .أفكر في النوستالجبا التي أشعر بها إزاء ذاك الزمن حين كنت أصطاد اليمام وهنا كما تعرفين لا يعنيكِ الأمرُ.

جولة هذا اليوم كانت رائقة.- أليس كذلك؟كنت في أفضل حالاتك وأنا كنت في أفضل الحالات والنهار أيضا كان كذلك( صديقي أ.أ كروس لم يكن كذلك ؛ رطل من الصحَّة يكفيه في الوقت الحاضر رطل كفاية كي لا يُصاب بالزكام)

لا تستغربي إذا كانت رسالتي هذه وقحة شيئا ما . هناك سببان لذلك . الأول, إن هذا الورق ( الوحيد المتوفر الآن) أملس وريشة القلم شديدة الانزلاق عليه ؛ ثانيا , لقد اكتشفت أن لديَّ بورتو ممتاز ؛ فما كان منِّي إلاَّ أن فتحت الزجاجة واحتسيت نصفها . السبب الثالث, ليس هناك سبب ثالث لأنهما ؛ في الحقيقة سببان فقط ( المهندس ألفارو دي كامبوس*)

يا حبي ,متى يمكننا أن نلتقي على انفراد؟ألا ترين أن فمي وقح لأنني منذ زمن بلا قبلات ...منذ زمن لم تجلسي على ركبتي ؛ يار ضيعتي !منذ زمن لم أعضَّكِ رضيعتي !رضيعتي كي ..( آه هنا رضيعتي قاسية وستضربني..)>>صغير للمحاولة< <هل هكذا سميتكِ ومازلتِ كذلك, لكن بعيدة عني .

تعلي هنا يا رضيعتي قرب الولد الصغير؛ تعالي إلى ذراعي الولد الصغير , ضعي فمك الصغير على فم الولد الصغير ...تعالي إنني وحيد , وحيد جدا بلا قبلاتٍ.

ما الذي لم أعطه لأتأكَّد من أنَّكِ تتضايقين مني فعلا! سيكون ذلك على الأقلِّ عزائي الوحيد ... ولكنك تفكرين فيَّ أقلُّ مما تفكرين في ساعي المكتب , في المشرف على الحسابيات ؛ في محاسب المكتب !أنت قاسية , قاسية, قاسية,!!!

لا ينقصك غير السوط.

وداعا ؛ سأضع رأسي في قاع دلو. هكذا يفعل الكبار- على الأقلِّ عندما يكون لهم- أولا عقلا, ثانيا رأسا , ثالثا دلوا حيث يضعون الرأس.

قبلة واحدة لكل المدة التي يستغرقها الكون؛ ممن هو لك ؛ دائما لكِ

فرناندو( الولد الصغير)

*ألفارو دي كامبوس: أحد أنداد بيسُّوا

*********

14

8أفريل1920

لم أكتب إليك البارحة لأنني كنت في حالة سيئة جدا .

ولأنني لم أركِ اليوم أصابني شعرت بالانزعاج والقلقِ.رغم أنني توقفت أمام باب المكتبة الإنجليزية الحادية عشرة و40دإلى ما بعد منتصف النهار والنصفِ.

رضيعتي الصغيرة؛ هل أنت مريضة؟

اخبريني عن أحوالك بحقِّ الإله !
أكتب إليك من مقهى الأركادا بسرعة ؛ لأحملها إلى أوزوريو . أرجو أن أجده!
اخبريني عن أحوالك ,اتفقنا؟

آلاف القبل ممن هو لك ؛ دائما وأبدأ لكِ.

فرناندو

*******

15

16أفريل1920
رضيعتي الصغيرة القاسية
لن أستطيع المجيء في الوقت المتَّفق عليه. عليَّ أن أكون في البيتِ عندمنتصف النهار بالضبطِ.

آمل النجاح في العثور على أوزوريو ليسلمكِ هذه الرسالة بين منتصف النهار ومنتصف النهار والنصفِ.

هل بإمكانك المجيء غدا كالعادة على الساعة الحادية عشرة حذو المكتبة الإنجليزية ؟
يبدو لي أن هذا الوقت سيانسبني لبضعة أيام فهو أفضل من منتصف النهار..
سأشرح لك الأمر بشكل أفضل غدا إذا تمكنت من المجيء عند الحادية عشرة.

وداعا يا حبي الصغير جدا الكثير من القبل ممن هو لك ؛ دائما لكِ

فرناندو

********

16
29أفريل1920

ليس بإمكانك أن تتصوري كم وجدتك جميلة اليوم وأنت تقفين عند نافذة بيت أختكِ !

لحسن الحظِ أنَّك كنت فرحة وأبديت رغبة في مشاهدتي ( ألفارو دي كامبوس)

أنا حزين جدا هذه الأيام زيادة على ذلك فأنا متعب – وليس فقط لأنني لم أتمكن من رؤيتك أنا حزين ولكن نظرا للتعقيدات التي يضعها الناس في طريقنا . لقد انتهيت من التفكير أن التأثير القوي, الملحَّ, النشيط لهؤلاء الناس سينجح في دفعك إلى كُرهي؛ لن يعاتبوك ؛ أو يعارضوكِ بشكل صريح ولكن سيؤثرون ببطء في طريقة تفكيركِ

أحس أنني مختلف , لست أنت التي عرفتها في المكتب . لن أقول أنك مدركة لهذا الأمر ولكن أنا على الأقل؛ أدركت ذلك ؛ آمل أن أكون مخطئا.

اسمعي أيتها البنية؛ لا أرى المستقبل بوضوح . أعني لست أرى شيئا فيما يخصنا نحن الاثنين ؛ إضافة لهذا ؛ طريقتك في تقبل جميع التأثيرات التي تمارسها عليك عائلتك ثم تتفقون كلكم على رأي مخالف لرأي . ؛ في المكتب كنت أكثر ليونة ؛ أكثر رقة؛ أكثر حبا.

أخيرا...

سأمرُّ غدا في نفس الساعة من ناحية لارغو دي كامويس . هل من الممكن أن تطلي من النافذة ؟

دائما لكِ

فرناندو

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى