طارق حرب - بغداد والجلباب والدراعه والقلانس والعمائم والقباء والخفاف من ملابس اهل بغداد في العصر العباسي الاول عام ١٤٥هـ - ٧٦٢م الى عام ٢٢٢هـ - ٨٤٢م

ارتدى البغداديون الكثير من الملابس والارديه في القرن الاول من عمر بغداد اي الثمانين عاماً التي تلت بناء بغداد عام ١٤٥ هج سنة ٧٦٢ م وحتى عام ٢٢٢ هج سنة ٨٤٢ م اي في العصر العباسي الاول وذلك يذكرنا ما قاله ابن الجوزي من ان النبي ( ص) انه دخل يوم الفتح وعليه عمامة سوداء ويذكرنا بالبرده وهي اللباس الخارجي للرجال التي خلعها الرسول للشاعر كعب بن زهير بعد انشاده لاميته( بانت سعاد..) ويذكرنا باستعمال العمامه لإدخال الرهبه في نفوس القوم كما فعل الحجاج في الكوفه بقوله( انا ابن جلا وطلاع الثنايا متى اضع العمامه تعرفوني) ولقد شهد العصر العباسي الاول اي القرن الاول من عمر بغداد خاصة تطوراً في اللباس وفي ازياء اهل بغداد نتيجة اتساع رقعة الدوله وتعدد الشعوب التي انضوت تحت راية بغداد كما ان اللباس كان من الضرائب التي تدفعها الشعوب الى بغداد فقد دفعت الولايات الفارسيه مثلاً الى الخليفه العباسي المأمون حاكم بغداد عام ١٩٨ هج : عشرين ثوباً من مدينة گيلان وثلاثة الاف مقطع من مدينة سيستان ويروى ان اهل بغداد أقتبسوا من الاعاجم البسة معينه فهذا الخليفه العباسي المعتصم الذي حكم بغداد عام ٢١٨ هج لبس القلانس ( جمع قلنسوه) الشاشيه فسميت بالمعتصميات وبسبب اقبال الخلفاء العباسيين على اقتناء اللباس اصبح لها موظف خاص يدعى صاحب الكسوه . وكان اللباس يحفظ في خزانه يطلق عليها اسم خزانة الخلع السلطانيه ومن كثرة الالبسه لدى الخلفاء يذكر الوزير الفضل بن الربيع انه استمر اربعة اشهر لإحصاء البسة الخليفة الامين حاكم بغداد عام ١٩٣ هج وتنوعت العمائم فمما يذكر عن الخليفه هارون الرشيد حاكم بغداد عام ١٧٠ هج انه كان يرتدي في المجالس العامه عمامة خز سوداء وان هذا الخليفه خلف بعد وفاته أربعة اًلاف عمامه وكان يستعاض عن العمامه بلبس القلنسوه التي اخذها اهل بغداد من الفرس التي شاع لبسها بين جميع طبقات اهل بغداد بما فيهم الخلفاء وقد اتخذ الخليفه العباسي المنصور باني بغداد الطوال من القلانس وارتدى هذا النوع الخلفاء الرشيد والامين وكانت قلانس فقهاء بغداد تحاط بعمامة سوداء واتخذت نساء خلفاء بغداد العصائب ويروى ان ( عُلًيه) ابنة الخليفه المهدي حاكم بغداد عام ١٥٨ هج انها ابتدعت لبس العصائب لتغطية العيوب ومن لباس البدن الداخلي السروال والقميص وكان الخلفاء يلبسون القميص يوماً واحداً فقط ومن لباس البدن الخارجي ( الجبه) وهي تختلف عن الطيلسان في كونها ثوباً مفصلاً ومخيطاً وكان الخلفاء العباسيين حكام بغداد يحتفظون بأعداد كبيره من ( الجباب) لكي يهدوها فقد وجد في خزائن الخليفه الرشيد اربعة الاف جبه ويلبس الخلفاء الدراعه وهي نوع من الجباب وكانت دراعة الخليفه الرشيد مكتوب عليها من خلفها( حاج) ومكتوب عليها من قدامها ( غاز) وكان الرداء زياً رسمياً يتخذه الخلفاء العباسيين وكان بعض الخلفاء يكثرون من الأرديه اذ تم العثور في خزائن الرشيد على الف رداء وتم اتخاذ القباء زياً رسمياً لرجال الدوله في بغداد الى جانب ازياء اخرى وقد لبست الجواري الأقبيه اذ يروى ان زبيده زوجة الخليفه الرشيد قد اتخذت الجواري المقدودات الحسان وألبستهن الأقبيه والمناطق واسمتهن الغلاميات ومن لباس البدن الخارجي للمرأه نوع يدعى ( البرنس) فقد كانت نساء الطبقه الراقيه والموسره في بغداد يغطين رووءسهن بالبرنس المخلى بالجوهر وسلسلة مطعمه بالجوهر ويقال ان اول من استحدثت هذا ( عُلًيه) ابنة الخليفه المهدي واخت الخليفتين الهادي والرشيد ولباس القدم فكان يشمل الخفاف والجوارب والنعال وقد بلغ من ترف البعض من اهل بغداد انهم كانوا يضيفون مواد ثمينه الى الخفاف وكانت زبيده زوجة الخليفه الرشيد وام الخليفه الامين اول من اتخذت الخفاف المرصع بالجوهر وشمع العنبر وقامت الخفاف مقام الجيوب في كثير من الاحيان حيث كانت تحفظ بها السكاكين والمناديل ويذكر ان من بين ما وجد في خزائن الخليفه الرشيد اربعة الاف زوج خفاف اكثرها مبطنه بالسمور والفتك وسائر اصناف الوبر في كل خف منها سكين ومنديل كما وجد في تلك الخزائن ايضاً اربعة الاف زوج من الجواريب.


طارق حرب خبير قانوني ومحام



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى