سعيد فرحاوي - هوية الكائن الانتخابي المغربي..

يشكل الهم الانتخابي هاجسا قويا في نفسية كائن يستيقظ و ينام بهلوسات جد مريضة؛ كلها لها معنى واحد؛ أساسها:

هل يمكنني أن أكون ماكرا في اللعبة المقبلة؛ وأخدع المصوت؛ بكل الوسائل؛ حتى أتمكن من ضمان مقعدي في الانتخابات المقبلة. يقول هذا لأنه يعي أن الزبون ملٌٓ كل تكتيكاته؛ كما يعي أن المصوت يعرف أن كل كلامه كذب على كذب؛ مع ذلك يصوت؛ طبعا بمقابل محسوب. وهي لعبة تدخلنا في دوامة موضوعها: مرشح ماكر وداهية ومصوت منافق وثعلب. والضحية؛ طبعا؛ هو الوطن.

يتميز الكائن الانتخابي بالصفات التالية:

أولا : زئبقي. له من الوسائل ما تؤهله أن يقنع إبليس بان الفترة المقبلة ستكون مزدهرة.

له جبهة عريضة وقوية. لا يحرج وهو يجادل في أوهام تكررت وتكررت؛ كما لا يخجل وهو يمارس نصبه ومكره واحتيالاته؛ إلى جانب قدرته الخارقة في الكذب على ذاته وعلى الآخرين. لأن الأمر، من كثرة تفاهته، أصبح الكائن الانتخابي يعيش في يوطوبيا مغلوطة لا أساس لها من الصحة؛ و مع ذلك يتوهم بأنه سيكون المنقذ والرجل البديل في الزمن الخطأ . يعيد نفس المتاهة وكأنه يلهو في مقابلة رياضية عابرة؛ بدون أن يكون له موقف حاسم في توقيف النزيف.

باختصار؛ يمكننا القول أن الكائن الانتخابي أخطر عنصر في المجتمع، لأنه يملك من الكفاءات ماتؤهله ان يقنع الآخرين بخداعه وخياناته ومكره وذهائه .هو كائن يعطل عجلة التطور ويوقف مسار التغيير؛ ويسهم في تأخير حركية التاريخ ،بأشكال متنوعة من أساليب ديماغوجية تعفنت إلى درجة انه أصبح المسؤول المباشر أمام إيقاف كل أشكال التنمية الوطنية.

هو اخطر من العميل في عهد الاستعمار. خائن ومنافق وكذاب.

الكائن الانتخابي في زمن التفاهة.

لقد أصبح؛ كما يقول الان دونو؛ الامر مهينا ؛ خاصة أن (جوهر كفاءة الشخص التافه فيتمثل في قدرته على التعرُّف على شخص تافه آخر، كما يَدْعُمُ التافهون بعضهم بعضًا.) و (نظام التافهين هو مرحله من مراحل تطور النظام الاقتصادي الرأسمالي) فقد ولدت جذور حكم التفاهة مع عهد مارغريت تاتشر، يقول انه يومها جاء التكنوقراط إلى الحكم، استبدلوا السياسة بمفهوم «الحوكمة»، واستبدلوا الإرادة الشعبية بمفهوم «المقبولية المجتمعية»، والمواطن بمقولة «الشريك»، في النهاية صار الشأن العام تقنية «إدارة»، لا منظومة قيم ومثل ومبادئ ومفاهيم وصارت الدولة مجرد شركة خاصة، صارت المصلحة العامة مفهوماً مغلوطاً لمجموع المصالح الخاصة للأفراد، وصار السياسي تلك الصورة السخيفة لمجرد الناشط اللوبي لمصلحة «زمرته.»

صارت التفاهة نظاماً كاملاً على مستوى العالم، وصارت قاعدة النجاح فيها أن «تلعب اللعبة». حتى المفردة معبرة جداً وذات دلالة، لم يعد الأمر شأناً إنسانياً ولا مسألة بشرية، هي مجرد «لعبة». حتى أن العبارة نفسها راجت في كل لغات عالم التفاهة: «أن تلعب اللعبة». وهي قاعدة غير مكتوبة ولا نص لها، لكن يعرفها الجميع.

ويعد الخبراء أو الخبير أفضل تجسيد لنظام التفاهة، صورة «الخبير» هو ممثل «السلطة»، المستعد لبيع عقله لها في مقابل «المثقف»، الذي يحمل الالتزام تجاه قيم ومثل جامعات اليوم لتي تموّلها الشركات، صارت مصنعاً للخبراء، لا للمثقفين! حتى أن رئيس جامعة كبرى قال مرة أن «على العقول أن تتناسب مع حاجات الشركات»، لا مكان للعقل النقدي ولا لحسه، أو كما قال رئيس إحدى الشبكات الإعلامية الغربية الضخمة، من أن وظيفته هي أن يبيع للمعلن، الجزء المتوفر من عقول مشاهديه المستهلكين، والأهم أن الإنسان صار لاكتفاء، أو حتى لإرضاء حاجات السوق.

فماذا عسانا ان نقول عن هذا الكائن الانتخابي الزئبقي؛ الذي يبيع كل شيء مقابل صوت تافه؛ في زمن ضاعت فيه القيم؛ وتحولت اللعبة برمتها أن يصبح المنتخب كائنا تافها له الحق أن يمثلنا؛ في غياب كل الكفاءات والقدرات؛ سواء العلمية أو الاقتصادية أو الفكرية؛ وحتى النضالية؛ فيتحول إلى كائن تافه يتكلم باسمها في أمور لا يفقه فيها شيئا. أليس ذلك تعبيرا عن قمة التفاهات التي نعيشها في بلاد يتكلم فيها الكل عن ديموقراطية سليمة قادرة على التغيير؟..

دور المثقف في زمن التفاهة الانتخابية.

ما معنى ان تكتب مقالا وتتباهى به في كل أرجاء المعمور؛ بحثا عن توقيعات؛ سعيا الى بعض الدريهمات؛ والتنقل من مدينة إلى أخرى لتتغنى بقصائدك؛ بقصصك؛ و ببعض الكلمات التي تتكلم في عالم وأنت تعيش في عالم أخر؟.. هل الكتابة هي التباهي بلغة العيون والرقص بلغة الجسد والتظاهر بأنك مبدع كببر؛ في حين دورك كمسؤول على تنوير المجتمع وتعرية عن كل أساطيره وفضح التافهين المتسكعين وراء أصوات بئيسة؛ بكل الوسائل؛ منهم من طلب ألف درهم؛ والبعض الآخر كبش يوم العيد وآخر بقعة أرضية؛ والبعض الآخر دفع شيكا على بياض مقابل مبلغ مالي مهم لتمويل حملته الانتخابية؛ خاصة أن الماتش كبر هذه المرة؛ كل هذه الممارسات تمر من أمام أعينك وأنت تتفرج في المقاهي؛ تصف قط في يوم ممطر؛ وتتكلم عن مشاريعك الفكرية القادمة والسالفة؛ هل هذا هو دور الفكر والثقافة في ظروف صعبة يعيشها الوطن؛ مع ذئاب تتهافت من أجل نحره وذبحه؛ وأنت تتفرج رافعا رأسك عاليا تتعالى وتسمو وكأنك أنت الحقيقة برمتها؟

المثقف سيدي؛ أيها الكاتب المتعجرف؛ هو من ساهم في تحرير وطنه؛ وتنوير عقول الناس لتفهم ذاتها؛ وتعي الخطورة المحيطة؛ بها؛ وتسهم في تحريك عجلة التاريخ. أما أن تكتب لك ولا لشيء غيرك؛ فأنت مجرد كاتب انتهازي مريض. وأخطر أفراد المجتمع هم الذين يبررون هزائمهم؛ لان لهم من القدرة ما يؤهلهم أن يدافعوا عن نفاقهم وخبثهم ومكرهم.. ويقولون نحن خلقنا للثقافة وحدها

القواعد الخمسة المؤسسة للأسطورة الانتخابية.

عندما نتكلم عن الانتخابات في المغرب؛ ينبغي التمييز بين مجموعة من الشرائح التي تساهم بدرجات متفاوتة في هذه اللعبة؛ التي قيل عنها أنها أحد أشكال الممارسة الديموقراطية:

أولا :هي شريحة تفهم كل شيء؛ قوية في وعيها؛ لكنها ترفض اللعبة طولا وعرضا بتبرير بسيط؛ هو فقدان الثقة في كل مكونات اللعبة؛ وتعتبر أن الدخول في هذه الممارسة هي ممارسة محروقة منذ ولادتها؛ مما يجعلها تتخلى عن كل شيء ؛ وتعود إلى حال سبيلها؛ تكتفي بالنقد والنقد اللاذع في كل الأماكن؛ في المقهى؛ في البيت؛ وفي الحمام؛ وأحيانا تكتب إبداعا فيه تتحرر من هذه العقد الدفينة في نفسها.

شريحة ثانية تؤمن بان اللعبة فاسدة؛ الكل يشارك في تعفنها ابتداء من المرشحين الذين يفقهون جيدا كل قواعدها؛ من ألفها إلى يائها؛ كما يعرفون الطريقة الممكنة للحصول على أصوات مهمة؛ من خلال اللعب بعقول الناس؛ ويضمنون بدون منازع؛ المقاعد المخصصة. هذه الشريحة تعرف جيدا أن المرشح الفاسد المنافس قوي بدهائه لن تستطيع التغلب عليه حتى وإن نافسه لينين؛ فلن (يأكل)؛ كما يقولون معه شيئا؛ مع ذلك تشارك في اللعبة باعتقاد توقيف النزيف؛ بأمل وباعتقاد واهم أنها ممكن أن تتغلب عليه. النتيجة يظل الحال على حاله؛ والفاسد المرتشي واللص هو الذي يتمكن من النجاح.

شريحة ثالثة صعبة تحرك كل الأوراق؛ هي من تعطي الشرعية لمرشح؛ تعرف جيدا أنه كاذب وماكر وخائن؛ مع ذلك تتقرب منه مقابل مبلغ مالي؛ هذه الشريحة تعرف أنها منبوذة في المجتمع؛ كما تعرف أن القيمة لن تسترجعها إلا في هذا الزمن بالذات؛ فتقوم باستعراض عضلاتها ؛ وتصول وتجول؛ إلى أن يأتي اليوم الموعود؛ تدلي بصوتها فتعود إلى مكانها الأول(التهميش) ؛ تنتظر ست سنوات لتعيد نفس المهزلة؛ بنفس الحكمة والحكامة.

شريحة رابعة؛ كانت سابقا تمارس أسلوب المقاطعة؛ بعد اقتناعها انه أسلوب غير واقعي؛ بل لم يسعف في الخروج من عنق الزجاجة؛ أعادت النظر في أساليبها لتنخرط بوعي تام أن الشعب أدرك أسرار اللعبة؛ في حين المطلوب الانخراط لإيقاف النزيف وتغيير عجلة التاريخ؛ فتصطدم بشريحة عارفة منسحبة؛ لكنها تبقى أسيرة مصوت انتهازي جاهل لا يهمه التغيير بقدر ما يسعى ضمان مبلغ مالي لا يتعدى أحيانا مائة درهم؛ فيبيع كل شيء؛ حتى شرفه؛ المهم هو المال ولا شيء غير المال. النتيجة يسقط هذا اليساري ضحية صوت حقيقي فاهم هارب ويبقى يتجول في محيط مصوت جاهل يكرس نفس اللعبة؛ بنفس الوعي والغرابة؛ لا يعرف لا الأحزاب ولا برامجها (هذا إن كانت لها برامج)؛ ؛ فقط يعرف زيد وعمر وحليمة والباتول؛ أما ما تبقى فليرحل هو وصاحبه إلى الجحيم..

الشريحة الخامسة هي المخزن بكل مكوناته؛ هو كائن ذكي جدا؛ يرسم خارطة الطريق بوعي تام؛ يرجع إلى الوراء؛ فيظل يتابع عن كتب؛ بصفته المسؤول عن ضمان نجاح اللعبة بديموقراطية حقة؛ يشتغل في خفاء تام؛ يوظف قواعده الصغرى والكبرى؛ ليصل في نهابة المطاف إلى ما رسمه في البداية؛ حتى يتمكن من ضمان ما يسعفه أن يشتغل بلا تهراس الراس.

تذهب الأيام والأيام ثم ستة سنين؛ بعدها نعود لنناقش الجرة بنفس المعايير؛ ونفس الوجوه؛ ونفس المصوتين؛ ونفس المرشحين؛ إلى أن يرث الله الأرض وما عليها. فيبقى المثقف والواعي في المقهى يصف القط من جديد؛ بنفس أساليب الوصف

والضحية طبعا هو الوطن.

لك الله ياوطني.

ما البديل لمحاربة الاشواك الانتخابوية..

أتذكر قولة عميقة ودالة لمهدي عامل؛ قيل له ما العمل في ظل هذا الانحطاط الذي شل بنيات المجتمع؟

قال: المقاومة.

في نظري لا بديل لمحاربة هذه الأشباح الانتخابية سوى بالتضييق والمعارضة؛ لأن نجاحها في الانتخابات مسألة محسومة؛ هي كائنات متوغلة في أعماق المجتمع؛ متحكمة في كل عروقه؛ يستحيل الفوز أو هزمها.الوسيلة الوحيدة لخنقها هو فتح جبهات نضالية قوية عبر كافة الإطارات الحقوقية والسياسية؛ كما يتطلب خنقها وعدم السماح لها بالاشتغال في جو مريح يسمح لها أن تحقق ما تصبو إليه. إذن مقاومتها وتضييقها وممارسة كافة أشكال الإختناق هو السبيل الوحيد لجعلها تشعر بمضايقات تربك كل خططها الجهنمية.

ألبديل هو معارضة شعبية حقوقية سياسية قوية.

الكائن الانتخابي و دموع الشرف.

الفاسدون لا يبنون اوطانهم بقدر مايبنون ذواتهم؛ كما قال نيلسون مونديلا.

نحن لا نريد كائنا شغله الشاغل هو:

شغله الدائم التفكير في بناء الذات.

كائن يعمل بكل الوسائل للوصول إلى مقعد هو يعرف أن تفكيره منصب في غنيمة موزعة بشكل مسبق.

كائن يتزايد؛ فور فوزه؛ على مقعد؛ بمنطق من يمنح أكثر؛ من أجل تدعيم رئيس مقبل؛ بصفته ورقة محولة للعبة ككل.

كائن لا حرج لديه أن يتسابق مرة أخرى للترشيح؛ وهو مر من عدة تجارب فاشلة؛ بدون أن يكون له أثر في المراحل السابقة.

كائن يعمل جادا وبكل وسائل الرداءة لإسقاط شخص آخر أصلح وأقوى منه.

نحن لا نريد كائنا منبطحا؛ فاسدا؛ لصا؛ رجعيا؛ لا يفقه في مجال التنمية ولا في مجال تدبير الشأن المحلي؛ لا علاقة له بالمصلحة الوطنية وبمصلحة البلدة والدائرة سوى النهوض بالمصالح الفردية؛ ساعيا بكل الوسائل إقناع الآخرين بأنه النموذج الأصلح؛ في حين هو أرذل وأخبث ما صنعه التاريخ.

ببساطة الكائن الذي يملك من الجرأة والشجاعة ما يستطيع أن يمنح للمصوت قدرا ماليا فهو قادر أن يبيع كل شيء (زوجته وأخته وأمه) في سبيل مصلحته الذاتية

الكائن المرتشي هو كائن ملعون؛ متسخ؛ بلا أب ولا أم؛ لقيط؛ خائن؛ بل هو أخطر والمصوت الذي يبيع صوته بقدر مالي فهو ايضا كائن له من الشجاعه ان يبيع لحمه وعائلته مقابل دريهمات معدودات لا تمكنه من شراء كيلوغرام من الدجاج

اللعنة لكل هذه الأصناف من الكائنات التي تبيع شرفها من أجل صوت فاسد..

بعد طرحي بالتفصيل لكل مواصفات هذا الكائن المميز بصفات محددة.

فكرت في أن اترشح للانتخابات؛ لكن بشروطي الكاملة؛ أهمها:

الشرط الأول:

أن تكون نزيهة؛ لا دخل لأي جهة في تحريف الوجهة؛ مما يساعد النخبة الفاسدة ان تصبح سيدة القرار.

الشرط الثاني:

أن يكون برنامجي الانتخابي واقعيا و حقيقيا؛ وقابل أن يترجم إلى أرض الواقع؛ وليس مجرد شعارات جوفاء فارغة لا علاقة لها بعهود مزيفة.

الشرط الثالث:

أن أمثل مصوتا واعيا بحقوقه؛ صوته يشكل حقيقة انتخابية؛ وليس تعاطفا أو مساندة شخصية؛ كما أن صوته يصبح ضرورة إلزامية لتغيير مطلوب ومشروط؛ وليس كلمات متكررة؛ أصبحت خطابات جوفاء؛ كاذبة؛ ماكرة؛ صاحبها خائن وخبيث.

الشرط الرابع:

أن يكون القانون صارما في المحاسبة ومراقبة الأسماء المزورة.

الشرط الخامس:

أن أتواجد في مجلس أو مؤسسة يتجاوب/تتجاوب وطبيعة تطلعات الشعب الراغب في التطور والتغيير؛ وليس تواجدي قرب شرذمة نصابة؛ تتقن فن اللصوصية؛ وبالتالي يكون برنامجها السعي نحو الثراء السريع؛ على حساب القيم والوطن.

الشرط السادس:

أن يكون موقعي تكليفا وليس تشريفا.

الشرط السابع:

أن تكون اللعبة الديموقراطية؛ والبرنامج الانتخابي جزءا منها؛ فعلا لغة حقيقية هدفها احترام الشعب والاستجابة لرغباته؛ و يصبح الشعب هو صاحب القرار؛ و ليست هذه اللعبة تمويها؛ الهدف منها تقديم صورة مشوهة وغير حقيقية للرأي العام الخارجي؛ بأن الدولة تحترم المؤسسات التي يشكل الشعب فيها محورا مهما؛ في حين العكس يكون هو الصحيح.

الشرط الثامن:

لا اقبل أن أكون بيدقا يزكي مؤسسات مبنية على باطل؛ شكلها سليم وباطنها فاسد

الشرط الثاسع:

أن تكون فعلا اللعبة الانتخابية جزءا صادقا من كل حقيقي؛ لان المنطق يقول : اذا كان الكل سليما فالجزء سيكون بالضرورة سليما..

الشرط العاشر:

لا أن تكون الانتخابات لعبة من ديماغوجية الكل يعرف محتوياتها.

الشرط الحادي عشر:

عندما يطبق القانون بصرامة؛ وتصبح أجهزة الدولة صارمة في معاقبة الراشي والمرتشي؛ أنذاك اقبل أن أكون مرشحا قويا ببرنامج شعبي يحترم إرادة الشعب.

الشرط الثاني عشر:

عندما ينهي المرشح الناجح مهمته؛ فيذهب إلى حال سبيله بدون أن يتلقى راتبا شهريا؛ عبارة عن تقاعد مسروق؛ وغير مقبول؛ لأن مهمته السابقة هي مرحلية وليست دائمة.

النتيجة :

عندما تتوفر هذه الشروط ؛ فأنا مستعد أن أكون الصوت الملائم للمصوت الملائم ؛ في الحزب الملائم. في الزمن السليم.

النتيجة :

التي خلصت إليها جاءت على الشكل التالي

الصوت الانتخابي المزيف.

إشكالية بيع الصوت بمائة درهم أو أكثر ؛ ليست موضوعا محصورا في نقطة واحدة أساسها البيع و الشراء؛ بين راش يحصر رشوته في الحصول على مقابل ومرتش مؤهل أن يكون هو عنصرا وغاية. لهذا المبتغى؛ الذي يهدف إليه الأول؛ هي إشكالية تتحكم فيها عدة خصائص نحصرها فيما يلي: الراشي في هذا الموضوع هو كائن أكثر من خائن؛ لأنه يعرف جيدا القصد من كل هذه العمليات؛ يعرف انه ليس هو الكائن الحقيقي لهذا المكان الذي يريد شراءه بقدر مالي رخيص جدا؛ وفي نفس الوقت يعرف انه يمارس الدهاء الخبيث في الوصول إلى الهدف؛ لأن هذا الأخير يعرف جيدا انه بعد الفوز سيصبح المجال أمامه خصبا للحصول على غنائم شخصية؛ في حين المصلحة الوطنية والهم الوطني لا حضور لهما في ذهنه. هذا الكائن؛ هو في تعريف كل المعاجم السياسية؛ خائن؛ و في المعاجم السكولوجية مضطرب في شخصيته؛ وفي المعاجم التاريخية هو انتهازي. بناء على ما سبق هو كائن يبيع كل شيء في مقابل الحصول على غايات شخصية؛ قد يبيع الوطن؛ يبيع الضمير؛ يبيع زوجته وأخته وبنته؛ المهم الغاية عنده تبرر الوسيلة.

أما المرتشي الذي يبيع وجهه بمائة درهم هم شريحة قليلة؛ وحدها من تشارك في اللعبة الانتخابية؛ لا تفهم لا نفسها ولا موقعها في هذا الوطن؛ ولا الدور الواجب القيام به في هذه المرحلة الحساسة؛ مستعدة أن تحرق كل شيء؛ فقط أن تعيش وحدها وما بعدها الطوفان. هذه الشريحة صنعها المخزن وجعل منها وسيلة تحرك ما يريده في زمن كثرت فيه التفاهات وأصبح فيه التافهون هم المحرك الحقيقي للزمن الداعر.

إننا نعيش الدعارة الأخلاقية والسياسية في تاريخ ؛ اقل ما يقال عنه؛ انه لا يستحق شارك فيه راش مريض ومرتشي مهزوز نفسيا وأخلاقيا. والضحية هو الوطن والصادقون الحالمون الراغبون في مجتمع جميل .

سعيد فرحاوي



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى