رياض محرم - من أوراق الحركة الطلابية بالأسكندرية

( ملاحظة هامة)
سوف أقوم بتصحيح بعض الوقائع فيما كتبت نتيجة لما ورد فى تعليقات الزملاء.. فمعذرة.
تردد صدى الحركة الطلابية بجامعة القاهرة فى 1972 قويا بالأسكندرية، إعتصام قاعة الإجتماعات الكبرى بجامعة القاهرة، وبتنا نحفظ أسماء قادتها، وترددت أسماء أحمد عبد الله وسهام صبرى وأحمد بهاء شعبان وكمال خليل وزين العابدين فؤاد وكثير غيرهم، وفى إجازة صيف ذلك العام جاء الى الأسكندرية القيادى الطلابى / أحمد عبدالله رزّه وطلب لقائنا فتم اللقاء بشقة الزميل عزيز تعلب بالأزاريطة فى ضيافة والدته الرقيقة السيدة زينب وتعارفنا وتناقشنا واختلفنا ولكن أعطانا ذلك اللقاء دفعة كبيرة الى الأمام، وكانت إرهاصات العمل الطلابى بجامعة الأسكندرية قد بدأت فى العام 1972، ومع بدإ الدراسة فى اكتوبر 72 كنا على موعد مع العمل الطلابى المكثف بالجامعة وبدأ إستخدام مجلات الحائط وحلقات النقاش حولها يزداد حرارة ووتيرة، تنوعت حركة الطلاب بين المعارض ومجلات الحائط وتكوين الأسر الجامعية كنّا فى بداية الحركة أعدادا محدودة فى الهندسة تيمور الملوانى وعصام البرعى وفى كلية الطب بدأت وحدى تقريبا وفى الحقوق مراد منير وفى الصيدلة جمال عبد الفتاح بينما لطفى نور الدين بكلية الزراعة وفى التجارة محمود النادى بينما قاد كلية الآداب وقتها حسن عقل ومصطفى نور الدين بالإضافة الى رمضان الصبّاغ "القادم من كلية الطب"، ورويدا رويدا بدأت الحلقة فى الإتساع لينضم العشرات الينا ومنهم بكلية الهندسة بالإضافة لتيمور وعصام كلا من جلال مقلد وأحمد مقلد وحسن خليل وحسنى عبد الرحيم وأحمد سعيد وعصام هندى ومحب ميشيل ومنصور مكاوى وخالد مفتاح وعيد سعيد وسعيد أبو شهبة ومحمد عفيفى وعبد الفتاح مطاوع وابراهيم الباز وآخرين لا أذكر أسماؤهم، وفى كلية الطب إنضم لى طاهر كمال ومحمود الرجال وإسماعيل مراد ومحمود عبد الرازق ومحمد عبد العزيز والسيد الزيات وشعبان وغيرهم، بينما غلبت المناضلات على كلية الآداب بالإضافة الى حسن عقل ومصطفى نور الدين ورمضان الصباغ وكان منهن أمان صقر " القادمة من كلية بنات الأزهر" وحنان يوسف ومنشودة جاد الله ومحاسن خليل وماجدة جادو وأخريات، وانضم الينا أيضا سيلفيا عشم من الحقوق ومديحة الملوانى من صيدلة وقبارى سعد فى كلية الزراعة وسعيد شفيق ونجيب العوفى بالإضافة للثلاثى محمد عوض خميس وعبد السلام الحجار ومحمود عيد وقبلهم عبد الرحمن حسنى بمعهد الخدمة الإجتماعية بمحرم بك، وحمدى أبو كيلة ومحمد عبد النبى بكلية التجارة وشبل بدرا بكلية التربية ورؤوف سالم وصلاح الطيروغيرهم الكثير.
فى نهاية شهر ديسمبر 1972 حدثت ضربة بوليسية شملت معظم الجامعات ومن بينها جامعة الأسكندرية فتم القبض على عدد من الطلاب من بيوتهم والمقبوض عليهم هم عصام البرعى وتيمور الملوانى وطارق يوسف وجلال مقلد من هندسة وعبد الرحمن حسنى من معهد الخدمة الإجتماعية بمحرم بك ومحمود النادى من كلية التجارة بالمجمع النظرى ومصطفى نور الدين من كلية الآداب؟؟، وتم ترحيلهم الى سجن القلعة، وفى صباح اليوم التالى 1-1-1973 قام الزملاء فى كلية الهندسة بعقد مؤتمر ضخم بالمدرج الكبير ترأسه الطالب "المطلوب القبض عليه" خالد مفتاح "هندسة" وتقرر القيام بإعتصام بالمدرج الكبير الى أن يفرج عن المعتقلين، وضم الإعتصام طلاب من مختلف كليات جامعة الأسكندرية، إنضم فيه الينا مراد منير من حقوق "مطلوب القبض عليه".
تعرضنا خلال الإعتصام الى التعدى علينا بالضرب المبرح من طلبة جندتهم المباحث والإتحاد الإشتراكى برئاسة عيسى شاهين ومعظمهم من كلية التربية الرياضية ضخام الأجسام يعاونهم وينسق لهم إتحاد الطلاب الرسمى وكان إتحاد هندسة برئاسة السيد البدوى ويضم فى مجلسه طارق إسماعيل " صاحب الطارق للسيارات" بينما كان اتحاد الطب على رأسه الطالب الناصرى "وقتها" عبد الحميد برهان ويرأس اللجنة الثقافية الطالب رضا الزهيرى، وكانت عمليات الضرب تبدأ كل ليلة فجرا حيث يتقلص عددنا كمعتصمين الى صباح اليوم التالى حينما يعود الطلاب الى الإعتصام فيختفى المعتدون (إنضم الينا بعض هؤلاء الطلبة وأذكر منهم طالب إسمه إسماعيل بدأ تدريبنا على فنون الدفاع عن النفس)، وفى هذه الأثناء تم عقد أكثر من مؤتمر باتحاد طلاب الجامعة وبكلية الطب "نجحت فى حضوره"، وفى النهاية بعد 8 أيام تم فض الإعتصام بعد إقتحام الأمن المركزى لكلية الهندسة فجرا، وتم توفير ممر آمن لنا للخروج، أثناء هذا الإعتصام حدث إعتصامين آخرين أحدهما بالمعهد العالى للخدمة الإجتماعية قاده كل من محمد عوض خميس وعبد السلام الحجار ومحمود عيد بينما حدث الإعتصام الثانى بالمدينة الجامعية "لا أعرف من قيادته الاّ طالب الطب محمد غريب"، وبعد فض الإعتصام قررنا أن نقوم فى اليوم التالى بعدد من المظاهرات فى الجامعة والشوارع.
فى صبيحة اليوم التالى لفض الإعتصام تجمع عدد منا أمام المجمع النظرى وحاولنا البدأ فى مظاهرة تم حصارها سريعا والقبض على العشرات الذين تم تحويلهم الى قسم العطارين حيث تم الإحتجاز بالقسم لعدة أيام وكان كثير من المقبوض عليهم عشوائيا (منهم طلاب لم يكونوا بالمظاهرة أصلا)، وإتخذ إتحاد الطلاب الرسمى موقفا داعما لنا وكان على رأسه طالب من كلية الزراعة لا أذكر إسمه، وبعد الإفراج عنا بأيام تم إعادة القبض على عدد "منتقى" من نشطاء الحركة وتم ترحيلهم الى سجن الحضرة وهم تحديدا حسن خليل وحسنى عبد الرحيم وعزيز تعلب وأحمد مقلد من هندسة وأنا من كلية الطب وحمدى أبو كيلة من تجارة ولطفى نور الدين من الزراعة وثلاث من معهد الخدمة هم محمد عوض وعبد السلام الحجار ومحمود عيد، وأثناء تلك الحبسة التى طالت لحوالى 7 شهور كنا على إتصال دائم بالحركة الطلابية فى الجامعة ونهرّب لهم بيانات عن أوضاعنا باستمرار حيث كا يقود العمل الطلابى بالجامعة جمال عبد الفتاح "صيدلة" وأحمد سعيد وسعيد أبو شهبة "هندسة" وطاهر كمال ومحمود الرجال "طب" ومديحة الملوانى من صيدلة وآخرين، وأثناء الحبسة التحق بنا عدد آخرمن النشطاء منهم سيد برجو من الترسانة وكامل عبد الجليل وصلاح ابراهيم "أكثرهم نضجا وصلابة" وطالب ثانوى إسمه حسن يوسف وطالب مباحثى من حقوق إسمه عادل عبده وآخرين لا أذكرهم، وإستمر حبسنا بسجن الحضرة حتى شهر أغسطس حينما خطب أنور السادات فى جامعة الأسكندرية وقرر خلال هذا الخطاب الإفراج عن الطلاب المحبوسين، فبدأت النيابة إجراءات الإفراج عنا وقد إستغرقت أياما، ورغم تعدد جلسات المعارضة لم يفرج الاّ عن الطالب أحمد مقلد من هندسة، كانت جلسات المعارضة تتم تحت قانون الطوارئ كل 45 يوما وكان يحضرها عدد كبير من المحامين المتطوعين منهم موفق جادالله ومحمد عيد "وفدى" وبعض المحامين الشيوعيين من القاهرة على رأسهم نبيل الهلالى وزكى مراد وعبد الله خليل وغيرهم، ومع كل جلسة معارضة كان يحدث إشتباك بين أهالى المعتقلين والأمن ويتم الفبض على أعداد منهم، من بين هؤلاء كانت عائلة جاد الله التى قبض على كل من حضر منهم الجلسة من إخوة منشودة جادالله وحتى والدتها كسرت رجلها، كذلك عائلة أبو شهبة وغيرهم..
فى أثناء الحبسة كان بعض الزملاء الجدد ينشطون بالجامعة وعلى رأسهم أحد الزملاء المخضرمين وهو الطالب "جمال عبد الفتاح" بكلية الصيدلة، بينما كان بعضهم يتم القبض عليه لأيام بسيطة "يتم الإفراج عنهم دون توجيه إتهام"، وكنا جميعا حتى ذلك الوقت نمارس نشاطنا فى الحركة الطلابية ولم يكن بيننا عناصر منظمة بعد، ولم يتم تجاهنا أى عمليات تعذيب بالشكل المعروف، وقبل الإفراج عنا بوقت قصير، علمنا بوجود مجموعة من المتهمين على ذمة تنظيم شيوعى بالسجن وتم وضعهم جميعا بعنبر التأديب ولم نتمكن من الإتصال بهم، عرفت فيما بعد أنهم إبراهيم فتحى"الكاتب اليسارى" و فتح الله محروس "العامل" وسعيد العليمى وجمال عبد الفتاح الطالب بالصيدلة " الذى تعرض للتعذيب بالكهرباء" وخليل كلفت وحسين شاهين وسعيد ناطورة وعبد الفتاح مرسى وسعيد حفنى.
بعد خروجنا من السجن رجعنا جميعا سريعا الى العمل الطلابى النشط، وبدأت بعض التنظيمات المتشكلة حديثا تعمل على تجنيدنا تباعا، وأعتقد أن تنظيم شيوعى مصرى المعروف إختصارا ب "تشم" قد نجح فى تجنيد معظم النشطاء بالجامعة وقتها، هذا التنظيم الذى تطور لاحقا الى "حزب العمال الشيوعى المصرى"، بعد ذلك تم تفرقنا على عدد من التنظيمات منها حزب 8 يناير وأهم من إستقطبهم هو طارق يوسف والتيار الثورى وتم تجنيد قبارى سعدـ والعصبة التروتسكية التى ضمت حسنى عبد الرحيم ومحمد عوض، أما أنا فانضممت الى الحزب الشيوعى المصرى.
فى يناير 1975 قبض على عدد أكبر منا مرّة أخرى وكان من بينهم الطالبات أمان صقر ومديحة الملوانى ومنشودة جاد الله ومحاسن خليل وحنان يوسف وماجدة جادو وفاطمة قبارى حيث تم إحتجازهن بسجن النساء بالحضرة، بينما سجن منا عدد أكبر "حوالى 25" من بينهم تيمور الملوانى وعيد سعيد "هندسة" وشفيق العمروسى "آداب" وقبارى سعد "زراعة"ونجيب العوفى وسعيد شفيق " معهد الخدمة" واسماعيل مراد "طب" وآخرين لا أذكرهم، ذلك بالإضافة للذين تم حبسهم "كلهم تقريبا" بينما تكررت حبساتنا فى مطلع كل عام.
(ملحوظة) 1- هذه ذكريات شخصية عن تلك الأحداث، ربما تنعش ذاكرة من ظل حيا من الزملاء للإدلاء بشهادتهم، لا أدعى أن ما ذكرته هو الحقيقة المطلقة، فالذاكرة بدأت تتداعى وربما سقطت منى أدوارا أخرى لزملاء مناضلين ..فعقوا.
2- راجعت ما صدر من كتب حول الحركة الطلابية فى السبعينات وهى شحيحة ومنها كتلب د.أحمد عبد الله رزة وكتاب عادل أمين وكتاب هشام مبارك وكتاب هشام السلامونى وجميعها لم تذكر الحركة الطلابية بالسكندرية الاّ بكلمات قليلة.





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى