إذا غَرَّدَ الْيَراعُ بَيْنَ أَنامِلِهِ، اِنْحَنَتْ بناتُ الْفِكْرِ كَالسّنابِل الْمَلْأى، فَجادَ فَصاحَةً وَبَلاغَةً وَعِلْمًا، صَيْبًا لا تَجُودُ بِهِ سَحائِبُ الْمُزْنِ سَحًّا، خَواطِرُ أَكْتُبُها كَشَلّالٍ دافِقٍ، مُثْقَلَةً حِكَمًا وَمَواعِظَ وَنَصائِحَ وَأمْثالا، مَنْ يَتَدَبَّرْها يُطْعَمُ حَلاوَتَها.
وَشِعْرٌ أَثْبَتُّهُ مِن جَنَى لُبابِ الآداب مُغَرْبِلًا لَهُ شارِحًا لَهُ كما أفْهَمُهُ أنَا، مُخْتارًا مِنْ أَهَمِّ الْمَجْموعات التي يَنْدُرُ وُجودُها، يَهُزُّ قارِئَهُ طَرَبًا وَإعْجابا، تَكادُ تَطيرُ من جَمالِ نَشٍوَتُهُ تُغَرِّدُ مَرَحًا، أوْ كَأَريجِ رَوْضٍ فاحَ عِطْرُهُ يَتَنَسَّمُهُ عاشِقو الأدَبِ فَيُنْعِشُهُمْ، وَيُسَرِّي عَنْهُم هُمومَهُم. وَتَطْرُقُهم أطْيافُ الْبَهْجَةِ في منامِهِم.
لَوْ تَعْلَمونَ الذَّخيرَةَ الشِّعْرِيَّةَ التي أمْتَلِكُها، الكلاسيكيَّةَ القديمةَ منها والجديدَةَ،والشِّعْرِ الْمُحْدَثَ، من دَواوينَ لِلشُّعَراء، ومُوَسَّعاتٍ لِشُعَراءَ عِدَّةٍ لَسُرِرْتُمْ لهذا الْمَخْزونِ الهائِلِ.
قارِئٌ يَرْتاحُ الْكِتابُ بَيْنَ ناظِرَيْهِ، وَقَدْ أَمْعَنتا مُحَدِّقَتَيْنِ في سُطورِهِ، وما بَيْنَها، وما تَحْتَها، تُفَلِّيانِهِ كَتَفْلِيَةِ الأُمِّ وَليدَها. يَتَمَشَّى ويَجولُ بَيْنَ خَزائِنِ المَعْرِفَةِ، كَصاحِبِ بُسْتانٍ يَدورُ بَيْنَ رُبوعِهِ وَأشْجارِهْ يَتَذَوَّقُ ثِمارَها، وَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّها، وَيُمَتِّعُ ناظِرَيْهُ بِوُرودِهِ وَأزُهارِهِ.
تَراهُ جالٍسًا أمامَ الْحاسُوبِ مُفَتِّشًا مُنَقِّبًا في فَهارِسِهِ عنْ مادَّةٍ كَتَبَها يُريدُ إتمامَها، أوْ إصلاحَها
ثُمَّ نَشْرَها بِأحُسَنِ صورَةٍ وَأتْقَنِها.
وَلَوْ رَأيْتُمُ حاسوبَهُ، وَقِسْمَ المُستنداتِ خاصَّةً وما فيها من كنوزٍ في شَتَّى عُلومِ اللُّغَةِ والأَدَبِ والنَّحْوِ ، وَعُلومِ الحديثِ والتَّفسيرِ، والسٍّيَرِ ، والتّاريخِ والمَعاجِمِ بِأنواعِها، وتراجِمِ الرِّجال، والأبحاثِ العِلْمِيَّةِ، وخاصَّةً الرَّسائِلَ الجامِعِيَّةَ، لا تِصَدِّقونَ ما تَرَوْنَ.
أقولُ مُعتَزًّا أنَّ يَدَيَّ الاثْنَتَيْنٍ قد طَبَعَتا عَلَى الآلَةِ الكاتِبَةِ أَوَّلًا، ثمَّ عَلَى الحاسوبِ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ
صَفْحَةٍ في حياتي الْعِلْمِيَّة، منها عَشْرَةُ آلافٍ هيَ كُتُبٌ أَلَّفْتُها. لَمْ يَطْبَعْ لي أَحَدْ، ولم يُساعِدْنِي بَشَرٌ، وَإنَّما مِنَّةٌ ومَهارَةٌ مَنَحَهُما اللَّهُ سبحانَهُ لي.
نَهاري في الْمَكْتَبَةِ قارِئًا وكاتِبًا، عدا ساعَتَيْنِ ألْتَقِي فيهِما مَعَ بَعْضِ الزُّمَلاءِ في مَقْهَى نَحْتَسِي به الْقَهْوَةَ اللّذيذةَ.
فَلا نامَتْ أَعْيُنُ الْكُسالَى وَأولَئِكَ اللَّذينَ هَجَروا أَثْمَنَ شَيْئَيْنِ في هَذِهِ الدُّنْيا، وهُما الْكِتابُ والقَلَمُ.
وَشِعْرٌ أَثْبَتُّهُ مِن جَنَى لُبابِ الآداب مُغَرْبِلًا لَهُ شارِحًا لَهُ كما أفْهَمُهُ أنَا، مُخْتارًا مِنْ أَهَمِّ الْمَجْموعات التي يَنْدُرُ وُجودُها، يَهُزُّ قارِئَهُ طَرَبًا وَإعْجابا، تَكادُ تَطيرُ من جَمالِ نَشٍوَتُهُ تُغَرِّدُ مَرَحًا، أوْ كَأَريجِ رَوْضٍ فاحَ عِطْرُهُ يَتَنَسَّمُهُ عاشِقو الأدَبِ فَيُنْعِشُهُمْ، وَيُسَرِّي عَنْهُم هُمومَهُم. وَتَطْرُقُهم أطْيافُ الْبَهْجَةِ في منامِهِم.
لَوْ تَعْلَمونَ الذَّخيرَةَ الشِّعْرِيَّةَ التي أمْتَلِكُها، الكلاسيكيَّةَ القديمةَ منها والجديدَةَ،والشِّعْرِ الْمُحْدَثَ، من دَواوينَ لِلشُّعَراء، ومُوَسَّعاتٍ لِشُعَراءَ عِدَّةٍ لَسُرِرْتُمْ لهذا الْمَخْزونِ الهائِلِ.
قارِئٌ يَرْتاحُ الْكِتابُ بَيْنَ ناظِرَيْهِ، وَقَدْ أَمْعَنتا مُحَدِّقَتَيْنِ في سُطورِهِ، وما بَيْنَها، وما تَحْتَها، تُفَلِّيانِهِ كَتَفْلِيَةِ الأُمِّ وَليدَها. يَتَمَشَّى ويَجولُ بَيْنَ خَزائِنِ المَعْرِفَةِ، كَصاحِبِ بُسْتانٍ يَدورُ بَيْنَ رُبوعِهِ وَأشْجارِهْ يَتَذَوَّقُ ثِمارَها، وَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّها، وَيُمَتِّعُ ناظِرَيْهُ بِوُرودِهِ وَأزُهارِهِ.
تَراهُ جالٍسًا أمامَ الْحاسُوبِ مُفَتِّشًا مُنَقِّبًا في فَهارِسِهِ عنْ مادَّةٍ كَتَبَها يُريدُ إتمامَها، أوْ إصلاحَها
ثُمَّ نَشْرَها بِأحُسَنِ صورَةٍ وَأتْقَنِها.
وَلَوْ رَأيْتُمُ حاسوبَهُ، وَقِسْمَ المُستنداتِ خاصَّةً وما فيها من كنوزٍ في شَتَّى عُلومِ اللُّغَةِ والأَدَبِ والنَّحْوِ ، وَعُلومِ الحديثِ والتَّفسيرِ، والسٍّيَرِ ، والتّاريخِ والمَعاجِمِ بِأنواعِها، وتراجِمِ الرِّجال، والأبحاثِ العِلْمِيَّةِ، وخاصَّةً الرَّسائِلَ الجامِعِيَّةَ، لا تِصَدِّقونَ ما تَرَوْنَ.
أقولُ مُعتَزًّا أنَّ يَدَيَّ الاثْنَتَيْنٍ قد طَبَعَتا عَلَى الآلَةِ الكاتِبَةِ أَوَّلًا، ثمَّ عَلَى الحاسوبِ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ
صَفْحَةٍ في حياتي الْعِلْمِيَّة، منها عَشْرَةُ آلافٍ هيَ كُتُبٌ أَلَّفْتُها. لَمْ يَطْبَعْ لي أَحَدْ، ولم يُساعِدْنِي بَشَرٌ، وَإنَّما مِنَّةٌ ومَهارَةٌ مَنَحَهُما اللَّهُ سبحانَهُ لي.
نَهاري في الْمَكْتَبَةِ قارِئًا وكاتِبًا، عدا ساعَتَيْنِ ألْتَقِي فيهِما مَعَ بَعْضِ الزُّمَلاءِ في مَقْهَى نَحْتَسِي به الْقَهْوَةَ اللّذيذةَ.
فَلا نامَتْ أَعْيُنُ الْكُسالَى وَأولَئِكَ اللَّذينَ هَجَروا أَثْمَنَ شَيْئَيْنِ في هَذِهِ الدُّنْيا، وهُما الْكِتابُ والقَلَمُ.