جوانا إحسان أبلحد - جمعُ المُؤنثِ السَّالم إنسانيَّاً / المُقَرْمَز شِعريَّاً

أعتقدُ طاقة الإلهام عِنْدَ الشعراء تنبعثُ مِنْ أحجارِ النساء الكريمة والمُتداخلة كُلياً أو جزئياً مَعَ حدودِ واقعِهم الشاحب، بينما طاقة الإلهام عِنْدَ الشاعرات تنبعثُ مِنْ صخورِ الرجال الصمَّاء والمُركونة بعيداً عَنْ تلالِ واقعِهُنَّ الأكثر شحوباً.
لا أعتقد هناكَ شاعرة ترزحُ تحتَ نيْر الانفعال وليسَ الافتعال ويُعجِبُها أنْ تكتب عَنْ رَجُلٍ مُتعالِقة معهُ وتجاوَزَ مَعَها لذاذة التلميح حتَّى هوى بحفرةِ التصريح.
مُحفزات الشِّعر الرومانسي لاتُفرَز مِنْ غُدَّة المشاعر (العادية) وهذا الرَجُلُ قد أصبحَ جزءاً مِنْ واقعها (العادي) حتَّى لو تُحِبُّهُ بصدق وتتمنَّى الاستمرارية مَعَهُ حتَّى تصفير النبض...لَكِن لَنْ يبلغَ بِهَا مَبْلَغَ (الشِّعر)، هذا لو واقِعُها أوْجَدَ لَهَا سَلَفاً هذا الرُجل المُرتجى قبلَ موجدات الشِّعر، سواءً بحلولهِ المُؤقت أو ذاكَ الدائم حتَّى تصفير النبض...
مجموعُ مواضيعِنا الشِّعريَّة/ الرومانسيَّة كـ شاعرات عربيَّات، أراها مربوطة بواقِعِنا بخيطٍ أرق مِنْ نسيج العنكبوت، بينما مربوطة بمِخيالنا بحبلٍ أغلظ مِنْ حبلِ المشنقة !
والخيط الأرق مِنْ نسيج العنكبوت، كأنْ أتعرَّفُ عليكَ بمناسبة عامة وأتعاملُ معكَ بمودة رسمية وبعدها لاأُفكِّرُ أساساً بكيفية وَصْلِكَ حتَّى لو بادرتَهَا أنتَ مِنْ تلقاءِ إعجابِكَ لأجل تحقيق وصالات مستقبلية قَدْ تندرجُ تحتَ مُسمَّى الأُخُوَّة أو الصداقة ليسَ إلَّا.. سأراني وتراني ليسَتْ لديَّ الرغبة النفسية بوَصْلِكَ على اِختلاف أنواع العلائق الإنسانية وعلى اختلاف كمية النُبل أو الرُقيّ بِهَا ومِنْ بينها وأوجَّها مايسمونهُ ( حُـبـَّـاً ) !
بينما الحبل الأغلظ مِنْ المشنقة كأنْ بعدَ العودة مِنْ الحفل، أتكوَّرُ أمامَ مِدفأتِي وأتراذذُ شِّعراً مِنْ نافورة المِخيال المُشَيَّدة على أرضية مَرْآكَ الوسيم والمقرون لزوماً بفحواكَ النبيل.
وهذا التراذُذ قد يستمرُّ مِنْ شهريْن إلى عاميْن على قِفار نصوصي الشِّعرية ولَمْ يجمعني بَكَ إلا ذاكَ الموقف الوحيد/ السعيد، وهناكَ احتمالية الأضعف/ الأسعد لو عدد مرَّات لُقياكَ بالمُناسبات العامة قَدْ يتجاوز عدد الأسنان اللبنيَّة.
أجَلْ ذاتي الإنسانية ماكانتْ ولَنْ تكون موجودة بيني وبينكَ، بينما ذاتي الشَّاعرة بيني وبينَ نَصِّي، أراها تورَّدَتْ جُـلَّـنَـاراً بأصيصِ حلولكَ !
وتجاه هذا الحلول/ حلولكَ المَلَكِي.. لامناص عندي إلَّا أنْ أتشرنقَ بكَ وبهيئة صامتة على مستوى الواقع بينما أتقشَّرُ لكَ وبهيئة ناطقة على مستويات الشِّعر الأمتع والأسلم والأرقى والأنقى والأبقى.. وأظلُّ هكذا ردحاً مِنْ الشَّغف حتَّى زوال السبب الشِّعري مِنْكَ ومُصادفة مُسَبِّب أوسم شكلاً وأنبل مضموناً بَلْ أرحب شِعراً.. وذاكَ الشَّغفُ الصَّامت واقعياً/ الناطق شِعريَّاً هو العامل المُشترك بجميع المُسَبِّبات الشِّعرية الرومانسية.
هذا الشَّغف الصَّامت رديفُ التقمُّص عندي لجميع الممارسات الرومانسيَّة بين أجمل عاشقيْن أُصادِفُهُما بطريق عودتي مِنْ عملي المُمِل، فتصوَّرْ رَحَابَة الصور الشِّعرية مِنْ هذا التقمُّص الرومانسي الأرحب !
أعتقد هذهِ الحالة تتأرّجَحُ بدواخلِنا على الحبال الوجدانية ثُمَّ الاجتماعية بالنسبة لجمع المُؤنث الشَّاعر، فالشاعرات العربيات على اختلافِ اِنغلاق أو اِنفتاح ذواتِهُنَّ الإنسانية قد يرتحْنَ نفسياً ويتلذَّذْنَ شاعرياً بالذي يستترُ تحتَ المظلَّة الوجدانية مِنْ هذهِ الحالة سواءً بمَنأى أو مَقْرَب عَنْ المظلَّة الخاصة بظروفهنَّ الاجتماعية. بالتالي هذهِ رؤيتي الشخصيَّة ليسَ إلَّا والغير مُؤكَّدة تماماً بِفِكْرِي، وأتمنَّى جداً عدم صحتها، لأنَّها لو صحَّتْ شِعرياً مِنْ جهة أمتع لهُنَّ، ترسَّخَتْ قَـدَريَّـتُـها الإنسانية القاتمة مِنْ جهة أحزن عليهُنَّ، وأنا عينة مُتواضعة مِنْهُنَّ.
وعليهِ يا أنتَ البعيد عَنْي -جغرافياً وإنسانياً-
كُلَّما بقيتَ بِـ المَدَار الكَوْكَبِي الأعلى والأبعد..
كُلَّما أقمارُ نصِّي العاليات دَارَتْ مَـلِـيَّـاً/ مُمْتِعَاً - حولَ شَمْسِ مَرْآكَ -
كُلَّما كُنْتَ هذا القنديل الزيتي الثمين، والمُعَلَّق بأعلى زاوية مِنْ بوابَّة اللامُمكن..
كُلَّما فرَّاشاتُ شِعرِي دَارَتْ حَوْلَهُ صامتاً / صاخباً - حتَّى الاحتراق القرمزي -
:
:
30 / شباط / ألفين وَ فُتات تلكَ الفرَّاشات
:
جوانا إحسان أبلحد - العراق
ملبورن / استراليا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى