ﻭﺩﻳﻊ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ - يونس بحري كما يصفه كاتب عربي

ﻛﻨﺖ ﻭﺍﻧﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀ ﻣﺠﻠﺔ " ﺍﻟﻠﻄﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﺓ " ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﺳﻜﻨﺪﺭ ﻣﻜﺎﺭﻳﻮﺱ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﻮﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺸﺮﻫﺎ ﻭﻛﻨﺖ ﺍﻻﺣﻆ ﺍﻥ ﻟﻠﻤﺠﻠﺔ ﻣﺮﺍﺳﻼ ﻋﺮﺍﻗﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﻣﻄﺮﺓ ﺍﺳﻤﻪ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﻳﻮﺍﻓﻴﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻻﻗﺼﻰ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺸﺒﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1939 ﻡ ﺑﻴﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﺩﻭﻟﻒ ﻫﺘﻠﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺗﺸﻤﺒﺮﻟﻴﻦ ﺛﻢ ﺗﺸﺮﺷﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﺧﺮﻯ،
ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﺍﻻﺫﺍﻋﺎﺕ ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﻟﻴﻘﻔﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻼﻏﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺗﻠﻮﻧﻪ ﻣﻤﺎﻷﻩ ﻟﻠﻄﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺍﺩﻳﻮ ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻼﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺬﻳﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻰ " ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﻫﺎﻭﻫﺎﻭ " ﻭﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻓﺎﺧﺘﻴﺮ ﻣﺬﻳﻌﺎً ﻓﻲ ﺍﻻﺫﺍﻋﺔ ﺍﻻﻟﻤﺎﻧﻴﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﻳﺒﺪﺃ ﻧﺸﺮﺓ ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﺑﻘﻮﻟﻪ : " ﻫﻨﺎ ﺑﺮﻟﻴﻦ، ﺣﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ " ، ﺛﻢ ﻳﺬﻳﻊ ﻧﺸﺮﺓ ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺧﻄﺎﺑﻴﺔ ﻭﺻﻮﺕ ﻣﺠﻠﺠﻞ، ﻣﺸﻴﺪﺍً ﻭﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻬﺘﻠﺮﻳﺔ، ﺳﺎﺧﺮﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﻭﺯﻋﻤﺎﺋﻬﺎ، ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻫﻮ ﻧﺼﻴﺐ ﻫﺘﻠﺮ ﻭﺟﻨﻮﺩﻩ ﺍﻟﻤﻈﻔﺮﻳﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺮﺽ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﻤﺮﻫﻢ ) ﺍﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺍﻳﻀﺎ ﺍﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ( ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺤﺮﺻﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺻﻐﺎﺀ ﺍﻟﻰ ﺍﺫﺍﻋﺎﺕ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺻﺪﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻫﺘﻠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ " ﻭﺍﺩﺍﻥ ﻓﻴﻪ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ، ﺷﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﺣﻤﻠﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻭﺗﻮﻋﺪﻩ ﺑﺎﻟﻤﺸﻨﻘﺔ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺳﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺟﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻥ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻻﻟﻤﺎﻧﻲ ﺭﻭﻣﻴﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﻦ ﻣﻬﺪﺩﺍً ﺑﺎﻟﺰﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﺍﻟﻼﺫﻉ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻭ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﺗﺨﺬ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﺿﺪ ﻫﺘﻠﺮ ﻭﻣﺤﻮﺭﻩ، ﻭﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺬﻳﻊ ﺍﻻﻟﻤﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﻜﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﻫﺎﻭﻫﺎﻭ، ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﺳﻤﻪ ﺻﺮﺍﺣﺔ، ﻭﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ " ﻋﺒﻮ – " ﻭﻻ ﺍﻋﺮﻑ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ .
ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻔﻮﺯ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ، ﻓﻨﺰﺡ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺣﻴﺚ ﺍﺻﺪﺭ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺍﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ " ﺍﻟﻌﺮﺏ " ﻳﺤﺮﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻒ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﺑﺎﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮ ﻭﻗﻠﻤﻪ ﺍﻟﻼﺫﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ . ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺰﺍﻡ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻭﻝ ﺍﻣﻴﻦ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﺳﻢ " ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ " ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﺒﻪ ﻭﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻨﺘﺮﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﺍﻓﻴﻨﻲ ﺑﺠﺮﻳﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺎﻣﻠﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺴﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ : ﺇﻧﻚ ﺗﺤﺮﺟﻨﻲ ﺑﻜﻼﻣﻚ ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪﺕ ﺑﻘﻮﻝ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﻱ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻓﺮﺣﺎﺕ ﻻ ﺃﺗﺬﻛﺮﻩ .
ﻟﻢ ﺍﻟﺘﻖ ﺑﻴﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﺇﻻ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺯﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻓﺎﺣﺘﻔﻰ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ) ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ( ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻧﻀﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﻣﻔﺘﻲ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻋﻀﻮ ﺣﺰﺏ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﺍﻧﻪ " ﻣﻬﺮﺝ " ﺍﻭ " ﺷﺮﻟﻄﺎﻥ " – ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺸﻮﺍﻡ . ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻔﻠﺖ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ، ﺑﻮﻫﻴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ، ﺇﺫﺍ ﺿﺤﻚ ﺍﺳﻤﻊ ﺍﻟﺤﻲ ﻛﻠﻪ، ﻭﺍﺫﺍ ﻧﺼﺒﺖ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺘﻚ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﺍﻣﺎ ﺳﺨﺮﻳﺎﺗﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻭ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﻼ ﻳﺪﺭﻱ ﺳﺎﻣﻌﻪ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻫﺎﺯﻝ ﺍﻭ ﺟﺎﺩ، ﻷﻧﻪ ﻳﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﻦ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻄﻖ ﺑﻘﺎﺀﻩ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ، ﻓﺎﻣﺮﺗﻪ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﻭﺇﻏﻼﻕ ﻣﺠﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ، ﻓﺘﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻋﺎﺵ ﻓﺘﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺣﻴﺚ ﻋﻴﻦ ﻣﺤﺮﺭﺍً ﻟﺠﺮﻳﺪﺓ " ﺍﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻧﻴﻮﺯ " ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﻣﺪﻳﺮﺍً ﻟﺸﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻓﻰ ﻋﺎﻡ 1979 ﻡ ﻋﻦ ﻧﺤﻮ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً .
ﻭﻟﻜﻲ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﺍﻧﻘﻞ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﻨﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺠﻴﻠﻲ – ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺍﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺠﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻟﻪ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ " ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ " ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﻴﻠﻲ ﻫﻮ ﻭﺍﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﺪﻭﻱ ﻣﻦ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻄﻴﻦ ﻟﻴﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺠﻴﻠﻲ " : ﻳﻮﻧﺲ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﺍﻓﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ .. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﺍﻧﺬﺍﻙ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺬﻳﻊ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻨﺸﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺑﺎﻫﺘﺔ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺧﻄﻴﺒﺎ ﻣﺼﻘﻌﺎً ﻭﺩﺍﻋﻴﺔ ﻣﺜﻴﺮﺍً ﻭﻣﻌﻠﻘﺎً ﺳﺎﺧﺮﺍً . ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻒ ﺍﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﻮﺍﺻﺎﺕ ﺍﻻﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﺼﻄﺎﺩ ﺳﻔﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﺑﺎﻧﻬﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺳﻴﺪﺓ ﻗﻌﺮ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ . ﻭﻻﺯﻟﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﻛﻪ ﺣﻴﻦ ﺍﺧﻄﺄ، ﻋﻦ ﻋﻔﻮﻳﺔ ﺍﻭ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً، ﻓﻠﻔﻆ ﺍﺳﻢ ﺗﺸﻤﺒﺮﻟﻴﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﺸﺮﺷﻞ، ﺇﺫ ﺍﺳﺮﻉ ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﻌﺬﺭﺓ، ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ! ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺣﺪﻯ ﻧﻜﺎﺗﻪ ﺍﻟﺒﻠﻴﻐﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺇﻳﻼﻣﺎ ﺣﻴﻦ ﺍﻋﻠﻦ ﺑﺎﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻻﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺩﻓﺎﻋﻬﺎ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎﺭﻛﺎﺕ، ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﻷﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﺧﻴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻳﺦ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ."
ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﻌﺠﻴﻠﻲ ﺑﻤﻘﺎﻝ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ – ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻸﺩﻳﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﺣﻤﺪ ﻣﺤﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻨﻲ ﻓﻲ " ﻫﻼﻝ " ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺎﻧﻨﻲ " ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩﻳﻴﻦ " ﻭﻫﻮ ﺷﺮﻑ ﻻ ﺃﺩﻋﻴﻪ ﻭﺗﻬﻤﺔ ﻻ ﺍﺩﻓﻌﻬﺎ – ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ :
" ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺤﺮﻯ ﺍﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻮ ﺭﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺪﻓﻊ ﺭﺍﺿﻴﺎ ﻗﺎﻧﻌﺎ ﻧﺼﻒ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ . ﺍﻣﻨﻴﺘﻪ ﺍﻥ ﻳﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻴﻜﺮﻭﻓﻮﻥ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭﺓ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎً : ﺣﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺇﻳﺬﺍﻧﺎ ﺑﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﺛﻢ ﻳﺘﻔﺮﻍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻭﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺑﻨﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ، ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻷﺣﺼﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻗﻄﻌﺎً . ﻭﻣﺎﺕ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺘﺤﺮﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻠﻴﺒﺔ . ﻟﻘﺪ ﺍﻣﻀﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﻭﺍﺟﺎً ﻭﺗﺠﻮﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ، ﺇﺫ ﻫﻴﺄﺕ ﻟﻪ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ، ﻭﺧﻠﻒ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﺯﺍﺭﻩ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﻭﺭﻫﻄﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ .. ﻭﻣﻦ ﺍﺷﻬﺮ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻻﺩﻣﻴﺮﺍﻝ ﺭﻋﺪ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻻﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﻔﻠﻴﺒﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻌﺪﻱ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ."
ﻭﺍﺛﺒﺖ ﺍﻟﻌﺠﻴﻠﻲ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺤﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻳﺤﺘﺞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﻭﺍﻟﺪﻩ؛ ﻓﻬﻮ ﻣﺰﻭﺍﺝ ﻭﻣﻐﺎﻣﺮ ﻭﻋﺮﺑﻴﺪ ﻭﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﻮﺕ .!



ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﺍﻟﻤﺼرية

أعلى