محمد عباس محمد عرابي - وقفة مع قصيدة يا "مصرُ"

يؤكد الشاعر والناقد /أحمد سراج و الأستاذ الدكتور أيمن تعليب أستاذ الأدب والنقد بجامعة قناة السويس والعميد السابق لكلية الآداب بجامعة السويس، ومكتشف واقعة أن قصيدة ( يا مصرُ) هي قصيدة للشاعر المهندس وحيد حامد الدهشان وليس كما نشرت بعض الكتب أن القصيدة أوردها كتاب اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي بمصر طبعة 2021م على أنها لأمير الشعراء أحمد شوقي ، ولقد قمت بالتحقق من ذلك ووجدت صحة ما ذهب إليه الشاعر والناقد /أحمد سراج و الأستاذ الدكتور أيمن تعليب، وبعيدا عن فكر الشاعر ، ويسعدنا أن نعرض هذه القصيدة لأنها في حب مصر، مصر التي هي أغلى من أنفسنا جميعا، مصر التي لها فضل كبير علينا وعلى الإنسانية جمعاء ، تقول القصيدة:

يا مصرُ، حبكِ في الفؤادِ كبيرُ ** وله أريجٌ طيبٌ وعبيرُ
هو دوحةٌ أغضانُها كعروقِنا ** يمتدُّ فينا عطرُها المسحورُ
هو ذلكَ الجبل الأشمُّ كمجدنا ** رغمَ الزوابع راسخٌ ووقورُ
هو شمسُنا الخضراءُ من أنوارها ** لا يستقرُّ بأرضنا دَيجورُ
يا مصرُ، يا أرض السماحةِ والندى ** يا واحةً يسعى لها المقهورُ
في وجهها للزائرينَ بشاشةٌ ** ورحابةٌ ومودةٌ وسرورُ
في حضنِها دفءُ الأمانِ لخائفٍ ** بالحقِّ يُجبرُ عندها المكسورُ
في عُسْرها جادَت وكمْ ذي عُسرةٍ ** بلغَ الذُّرا وتقهقرَ الميسورُ
يا مصرُ، كم أدمى فؤادكِ حاسدٌ ** أو جاهلٌ متعاقلٌ موتورُ
ولكم عفوتِ تكرمًا عن شاردٍ ** فأتى إليكِ وذنبه مغفورُ
يا مصرُ، يا مهدَ الحضارةِ والهدى ** وترابُ أرضكِ مؤمنٌ وطهورُ
كم شدتِ في دنيا العلومِ منارةً ** يكفيكِ هذا الأزهرُ المعمورُ
فيك المآذنُ والقباب شموخُها ** يبقى وسعيُ المارقينَ يبورُ
يجتثُّ ما غرسوا ويذبلُ ذكرهمْ **ويخوض فيهم ماردٌ مأجورُ
يا مصر، يا أرضَ المروءةِ والنُّهى ** مهما علا واستكبرَ المغرورُ
من فيض نِيلكِ أينعتْ عَبر المدى ** رغمَ الأنوف براعمٌ وزهورُ
الشعر باسمكِ في الثُّريا سابحٌ ** والشعرُ في مدحِ الطغاة حقيرُ
يا مصر، لسنا الأدعياءَ، وحبُّنا ** فيه التُّقى، وعطاؤنا موفورُ
يا مصر، نحن الأوفياءُ ودربُنا ** دربُ الهداةِ، وسِفرنا منشورُ
الصدقُ شيمتهُ وسرُّ بقائهِ ** ويشعُّ من ألقِ الحروف النورُ
ولأنتِ يا مصرُ الحبيبةُ أمُّنا ** لك - يا أبيَّةُ - لا عليكِ نثورُ
أنت التي تحمِي العقيدةَ، سيفُها ** في وجهِ أصحاب الفرى مشهورُ
أجنادُها عند السلام حمائمٌ ** ولهم إذا احتدمَ الصراع زئيرُ
يا ربِّ، بارك مصرَنا ما أشرقَت ** شمسُ الحياةِ وزقزقَ العصفورُ.

فحقًا صدقت القصيدة فحب مصر كبير في القلوب ،وهي طيبة الرائحة كطيب رائحة الزهور ،وفعلا هي أرض التسامح والكرم ،وهي أم الدنيا ترحب بالزائرين بكل سعادة وألفة وحبة ،أرضها مباركة ،وهي أم الحضارة ،أرض التوحيد وأهلها متدينون ومساجدها شامخة ،أرض المروءة والنيل، أم المعارف والتاريخ والمجد وهي أرض غنية بالكوادر المؤهلة والعقول المبدعة التي تتسم بالأخلاق الحسنة والتي تشرف مصر عالميا ،وخاب وخسر كل مغرور متكبر لا يعرف فضلها ،وأبناؤها محبون ومخلصون لها ،حفظ الله مصر حكومة وشعبا وأدام عليها أمنها وأمانها ،وعزتها ورخاءها وازدهارها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى