عصام الشب
استشراق
صلبُوني أمامَ مرقد ِ”خالد بن الوليد”، تَوسَّلتُهم بنصائح”يُونس إمْرَهْ”، نَقَّحَ “بركليس”رسائِلي عبْرَ المَوج. التقطَها مني”هِتلر”.. نَجَوتُ من مِحْرَقة
ملاحظة: يونس إمره: مفكر و مصلح تركي دعا للتوحد و البعد عن المذهبية. بركليس: أشهر زعيم سياسي يوناني، رسخ النظام الديمقراطي للحكم في أثينا. —————————————- —————————————- رؤيتي الانطباعية : استشراق لافتة النص و عتبتة التي يجب أن تكون “برّاقة” لتُكرهنا أدبياً على ولوج النص وغزوه! ولعلَّ الشرق ليس كمثله في حضاراته و لغاته و علومه وأديانه والشرق من الشروق : و هو المقترن بالضياء و النور والهداية و اليقظة و الرَّشاد. و يرى الطبيب بن إبراهيم أنَّ الاستشراق : لا يعتبر تاريخاً أو جغرافيا فقط أو إنسانياً أو ثقافة فحسب، وإنّما هو مجموع ذلك كله.فهو مكان و زمان وإنسان وثقافة، والحديث عن الاستشراق مرتبط ارتباطاً عضوياً وتكاملياً مع هذه العناصر الأربعة. والشرق الذي اهتمّ الغرب بدراسته والتخصّص بثقافته ليس هو الشرق الجغرافي الطَّبيعي،وإنَّما هو الشرق الهوية.
صلبوني أمام مرقد خالد بن الوليد /صلبوني/ترى من هم الذين صلبوه ولماذا ؟ كلّنا يعرف أنّ الصّلب كان للسيد المسيح عيسى عليه السلام وقد جِيء بآي الذكر ليدحض حقيقة الصلب التي مازالت حتى الآن مُختلَف بها و عليها {وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شكٍّ منه مالهم به من علمٍ إلا اتباع الظنّ وما قتلوه يقينا} النساء (156) لا يخفى علينا جميعاً من هو القائد ((خالد بن الوليد)) “سيف الله المسلول”الصحابي الجليل أبرز القادة العسكريين في الفتح الإسلامي الذي قاد جيش الفتوحات في كل من حروب الرّدة وفتوحات بلاد الشام والعراق وغزوة (مؤته) ولم يُذكر أنّه هُزم في معركة قطّ! حتى في معاركه حامية الوطيس ضدَّد عدد من الإمبراطوريات. ولكن لماذا قال كاتبنا العزيز أمام مرقد خالد؟ هل هي إشارة منه ليأخذنا من الحيثيّة الزّمانيّة الخاصة بزمان القائد الإسلامي وفتوحاته الماجدة إلى الحيثيّة المكانية حيث يرقد جثمانه في حمص في مسجد خالد بن الوليد، اذ قدم إلى بلاد الشام (حمص) ليموت فيها. ولن أنسى هنا أن أستذكر معكم مقولته الشهيرة وهو على فراش الموت : ((هأنذا أموت على فراشي، وما في جسدي قيدُ شبرٍ إلّا وفيه ضربةُ سيفٍ، أو طعنةُ رمحٍ، أو رميةُ سهمٍ في سبيل الله، أموت كالبعير، وكنتُ أتمنّى أن أموت شهيداً في سبيل الله، فلا نامَتْ أعيُنُ الجُبَناء)
لعل صلب بطل النص هنا أمام مرقد خالد إشارة ذكية منه للديانتين المسيحةوالإسلامية وأنَّ من قام بصلبه تنكَّر من أي انتماء ديني وتجرّد من أي وازع خُلقي.
الأمر الذي لم يرحم له إلّاً ولا ذمّة!
توسَّلتهم بنصائح يونس إمره / كلنا تساءلنا في البداية من يكون هذا الذي توسّل الكاتب بنصائحه
(يونس إمره؟)
وهو كما أوضح لنا الكاتب باحث تركي دعا عبر كتابه إلى نبذ الطائفية والمذهبية في ظل الحروب التي اجتاحت المنطقة إبّان تأسيس الدولة العثمانية اذ كانت الدولة حيذاك عرضة ًللنهب المغولي ومسرحاً للاقتتال السياسي الطائفي والمذهبي فدعا من خلال هذا الكتاب “رسائل النصح” إلى الوحدة والبعد عن الطائفية ونبذ الصراعات الداخلية وفي هذا تكثيف رائع وبليغ اختصر فيه الكثير من الحشو الكلامي واكتفى بالرمز بدالِّه ومدلوله. نقّح بركليس رسائلي عبر الموج/من هو بركليس الذي نقح رسائل البطل عبر النص؟! وهو كما أشار الكاتب على( هامش نصه) بأنه أشهر زعيم سياسي “يوناني”رسَّخ النظام (الديمقراطي) للحكم في أثينا وهو أول نظام وضع معايير التوزان وتوزيع السلطات فمنع الإنفراد في السلطة في ظل نظام قضائي يثّبت مُحلّفوه بالقرعة وتؤخذ قرارات المحاكم من خلال حكم المواطنين أنفسهم بالأغلبية المطلقة. على ما يبدو أنّ ما سوّلته يد البطش في بلد البطل من تنكيلٍ وتعذيب تمثَّل في الصلب له وللكثيرين من أمثاله دفعته لطلب ذات البين مكرهٌ أخاك لا بطلُ عن وطن تُستباح فيه الكرامات وتنال من الحريات فيمَّم وجهه “غرباً “شطر بلاد الثلج متخذاً البحر سبيلاً للوصول إلى منجاته ولعلّ منجاته هناك!! أين، في الموج؟! ومتى كان الارتماء في عرض البحر منجَاةً ومفازة؟ لعلَّ البطل أُسقط في يده وما كان منه إلا أن يتخذ إحدى الحُسنين سبيلا!
إمّا أن يموت مصلوباً أو غرقاً وأحلاهما مرُّ! تعالوا نكمل الرحلة مع بطل النص لنعرف وجهته وسبيله ومقصده ولماذا اتخذ (بيركلس) دليلاً و وسيلة! أهو البحث عن أبسط حقوق الإنسان وهو (حق الحياة) التي افتقدها في بلاد العرب خذلاني بعد أنه اتخذ طريق تركيا فاليونان سبيلاً وهي الطريق المؤدية إلى ألمانيا بلد الحريات والديمقراطيات ليَعبُرَ من خلالها إلى ألمانيا بلاد هتلر أكبر طاغية عُرف على مرّ العصور رئيس الدولة النازية ومجرم المحرقة اليهودية! التقطها مني هتلر نجوت من محرقة/ هي رسائل الإنسانية المطالبة بأبسط حقوقها ممثَّلةً برسائل (يونس إمره) مَنْ التقطها منه هتلر
هتلرالذي قمع الثورات الاشتراكية في ألمانيا و عادى الشيوعية وأسس الحزب النازي إبّان اندلاع الحرب العالمية الثانية وأوقع مجزرة جماعية وراح ضحيتها( 6) ملايين يهودي عُرفت (بالهولوكست) وهي كلمة يونانية تعني (التضحية بالنار) لتطهير جماعي ساحق معتبراً أن عرقهم (الآري) هو أفضل جنس على الإطلاق إضافةً لخمسة ملايين يهودي مدني آخر وهذا ما عُرف بالمحرقة اليهودية. وهنا يستوقفني عنوان النص /استشراق/ ثانيةً لأعود إليه سعياً للربط بينه وبين هذه القفلة
وهنا يستوقفني عنوان النص /استشراق/ ثانيةً لأعود إليه سعياً للربط بينه وبين هذه القفلة الرائعة وتعالقاً بينه وبينهامروراً بالمتن والحبكة
لأتساءل :
هل أخذ عنّا الغربيون علومنا وحضاراتنا نحن العرب المعروفون بأخلاقنا الرفيعة التي يحمكها ديننا الحنيف في احترام بني الإنسان وحقه في العيش مهما كانت طائفته أو عرقه وصدرّوا لنا نازيتهم ووحشيتهم
في قتل من لا يمتُّ بصلة لمنبتهم وعرقهم وطائفتهم. فهرعنا إليهم بعدما أصبحت بلاد الحريات لننجو بأنفسنا وأبنائنا وأحلامنا من محرقة تأتي على الأخضر واليابس في هلوكست أخلاقها سامت عروبتنا بل نحن منها براء ولكن ليس بعد ما حدث ومازال يحدث في الساحات النازية التي نسيت أو تناست إنسانيتها وقوميتها وأصلها ومنبتها!! وهل باتت ألمانيا بلد المحرقة والنازية هي بلد الديمقراطية والعيش بأمان واطمئنان؟ حتى غدت قِبلة من لا قِبلة له من بلاد العرب خذلاني!
سؤال برسم بطل النص الذي أمسك بتلابيب حرفي مذ صلوبه ولمَّا يحرقوه بعد!
استشراق
صلبُوني أمامَ مرقد ِ”خالد بن الوليد”، تَوسَّلتُهم بنصائح”يُونس إمْرَهْ”، نَقَّحَ “بركليس”رسائِلي عبْرَ المَوج. التقطَها مني”هِتلر”.. نَجَوتُ من مِحْرَقة
ملاحظة: يونس إمره: مفكر و مصلح تركي دعا للتوحد و البعد عن المذهبية. بركليس: أشهر زعيم سياسي يوناني، رسخ النظام الديمقراطي للحكم في أثينا. —————————————- —————————————- رؤيتي الانطباعية : استشراق لافتة النص و عتبتة التي يجب أن تكون “برّاقة” لتُكرهنا أدبياً على ولوج النص وغزوه! ولعلَّ الشرق ليس كمثله في حضاراته و لغاته و علومه وأديانه والشرق من الشروق : و هو المقترن بالضياء و النور والهداية و اليقظة و الرَّشاد. و يرى الطبيب بن إبراهيم أنَّ الاستشراق : لا يعتبر تاريخاً أو جغرافيا فقط أو إنسانياً أو ثقافة فحسب، وإنّما هو مجموع ذلك كله.فهو مكان و زمان وإنسان وثقافة، والحديث عن الاستشراق مرتبط ارتباطاً عضوياً وتكاملياً مع هذه العناصر الأربعة. والشرق الذي اهتمّ الغرب بدراسته والتخصّص بثقافته ليس هو الشرق الجغرافي الطَّبيعي،وإنَّما هو الشرق الهوية.
صلبوني أمام مرقد خالد بن الوليد /صلبوني/ترى من هم الذين صلبوه ولماذا ؟ كلّنا يعرف أنّ الصّلب كان للسيد المسيح عيسى عليه السلام وقد جِيء بآي الذكر ليدحض حقيقة الصلب التي مازالت حتى الآن مُختلَف بها و عليها {وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شكٍّ منه مالهم به من علمٍ إلا اتباع الظنّ وما قتلوه يقينا} النساء (156) لا يخفى علينا جميعاً من هو القائد ((خالد بن الوليد)) “سيف الله المسلول”الصحابي الجليل أبرز القادة العسكريين في الفتح الإسلامي الذي قاد جيش الفتوحات في كل من حروب الرّدة وفتوحات بلاد الشام والعراق وغزوة (مؤته) ولم يُذكر أنّه هُزم في معركة قطّ! حتى في معاركه حامية الوطيس ضدَّد عدد من الإمبراطوريات. ولكن لماذا قال كاتبنا العزيز أمام مرقد خالد؟ هل هي إشارة منه ليأخذنا من الحيثيّة الزّمانيّة الخاصة بزمان القائد الإسلامي وفتوحاته الماجدة إلى الحيثيّة المكانية حيث يرقد جثمانه في حمص في مسجد خالد بن الوليد، اذ قدم إلى بلاد الشام (حمص) ليموت فيها. ولن أنسى هنا أن أستذكر معكم مقولته الشهيرة وهو على فراش الموت : ((هأنذا أموت على فراشي، وما في جسدي قيدُ شبرٍ إلّا وفيه ضربةُ سيفٍ، أو طعنةُ رمحٍ، أو رميةُ سهمٍ في سبيل الله، أموت كالبعير، وكنتُ أتمنّى أن أموت شهيداً في سبيل الله، فلا نامَتْ أعيُنُ الجُبَناء)
لعل صلب بطل النص هنا أمام مرقد خالد إشارة ذكية منه للديانتين المسيحةوالإسلامية وأنَّ من قام بصلبه تنكَّر من أي انتماء ديني وتجرّد من أي وازع خُلقي.
الأمر الذي لم يرحم له إلّاً ولا ذمّة!
توسَّلتهم بنصائح يونس إمره / كلنا تساءلنا في البداية من يكون هذا الذي توسّل الكاتب بنصائحه
(يونس إمره؟)
وهو كما أوضح لنا الكاتب باحث تركي دعا عبر كتابه إلى نبذ الطائفية والمذهبية في ظل الحروب التي اجتاحت المنطقة إبّان تأسيس الدولة العثمانية اذ كانت الدولة حيذاك عرضة ًللنهب المغولي ومسرحاً للاقتتال السياسي الطائفي والمذهبي فدعا من خلال هذا الكتاب “رسائل النصح” إلى الوحدة والبعد عن الطائفية ونبذ الصراعات الداخلية وفي هذا تكثيف رائع وبليغ اختصر فيه الكثير من الحشو الكلامي واكتفى بالرمز بدالِّه ومدلوله. نقّح بركليس رسائلي عبر الموج/من هو بركليس الذي نقح رسائل البطل عبر النص؟! وهو كما أشار الكاتب على( هامش نصه) بأنه أشهر زعيم سياسي “يوناني”رسَّخ النظام (الديمقراطي) للحكم في أثينا وهو أول نظام وضع معايير التوزان وتوزيع السلطات فمنع الإنفراد في السلطة في ظل نظام قضائي يثّبت مُحلّفوه بالقرعة وتؤخذ قرارات المحاكم من خلال حكم المواطنين أنفسهم بالأغلبية المطلقة. على ما يبدو أنّ ما سوّلته يد البطش في بلد البطل من تنكيلٍ وتعذيب تمثَّل في الصلب له وللكثيرين من أمثاله دفعته لطلب ذات البين مكرهٌ أخاك لا بطلُ عن وطن تُستباح فيه الكرامات وتنال من الحريات فيمَّم وجهه “غرباً “شطر بلاد الثلج متخذاً البحر سبيلاً للوصول إلى منجاته ولعلّ منجاته هناك!! أين، في الموج؟! ومتى كان الارتماء في عرض البحر منجَاةً ومفازة؟ لعلَّ البطل أُسقط في يده وما كان منه إلا أن يتخذ إحدى الحُسنين سبيلا!
إمّا أن يموت مصلوباً أو غرقاً وأحلاهما مرُّ! تعالوا نكمل الرحلة مع بطل النص لنعرف وجهته وسبيله ومقصده ولماذا اتخذ (بيركلس) دليلاً و وسيلة! أهو البحث عن أبسط حقوق الإنسان وهو (حق الحياة) التي افتقدها في بلاد العرب خذلاني بعد أنه اتخذ طريق تركيا فاليونان سبيلاً وهي الطريق المؤدية إلى ألمانيا بلد الحريات والديمقراطيات ليَعبُرَ من خلالها إلى ألمانيا بلاد هتلر أكبر طاغية عُرف على مرّ العصور رئيس الدولة النازية ومجرم المحرقة اليهودية! التقطها مني هتلر نجوت من محرقة/ هي رسائل الإنسانية المطالبة بأبسط حقوقها ممثَّلةً برسائل (يونس إمره) مَنْ التقطها منه هتلر
هتلرالذي قمع الثورات الاشتراكية في ألمانيا و عادى الشيوعية وأسس الحزب النازي إبّان اندلاع الحرب العالمية الثانية وأوقع مجزرة جماعية وراح ضحيتها( 6) ملايين يهودي عُرفت (بالهولوكست) وهي كلمة يونانية تعني (التضحية بالنار) لتطهير جماعي ساحق معتبراً أن عرقهم (الآري) هو أفضل جنس على الإطلاق إضافةً لخمسة ملايين يهودي مدني آخر وهذا ما عُرف بالمحرقة اليهودية. وهنا يستوقفني عنوان النص /استشراق/ ثانيةً لأعود إليه سعياً للربط بينه وبين هذه القفلة
وهنا يستوقفني عنوان النص /استشراق/ ثانيةً لأعود إليه سعياً للربط بينه وبين هذه القفلة الرائعة وتعالقاً بينه وبينهامروراً بالمتن والحبكة
لأتساءل :
هل أخذ عنّا الغربيون علومنا وحضاراتنا نحن العرب المعروفون بأخلاقنا الرفيعة التي يحمكها ديننا الحنيف في احترام بني الإنسان وحقه في العيش مهما كانت طائفته أو عرقه وصدرّوا لنا نازيتهم ووحشيتهم
في قتل من لا يمتُّ بصلة لمنبتهم وعرقهم وطائفتهم. فهرعنا إليهم بعدما أصبحت بلاد الحريات لننجو بأنفسنا وأبنائنا وأحلامنا من محرقة تأتي على الأخضر واليابس في هلوكست أخلاقها سامت عروبتنا بل نحن منها براء ولكن ليس بعد ما حدث ومازال يحدث في الساحات النازية التي نسيت أو تناست إنسانيتها وقوميتها وأصلها ومنبتها!! وهل باتت ألمانيا بلد المحرقة والنازية هي بلد الديمقراطية والعيش بأمان واطمئنان؟ حتى غدت قِبلة من لا قِبلة له من بلاد العرب خذلاني!
سؤال برسم بطل النص الذي أمسك بتلابيب حرفي مذ صلوبه ولمَّا يحرقوه بعد!