رايفين فرجاني - النسخ

التحول هو إنتقال من حال إلى حال,أحد صور النقل هو النسخ الذي يعني بنقل الصورة من حال إلى حال تتصف بالتكرار عن / التشابه مع الأصل الذي نقلت عنه.
وفي هذا المقال نتناول نموذج معين هو الإنسان,ونستعرض عشرين نوع أساسي للنسخ التي قد تتواجد مقابله.
وقد رتبنا الأنواع الأساسية للنسخ,وهم هنا عشرين نوع,من الأكثر إعتيادية إلى الأقوى غرابة,كما سيتبين للقارئ في الآتي.
ملاحظة قبل البدء,وهو أن القارئ قد يلاقي -وقد يكون النص بسيطا- بعض الصعوبة في فهم بعض التصورات المطروحة هنا,والسبب أن كل نوع من النسخ المذكورة تحتاج مقالا منفردا لشرحها مما قد نفعله لاحقا.
ولكن إذا نظر القارئ لمذيلة كل فقرة (غالبا السطر الأخير فيها) يجدني أذكر مثلا عن أحد النماذج المقصودة من كل نوع.


[1] الإطار


هو كل ما يحيط بشيء من الخارج.
وذلك الشيء سواء كان موجودا أو غير موجود,وسواء كان يشغل حيزا من الفراغ (مثل إطار خشبي / معدني / بلاستيكي) أو لا (مثل لوحة مرسومة أو صورة فوتوغرافية),فالثابت أن له صورة قد تتغير بتغير شكل الإطار. فالإطار يحدد شكله وشكل الشيء داخله. ذلك الشيء هو جزء من الشكل العام الذي يكون الإطار إطاره. أو يحدث العكس,فيكون الشيء هو ما يحدد شكل ذاته وشكل إطاره.
ومن أمثلة ذلك أننا نصنع إطارات لصور لم تعلق داخلها بعد من أجل حفظ الذكريات, والعكس أن تكون هناك جثة تستدعي صنع إطار يحتوي الوضع الذي ماتت عليه من أجل التحقيق. الجثة بالذات هي ما تعنينا هنا لأنها الشكل الإنساني الذي يبقى ظاهرا من الإنسان بعد موته -والشكل آخر (الذي يتبقى بعد موت الإنسان) نتناوله في مقال آخر- وقبل موته يكون هناك جسد نابض بالحياة. وسواء أطرت جسد نائم أو جثة ميت فالإطار لا يهتم بالحالة التي يكون عليها الإنسان,بل بالوضعية التي تحدد شكل الإطار. الوضعية التي نام عليها أو مات عليها. والوضعيات الرئيسية الثلاثة سواء في الحياة أو الموت للجسد البشري هي القيام والجلوس والتمدد.
بناء على هذا يتضح أن الإطار من أكثر النسخ بعدا في التشابه مع الإنسان,فهو لا يأخذ شكل الإنسان إلا من ناحية حدودية مرتبطة بشكل الجسد. إنه حتى أدنى من مستوى الشكل التقريبي (سكيتش Sketch).
ومع ذلك نجد الإطار حاضرا في الكثير من الأشكال الأخرى التي تنسخ صورة الإنسان,مثل

1- النقش
2- الوعاء
3- المكان
4- الإطار

الأخير أمثلته كثيرة,مثل إطار لوحة أو صورة,وذلك النوع من الإطارات قد يكون الأكثر شهرة والأهم في عالمنا اليوم لقيمته الإعلامية والثقافية الكبرى. فالإطار لا يحدد كل معالم الصورة داخله,بل وربما يحدد معالم وعينا وواقعنا. إطارا للصورة السينمائية ثم التشكيلية.
إذا نظرت إلى آثار أقدامك أو تجعل أحد يرسم خط حول جسمك وأنت واقف لصيق الحائط فأنت ترى صورا / نسخا حدودية من نفسك.


[2] الوعاء

التشكل فعل يصف عملية صنع شكل.
ونقصد به هنا أي نوع من أنواع التشكلات الغير واردة في الأنواع الأخرى (مثل التركيب والتصميم والنحت وغيره). وتحديدا يتبقى نوع واحد -أو على الأقل حسبما أرى حاليا- ينتمي إلى نوع أكبر مذكور سابقا هو الإطار. النوع المقصود ها هنا هو الوعاء.
الوعاء هو أداة مجوفة جزئيا أو كليا لتحتوي في تجويفها أشياء متنوعة لأغراض مختلفة.
والأشياء التي تعنينا هنا هي السوائل,ثم الأجسام الصلبة الشبيهة بالسوائل مثل (الدقيق / الرمل / الحبوب,إلخ),ثم الجوامد الأكبر قليلا ولكنها كثيرة ومتناثرة ومضمومة في وعاء بإنسيابية تشبهها بتيار السوائل.
وأبرز الأمثلة عن ذلك,الأشكال التي تأخذها السوائل داخل الكؤوس والزجاجات والقوارير.
وبالطبع يدخل في تصميمها أنواع من الفن مثل النحت,وتحديدا نحت الزجاج هو الأكثر تألقا. إنه نوع من الفن الذي يشكل الإطار / الوعاء ليتأثر به السائل داخله معطيا ألق وجمال بسيط وفي متناول اليد,مجازيا وحرفيا.
اجعل نحات يجسد لك صورة مجسمة من الماء داخل الزجاج.


[3] الإنعكاس

الإنعكاس (في الفيزياء) هو ارتداد الموجة عند سقوطها على سطح بيني يسمح بإرتدادها إلى نفس الوسط الذي صدرت منه.
والموجة قد تكون ضوئية أو صوتية أو مائية.
إنعكاس الصورة (أو الصورة المعكوسة والحادثة بسبب إنعكاس الضوء) هو صورة مطابقة للصورة المرئية بالعين البشرية دون أن تكون الأصل,فهى تُرى بواسطة عين أخرى هي المرآة. ولا تكون رؤية حقيقية بل مجرد إلتقاط للشعاع الساقط على الأسطح العاكسة التي ينعكس الضوء من عليها تاركا بصمته المحملة بصور الأشياء التي مرّ عليها.
وتتميز هذه الصورة بثلاث خواص أساسية
الأولى أنها موجودة في بعد آخر من الأبعاد البصرية العاكسة والتي لا تشغل حيزا من الفراغ,مثل صورة,مرآة,صورة لوحة (مرسومة),والصورة الفوتوغرافية أو السينمائية.
الثانية أنها مطابقة للصورة المعكوسة عنها عدا في خاصية واحدة,وهي أنها تكون معكوسة أفقيا (مقلوبة جانبيا) بحيث يتغير الإتجاه ويكون اليمين يسار والعكس. ويسمى هذا النوع من التطابق بـ التماثل / التناظر.
والتناظر / التماثل هو إنتقال الشكل من موضع إلى آخر مع ثبات صورته.
الثالثة أنها تتبع الأصل دوما أثناء ظهوره أمام سطح عاكس,والمسافة بين الأصل والسطح تساوي المسافة بين الصورة والسطح من الداخل. وتتقارب أو تتباعد اتباعا لحركة الأصل.
والسطح العاكس هو أي سطح مستو ولامع يسمح بإنعكاس الضوء.
وأنواع الإنعكاسات حسب الأسطح هي
1- المرآة
2- الماء
3- المعدن
4- العيون
وغيرها.
ببساطة يمكنك النظر إلى المرآة لترى نسخة طبق الأصل عنك.



[4] الصورة

الصورة هي مطابقة شكل (الصورة) لشكل آخر (الأصل) في كائن تجريدي يسمى الصورة.
وهو كائن تجريدي قد يكون بصريا ثابت أو متحرك,وقد يكون ماثل في حاوية تجريدية مثل الصورة الذهنية,أو في حاوية تجسيدية ثنائية الأبعاد (مثل اللوحة والصورة الفوتوغرافية),أو ثلاثية الأبعاد (مثل الدمية والصورة الهولوجرامية). الفوتوغراف والهولوغرام من أنواع الصور الضوئية. والتصوير الضوئي هو ما يعنينا. الصورة هنا هي مطابقة للصورة المرئية بالعين البشرية دون أن تكون الأصل,فهي ترى بواسطة عين أخرى هي العدسة (عدسة الكاميرا). وتعمل الكاميرا الضوئية بنفس آلية عمل العين البشرية حيث تلتقط الضوء الساقط عليها تاركا بصمته تنطبع محملة بصور الأشياء التي مرّ عليها.
والصورة الملتقطة مثل الصورة المعكوسة,مبنية على العمليات الضوئية (وليس الذهنية مثل الرسم التشكيلي) من إلتقاط أو إنعكاس (أو عمليات أخرى مرتبطة بالضوء والزجاج نتناولها في جزء ثان للمقال وهي الصورة عبر (الزجاج / العدسة / المقراب / المجهر / المرآة)).
ونحن هنا نعني بالتصوير الضوئي مفهوم أعم من التصوير الفوتوغرافي يشمل كل أنواع التصوير القائم على عملية إلتقاط الضوء وتسجيله لتشكيل الصور.
وأنواع التصوير الضوئي هي التصوير الفوتوغرافي والتصوير الرقمي,والتصوير الثابت والتصوير التسجيلي (السينمائي أو التلفزيوني أو غيره).
وأبرز خصائص الصورة هي
أولا أنها تعكس / تنسخ الأصل إلى حد التطابق,حتى أنه لكان يمكن إدراجها في القرائن المتقدمة بدلا من المتأخرة من أنواع القرين في الآتي,لولا أنها لا تشارك الأصل في الفضاء الذي يحتوي وجودها,وتفرض على نفسها وجودا يكشف بصراحة عن حقيقة نسخه عن وجودنا. فلا تثير التساؤل الكوني عن ماهية وجودنا. هل وجودنا هو الأصل أم الوجود الآخر؟. كما يحدث في الصورة المخلقة من الأحلام.
ثانيا أنها تسمح بعدد كبير من خيارات التلاعب والتعديل تتخطى بكثير ما تتيحه المرايا.
يمكنك أن تلتقط صورة لنفسك بالكاميرا ولسوف تجد نسخة طبق الأصل عنك.


[5] اللوحة

الرسم هو فن يعني بخلق صور على سطح ما بواسطة أدوات أو مواد معينة.
مثل الخطوط والبقع وغيرها من الأدوات التي إذا شملت التصوير عموما احتوت على أدوات النحت والنقش وغيره. والصور المرسومة تعكس / تجسد ما في الواقع / المخيلة.
التصوير التشكيلي هو القطب الثاني للتصوير الضوئي,رغم أنه صار أدنى منه أهمية مثل العلاقة بين المسرح والسينما.
التصوير التشكيلي يختلف عن التصوير الضوئي,إنه عكسه تماما. فهو إسقاط للصور التخييلية على لوح الرسم (سواء كانت صور تنقلها واقعيا أو تؤلفها ذهنيا) بدلا من إلتقاط للصور البصرية كما يحدث في المرآة والعدسة وغيرها من النماذج,وحتى الصورة المرئية نفسها قائمة على عملية سقوط الضوء عليها وإنعكاسه في عيوننا,والصورة المرئية غير مذكورة هنا ونتناولها في الجزء الثان.
وأبرز خصائص الصورة التشكيلية ثلاث
الأولى أنها تترك أثرا إنسانيا دالا على صانعها.
الثانية أنها تخلق مجالات من الإبداع الواقعي والتخييلي,مطابق للوصف / الصورة أو محاكي له.
الثالثة أنها قادرة على الوصول لمستويات خيالية غير مسبوقة أو محدودة من خلال عدد كبير من الأنواع التصويرية التي تتمازج مع أشكال أخرى من التصوير مثل التصميم والسينما.
اجعل رساما يرسمك,ولسوف يقدم لك نسخة طبق الأصل عنك.


[6] الظل

الظل هو البقعة المعتمة التي تظهر فوق المنطقة التي لا يصلها ضوء داخل إطار من الضوء يحيط بالسطح الذي يسقط ظله عليها مكونا تلك البقعة.
ويتكون هذا الإطار من جسم معتم يعزل الضوء عن الوصول إلى تلك البقعة.
أي أنها صورة ضوئية بخلاف الصور الأخرى (الصورة في المرآة / الكاميرا,وغيره) تتكون من خلال انقشاع الضوء بدلا من سقوط الضوء محملا بالصورة. إن الظل هو صورة تتكون من خلف ظهر الضوء لا أمامه,وأبوها هو الظلام. الظل جزء من الظلام. والظلام هو الحالة في الفيزيائية البصرية التي تحل على سطح أو مكان بعد انسحاب الضوء منه.
ومن خصائص الظل
أولا أنه طيف / شبح ليس له أي معالم شكلانية عدا الهيئة,فهو مثل الإطار مجرد بقعة حدودية (كتلة سوداء) أدنى من الشكل التقريبي (سكيتش Sketch).
ثانيا الظل يتبع الجسم الساقط منه (الجسم المعتم) في أي مكان وعلى أي وضعية.
ثالثا الظل يتأثر (في الحجم والوضوح والتعدد) بتحركات الجسم مع الظل,فيزداد حجما أو يتقلص,وقد يخفت الظل أو تشتد عتمته,وقد يكون ظلا واحدا أو أكثر من واحد.
انظر إلى ظلك ولسوف تجد نسخة شبحية مشوهة ومخيفة عنك.


[7] الدمية

الدمية هي جسم بلا روح تمثل إنسان أو حيوان أو مكان أو شيء أو حدث.
أي أن الدمية هي جسم يصور شيء ما,أيا كان هذا الشيء,والخطأ في تعريفها بأنها دوما تصور شيء متعلق بالإنسان حادث بسبب أن كل شيء تقريبا من وجهة نظر الإنسان يدور حول الإنسان,أو له علاقة به. وبذلك فأي شيء تصوره الدمية هو متعلق بالإنسان. والدمية لا ترادف اللعبة إلا أنها واحدة من الأنواع الرئيسية للألعاب (من خلال تمديد مفهوم اللعب ليتجاوز فعل اللهو). إلا أن الدمية تصلح أن تكون مرادفا للتمثال,رغم أننا ندرج التمثال ضمن الأنواع المائة للدمى التي نعرضها في مقال آخر. لذا لا يسعنا الحديث هنا سوى عن تعريف الدمية,وقد عرّفناها.
أما عن أبرز خصائصها,وأتحدث هنا عن الدمية المجسدة لإنسان,أنها شيء يبث الغرابة المنبعثة من فكرة الجمع بين الحياة والموت.
اجعل نحاتا يصنع لك تمثالا ولسوف تجد نسخة مجسمة طبق الأصل عنك.



[8] الثوب

الثوب هو كل رداء أو غطاء للجسد.
وهو بذلك قد يكون نوع من الإطار الذي يغلف الإنسان ويتشكل بشكله,وعكس حاويات الماء والمتشكل الماء داخلها بحسب شكل الإطار / الوعاء الزجاجي.
والثوب يملك مجموعة كبيرة من خصائص التشابه (أي القوانين التي تحكم التشابهات وليست التشابهات نفسها كما فصلنا في التشكل) نجمعها في أربعة سمات رئيسية
أولا أنها تأخذ شكل مرتديها (الهيئة والحجم).
ثانيا أنها تأخذ شكل الأشياء حولها (التصميم واللون).
ثالثا أنها تخلق أشكالا جديدة.
رابعا أنها تخلق صورا ذهنية غير البصرية المذكورة في الثلاثة سمات السابقة. تلك الصور الذهنية وبحكم أنها تشكل نصف التفكير البشري حسب إحدى النظريات (فالتفكير إما لغوي أو بصري) هي التي تلقى العناية الفائقة من الباحثين المنقبين خلف دلالات الملابس عبر تعاقب العصور وفي مختلف الثقافات.
خامسا أنها قد تغطي الجسد كله أو جزء منه. وإذا كان كله فقد تستعين بأنواع أخرى تنتمي ضمنيا إلى الملابس مثل الحزام والحزاء والقبعة والوشاح وحتى القناع.
إنك إذا نظرت إلى شخص ما يرتدي ملابس معينة قد تحسبه شخص آخر بسبب هذا التشابه.


[9] القناع

القناع هو غطاء للوجه.
وهو بذلك يمزج بين الدمية والرداء,ويملك مجموعته الخاصة (يبدوا لي أن أكثر الدراسات الحديثة تعني بـ القناع / الظل / الدمية / الثوب) من الدلالات التي يغرق الباحث لو حاول رصدها كلها,مما نؤجله كما هي العادة لمقال آخر.
ولكن لماذا قد ينال القناع نفس الأهمية الدلالية التي يحظى بها الثوب مثلا مع أن الأخير يغطي مساحة أكبر من الجسم,كما أنه لا غنى عنه في حياة الإنسان؟.
يعد الوجه نافذة خارجية تعبر عن دواخل الإنسان -وغير الإنسان- لترينا شيئا من العواطف والأخلاقيات والحاجات,التي تظهر في إنفعالات الوجه وخلجاته. ويعد القناع واحد من أهم الرمزيات التي تعبر عن الأفكار من مفاهيم وإسقاطات وتوجهات. وهو فوق ذلك غطاءا للوجه الذي تخصصت لغة الجسد بعلم معني بقراءته وهو علم الفراسة.
الوجه هو ما يواجه الناظر من الرأس,ويتفرد كل شخص بقالب من الملامح على وجهه,لا يتماثل معه وجه واحد,وقد يتشابه معه أربعين. والقناع هو قالب إصطناعي من الملامح الذي يوضع على الوجه لعدد من الأغراض,منها
1-الرمز
2-التخفي
3-المهنة
4-الفن
إذا أردت أن ترى ترى نسخة عنك,اجعل شخص يرتدي قناعا يجسد ملامح وجهك.


[10] العمارة


العمارة هي الفن الذي يعني بتصميم البناء خارجيا,وعكسه الديكور الذي يعني بتصميم البناء داخليا.
إنه إطار لا يتأثر (سواء في العمارة أو الديكور) قصرا بالشكل الداخلي (كما في الإطار),ولا يتأثر الشكل الداخلي به (كما في الوعاء). ولكن يحدث تبادل في التأثير فقط بمحض إرادة المصمم.
العمارة نوع خاص من الدمى,لأنها الدمية الوحيدة التي تشكل واحدة من أقصى ضروريات الإنسان؛المأكل والملبس والمسكن. لتتغلب في أهميتها على الدمى الآلية التي يمكن الإستغناء عن أغلب خدماتها لتنفيذها يدويا.
وفي العمارة تنطبق قواعد التصميم (التكوين المقصود للشكل من قبل الإنسان) والتشكل (التكوين للشكل الغير مقصود من الإنسان). فتجد النوافذ تشكل عيني الإنسان والباب فمه. وغير ذلك من التشابهات العديدة التي تتشابه مع الإنسان,أو غير الإنسان,أو تخرج صورا جديدة خاصة بفن العمارة وحده. ومن عناصره
1-قبة
2-بهو
3-فناء
4-عمود
5-غرفة
6-إفريز
7-حوض
وأنواع المباني كثيرة منها
1-البيت
2-القصر
3-البرج
4-المشغل
5-المعبد
6-القلعة
7-الجسر
وغيرها من العناصر والتصنيفات الكثيرة لدرجة تستلزم إعداد قاموس لها.
هذا أصعب,ولكن يمكنك أن تبني مبنى يأخذ شكلك ليكون نسخة عنك.


[11] النقش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النقش هو فن يعني بتشكيل الرسوم من خلال بروزات داخلية (حفر) أو خارجية (نحت).



وقد ميزناه عن بقية الأنواع التصويرية لعدد من الأسباب



أولا لأن النقش ربما يأتي هنا كأنه صورة أعم تشمل الحفر والنحت,رغم أنني دوما اعتبر النقش كجزء داخلي من النحت. وحتى لو كان جزء داخلي من النحت أو العكس,فهو يشكل نصف عملية التصوير تلك (النحت). أي أن النقش هو الوجه الآخر للنحت. وبما أننا ذكرنا النحت ضمنيا (هو نوع مشتق من صناعة الدمى متمثلة في التماثيل),نأتي هنا للنوع الذي لا ينتمي إلى الدمى بل هو أقرب للصور.



ثانيا وهو أن النقش نوع فريد من النسخ,ربما لأن معظم ما ذكرناه أقرب إلى الصور منه للدمى (ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد مثلا رغم أنه تعبير غير دقيق لتواجد العديد من الصور الثلاثية وربما لا تنتمي إلى الدمى).



إذن اجعل أحد يحفر لك نقشا في الحائط أو يوشم جسدك بصورة لك.

[12] التخيل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التصور هو استحضار صورة في العقل دون مرئاه -في لحظة الاستحضار- للعين.



ذلك الاستحضار يتم بواسطة العقل عادة دون تدخل (في لحظة الاستحضار) بواسطة أي مؤثرات خارجية,والتصور ينقسم بحسب النشاطات العقلية إلى



العمليات الزمنية حسب بول ريكور



1-التذكر

2-التخيل

3-التوقع



عمليات أخرى

1-الحلم

2-الوهم

3-التجريد



ومن الأنواع الستة الرئيسية ينبثق عدد أكبر من النسخ بأنواع مختلفة,أهمها قد يكون التخيل الأدبي.



التذكر يستحضر صورة لإنسان رأيته في الماضي. والتوقع يستحضر صورة إنسان ستراه في المستقبل. والحلم يستحضر صورة إنسان بشكل أقوى يكاد يكون ملموسا في فضاء يفتحه العقل أثناء النوم. والتوهم يستحضر صورة إنسان بشكل أقوى يكاد يكون ملموسا في فضاء يفتحه العقل أثناء اليقظة. وللوهم أنواع نتناولها في مقال آخر. وللتخيل أنواع أيضا وخصائص عديدة تمكنه من خلق نسخ تبتعد أكثر عن الصورة الطبيعية للإنسان. ونتناولها في مواضع أخرى. وكذلك التجريد الذي يمكننا من إنشاء المفاهيم,ومنها المفاهيم التجريدية الكبرى مثل المثال والمجاز.



تخيل نفسك واقفا أمامك تجد صورة طبق الأصل عنك.



[13] الروح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الروح هو كيان ما يفترض أنه يحرك الكائنات الحية بمحض إرادتها.



وهو يأتي شبيها بالإنسان لسببين



الأول أنه إذا افترضنا تدرج الروح الإنسانية إلى ثلاث طبقات من الأعلى للأدنى تبدأ بالعقل وتمر بالنفس وصولا إلى العقل. يعني أن الروح هي وجه آخر للنفس البشرية. والنفس هي دوما تمثل شخص ما. هذا الشخص يرتبط في الذهن (عقله أو عقول المحيطين به) بصورة بصرية مقترنة بمجموع السمات النفسانية التي تشكل شخصه. فيكون فلان الشاب المهذب الرقيق هو نفسه فلان ذو الطول المعتدل. وتكون فلانة المرأة المغرورة هي نفسها فلانة ذات الجمال الأخاذ. وغير ذلك من الأمثلة.



الثاني أن عقل الإنسان قاصر على أن يبتدع إبتداعا من لا شيء أي صورة جديدة تخرج عن المعطيات المتناثرة حوله والموجودة بالفعل. وبالرغم من تلك الحدود إلا أن الخيال البشري لا نهائي وبلا حدود (فالكون لا نهائي بالرغم من أنه يفترض أنه له أطراف متناثرة على حدوده). ولأن الإنسان خلق في أحسن تقويم,ارتبطت صورة الكائن العاقل بالصورة البصرية للإنسان. وبما أننا عاجزين عن الإتيان بصورة أحسن منها,يتم إستعارتها لتصوير الكائنات العاقلة غير الإنسان.



أبرز تلك الكائنات المتشابهة مع الإنسان دون أن تنتمي إلى نوعه هي



1-الروح

2-الجن

3-الفضائيين



حاول استحضار روحك بعد موتك -لولا أن ذلك مستحيل للأسف- قد تجد نسخة شبحية طبق الأصل عنك.



[14] التشابه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التشابه هو علاقة تجمع كائنين (أو أكثر) بينهما بعض الصفات المشتركة.



وفي هذا المقال نميز بين الشبيه والمتشابه,ونقصد بالأول الكائن العاقل (وهو الإنسان) وبالثاني الكائن الغير عاقل (مثل الحيوان والجماد). وأدرجنا كل منهما في نوع خاص لما يملكاه من خصوصيات تفصلهما عن البقية.



ويعنينا من المتشابه كما ذكرنا نوعان



التشابه الحيواني



وأوجه التشابه بين الإنسان والحيوان عديدة,أبرزها



1-الملامح

2-التعبيرات

3-المظهر

4-الخصائص

5-الصفات



ومن الشواهد على قوة التشابه نذكر



1-نظرية التطور

أن ملاحظة فرويد الدقيقة للتشابهات بين الكائنات الحية (خاصة بين الإنسان والحيوان, وتحديدا بين ابن آدم وابن قرد) هي ما أدت إلى وصوله لنظريته الشهيرة. ولا أقول هنا أن الإنسان أصله قرد -ولا أنفي النظرية كليا بالطبع- إلا أنها دليل على قوة التشابهات بين الإنسان والحيوان حيث كانت تلك التشابهات منطلق واحدة من أهم النظريات في تاريخ العلوم.



2-الثوب والقناع

البشر في الاحتفالات,أو في العروض السينمائية / المسرحية,أو حتى الاستعراضات الجنسية يتشبهون بالحيوانات من خلال أقنعة خشبية (أو مواد أخرى) أو من الأصباغ وملابس ملونة,وأدوات مساعدة مثل عدة التزيين (الماكياج) وغيره. النساء مثلا يسهل عليهن من خلال الثوب والقناع أن تتشبه إمرأة بقطة,في التصرفات والمظهر والملامح وغيره. من أجل بث شعور بالدلال أو الإغراء.



3-الرسوم المتحركة

والتي تملك إمكانية فائقة سواء كانت رسومية أو حاسوبية في تحويل البشر إلى بهائم وجعل الخنازير بشرا ناطقة.



التشابه الجمادي



ونختص به تحديدا التشكلات المتكونة بدون أي تدخل إنساني مقصود. بسبب فوضى تفلت من أيدي البشر,أو بسبب جريان الطبيعة عبر الأشياء. لأن أي جماد يشبه بالإنسان عن قصد من الإنسان,يدخل هنا في فئة (الدمية / العمارة / النقش,وغيرها).



من الصعب هنا أن أطلب منك البحث عن تشابه لك مع حيوان ما,فحتى لو كان أسدا أو حمارا لن تجد إلا أطراف تستعمل لأغراض مختلفة (الأكل والقتال مثلا) كالتي تملكها. لكن ربما تكون محظوظا كفاية لتجد في الطبيعة من تشابهات الجماد ما يقرب لوجهك.



[15] الشبيه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشبيه هو شخص / شيء يتشابه مع شخص / شيء آخر في الملامح أو الصفات.



وقد تحدثنا عن الشيء (الكائن الغير عاقل من جماد أو حيوان) ونختص هنا بالحديث عن الشخص (الكائن العاقل وهو الإنسان). وتحديدا الصورة البصرية للإنسان المشابهة لصورة إنسان آخر,لذا نحن هنا نقصي أي تشابهات في الصفات (أخلاق / طباع).



والتشابهات البصرية بين البشر تكون موجودة لدى



1-الأقرباء

أقرباء المستوى الأول الإبن مع الأب والأخ مع الأخ (خاصة التوأم),ثم أقرباء المستوى الثاني مع الأعمام والخوال وأبناء العمومة وأبناء الخؤولة. ثم الأقرباء من مدى أبعد رأسيا كلما أوغلنا في صلات القربى من الجد والجد وجد الجد صعودا إلى ما فوق وأعلى,أو العكس نزولا مع الأحفاد.



2-العشيرة

وهي قرابة على صعيد أبعد تبدأ من العشيرة وتصل دون أن نتنتهي إلى الجنس أو الشعب, تتداخل معها عوامل أخرى غير صلة الدم,مثل المناخ وغيره. لذا نجد الأفارقة أكثر شبها لبعضهم من مجموعات أخرى -والمجموعة يتشابه أفرادها- منفصلة عن بعضهم,منها (الهنود / الشرق آسيويين / الأوروبيين / الإسبان / العرب).



3-الأشباه

وهم الأربعين شبها المذكورين في المثل (يخلق من الشبه أربعين),وقد يتجاوزون هذا العدد بكثير. أشخاص بعيدين عنك في المكان,ونتجاوز المثل (أو ربما ذلك أيضا ضمن مقصد المثل) ونقول بل ويتشابه معك أشخاص بعيدون عن زمانك.



إذا أردت شبيها انظر في وجه إبنك أو أخيك أو أبيك أو قريبا لك,لعلك تجد فيه شبها.



[16] النسخة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التناسخ هو علاقة تجمع كائنين بينهما الكثير من الصفات المشتركة أعلى من التشابه وأدنى من التطابق.



كما ذكرنا هو الدرجة الوسطى في التشابه بين الشبيه والقرين باعتبار الإنسان نموذجا دون تدخل لأي من التشابهات الأخرى. أي الإنسان شبيها للإنسان. وهو هنا نقول نسخة عنه.



والنسخة قد تتشابه إلى حد كبير مع القرين,لذا قد يختلط الأمر عليّ أو على القارئ.



والنسخ هي



أولا القريب

مرة أخرى بمستوياته من الأسرة مرورا بالعائلة وصولا للعشيرة والشعب.



ثانيا الشبيه

ربما الشبيه رقم أربعين.



ثالثا النسخة

النسخ بمعاني أخرى نتنتاولها أو نعيد تناولها في مقال آخر,وهي هنا وفي الحالة التالية قد تكون أقرب للقرين.



رابعا المصنع

ومنه أربعة أساسية ممكنة الحدوث بدرجات متفاوتة



1-زراعة الأعضاء

2-الأطراف الصناعية

3-التلاعب الوراثي

4-التصنيع الكيميائي



قم بزارعة وجهك لشخص آخر أو بادل معه,وإذا كان متماثل معك جسمانيا حينها ستجد نسخة عنك.



[17] القرين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التماثل هو علاقة بين كائنين متطابقين,والقرين هو كائن يتطابق مع كائن آخر.



ومع ذلك فإن تلك الدرجة من التماثل (ونحن هنا نقصد التماثل بمعنى تطابق الشبه بين كائن وكائن وهو يختلف عن التماثل الرياضي بمعنى تطابق الشبه بين حالة وحالة في نفس الكائن) وإن كانت موجودة بكثرة في العديد من الموجودات إلا أن كائن واحد -هناك كائنات أخرى بحسب المنظور الروحاني- ينأى بنفسه عن هذا النوع من التشابه في الوجود. وهو الإنسان. فلا يتماثل شخصان أبدا. والتماثل هنا كما وضحنا معناه تطابق كل الصفات. فلا ينظر لأي تشابه أدنى (تواجد صفتين أو أكثر أو حتى كل الصفات عدا صفة أو جزء من صفة في كائنين أو أكثر) على أنه تماثل أو نوع من التماثل. ومع ذلك فنحن هنا بصدد عرض أنواع التماثل الأكثر قربا من ذلك المفهوم المستحيل تطبيقه على الإنسان.



1-أنت

فلو غالينا في الصعوبة والتعقيد نقول أنه لا يوجد أي تماثل كلي أصلا,فلو أتيت بحجرين ووضعتهما على منضدة,فإن كل حجر موجود في موضع آخر غير موضع الآخر. وكل حجر له تاريخ سابق لصنعه وكيفية تكونه ومن أمسكه قبل وضعه على المنضدة. فضاء مكاني ووحدات زمنية سابقة وحاضرة ولاحقة تقيد كل حجر. حتى لو دخلنا إلى التكوين الذري لكل حجر لربما نجد إختلافات دقيقة لا تؤثر البتة على تكوينه. وحتى لو لا يوجد فإن مسألة وجود حجرين متماثلين تلغي التماثل,فلا يتماثل شيء إلا مع نفسه. وهذا هو النوع الأول من التماثل هو أنت. الشخص الوحيد المتماثل معك أيها القارئ والذي يملك كل صفاتك وتاريخك ومستقبلك وبنيتك. بل وكل العلاقات والتعاملات مع المحطيات من حولك منذ مولدك (وربما قبل ذلك) حتى موتك (وربما بعد ذلك) هو أنت.



2-المثيل

ومع ذلك فنحن بذلك ربما نناقض أنفسنا,لأن التماثل قد يعني بالضرورة أكثر من كائنين,فإذا لم يكن هناك كائن آخر تتشابه معه,تسقط فكرة التشابه أصلا. وفكرة التماثل تخلق بالضرورة كائن ما موجود (حتى لو في أفكاري أو أفكارك فقط) يتماثل مع الإنسان في كل صفاته. ذلك الكائن الافتراضي هو المثيل.



3-المثل

وهو المفهوم / النسخة الأخيرة في القائمة,والذي أسس له أفلاطون.



4-ديجافو

هي ظاهرة تعطي إحساسا للشخص بأنه رأى أشخاص أو أحداث أو أماكن لم يرها من قبل في مكان ما,أو عايش حدث أو وقت أو ظروف معينة من قبل رغم أن ذلك لم يحدث ولم يمرّ عليه. وبغض النظر عن النظريات في محاولة تفسير الظاهرة. فإن الديجافو Dejavu (وهم سبق الرؤية / المعايشة) تعطيك نسخة عن شخص شوهد من قبل مع أنك لم تره سابقا قط! هناك نسخة في ذاكرتك عنه,أو هو نسخة عن شيء ما. نسخة طبق الأصل. أو هو هو!



5-النسخة

هنا تكون النسخة هي نسخة طبق الأصل. الشيء هو الشيء. حتى أن ذلك مصطلح نسخة لا يجوز هنا لذا سمينا ذلك النوع بالقرين.



6-الوجود

وأقصد هنا الوجود بالقوة حسب مبدأ أرسطو في تصنيف أنواع الوجود إلى الوجود بالفعل وهو الوجود الحادث فعلا,والوجود بالقوة هو وجودوجود غير متحقق وممكن التحقق.



والوجود بالقوة يستدعي مجموعة كبيرة من نماذج الوجود أبرزها هي



1-الوجود بحسبب العلل الأربعة الأرسطية

2-الوجود بحسب التشابهات الأربعة الفوكوية

3-الإحالة إلى شيء آخر بشكل عام

4-المتقابلات تشير إلى بعضها



7-التناسخ

تناسخ الأرواح هو معتقد ديني / فلسفي يؤمن بموت الإنسان وعودته مرة أخرى إلى الدنيا في صورته أو صورة مغايرة عن حياته السابقة.



8-التوازي

تعدد الأكوان أو الأكوان المتوازي هو معتقد علمي (أو يزعم أنه علمي) تؤمن بوجود به عدد من الأكوان التي تتماثل (وكذا يفعل سكانها) بعضها مع أخرى,وقد تتداخل بعضها مع الأخرى.



9-الميت

في صورة شبح أو جثة,فأنت بعد موتك,تكون روحك أو جثتك مثلك بالضبط. نحن تأكدنا من الجثة,ولا يوجد أي تأكيد حتى الآن على الروح.



10-القرين

حسب المعتقد الإسلامي هو مثيل للإنس من الجن.



وأستطيع أن أذكر نحو عشرين نوع لقرائن أخرى غير ما ذكرت,ولكن لكل مقام مقال.



لنقل هنا أنك أنت نسخة من نفسك. (وريح دماغك).



أو انظر إلى تابوت,هذا التابوت موجود فيه جثة شخص وجودا بالقوة لم يحدث بالفعل. وقد يكون هذا الشخص موجودا في الحياة بمكان آخر,بينما قرينه حبيس التابوت.



[18] الجزء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجزء هو قدر اقتطع من قدر أكبر / أصغر كان ينتمي إليه.



وهو هنا يعطينا صورة ذهنية عن أصل كان كاملا قبل أن ينقطع الجزء عنه. ولكن لو ذهبنا إلى ذلك الأصل لا يكون هو الكائن الذي تمثل في ذهننا. فإذا غلام قطعت يده,ووضعت اليد على منضدة كان في وجودها دلالة على وجود الجسد الذي بترت عنه. وهو جسد الغلام الذي صار موجودا في الذهن. إلا أننا لو ذهبنا إلى الغلام كان هو شخص غير الصورة الموجودة في الذهن. كما أنه يخلق صورة أخرى لشخص بلا يد مقطوعة,وقد تتطابق هذه الصورة الذهنية مع الصورة الذهنية الأولى التي بثتها اليد,إلا أن المصدرين مختلفين للصورتين. فاليد تأتي بالجزء الأكبر الذي تنتمي إليه,والغلام يأتي بالجزء الناقص الذي اقتطع منه.



هذه العملية الذهنية تندرج ضمن مفهوم الوجود بالقوة والوجود بالفعل الذي أسس له أرسطو. هذا غير كونها عملية تخييلية بالطبع.



اقطع يدك (هذه صعبة) وضعها على منضدة واستحضر في خيالك الشخص الذي تنتمي إليه اليد.



[19] الممثل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التمثيل هو استحضار حدث خيالي / واقعي على المسرح من خلال أداءات حركية / كلامية تنفذها الشخصية التي يتقمصها شخص إسمه المشخص. أو الممثل.



وهنا تحدث مفارقة بالغة الغرابة والطرافة.



المشخص هو شخص يتقمص شخصية أخرى.



وهنا يجب أن نركز في ثلاث مفاهيم؛المشخص والشخصية والشخص.



ولنضرب مثال



فالممثل أحمد مظهر حين يمثل في فيلم الناصر لا يكون هو أحمد مظهر,فأحمد مظهر هو شخص يعيش في القرن العشرين,وهو ممثل يغلب على واقعه الحياة الفنية يأتي إلى الموقع ليمثل دور إحدى الشخصيات في الفيلم ليتقاضى راتبه على دوره ولتزداد شهرته.



ولكنه ليس الملك الأيوبي,فصلاح الدين شخص عاش في القرن الثاني عشر,وهو قائد يغلب على واقعه الحياة العسكرية والموقع عنده هو ساحة الحرب يغزو بلاد ويدافع عن بلاد.



وفي الأخير يتبقى أنه شخص ما,يمثل فيه صلاح الدين,ويمثله أحمد مظهر. وقد تكون البراعة الحقيقية لأي ممثل هي مدى قدرته في أن يكون ذلك الشخص متخليا عن شخصه.



ويتضح من هذا أن التمثيل (السينمائي / المسرحي) يعطينا ثلاث نسخ صورية / ذهنية.



ونجد نفس النسخ بشكل أقل وضوحا في الأعمال الرسومية والوثائقية.



كن ممثلا تصنع نسخة طبق الأصل عنك.



[20] المثل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المثل أو المثال هو الأصل الذي تعود إليه كل الصور التي تحمل تشابهات قد تجعهلها تنبثق منه.



أي أن أي تشابه بين كائن / شيء وآخر يرجع لأن بينهما صلة قرابة تنسبهما إلى نفس الكائن الأعلى الذي أتيا منه. هذا الكائن (المثال) يمكن النظر إليه من عدة زوايا.



أولا إنه كائن فيه الصفات الأصلية التي تتناسخ في كائن آخر,وبذلك فإن كل كائن مفرد ينبثق في الأصل من أصل أكثر كمالا منه. لكن ذلك الأصل قد لا يتشابه مع الأصول الأخرى التي تتناسخ منها الموجودات الأخرى. لك كائن مثل آت منه.



ومن هذا التصور يتفرع تصور آخر ينص على أنه كائن أسمى يتشابه مع كائن أدنى,ولكنه لا يتشابه في الوقت ذاته. نعرفه إسما لا فعلا. وهذا المفهوم / المنظور ينطبق على الأشياء والأحياء في الجنة أو النار.



ثانيا أنه كائن يجمع كل الصفات التي تقع على مجموعة من الموجودات. وفي هذا تفريع شجيري,حيث مجموعة ربما معدودة من الكائنات (المثل وهنا جمع وليس مفرد) تندرج تحت كل منها جميع المجموعات في الوجود.



ثالثا إنه كائن كلي فيه كل الصفات في جميع الموجودات. كائن واحد تعود إليه كل الموجودات في صفاتها,هو يتمثل في الجميع,وتمثلاته متشابهة,ولكن لا يشبهه شيء. هذا المفهوم ينطبق على مفهوم الإله.



إذا مت لربما تجد نسخة عنك خير لك من صورتك الآن في الجنة إذا دخلتها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى