عندما توفي معاوية الثاني كانت الدولة الاسلامية على وشك التفكك. وحسب رواية المختار بن أبي عبيد الثقفي، قال ؛ لقد رأيت مكة تحت حكم عبدالله بن الزبير والشام تحت حكم ابن الحكم ، وقلت في نفسي بقي السواد متاحا اي العراق، ولكن المختار الثقفي لا يستطيع ان يذهب لحكم العراق دون ان يكون غطاءا لدعوته واحدا من آل البيت، لذلك فقد ذهب الى العراق بقواته تحت أسم محمد الحنفية أحد ابناء الامام علي بن ابي طالب. وكان ابن الحنفية مريضا وقيل انه حتى لم يعلم بما قام به الثقفي تحت إسمه
ما زالت فكرة الحكم تحت راية سيد محفورة في الثقافة الشعبية، ولذلك منذ سبتمبر ١٩٦٢ الى ٢٠١٤ لم يمارس المشائخ القبليون الحكم المباشر ، لكنهم كانوا يملكون الدولة، وينقلبون على كل من لم ينصاع لسطوتهم.
هل يفسر هذا قتال حركة انصار الله الحوثية سبع سنوات استنادا الى هذا الارث التاريخي الثقافي؟ واعتمادا على المخزون البشري الاحتياطي الذي وفره لها إرث الانصياع لحكم السيد كواجب يحدد مكانة الهاشمي الاجتماعية في الثقافة التقليدية ؟
ما يقارب ثمانية عقود من الزمن، وصنعاء ام تبارح عصرها الخرافي، ومازال شيخ الجن الذي يجثم على صدر جبال عيبان يمثل ذلك الكائن الخرافي الذي يجثم على بوابة أثينا يستوجب الأضحية البشرية على رأس السنة.
"تقطرنوا " في الاربعينيات لم تكن فقط من أجل أقناع مستشار الأمام انه مازال يملك زمام الشعب، وان الحيل هي نفسها مازالت قادرة على ان تسوس الشعب، ولكنها كانت رسالة ان صنعاء لن تنصاع الا للأمام الأسطوري.
ربما هي الطريقة التي مكنت الرئيس السابق على عبدالله صالح من حكم صنعاء لأكثر من ثلاثة عقود، فالرجل كان يلعب بالبيضة والحجر، مع المشائخ والأعوان.
"تقطرنوا" هي اختبار للطريقة التي يدير بها الامام المجتمع، واثبات للجيران ان سطوة الإمام وقبضته لا تضاهيها كل السياسات الحديثة والمرنة.
وقد كان الإمام يفعل بالضبط ماكان يفعله علي صالح اللعب على وتر المشيخة والتناقضات القبلية.
لكن أساليب الأحتيال التي تقوم على الجهل عززت من قدرات الامام الخارقة أمام شعب صنعاء الذي بات يصدق ان الامام مخلوق الهي، لا يموت. لذلك لم يصدق الصنعاني والقبائل ان الامام قد مات الا بعد سنوات من عمر ثورة سبتمبر ١٩٦٢م.
الامام مخلوق خرافي تخضع له النمور والوحوش والجن. وقد اثبت الأمام لمستشاره الخاص، الذي حاول إقناعه ان الشعب بات يفهم الالاعيب الخرافية وان على الامام ان يبتدع سياسة جديدة.
ولولا خروج السلال والضباط الى العراق ومصر، لظلت صنعاء عقود أخرى خارج التاريخ.
القطرنة مرة أخرى
هل يجرب السيد عبدالملك الحوثي طريقة جده في الحكم؟ هل ما زالت هذه الطريقة صالحة لصنعاء القرن الواحد والعشرين؟
تكتل المجتمع التقليدي كله في وجه ثورة الشباب اليمنية. تكون على هامش المجتمع التقليدي مجتمع الشباب الحديث بقيمه الجديده ومفاهيمه وميوله واتجاهاته نحو العصر والدولة والديمقراطية. وتمكنت القوى التقليدية بما تملك من قوة ومال بل والدولة نفسها من ابتلاع هذا المجتمع الحديث مجتمع الخيام. ورميه خارج المجال السياسي. لكن هذه القوة وهذا الخوف من قيم العصر وتوجهات الدولة الحديثة لم يكن بذات السطوة عندما تقدمت قوة انصار الله من داخل المجتمع التقليدي نفسه لتسيطر وتحكم. كان مقبولا ان يأتي اي طرف بتوجهاته التقليدية لانه سيتصالح مع المنظومة التقليدية، ورغم ذلك هزت حركة أنصار الله اركان المنظومة القبلية فقط، وأبقت عليها ضعيفة تابعة.
تعاود الحركة اليوم أسلوب الحكم بالقطرنة " تلوين البشر والحجر باللون الاخضر. هل هي رسالة الى العالم والاقليم ان صنعاء لا ترضى بغير حكم السيد؟
ما زالت فكرة الحكم تحت راية سيد محفورة في الثقافة الشعبية، ولذلك منذ سبتمبر ١٩٦٢ الى ٢٠١٤ لم يمارس المشائخ القبليون الحكم المباشر ، لكنهم كانوا يملكون الدولة، وينقلبون على كل من لم ينصاع لسطوتهم.
هل يفسر هذا قتال حركة انصار الله الحوثية سبع سنوات استنادا الى هذا الارث التاريخي الثقافي؟ واعتمادا على المخزون البشري الاحتياطي الذي وفره لها إرث الانصياع لحكم السيد كواجب يحدد مكانة الهاشمي الاجتماعية في الثقافة التقليدية ؟
ما يقارب ثمانية عقود من الزمن، وصنعاء ام تبارح عصرها الخرافي، ومازال شيخ الجن الذي يجثم على صدر جبال عيبان يمثل ذلك الكائن الخرافي الذي يجثم على بوابة أثينا يستوجب الأضحية البشرية على رأس السنة.
"تقطرنوا " في الاربعينيات لم تكن فقط من أجل أقناع مستشار الأمام انه مازال يملك زمام الشعب، وان الحيل هي نفسها مازالت قادرة على ان تسوس الشعب، ولكنها كانت رسالة ان صنعاء لن تنصاع الا للأمام الأسطوري.
ربما هي الطريقة التي مكنت الرئيس السابق على عبدالله صالح من حكم صنعاء لأكثر من ثلاثة عقود، فالرجل كان يلعب بالبيضة والحجر، مع المشائخ والأعوان.
"تقطرنوا" هي اختبار للطريقة التي يدير بها الامام المجتمع، واثبات للجيران ان سطوة الإمام وقبضته لا تضاهيها كل السياسات الحديثة والمرنة.
وقد كان الإمام يفعل بالضبط ماكان يفعله علي صالح اللعب على وتر المشيخة والتناقضات القبلية.
لكن أساليب الأحتيال التي تقوم على الجهل عززت من قدرات الامام الخارقة أمام شعب صنعاء الذي بات يصدق ان الامام مخلوق الهي، لا يموت. لذلك لم يصدق الصنعاني والقبائل ان الامام قد مات الا بعد سنوات من عمر ثورة سبتمبر ١٩٦٢م.
الامام مخلوق خرافي تخضع له النمور والوحوش والجن. وقد اثبت الأمام لمستشاره الخاص، الذي حاول إقناعه ان الشعب بات يفهم الالاعيب الخرافية وان على الامام ان يبتدع سياسة جديدة.
ولولا خروج السلال والضباط الى العراق ومصر، لظلت صنعاء عقود أخرى خارج التاريخ.
القطرنة مرة أخرى
هل يجرب السيد عبدالملك الحوثي طريقة جده في الحكم؟ هل ما زالت هذه الطريقة صالحة لصنعاء القرن الواحد والعشرين؟
تكتل المجتمع التقليدي كله في وجه ثورة الشباب اليمنية. تكون على هامش المجتمع التقليدي مجتمع الشباب الحديث بقيمه الجديده ومفاهيمه وميوله واتجاهاته نحو العصر والدولة والديمقراطية. وتمكنت القوى التقليدية بما تملك من قوة ومال بل والدولة نفسها من ابتلاع هذا المجتمع الحديث مجتمع الخيام. ورميه خارج المجال السياسي. لكن هذه القوة وهذا الخوف من قيم العصر وتوجهات الدولة الحديثة لم يكن بذات السطوة عندما تقدمت قوة انصار الله من داخل المجتمع التقليدي نفسه لتسيطر وتحكم. كان مقبولا ان يأتي اي طرف بتوجهاته التقليدية لانه سيتصالح مع المنظومة التقليدية، ورغم ذلك هزت حركة أنصار الله اركان المنظومة القبلية فقط، وأبقت عليها ضعيفة تابعة.
تعاود الحركة اليوم أسلوب الحكم بالقطرنة " تلوين البشر والحجر باللون الاخضر. هل هي رسالة الى العالم والاقليم ان صنعاء لا ترضى بغير حكم السيد؟