زكي عمر - "وقفة قصيرة أمام قبر أمي"

الفاتحة
ــــــــــ
ماكانتش تحب الميّه الفاتره
وكانت لما بتكره.. تكره موت
واما تحب.. تحب صبابه
واما بتحزن تبقى ربابه
واما بتفرح يبقى الفرح على البوابه
كانت زى الشمس..
وكانت
لما بتغضب تبقى مُهابه

علامة إستفهام ؟
ـــــــــــــــــــــــ
ماكانتش بتنده ناس البيت بالاسم
كُلّنا فى نظرها عيال
( العيّل راح.. العيّل قال...
العيّل نام.. العيّل قام.. العيّل بعد الشر عليه )
مع إنّ الناس فِ الشغل يقولوا عليّا مهندس
والناس فِ الحاره يقولوا عليّا البيه
وباجيب فِ نهاية الشهر العشره جنيه
ماكانتش بتنطق اسمى.. مُحال
الراجل كان فِ نظرها شحيح
وقليل ان جابُه الريح
( من فين حايجينا الراجل عاد؟.. )
والعيل منكوا ياولدي – ان حب ينام –
محتاج اللي يغطيه .

نقطة ومن اول السطر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ماكانتش بتكره قد الموت
مع ان الموت شايلاه جواها بعمر سنينها توائم
وياها فين ماتحب تروح
وياها قبل .. وبعد طلوع الروح
لفت به اراضي الناس شغالة
لفت به بيوت الناس غسالة
طلعت به على السقالة
نزلت به ياما سلالم
لفت به .. ولفت بيا وبيها العالم
لقينا الجيرة وجيرة الجيرة مع الترحيلة
ترحيلة مشينا بلاد الناس رحالة
نحلب من بز الاجرة غموس الليلة
ونعيش اليوم بالتيلة

نقطتين وشرطة
ـــــــــــــــــــــــ
ماكانتش بتعرف تقرا وتكتب
زيها زي بقيت امات صحابي
لكنها كانت تعرف تحسب
فدان القمح يجيب كام كيلة حب
والفرخة تنام كام يوم على بيضها ويفقس
وتحل اللغز اللي مايتحلش خالص
ازاي الأجرة تزيد ف بداية الموسم
وف آخر الموسم تنقص ؟
( ياعيال الأجرة زي غوازي السهر .. بترقص )
ماكنتش بتعرف تقرا وتكتب
لكنها كانت وقت حساب المالك .. لبلب
( جحا أولى ياولدي بلحم تيرانه )
ملحوظة :
ــــــــــــــ
كانت أحلى بنات أيامها ..
وكانت أحى بنات الكفر – بنية
وقليل ان جاب الكفر صبية
أطفال الكفر شيوخ ف اليوم السابع
ف اليوم التامن .. تقرا ف وش العيل ..
رعب الحرب الأولى
وهموم الحرب التانية ف وش اليوم السابع
وكأن الكفر بيولد بدل الطفل .. مراجع
كانت أحلى بنات الكفر .. وكانت
زي السنط .. عفية

علامة تعجب
ــــــــــــــــــــ
ماكانتش الله يرحمها .. تخاف مخلوق
كات تلعن خاش العمدة ف وشه
لكنها كانت لما بتقبض قرشه
علشان ماتنقي الدودة ف أرضه
ماكانتش بترضى تغشه !

قوس كبير
ـــــــــــــــ
ماكانتش بتحمل هم الصوم الفرض
ولا كانت تفطر زي البعض
( أهي حاجة ياولدي تداري القهر )
كانت أجدع واحدة تصوم ( رمضان ) ف الكفر
وتنُطْ جدار الشهر
وتصوم الستة البيض .. والستة السود
والجمعة ويوم لاتنين من كل سبوع
ماكانتش بتشكي الجوع
( مع ان الجوع بيهد - ياولدي – الضهر )
كات أجدع واحدة تصوم بالطول والعرض
كانت لما بتسمع صوت رمضان ع المادنة ..
تتدارى ف ضلة دارنا
وتمارس شىء مشروع وتعود
تقعد ع العتبة تقول وتعيد
( انا ليا ياواد قيراطين ف الجنة ) !

فاصلة
ـــــــــ
كات تفرح فرح عيال العيد
كات تفرح – خالص – خاص – خالص
لما الفرخة تبيض
واما الترعة تزيد وتفيض
كانت تفرح فرحة الاعمي ان فتَّح ..
لما الشجرة العاقر تطرح
واما البنت تحيض .

قوس صغير
ــــــــــــــــــ
ماكانتش تحب تفاصل ف الأشياء
كان مُر المُر وداء الداء
إنك ماتاخدش كلامها مُسلَّم بيه
( الواحد بس ح يكدب ليه ؟ )
كات تلعن أم الكلمة اللي بوشين
( إزاي حيكون لك لون ..
لو عشت – ياولدي بدون أعداء ؟ )

هامش
ـــــــــ
كان ممكن حبل العمر يطول .. ويطول
والناقة تشيل مليون محصول
والموت يتمد .. يشد الحيل
لكن الفرق كبير .. بين موت الموت
والموت مقتول .
إقلب الصفحة
ــــــــــــــــــــ
كان الله يرحمها وكانت..
كانت دايما تعشق بُكره
رغم الغُلب ورغم السخره..
ماتت قابضه لبُكره الأجره
رغم البُكره ماجاش م البندر..
كانت دايما تصحى تفكّر
(هوَّ - ياولدى - القطر اتأخّر؟ ..
ولّا - ياولدى - حاشوه العسكر؟ )
- جايز .. يمكن
- يمكن .. جايز ..
- يمكن ييجى فى ضم الغلّه
- جايز جه والناس نايمين
- يمكن لسّه ماجاش.. وهاييجى
- جايز جاى ويّا الجايين
كانت شايله هموم ملايين
كانت - الله يرحمها - ؛ آمين
تمسك ودنى.. وترمى القول :
( أنا مش عايزه أموت نوبتين )
( أنا مش عايزه أموت نوبتين )


زكي عمر
12/05/1970
وقفة قصيرة أمام قبر أمي



تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
ديوان الملحون والزجل والشعر العامي - ملف
المشاهدات
1,057
آخر تحديث
أعلى