ديوان الغائبين ديوان الغائبين : عــارف الشهــابي - لبنــان - 1889 - 1916

عارف بن محمد سعيد بن جهجاه بن حسين الشهابي. من أمراء الأسرة الشهابية و من شهداء العرب.
ولد في بلدة حاصبيا (الجنوب اللبناني) وتوفي في بيروت.
أسّس جمعية النهضة العربية لمقاومة التتريك فأعدم بأمر من جمال باشا (1916 م) وهو في رونق شبابه.
كان يجيد التركية والفرنسية
وترجم عن الأولى رواية «فتح الأندلس» للشاعر عبد الحق حامد. وله كتاب في «تاريخ الإسلام»
تعلم في دمشق، وانتظم في حلقة دمشق الصغرى بمدرسة عنبر، وتردد على طاهر الجزائري وأخذ عنه، ورحل إلى الآستانة مواصلاً تعليمه، فالتحق بكلية الحقوق
الملكية، وحصل على شهادتها.
عمل مأمور معيةٍ في ولاية دمشق، ثم تطوع للتدريس مجانًا في المدارس العثمانية بدمشق، وأسس فيها فرقة للتمثيل، وانتخب كاتبًا خاصًا لوالي بيروت، وتولى
قائم مقامية النبك من أعمال ولاية الشام.
عمل بالمحاماة، وافتتح مكتبًا خاصًا في دمشق، ثم انتقل فيما بعد لبيروت.
كان عضوًا عاملاً في البعثات العلمية لإرسال الطلاب المتميزين للتعلم في أوربا.
اشترك في تأسيس جريدة فتى العرب (1912)، وانتقل إلى بيروت لإدارتها، وشارك في تأسيس المنتدى الأدبي في الآستانة، وأسس لجنة لتمثيل الروايات الأدبية والوطنية على مسارح دمشق.
اشتغل بالعمل السياسي القومي العربي، وأنشأ مع طلبة مدرسة عنبر حلقة سياسية بدمشق (1903)، وأسّس جمعية النهضة العربية لمقاومة التتريك فأعدم بأمر
من جمال باشا سفاح الشام (1916) وهو في رونق شبابه.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد في كتاب «شهداء النهضة العربية»، وقصائد نشرتها صحف ومجلات عصره، فضلاً عن قصائد مخطوطة.

الأعمال الأخرى:
- له مؤلفات مخطوطة، منها: رواية بعنوان «التلميذ» وترجمة لرواية «فتح الأندلس» و«تاريخ العرب والإسلام».
انشغل في شعره بفكرة القومية العربية وتوضيح أهدافها والكشف عن مزاياها والدفاع عنها أمام أعدائها، مع الاعتزاز بالأمجاد العربية، والتنبيه على الأخطار المحدقة بها، ودعوة أبناء العروبة إلى استعادة الأمجاد الغابرة.
في شعره أمل وتفاؤل، وروح ثورية، وتطلع دائم إلى غد أفضل يحل فيه النصر، ويطلع فيه الفجر، في عبارات خطابية تناسب رسالته القومية.

مصادر الدراسة:
1 - فوزي الخطباء: شعراء النهضة العربية - مطبعة الصفدي - عمان 1988.


العلم في المواجهة

تعـالى اللهُ يفعـلُ مـا يشـــــــــــــاءُ = أغاض النـــــــــــــورُ أم حُمَّ القضَاءُ؟
عـرفتكَ أيـهـا الشعبُ الــــــــــمفدَّى = يُقصّر عـن معـالـيك العـــــــــــــــلاء
عـرفتكَ والـــــــــــــــمدارسُ آهلاتٌ = ريـاضًا جـادكُم مـنهـا السخــــــــــــاء
عـرفتك والـمعـاقـلُ شـامخــــــــــاتٌ = لسطـوتهـا تخرُّ الكبريـــــــــــــــــاء
عـرفتك والـبـوارجُ مــــــــــــــــنشآتٌ = يـهـاب زئـيرَهـا برٌّ ومــــــــــــــــاء
أتذكرُ إذ نشأتَ وأنـــــــــــــــــتَ طفلٌ = أنـارَ ظلامَ غفلـته الـذكـــــــــــــاء؟
أتذكرُ إذ صـبـوتَ إلى الـمعـالــــــــــي = بعزمٍ حدّ صـيـقـله الـمضــــــــــــــاء؟
فقـوَّضْتَ العـروش ولا تبـالــــــــــــــي = وعـرشُ الظلـم يـدركه الفـنــــــــــــاء
سلـوا كـسْرى وقـيصرَ إذ أتتهــــــــــــم = جـيـوشُ العُرْبِ يـدفعهـا الإبـــــــــــاء
تُحـاذِرُ أن تـرى فـي الكـون بـغــــــــيًا = وتـرجـو أن يسـودَ بـه الإخــــــــــــاء
سلـوا الصـيـنـيَّ والهـنديَّ يــــــــــومًا = وقـد أودى بـهـم داءٌ عـيــــــــــــــاء
وداويـتَ الـذيـن بـغَوْا بحـلــــــــــــمٍ = وبعْضُ الـحـلـم للـبـاغــــــــــــي دواء
فأرضى فعـلُك الـديّانَ ربــــــــــــــــي = وسُرَّ بـمـا أتـيـتَ الأنـبـيــــــــــــاء
تذكَّرْ زادك الرحـمـنُ مـجـــــــــــــــدًا = ولا تـيأسْ ففـي الـيأس الـبــــــــــلاء
تذكَّرْ عهد أندلسٍ ومــــــــــــــــــــصرٍ = وبـغدادٍ وفـاخرْ مـا تشــــــــــــــــاء
تذكَّرْ شـامـنَا والعـلـمَ فـيـهـــــــــــا = لـيـالـيَ تحسد الأرضَ السمـــــــــــــاء
مدارسُ تستضـيءُ بـهـا الـبرايــــــــا = وقـد أخنى عـلى الغَرْبِ الـتـــــــــــواء
مئاتٌ لـيس يُحصـيـهـنَّ عـــــــــــــــــدٌّ = أذاع أريجَهـا مـنك العطـــــــــــــــاء
أراهـا الـيـومَ نـالَ الـدهـرُ مـنهــــــا = فغارَ العـلـمُ واندكَّ الـبنـــــــــــــاء
وأقفرتِ الـديـارُ ديـارُ قـومــــــــــــي = وفـاز الجهلُ وانقطعَ الرجـــــــــــاء
ألا بـالعـلـمِ يسعـدُ كل حــــــــــــــيٍّ = وفـي الجهل الـمذلة والشقـــــــــــــاء
بنـي وطنـي دعـوا هـذا الـتـــــــــراخِي = فلا يُجـدي الـتـنـادب والـبكــــــــاء
إلى العـلـم الصحـيحِ نسـيرُ ســـــــــيرًا = حثـيثًا لا يلـمّ بـه رخــــــــــــــــاء
ونـبذلُ دون مـا نـبـغـي دِمـانــــــــــا = ويغنـي دون مـا نـبـغـــــــــــي الثراء
سَمَاعِ، سَمَاعِ إن الـمـــــــــــــــال سُحْتٌ = لَعَمْرُ الـحقِّ لـيس لهُ بقـــــــــــــاء
إذا لـمْ يُفْدَ فـي سُبـل الـمعـالـــــــــي = ألا فـالـمـالُ للعـلـيــــــــــــا فداء
يـقـول الكـاشحـون مـن الأعــــــــــادي = بأنَّ الشـرقَ لـيس له ارتقـــــــــــاء
وربِّ الـبـيـت مـا قـال الأعــــــــــادي =وربِّ الـبـيـت مَيْنٌ وافتـــــــــــــــراء
فإن يكُ مـجـدُنَا العـلـمــــــــــــيُّ ولَّى = فَمِلْءُ عـروقنـا تلك الـدمــــــــــــــاء
نقـول عـلـيكـمُ بـالعـلـــــــــــم دَوْمًا = فذلك مـنهلٌ فـيـه الشفــــــــــــــــاء
نقـولُ وقـولنــــــــــــــــــا حقٌّ صُرَاحٌ = تعزَّوا فـالـبنـونَ لكــــــــــــــم عزاء

***

من قصيدة: إلام.. إلام

إلامَ إلامَ تثـورُ الـدمـــــــــــــــاءُ = فتقذفُ بـالأمـل الـبــــــــــــــــاطلِ؟
وحتَّامَ يـمـرحُ هـذا الخـيــــــــالُ = فـيرجع فـي خـيبةِ الســـــــــــــائل؟
ألـم يأنِ للقـلـب أن يستفـيـــــقَ = فلا يــــــــــــــــــطمئنَّ إلى الزائل؟
ولكـنه فـي سُبـاتٍ عـمـيــــــــــقٍ = يفكّر فـي الزمـن القـابــــــــــــــــل
وتلك الخـواطرُ أحــــــــــــــلامُه = تهـبُّ وتُطفأ بـالعــــــــــــــــــــاجل
فؤادي فؤادي إلامَ السكـــــــونُ = أمـا للـتجـاهل مـــــــــــــــــن آخِرِ؟
وكـيفَ احتـواك ظلامُ الخمــــــولِ = ومـنك الشعـاعُ إلى الخـــــــــــاطر؟
كفـاك الـتعـامـي وأنـت الـبصـــيرُ = فقـد أشـرقَ الـحق للنــــــــــــــاظر
أفقْ وتبصَّرْ نفـوسَ الأنــــــــــــام = فـمـن مستكـيـنٍ إلى ثــــــــــــــــائر
أفقْ وتبصَّرْ رؤوس الأنــــــــــــامِ = فـمـن مستقـيـم إلى جــــــــــــــــائر
فؤادي تبصَّرَ صـبحُ الـمــــــــــنى = وآنَ قـيـامك يـا راقـــــــــــــــــــدُ
وهـبَّ بنـوه هـبـوبَ الريـــــــــاحِ = وحُرِّكَ لُـجُّهُمُ الراكــــــــــــــــــــــد
وأصغرهـم قـام والأعجـمـــــــــيُّ = وكلُّ لنـيل العـلا قــــــــــــــــــاصد
ولا بـدَّ للشـرق مـن هــــــــــــبّةٍ = يـخرّ لهـا الـمغرب الجـــــــــــــــاحد
فَأَنَّ الفؤادُ أنـيـنَ السقـيــــــــــمِ = بصـوتٍ خـفـيٍّ ولكـنْ مبـيــــــــــــــــنْ
ورفرفَ كـالطـير يرجـو الخلاصَ = وأنّى لـذاك الشقـيِّ السجـيـــــــــــــن؟
وقـال رويـدك يـا صـاحـبــــــــــي = تـنـادي وأنـت مـن الغافلـيــــــــــــن
وتذكر شعبًا سمـــــــــــــــا وارتقى = وتسهـو عـن العـرب الـبـائسـيــــــــــن
وكـانـوا مـلـوكَ جـمـيع الــــــورى = فأضحـوا عبـيـدًا إلى الآمـريـــــــــــن






عارف الشهابي.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى