في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن شيخ شيوخ التصوف ببغداد في المائه الرابعه للهجره أي في الفترة التي تلي مقتل الحلاج واذا كان المؤرخون قد اختلفوا في اسمه فأن أشهر القول انه أبو بكر دلف بن جحدر وقيل ان اسمه جعفر بن يونس المولود عام 247 هج البغدادي المولد والمنشأ وان قيل ان سامراء محل ولادته.
يلقب بالسكران المجنون بادعائه لكي لا يكون مصيره كمصير الحلاج وصفه الشيخ الجنيد بأنه تاج الصوفيه ووصفه أبو عبدالله الرازي فقال انه الأعلم والأوحد في زمانه وصفه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه حلية الاولياء فقال( المجتذب الولهان المستلب السكران والوارد العطشان) ولد عام 247 هج وتوفي عام 334 هج قبل تصوفه كان مالكي المذهب عاش في بلاط الخليفه حتى لقائه بالصوفي خير النساج تاب وترك البلاط ولازم الشيخ الجنيد البغدادي القواريري وبعد وفاة الجنيد صاحب الحلاج وشهد محاكمته ومقتله المدفون في مقبرة الخيزران مقبرة الاعظميه ببغداد.
لقد كان الشبلي أول من سمى التصوف بعلم الخرق كناية عن الخرقه التي يملها الصوفي في مقابل علم الورق أي علم الفقه الذي اساسه في الكتاب والسنه المكتوبه في الورق أي انه يرى ان الظاهر هو علم الورق وان الباطن هو علم الخرق ومن أشعاره الصوفيه:-
إن المحبة للرحمن أسكرتني
وهل وجدت محب غير سكران
ويقول؛ وتحسبني سكران وأني لميت
وبعض من الهجران يبكي على بعض
ودعتني دواع الحب من كل جانب
فليس لها من سبيل ومهرب
ومن أقواله الصوفيه:-
وصف التصوف فقال : هو الجلوس مع الله بلا هم وهو العصمه عن رؤية الكون وذلك باستغراق التأمل في الله وهو ترويح القلوب وتجليل الخواطر بأردية الوفاء ويقول عن الصوفيه انهم أطفال في حجر الحق والمحبه دهشه في لذة وحيرة في تعظيم وان نار الهيبه تذيب القلوب ونار المحبه تذيب الارواح ونار الشوق تذيب النفوس ومن علامات القرب الأنقطاع عن كل شيء سوى الله عز وجل وليس من أستأنس بالذكر أستأنس بالمذكور وخير ما قال في وصف حاله:
باح مجنون عامر بهواه
وكتمت الهوى فمت بوجدي
والشيء الاكثر شهرة عن الشبلي هو السكران وفي ذلك له فلسفة اذ يصفه الشيخ الجنيد بأنه الشبلي السكران ولو أفاق من سكره لجاء منه إمام ينتفع به ويقصد الكثير منه وكانت اقامة الشبلي في حال السكر قرية معلومه لذلك كانت مناجاته لله تستولي على فكره وجوارحه وتبعده عن الأنتباه الى حاجاته لذلك فانه عد وصوله الى مرحلة السكر الحال والمقام على الرغم من ان الصوفيه يعتبرون السكر مقام من المقامات الصوفيه وعد الشبلي السكر جوهر طريقته الصوفيه وجماع رأيه وسلوكه ومصدر كل شطحاته وتواجده وقول الشعر وكان يحث الناس على السكرة الروحيه التي يرى فيها الخلاص من ربقة الدنيا والصعود الى سماوات الانتماء وكان يردد ما أحوج الناس الى سمرة تغنيهم عن ملاحظة أنفسهم وأفعالهم وأحوالهم.
ويقول في الوصل ان من انقطع أتصل ومن اتصل انفصل كون الوصل بقاء كل ما هو متصل بالمشيئه الالهيه. وفي نظرته للمحبه فهي عنده كما عند الصوفيه من انها منية المنى وغاية الغايات فهي التي ترسم الطريق تحدد معالم الحياة اذ يرى فيها انها تحدد الخيارات والافكار واذواق الصوفي فهي جوهر الاختيار والفكره والذوق لديه وكما يقول بالتصوف ان المحبه الفراغ للحبيب وترك الاعتراض على الرقيب كون صراط الأولياء المحبه والقبول بالمحبه منحة الهيه.
فالمحبه ايثار ما تحب لمن تحب وعندما سألوه متى تستريح قلوب المحبين المشتاقين فأجابهم الى سرورهم بمن أشتاقوا اليه.
أما عن جنون الشبلي فكان يردد انه والحلاج شيء واحد فأنقذه جنونه وأهلك الحلاج عقله وكان يقول لزائريه عندما يزورونه وهو في المارستان اي المستشفى : قوم أصحاء جئتم الى مجنون ويقصد بذلك نفسه ويردد انه دخل المارستان وتم سقاءه بالدواء فلم يزده ذلك الا جنوناً على ما هو يملك من العقل رياضته ومن الفكر منطقه ومن الكلام ايجازه وكان يصيح في المارستان الذي هو فيه :-
صح عند الناس اني عاشق
غير ان لم يعلموا عشقي لمن
وكان اصحابه يعرفون حقيقته وعشقه الالهي الذي عبر عنه بالاشاره والعباره وفي هذا الحب تاه عقل الشبلي حيث يقول؛ والله ما أعطيت فيه الرشوه قط ولا رضيت بسواه ولقد تاه عقلي فيه.
وختاماً علينا أن نذكر ان الدكتور الراهب جوزيبي سكاتولين استاذ التصوف الاسلامي بالمعهد البابوي للدراسات الاسلاميه والعربيه بمدينة روما مؤلف الكتاب المشهور التجليات الروحيه في الاسلام يعد أبو بكر الشبلي من المنتمين الى عصر المصنفات الصوفيه الكبرى.
طارق حرب خبير قانوني ومحام
يلقب بالسكران المجنون بادعائه لكي لا يكون مصيره كمصير الحلاج وصفه الشيخ الجنيد بأنه تاج الصوفيه ووصفه أبو عبدالله الرازي فقال انه الأعلم والأوحد في زمانه وصفه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه حلية الاولياء فقال( المجتذب الولهان المستلب السكران والوارد العطشان) ولد عام 247 هج وتوفي عام 334 هج قبل تصوفه كان مالكي المذهب عاش في بلاط الخليفه حتى لقائه بالصوفي خير النساج تاب وترك البلاط ولازم الشيخ الجنيد البغدادي القواريري وبعد وفاة الجنيد صاحب الحلاج وشهد محاكمته ومقتله المدفون في مقبرة الخيزران مقبرة الاعظميه ببغداد.
لقد كان الشبلي أول من سمى التصوف بعلم الخرق كناية عن الخرقه التي يملها الصوفي في مقابل علم الورق أي علم الفقه الذي اساسه في الكتاب والسنه المكتوبه في الورق أي انه يرى ان الظاهر هو علم الورق وان الباطن هو علم الخرق ومن أشعاره الصوفيه:-
إن المحبة للرحمن أسكرتني
وهل وجدت محب غير سكران
ويقول؛ وتحسبني سكران وأني لميت
وبعض من الهجران يبكي على بعض
ودعتني دواع الحب من كل جانب
فليس لها من سبيل ومهرب
ومن أقواله الصوفيه:-
وصف التصوف فقال : هو الجلوس مع الله بلا هم وهو العصمه عن رؤية الكون وذلك باستغراق التأمل في الله وهو ترويح القلوب وتجليل الخواطر بأردية الوفاء ويقول عن الصوفيه انهم أطفال في حجر الحق والمحبه دهشه في لذة وحيرة في تعظيم وان نار الهيبه تذيب القلوب ونار المحبه تذيب الارواح ونار الشوق تذيب النفوس ومن علامات القرب الأنقطاع عن كل شيء سوى الله عز وجل وليس من أستأنس بالذكر أستأنس بالمذكور وخير ما قال في وصف حاله:
باح مجنون عامر بهواه
وكتمت الهوى فمت بوجدي
والشيء الاكثر شهرة عن الشبلي هو السكران وفي ذلك له فلسفة اذ يصفه الشيخ الجنيد بأنه الشبلي السكران ولو أفاق من سكره لجاء منه إمام ينتفع به ويقصد الكثير منه وكانت اقامة الشبلي في حال السكر قرية معلومه لذلك كانت مناجاته لله تستولي على فكره وجوارحه وتبعده عن الأنتباه الى حاجاته لذلك فانه عد وصوله الى مرحلة السكر الحال والمقام على الرغم من ان الصوفيه يعتبرون السكر مقام من المقامات الصوفيه وعد الشبلي السكر جوهر طريقته الصوفيه وجماع رأيه وسلوكه ومصدر كل شطحاته وتواجده وقول الشعر وكان يحث الناس على السكرة الروحيه التي يرى فيها الخلاص من ربقة الدنيا والصعود الى سماوات الانتماء وكان يردد ما أحوج الناس الى سمرة تغنيهم عن ملاحظة أنفسهم وأفعالهم وأحوالهم.
ويقول في الوصل ان من انقطع أتصل ومن اتصل انفصل كون الوصل بقاء كل ما هو متصل بالمشيئه الالهيه. وفي نظرته للمحبه فهي عنده كما عند الصوفيه من انها منية المنى وغاية الغايات فهي التي ترسم الطريق تحدد معالم الحياة اذ يرى فيها انها تحدد الخيارات والافكار واذواق الصوفي فهي جوهر الاختيار والفكره والذوق لديه وكما يقول بالتصوف ان المحبه الفراغ للحبيب وترك الاعتراض على الرقيب كون صراط الأولياء المحبه والقبول بالمحبه منحة الهيه.
فالمحبه ايثار ما تحب لمن تحب وعندما سألوه متى تستريح قلوب المحبين المشتاقين فأجابهم الى سرورهم بمن أشتاقوا اليه.
أما عن جنون الشبلي فكان يردد انه والحلاج شيء واحد فأنقذه جنونه وأهلك الحلاج عقله وكان يقول لزائريه عندما يزورونه وهو في المارستان اي المستشفى : قوم أصحاء جئتم الى مجنون ويقصد بذلك نفسه ويردد انه دخل المارستان وتم سقاءه بالدواء فلم يزده ذلك الا جنوناً على ما هو يملك من العقل رياضته ومن الفكر منطقه ومن الكلام ايجازه وكان يصيح في المارستان الذي هو فيه :-
صح عند الناس اني عاشق
غير ان لم يعلموا عشقي لمن
وكان اصحابه يعرفون حقيقته وعشقه الالهي الذي عبر عنه بالاشاره والعباره وفي هذا الحب تاه عقل الشبلي حيث يقول؛ والله ما أعطيت فيه الرشوه قط ولا رضيت بسواه ولقد تاه عقلي فيه.
وختاماً علينا أن نذكر ان الدكتور الراهب جوزيبي سكاتولين استاذ التصوف الاسلامي بالمعهد البابوي للدراسات الاسلاميه والعربيه بمدينة روما مؤلف الكتاب المشهور التجليات الروحيه في الاسلام يعد أبو بكر الشبلي من المنتمين الى عصر المصنفات الصوفيه الكبرى.
طارق حرب خبير قانوني ومحام
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com