يحدث أن تدخل شخصية، عموميّة ما أو مشهورة، في حوار مع إحدى موجودات أو ظواهر الطبيعة فتسبغ عليها حالتها التي كانت عليها أثناء ذلك (إن إيجابا أو سلبا)، فتتحوّل حالة الإسقاط هذه إلى "نموذج" تفاؤل أو تشاؤم لدى عموم الناس. إن الأسود الذي يرمز، لدى بعض الثقافات) إلى حالة الحزن أو النذير، هو، على العكس من ذلك تماما لدى ثقافات أخرى. و هذا يعني أن تجربة الحوار و ملابساته كانت "مختلفة" و بالتالي فإن "النموذج" قد خضع إلى شروط "إسقاط" مغايرة. هذا "النموذج" هو الذي سيقوم مستقبلا بدور "الرمز" في رسم معالم "الفكرة" و "الشعور" و "الصورة" و سيكون "الشجرة" التي ستتسع "دلالاتها" لتشمل "رمزيات ثانوية" لا حصر لها (الظل، الثمر، الفضاء، الحياة، الاستمرار، العهد، النبوة ...الخ)
ما حدث للأسود، كلون، حدث للكثير من الموجودات الأخرى التي تعاطى معها الإنسان (الثقافـي) و ألبسها حالاته و تصوراته و أحلامه و رؤاه و أشواقه و انكساراته.
لا شك أنّ الرمز لم (و لن) يتوقف عن إنتاج الدلالات المتعددة و الأكثر "خصوبة" بوصفه "ملاذا" حيويا لفاعلية التّخييل و الحلم و التّسمية.
و لا شكّ أنّ. التّعبير البشري، الذي ينزع غالبا إلى الاختصار و التكثيف و المبالغة و التجريد لاحتواء الظواهر الأكثر تعقيدا و عمقا و شموليّة (و هذا ما يوفره "بيت الفن" عموما، و الشِّعر بشكل خاصّ)، سيظلّ حريصا على إنتاج "المزيد" من هذه "الأدوات" بما يمنحه فرصة احتواء تحوّلات "خطاب الكون"، عبر الأشياء و الظواهر و الحالات.
إنّ "الرمز"، بوصفه "سجلّ إحالات" إلى "مغيّب"، يمكن اعتباره، كذلك سجلا لـ "مكبوت" سيكولوجيّ و سياسيّ و فكريّ و اجتماعيّ و ثقافيّ، فرديّ ثم تطوّر ليشمل الجمعيّ.
للفلسفة و علم النفس و علم اللغة الكثير من الفضل في تقصّي خصوصية و دينامية الرمز في إنتاج الخطاب عبر التفسير و التحليل و التأويل.
يعتبر مشهد الهدهد في مسرح الطبيعة مألوفا، منذ القدم، و بالخصوص لدى المزارعين و الرعاة و لكن الشعوب الشرقية (الممتدة من الشرق الأوسط إلى أقصاه)، كانت أكثر التجارب (الثقافات) تعرّفا إلى ملك "مملكة الطير" و قربا منه، لا لجمالية شكله (تناسق الألوان، رشاقته) فحسب، بل لسلوكياته و مهاراته و ألفته (قطعه لمسافات بعيدة، قربه الحذر من الإنسان، قوّة بصره، التمويه و المناورة، نزعة الفردانية لديه )، و قد تكون هذه الصّفات "رشّحته" ليكون "ملاذا رمزيّا" يختـزل بعض تصوّرات و مشاعر و أشواق و قلق إنسان هذه الثقافات، التي تعتبر "مهد" أقدم "الأساطير" و "الديانات".
فليس غريبا أن يأخذ "حورس/ الاله" عن الهدهد "عينه" التي تملك القدرة على رؤية العوالم غير المرئية.
و ليس غريبا أن يحمل صورة "الملك المسخ"، بسبب تاج الريش الذي على رأسه. كما في الأسطورة اليونانية.
ارتبطت رمزية الهدهد، حسب الثقافات التي عرفته، بالتشاؤم و التفاؤل و أعمال السحر و الشعوذة (القدرة على جلب الجن)، و الثراء و السعادة و الحماية.
و لكن أقوى و أهمّ "حضور ثقافـيّ" للهدهد كان فـي الثقافة العربية/ الإسلامية، و يبدو أنّ هذا الحضور متعلّق، أساسا، بصورة الهدهد التي رسمها له "القران الكريم" و ارتباط ذلك الحضور بكائنات غيبيّة لها قدرات خارقة، كما ارتبط بمهارة الهدهد في طلب الماء و الكشف عنه و عن تواجده تحت الأرض (رمزية الماء) في منطقة يعدّ الماء فيها مطلبا حيويا. مما سهّل انتقال هذه العلاقة من مجرد "الملاحظة" إلى صميم "الاستعمال" فـي أرقى و أبهى أشكاله: الرّمز.
ما حدث للأسود، كلون، حدث للكثير من الموجودات الأخرى التي تعاطى معها الإنسان (الثقافـي) و ألبسها حالاته و تصوراته و أحلامه و رؤاه و أشواقه و انكساراته.
لا شك أنّ الرمز لم (و لن) يتوقف عن إنتاج الدلالات المتعددة و الأكثر "خصوبة" بوصفه "ملاذا" حيويا لفاعلية التّخييل و الحلم و التّسمية.
و لا شكّ أنّ. التّعبير البشري، الذي ينزع غالبا إلى الاختصار و التكثيف و المبالغة و التجريد لاحتواء الظواهر الأكثر تعقيدا و عمقا و شموليّة (و هذا ما يوفره "بيت الفن" عموما، و الشِّعر بشكل خاصّ)، سيظلّ حريصا على إنتاج "المزيد" من هذه "الأدوات" بما يمنحه فرصة احتواء تحوّلات "خطاب الكون"، عبر الأشياء و الظواهر و الحالات.
إنّ "الرمز"، بوصفه "سجلّ إحالات" إلى "مغيّب"، يمكن اعتباره، كذلك سجلا لـ "مكبوت" سيكولوجيّ و سياسيّ و فكريّ و اجتماعيّ و ثقافيّ، فرديّ ثم تطوّر ليشمل الجمعيّ.
للفلسفة و علم النفس و علم اللغة الكثير من الفضل في تقصّي خصوصية و دينامية الرمز في إنتاج الخطاب عبر التفسير و التحليل و التأويل.
يعتبر مشهد الهدهد في مسرح الطبيعة مألوفا، منذ القدم، و بالخصوص لدى المزارعين و الرعاة و لكن الشعوب الشرقية (الممتدة من الشرق الأوسط إلى أقصاه)، كانت أكثر التجارب (الثقافات) تعرّفا إلى ملك "مملكة الطير" و قربا منه، لا لجمالية شكله (تناسق الألوان، رشاقته) فحسب، بل لسلوكياته و مهاراته و ألفته (قطعه لمسافات بعيدة، قربه الحذر من الإنسان، قوّة بصره، التمويه و المناورة، نزعة الفردانية لديه )، و قد تكون هذه الصّفات "رشّحته" ليكون "ملاذا رمزيّا" يختـزل بعض تصوّرات و مشاعر و أشواق و قلق إنسان هذه الثقافات، التي تعتبر "مهد" أقدم "الأساطير" و "الديانات".
فليس غريبا أن يأخذ "حورس/ الاله" عن الهدهد "عينه" التي تملك القدرة على رؤية العوالم غير المرئية.
و ليس غريبا أن يحمل صورة "الملك المسخ"، بسبب تاج الريش الذي على رأسه. كما في الأسطورة اليونانية.
ارتبطت رمزية الهدهد، حسب الثقافات التي عرفته، بالتشاؤم و التفاؤل و أعمال السحر و الشعوذة (القدرة على جلب الجن)، و الثراء و السعادة و الحماية.
و لكن أقوى و أهمّ "حضور ثقافـيّ" للهدهد كان فـي الثقافة العربية/ الإسلامية، و يبدو أنّ هذا الحضور متعلّق، أساسا، بصورة الهدهد التي رسمها له "القران الكريم" و ارتباط ذلك الحضور بكائنات غيبيّة لها قدرات خارقة، كما ارتبط بمهارة الهدهد في طلب الماء و الكشف عنه و عن تواجده تحت الأرض (رمزية الماء) في منطقة يعدّ الماء فيها مطلبا حيويا. مما سهّل انتقال هذه العلاقة من مجرد "الملاحظة" إلى صميم "الاستعمال" فـي أرقى و أبهى أشكاله: الرّمز.