في سلسلة التراث البغدادي كانت لنا محاضرة عن مقهى سبع المقهى الاشهر في تاريخ بغداد حيث كانت لا تكتفي بتقديم الشاي والقهوة وانما كانت محلا لعروض ( القره قوز) خيال الظل وخصصت جزءا من مساحتها كمكان للراقصات التي أستجلبتهن من خارج العراق وكانت موضعا لقصيدة مشهورة من قصائد معروف الرصافي عندما تم قتل العامل فيها الذي اسمه نعيم كما كانت شاهدا ً على نهاية الحكم العثماني وبداية الحكم الملكي من خلال روادها فاذا كان البعض يذكر ( قهوة جغاله زاده) التي أسسها الوالي العثماني جغاله زاده سنان باشا نهاية القرن السادس عشر أو مقهى العزاوي بسبب البرنامج التلفزيوني عن المقامات في ستينات بغداد فأن مقهى سبع هي الاولى في مقاهي بغداد وتم بناؤها نهاية الحكم العثماني لبغداد وبداية الحكم الوطني وهي من مقاهي شمال بغداد في ذلك الزمان والجزء الشرقي من نهر دجلة ذلك ان مكانها في الميدان وكانت تقع في ركن عند تقاطع بداية شارع الرشيد مع الشارع المؤدي الى السراي العثماني والقشلة وليس ببعيد منها الجوامع الكثيرة المنتشرة في تلك المنطقة حيث أصبحت منطقة الميدان مركز بغداد نهاية الحكم العثماني والانگليزي وبدايات الحكم الملكي الى ازالتها وبناء المدرسة المأمونية ثم دخل جزء كبير من المساحة اللتي تشغلها ضمن بناية وزارة الدفاع الموجودة في باب المعظم.
وعرفت هذه المقهى باسم والد صاحبهاعبد الجبار سبع الذي أسس ملهى ليالي الصفا في منطقة الصالحية بالكرخ والذي استمر حتى نهاية ثمانينات القرن العشرين وسبع هذا قهواتي قديم عرف عنه دماثة الخلق ونقاوة السريرة وسلامة الطوية وكان موضع احترام السلطة والناس ومن فضائله انه لا يأخذ ثمناً عما تقدمه المقهى للمعوزين لا بل كان يعرفهم وينادي بأعلى صوته قبل وصول احدهم اليه (الشاي واصل أو واصل الحساب).
ومقهى سبع من المقاهي التي كانت تمنح روادها سماع المقام والبستات البغدادية فممن غنى المقام والبستة المقامچي والمغني المشهور أحمد الزيدان الذي يعتبر الثاني في المقام البغدادي بعد شلتاغ الذي توفي قبل ذلك وحسن الشكرچي والسيد جميل وفيها الچالغي البغدادي أي الفرقة الموسيقية البغدادية حيث على الجوزة والكمان اليهودي البغدادي صالح شمولي أي صالح شميل بن صالح شمولي المولود في محلة الطاطران الذي أخذ العزف عن نسيم بصون وكان عضو الچالغي البغدادي في جوق يوسف بتو وفي چالغي المقهى هذا يوسف بتو الذي يعزف على السنطور الالة الموسيقية البغدادية الذي صاحب محمد القبانچي الى مؤتمر الموسيقى في مصر سنة 1932 وكان في المقهى ضارب الدف يوسف حمو
ومقهى سبع أول مقهى شيد فيها مسرح للراقصات حيث ظهرت الملاهي لأول مرة في بغداد سنة 1909 وصار البغداديون يتلفهون عليها حيث عمد سبع أول الأمر الى ألواح خشبية وسط حديقة المقى وجعله شبه مسرح ثم فوق السطح بالصيف وقد عملت في هذا المقهى الراقصه( رحلو) الملقبه جراده التي جاءت من مدينة حلب السورية وكانت الاولى من الراقصات في بغداد وفي هذا المقهى بالذات لذلك كثر الرواد ودفعت طريقة مقهى سبع المقاهي الاخرى الى استقدام الراقصات وانشاء الملاهي وبعد رحلو استقدمت هذه المقهى شفيقة الحلبية وكانت رحلو صاحبة حنجرة قوية وصوت شجي سمراء وقد أطلق عليها اللقب جرادة خالد الدرة في مجلة الوادي وقد خلد الشاعر الكرخي رحلو ببيت شعر:-
هذه رحلو رحلة الصيف
ما أظن يوجد مثلها بالنساء
وخلد شفيقة :-
بگهوة سبع انظر الحورية
شفيقة بالاصل يمكن حلبيه
ولم تكتف مقهو سبع بما قدمته لروادها في مجال الرقص بل قدمت( القره قوز) أو خيال الظل حيث يتولى التقديم شخصان تركيان الحاج جواد والثاني رشاد
وكان في المقهى مسرح صغير لتقديم الاعيب الظل خاصة في شهر رمضان وهذا امتازت به عن مقاهي بغداد الكثيرة في تلك الفترة.
ودخلت هذه المقهى في الامثال والكنايات العامية فقيل( من رواد مقهى سبع) اذ كانت بعد دخول الانگليز ونهاية الحكم العثماني مكاناً لمن أنتهت وظائفهم وانتهت أعمالهم بأنتهاء الحكم العثماني حيث خسروا الرواتب والامتيازات والوظائف حيث كانوا يأملون أنفسهم بعودة العثمانيين ونهاية الانگليز اذ بعودة العثمانيين تعود لهم وظائفهم ورواتبهم وامتيازاتهم فترى أحدهم جالسا في المقهى وهو يصيح (وصلوا الى سامراء) يعنى انهم عائدون وآخر ينادي (أخبروني بوصولهم للتاجي) يعني ان العثمانيين في شمال بغداد وحيث ان ذلك لم يحصل اذ انتهى بنو عثمان ودولتهم لذا شاعت في بغداد عبارة(طب العصملي) ويقصد طب العثماني للدلاله على عدم تحقق النتيجه. اذ ان رواد مقهى سبع واهل بغداد كانوا مع العثمانيين لذلك نجد ان نجاح والي بغداد العثماني في دحر الجيش الانگليزي بالكوت والقبض على قائد الجيوش الانگليزي من قبل خليل باشا الوالي (تاون إند) أو طاونزند مناسبة لدق طبول الفرح وهاجت بغداد وماجت وانطلق صوت الچالغي البغدادي عالياً بالغناء بهذا الفوز
وأشتهرت مقهى سبع بقتل العامل فيها سنة 1907 الذي كان حادثاً مأساوياً حتى قيل ان البسته البغداديه( إفراگهم بچاني) أي فراقهم أبكاني المشهورة كانت بسبب حادثة قتله ونعيم هذا غلام مسيحي من مدينة حلب السورية. غاية في الحسن ومنتهى بالجمال كان يعمل في مقهى سبع كراقص ويلبس ملابس النساء واشتهر فكان اهل بغداد يلجون مقهى سبع لمشاهدته وسبب قتله ان أحدهم راود الفتى عن نفسه وبذل له المال والوعود فلم يفلح وفي ليلة وبعد السكر الشديد جاء الى ملهى المقهى الغاص بمئات الرواد واطلق عليه الرصاص ولم يقطع الدماء التي أنهمرت نقله الى مستشفى الغرباء الذي يبعد قليلا عن المقهى في باب المعظم والمقهى في الميدان وقد تم توجيه الاتهام الى أحد شعراء تلك الفترة هو ابراهيم منيب الباچه چي الذي سجن متهما بالقتل ولكن اطلق سراحه ومن قصائد الشاعر الكبير في رثاء نعيم قصيدته(اليتيم المخدوع) التي أرخ فيها القتل حيث يقول:-
قضى والليل معتكو بهيم
ولا أهل لديه ولا حميم
قضى من غير باكية وباك
ومن يبك اذا قتل اليتيم
قضى غض الشبيبه وهو عف
مطهرة مأزره كريم
كما رثى نعيم عامل المقهى راقصها الشاعر الملا عبود الكرخي؛-
يا دگة الما تنحچي سواها ابن الباچه چي
وأراد بالدگه الحادثه الجسيمه اي القتل الذي قام بالقتل هو ابراهيم منيب الباچه چي .
وعرفت هذه المقهى باسم والد صاحبهاعبد الجبار سبع الذي أسس ملهى ليالي الصفا في منطقة الصالحية بالكرخ والذي استمر حتى نهاية ثمانينات القرن العشرين وسبع هذا قهواتي قديم عرف عنه دماثة الخلق ونقاوة السريرة وسلامة الطوية وكان موضع احترام السلطة والناس ومن فضائله انه لا يأخذ ثمناً عما تقدمه المقهى للمعوزين لا بل كان يعرفهم وينادي بأعلى صوته قبل وصول احدهم اليه (الشاي واصل أو واصل الحساب).
ومقهى سبع من المقاهي التي كانت تمنح روادها سماع المقام والبستات البغدادية فممن غنى المقام والبستة المقامچي والمغني المشهور أحمد الزيدان الذي يعتبر الثاني في المقام البغدادي بعد شلتاغ الذي توفي قبل ذلك وحسن الشكرچي والسيد جميل وفيها الچالغي البغدادي أي الفرقة الموسيقية البغدادية حيث على الجوزة والكمان اليهودي البغدادي صالح شمولي أي صالح شميل بن صالح شمولي المولود في محلة الطاطران الذي أخذ العزف عن نسيم بصون وكان عضو الچالغي البغدادي في جوق يوسف بتو وفي چالغي المقهى هذا يوسف بتو الذي يعزف على السنطور الالة الموسيقية البغدادية الذي صاحب محمد القبانچي الى مؤتمر الموسيقى في مصر سنة 1932 وكان في المقهى ضارب الدف يوسف حمو
ومقهى سبع أول مقهى شيد فيها مسرح للراقصات حيث ظهرت الملاهي لأول مرة في بغداد سنة 1909 وصار البغداديون يتلفهون عليها حيث عمد سبع أول الأمر الى ألواح خشبية وسط حديقة المقى وجعله شبه مسرح ثم فوق السطح بالصيف وقد عملت في هذا المقهى الراقصه( رحلو) الملقبه جراده التي جاءت من مدينة حلب السورية وكانت الاولى من الراقصات في بغداد وفي هذا المقهى بالذات لذلك كثر الرواد ودفعت طريقة مقهى سبع المقاهي الاخرى الى استقدام الراقصات وانشاء الملاهي وبعد رحلو استقدمت هذه المقهى شفيقة الحلبية وكانت رحلو صاحبة حنجرة قوية وصوت شجي سمراء وقد أطلق عليها اللقب جرادة خالد الدرة في مجلة الوادي وقد خلد الشاعر الكرخي رحلو ببيت شعر:-
هذه رحلو رحلة الصيف
ما أظن يوجد مثلها بالنساء
وخلد شفيقة :-
بگهوة سبع انظر الحورية
شفيقة بالاصل يمكن حلبيه
ولم تكتف مقهو سبع بما قدمته لروادها في مجال الرقص بل قدمت( القره قوز) أو خيال الظل حيث يتولى التقديم شخصان تركيان الحاج جواد والثاني رشاد
وكان في المقهى مسرح صغير لتقديم الاعيب الظل خاصة في شهر رمضان وهذا امتازت به عن مقاهي بغداد الكثيرة في تلك الفترة.
ودخلت هذه المقهى في الامثال والكنايات العامية فقيل( من رواد مقهى سبع) اذ كانت بعد دخول الانگليز ونهاية الحكم العثماني مكاناً لمن أنتهت وظائفهم وانتهت أعمالهم بأنتهاء الحكم العثماني حيث خسروا الرواتب والامتيازات والوظائف حيث كانوا يأملون أنفسهم بعودة العثمانيين ونهاية الانگليز اذ بعودة العثمانيين تعود لهم وظائفهم ورواتبهم وامتيازاتهم فترى أحدهم جالسا في المقهى وهو يصيح (وصلوا الى سامراء) يعنى انهم عائدون وآخر ينادي (أخبروني بوصولهم للتاجي) يعني ان العثمانيين في شمال بغداد وحيث ان ذلك لم يحصل اذ انتهى بنو عثمان ودولتهم لذا شاعت في بغداد عبارة(طب العصملي) ويقصد طب العثماني للدلاله على عدم تحقق النتيجه. اذ ان رواد مقهى سبع واهل بغداد كانوا مع العثمانيين لذلك نجد ان نجاح والي بغداد العثماني في دحر الجيش الانگليزي بالكوت والقبض على قائد الجيوش الانگليزي من قبل خليل باشا الوالي (تاون إند) أو طاونزند مناسبة لدق طبول الفرح وهاجت بغداد وماجت وانطلق صوت الچالغي البغدادي عالياً بالغناء بهذا الفوز
وأشتهرت مقهى سبع بقتل العامل فيها سنة 1907 الذي كان حادثاً مأساوياً حتى قيل ان البسته البغداديه( إفراگهم بچاني) أي فراقهم أبكاني المشهورة كانت بسبب حادثة قتله ونعيم هذا غلام مسيحي من مدينة حلب السورية. غاية في الحسن ومنتهى بالجمال كان يعمل في مقهى سبع كراقص ويلبس ملابس النساء واشتهر فكان اهل بغداد يلجون مقهى سبع لمشاهدته وسبب قتله ان أحدهم راود الفتى عن نفسه وبذل له المال والوعود فلم يفلح وفي ليلة وبعد السكر الشديد جاء الى ملهى المقهى الغاص بمئات الرواد واطلق عليه الرصاص ولم يقطع الدماء التي أنهمرت نقله الى مستشفى الغرباء الذي يبعد قليلا عن المقهى في باب المعظم والمقهى في الميدان وقد تم توجيه الاتهام الى أحد شعراء تلك الفترة هو ابراهيم منيب الباچه چي الذي سجن متهما بالقتل ولكن اطلق سراحه ومن قصائد الشاعر الكبير في رثاء نعيم قصيدته(اليتيم المخدوع) التي أرخ فيها القتل حيث يقول:-
قضى والليل معتكو بهيم
ولا أهل لديه ولا حميم
قضى من غير باكية وباك
ومن يبك اذا قتل اليتيم
قضى غض الشبيبه وهو عف
مطهرة مأزره كريم
كما رثى نعيم عامل المقهى راقصها الشاعر الملا عبود الكرخي؛-
يا دگة الما تنحچي سواها ابن الباچه چي
وأراد بالدگه الحادثه الجسيمه اي القتل الذي قام بالقتل هو ابراهيم منيب الباچه چي .
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com