أمل الكردفاني- العالم ممل أم نحن المملون؟

أنا لا أعرف لماذا أضع الف ولام على كلمة الكردفاني، وكأنه تأكيد لشيء ما، أو ربما رنين التعريف يمنح للاسم معناه. جل ما أعرفه هو أن هناك قصص ما خلف كل شيء، هناك قصص تافهة، عبرت بين الازواج الذين تلاقحوا ويتلاقحون يومياً لينجبوا أدوات تعريف لحياتهم البائسة. الألف واللام هما حرفان مركزيان عند الإنسان، وهما في الواقع يتشكلان بعدة أشكال، كالزواج والإنجاب والعمل والمال وشراء المنازل والسيارات، واكل الولائم والخراف المحشية، والرقص والغناء والقتال في الحروب وتأليف الكتب واختراع المخترعات والتنافس المستمر لخلق معنى وقيمة للحياة..فكل ذلك وغيره هو الألف واللام الإنسانية.. وبفقدهما، سينتحر الإنسان، بعد أن يفقد رغبته في الوجود. مع ذلك وبقليل من الواقعية السوداوية، فالحقيقة يمكن أن تتجلى في العدمية التي نحياها متخفين وراء الألف واللام. ليس ما يصفونه بالعبثية، إذ حتى العبثية تحمل في روحها معنى ومرحاً ما. أما العدمية فليست ذات تجليات تذكر إلا من بعض أدبيات تورجنيف والبيان الأول الذي تلاه قائد عسكري قبل ثلاثين عاماً من شنقه، وسخرية باكونين، ونصب الجندي المجهول.
ذلك التعفن الذي يتغطى بالألف واللام، يُحرك العالم، ويرفده بالحب المُتألم..
مع ذلك؛ فليس لعدميتنا حضور محايث لها بقدر تخفيها المكافئ لوزننا البشري. وزننا ككائنات عابرة في الزمان والمكان. أي في آنيتها التي يستحيل حسابها كما هي. إذ يجب تسجيل صورها كبديل للألف واللام..توثيق احتفائها المتكلف بشيء يعنيها بشدة ولكنها لا تعرفه. في حين أن التوثيق هو نفسه الألف واللام.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى