أنا مدين لكثيرين من كتاب أدب الأطفال أتاحوا لي خلال مرحلة باكرة من عمري (عقد الستينيات من القرن الماضي) متعة القراءة الحرة التي لا توصف ولذة المعرفة غير المنهجية الرسمية التي لا حدود لها، وفي مقدمة هذه الأسماء اسم الأديب العظيم رائد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي كامل كيلاني ثم محمد سعيد العريان ومحمد عطية الإبراشي ومحمد أحمد برانق وأمين دويدار ومحمود زهران وابراهيم عزوز وعادل الغضبان وعبدالفتاح عبدالمقصود وأمين العطار ومحمد فريد أبو حديد وعلي أحمد باكثير وعبدالحميد جودة السحار وسعيد جودة السحار ومحمد أبو الفضل إبراهيم وعبدالمجيد قطامش ومحمد الهراوي وإبراهيم العرب وفايد العمروسي وعبدالله الكبير ومحمد شفيق عطا وحسن جوهر ومحمد أحمد الحوفي ود. أحمد شلبي ويوسف الحمادي وعبدالفتاح شلبي ومحمد قدري لطفي وجمال الدين سالم وعبدالعظيم قناوي وأمين سلامة وصوفي عبدالله وأمينة السعيد وجاذبية صدقي وأسماء كثيرة أخرى لا تسعفني بها الذاكرة الآن ... كانت كتاباتهم بالنسبة لي في تلك السن الباكرة بمثابة "البساط السحري" الذي تنقلت بواسطته إلى أماكن وأزمان وعوالم واقعية وخيالية لا حصر لها، كانت كتاباتهم الوسيلة المتاحةأمامي آنذاك للتغلب على مشاعر الوحدة القاسية التي أستشعرها داخل أسرتي الصغيرة بسبب كوني طفلها الوحيد، وإحساسي الحاد بالغربة في قرية لا توجد لي فيها امتدادات أسرية (تنتمي أسرتي إلى مركز البلينا بمحافظة سوهاج ولكن طبيعة عمل والدي رحمة الله عليه في الشرطة كانت تضطره كل عدة سنوات للانتقال من مكان إلى مكان)، كنت مثلا وأنا في تلك السن الصغيرة أعرف شكسبير وحواديت مسرحياته "تاجر البندقية والعاصفة والملك لير" وأعرف كثيرا من حكايات ألف ليلة وليلة وقصص كليلة ودمنة وأقاصيص هانز كريستيان أندرسون وأنطوان دي سانت أكزبيري وكثيرا من خرافات إيسوب وأمثولات لافونتين وحكايات الأخوين جريم، وكنت أعرف كثيرا من حوادث ملاحم الإلياذة والأوديسا والمهابهارتا والكوميديا الإلهية وجلجامش وأسماء أشهر أبطالها، وكنت أعرف ابن المقفع وهوميروس وفرجيل ودانتي ألليجيري وبيدبا الفيلسوف وبزرجمهر ولقمان الحكيم، وأعرف سقراط وأرشميدس وديوجين وبوذا وزرادشت وكونفيشيوس وأعرف سيف بن ذي يزن وعنترة بن شداد والزير سالم والبسوس وجساس والجليلة وداحس والغبراء والنوق العصافير وحصان طروادة وأبا زيد الهلالي والزناتي خليفة ودياب وعقد شمة والأميرة ذات الهمة وبلقيس وسبأ وسليمان وهدهده وأعرف علي الزيبق وروبن هود والملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة وجحا وأشعب الطفيلي الطماع ودون كيشوت وشهريار وشهرزاد ورستم وهرقل وأبرهة الأشرم وثيسيوس وبيرثيوس وبروميثيوس والسيكلوبس وديدالوس وإيكاروس وشيفا وفشنو وراما وكرشنا ونوح وهود وصالح، وأعرف تبع الحميري وسيف بن ذي يزن وحاتم الطائي ومعن بن زائدة الشيباني، وأعرف حي بن يقظان وابن طفيل وروبنسن كروزو ودانيال ديفو وجوناثان سويفت وسيرفانتس ولويس كارول ورحلات ابن جبير ورحلات جلفر وأليس في بلاد العجائب، وأعرف رع وآمون وإخناتون وإيزيس وأوزوريس وحورس وست وزيوس وهيرا ونبتون ومارس وأرتيميس ومنيرفا وفينوس ونرجس وأبولو وباكوس وبوسيدون وسيزيف وأخيل وهكتور وأجاممنون وعوليس والقنطور وعشتروت والزباء وجذيمة الأبرش وعدي بن زيد وشمشون ودليلة وسالومي ويوحنا المعمدان، وأعرف هاديس وبحر إيجة ونهر ستيكس وهاديس وجزر الواق واق وجبل الأولمب، وأعرف سنو وايت وذات الرداء الأحمر وسندريلا والعرندس وبينوكيو والبجعات المتوحشات والقداحة العجيبة وريحان الكذاب وحذاء الطنبوري وخسرو شاه وعمرون شاه ومملكة السحر وتاجر بغداد وأبوصير وأبوقير والسندباد البحري وعقلة الإصبع وجبارة الغابة وعلي بابا والأربعين حرامي وعلاء الدين والمصباح السحري ومدينة النحاس والملك ميداس وأبو خربوش سلطان القرود والعنكب الحزين وملابس الإمبراطور والكثير من موضوعات سلسلة "كل شيء عن" العلمية، وأعرف عشرات الحكايات من الأساطير الهندية والصينية والفارسية واليونانية والمصرية القديمة، كنت أعرف قصص سنوحي والفلاح الفصيح وأحداثا تاريخية وأسطورية وشخصيات قادة وأبطالا تاريخيين وخياليين مثل الإسكندر الأكبر وهانيبعل وسبارتكوس وقيصر وأنطونيو وكليوباترا وتحتمس ورمسيس وإخناتون وحتشبسوت وبلاد بونت ونخاو وأمنمحات والعصر الذهبي للفلاح وهرم زوسر المدرج وقناة سيزوستريس وبحر القلزم، وأعرف حدائق بابل المعلقة والجزة الذهبية وميدوزا والملك آرثر وعوج بن عنق وشق وسطيح الكاهنين وهارون الرشيد والبرامكةوالأمين والمأمون والمعتصم والحجاج بن يوسف الثقفي، وأعرف خمارويه وقطر الندى وتاج محل وعمرو بن معديكرب وطارق بن زياد وموسى بن نصير وصلاح الدين الأيوبي وحطين والبطل أحمد عبد العزيز والحجاج بن يوسف الثقفي ومصطفى كامل وحادثة دنشواي وسعد زغلول وثورة 1919 وأحمد عرابي ووقفته الشهيرة في ميدان عابدين أمام الخديوي توفيق وجول جمال ومعركة البرلس وجواد حسني وعيسى العوام ونيرون وكاليجولا وكرومويل والإسكندر الأكبر وذا القرنين وكسرى أنوشروان والنعمان بن المنذر بن ماء السماء ويوم بؤسه وسنمار والخورنق والسدير، وأعرف جانكيز خان وهولاكو وتيمور لنك وقطز ومرج دابق والظاهر بيبرس، وأعرف أبا فراس الحمداني وشجر الدر ولويس التاسع ودار ابن لقمان وقنصوة الغوري وطومان باي وباب زويلة والحاكم بأمر الله وأعرف كذلك أغلب قصص السيرة النبوية الشريفة وعشرات من أسماء وحكايات الأنبياء والخلفاء الراشدين والصحابة وكثيرا من الغزوات والفتوح الإسلامية.
هذه الأسماء التي ذكرتها سواء أكانت أسماء لأشخاص حقيقيين أو غير حقيقيين، أو أسماء لملاحم وسير شعبية أو قصص وحكايات وأماكن وواقعات وأحداث تاريخية أو أسطورية أو خيالية هي - رغم كثرتها - مجرد أمثلة فقط فما زلت أحتفظ في ذاكرتي بأضعافها، وقد قصدت ألا أصنفها فأضم كل اسم أو عنوان أو مكان إلى شبهه إلا قليلا وبشكل عفوي فوضعت الحقيقي أحيانا بجانب الخيالي والتاريخي بجوار الأسطوري وأسماء الأشخاص من قادة وأبطال ومؤلفين مع عناوين المؤلفات وذلك لأنها كانت جميعا في نظري إبان طفولتي وصباي أكثر من حقيقية وكان ومازال لها تأثير واسع المدى في حياتي: سلوكي وطريقة تفكيري وقناعاتي وطموحاتي، وإذا كان من إشارة مهمة أود لفت الانتباه إليها قبل ان أختم كلامي فهي أن النقد الأدبي وتاريخ الأدب عندنا مايزالان غير مهتمين بأدب الأطفال ولا بكتاب هذا الأدب، وحين يتحدث النقاد أو مؤرخو الأدب عن أحمد شوقي أمير الشعراء مثلا فإنهم يتحدثون عنه بوصفه صاحب القصائد الطوال في الوصف والمدح والرثاء والتاريخ والوطنيات والإسلاميات أو بوصفه منشئ المسرح الشعري في الأدب العربي فقط، وإذا كان من الضروري الكلام عن قصائد شوقي للأطفال ففى استحياء وعلى الهامش وكأن أدب الكتابة للأطفال أدب درجة ثانية أو أدب لا يستحق أن يؤرخ له ولا أن يدرس بأقسام اللغات في كليات الآداب ولا أن يوزن بميزان النقد، ولذلك فإن بعض الأسماء التي ذكرتها لكتاب قرأت لهم في طفولتي وصباي حالهم مع النقد وتاريخ الأدب العربي كحال أمير الشعراء أحمد شوقي بل أدنى بكثير، أما غالبيتهم فقد تراكم على أسمائهم تراب الظلم والإهمال واللامبالاة الأدبية وأصبحوا في ذاكرتنا الثقافية نسيا منسيا.
[HEADING=1][/HEADING]
-
سعد عبد الرحمن
* من أحد فصول الكتاب المخطوط "أسيوط .. حكايات وذكريات"
[HEADING=1][/HEADING]
[HEADING=1]m/sadabdrahman[/HEADING]
هذه الأسماء التي ذكرتها سواء أكانت أسماء لأشخاص حقيقيين أو غير حقيقيين، أو أسماء لملاحم وسير شعبية أو قصص وحكايات وأماكن وواقعات وأحداث تاريخية أو أسطورية أو خيالية هي - رغم كثرتها - مجرد أمثلة فقط فما زلت أحتفظ في ذاكرتي بأضعافها، وقد قصدت ألا أصنفها فأضم كل اسم أو عنوان أو مكان إلى شبهه إلا قليلا وبشكل عفوي فوضعت الحقيقي أحيانا بجانب الخيالي والتاريخي بجوار الأسطوري وأسماء الأشخاص من قادة وأبطال ومؤلفين مع عناوين المؤلفات وذلك لأنها كانت جميعا في نظري إبان طفولتي وصباي أكثر من حقيقية وكان ومازال لها تأثير واسع المدى في حياتي: سلوكي وطريقة تفكيري وقناعاتي وطموحاتي، وإذا كان من إشارة مهمة أود لفت الانتباه إليها قبل ان أختم كلامي فهي أن النقد الأدبي وتاريخ الأدب عندنا مايزالان غير مهتمين بأدب الأطفال ولا بكتاب هذا الأدب، وحين يتحدث النقاد أو مؤرخو الأدب عن أحمد شوقي أمير الشعراء مثلا فإنهم يتحدثون عنه بوصفه صاحب القصائد الطوال في الوصف والمدح والرثاء والتاريخ والوطنيات والإسلاميات أو بوصفه منشئ المسرح الشعري في الأدب العربي فقط، وإذا كان من الضروري الكلام عن قصائد شوقي للأطفال ففى استحياء وعلى الهامش وكأن أدب الكتابة للأطفال أدب درجة ثانية أو أدب لا يستحق أن يؤرخ له ولا أن يدرس بأقسام اللغات في كليات الآداب ولا أن يوزن بميزان النقد، ولذلك فإن بعض الأسماء التي ذكرتها لكتاب قرأت لهم في طفولتي وصباي حالهم مع النقد وتاريخ الأدب العربي كحال أمير الشعراء أحمد شوقي بل أدنى بكثير، أما غالبيتهم فقد تراكم على أسمائهم تراب الظلم والإهمال واللامبالاة الأدبية وأصبحوا في ذاكرتنا الثقافية نسيا منسيا.
[HEADING=1][/HEADING]
-
سعد عبد الرحمن
* من أحد فصول الكتاب المخطوط "أسيوط .. حكايات وذكريات"
[HEADING=1][/HEADING]
[HEADING=1]m/sadabdrahman[/HEADING]