د. محمود عطية - سلاح التكفير ضد التفكير ..!

حين ندمغ إنسانا بالكفر هل نحتاج اكثر من ان نصف حديثه كما جاء فى احد بيانات الأزهر بأنه "إثارة للفتنة وتشويه للدين وتشكيك فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، وتعريض فكر شباب الأمة للتضليل والانحراف، ومناهضة السلم المجتمعي والأمن الفكري والإنساني" بالتأكيد يكفى هذا الوصف ليس لتكفيره وحسب لكن لقتله أيضا..الاهم اننى حاولت معرفة ما هو معلوم بالضرورة ..لكننى فشلت وخفت ان افكر فيه ثانية حتى لا يتم تكفيرى!
صحيح لاسلطة دينية فى الإسلام إنما الاستخدام البارع لسلاح التكفير ضد التفكير أزهق كل محاولات التجديد وتنقية الفكر الديني مما لحق به من شوائب فى عصور الانحدار والتخلف.. وقائمة التكفير اشتملت على بعض المبشرين بالجنة مثل الإمام على الذي كفره الخوارج..!!
كما تم تكفير الإمام أبو حنيفة والإمام مالك بن انس وهما مؤسسي مذهبيين كبيرين من المذاهب الأربعة فى مدرسة الفقه الاسلامى.. كذلك كفر الإمام الغزالى والشيخ الأكبر بن عربى والإمام ابن تيمية .. كما لم يسلم من سلاح التكفير طائفة من اهم العلماء أمثال ابن رشد وابن سينا وابن الهيثم وغيرهم .
وغالبا ما كان حكم التكفير طائفيا منحرفا .. وهناك من استشهدوا بعد ان كفرهم السادة الفقهاء منهم المتصوفه مثل منصور الحلاج وشيخ الاشرق شهاب الدين سهروردى.. المؤسف انه حدث كل هذا رغم عدم وجود كهنوت فى الإسلام وتحريم التكفير..!
ومازال سيف التكفير مستمرا فى أيامنا فقام عصبة من الفقهاء الأجلاء بدعم وقيادة الهبات ضد نخبة من خيرة مفكرينا أمثال طه حسين والشيخ الذهبي ونجيب محفوظ وفرج فوده ونصر حامد أبو زيد والقائمة أطول من المساحة المتاحة هنا للكتابة.. !
وبعض هؤلاء الفقهاء الأجلاء كانوا وراء السلب والنهب وكشوف البركة مستترين وراء عباءة الإسلام.. والإسلام منهم براء وابتعدوا علما عقائديا اضحكوا علينا العالم وتستروا به وراء تخلفهم وتسببوا فى تخلفنا.
لم يعد لدينا مزيد من الوقت لإضاعته فى سفسطة فقهاء التكفير والعالم الاسلامى يعيش محنة قاسية من الممارسات الإرهابية والتفجيرات المبطنة بفتاوى التكفير والوعود بالحور العين.. والويل والثبور وعظائم الأمور تنتظر كل من يفكر فى تجديد الخطاب الديني وتنقية التراث وجاهز دائما سلاح التكفير ضد التفكير..!


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى