مصطفى معروفي - بلا عنوان

السؤال الذي خطر ببالي و أحببت أن أطرحه هنا هو:
ـ ما معنى أن تكون شاعرا في عالم يتضاءل فيه دور الشعر يوما عن يوم؟
أعتقد أن الشاعر الذي ما زال يحلم بأنه يستطيع أن يغير الواقع و أنه يوما ما سيستقيظ على واقع سعيد يختفي منه القبح و الألم هو شاعر واهم بحق,بل إنني أكاد أزعم أنه يفتقر إلى الشاعرية التي تقوده إلى الوقوف على حقيقته أو على ما آلت إليه حقيقته،و أظن أنه ربما فقد البوصلة التي كانت ستساعده على تلمس الطريق و سط أدغال أمازونية يضل فيها المهتدون.
ما يجري على أرض الأمة العربية الشاعرة ـ كذا ـ يعطي الانطباع بأن الشعر انحسر دوره ليبقى مجرد أداة وصف مليئة بالعواطف الجياشة و حتى غير الجياشة ،و لم يعد له دور المحرك و الدافع كما هو الشأن بالنسبة له في فترات التحرر الوطني.
إنه واقع لا يحسد الشعر و لا الشاعر عليه.
~~~
هناك قطيعة أو لنقل بتفاؤل شبه قطيعة بين النقاد و المبدعين الشباب،فالنقاد يرون في كتابات الشباب كتابات غير ناضجة، و لذا فالاهتمام بها - في رأيهم - سيكون مجرد مضيعة للوقت ، و العناية بها ستكون عناية في غير محلها.
إن الناقد يحب أن يبقى في برجه العاجي بعيدا عن شغب الشباب و ضوضائهم ، و يرى في النزول عندهم انتقاصا من قدره و تبخيسا لقيمته.
و حتى يستوعب النقاد خطورة موقفهم هذا فما على الشباب المبدعين سوى ان يظلوا قابضين على جمرة الإبداع و الاستمرار في قبضها إلى أن يقيض الله لهم من النقاد من يعطيهم العناية التي يستحقونها لكتاباتهم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى